هل قطر دعمت الثورات لوجه الديموقراطية أم لعيون الإخوان!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 4409 - 2014 / 3 / 30 - 20:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سألني أحد الأصدقاء تعليقا ً على موضوع سابق عقدت فيها مقارنة بين قناة الجزيرة وقناة العربية فيما يتعلق بتغطية مقتل الصحفية المصرية (ميادة) وذكرت أن كل قناة منهما لها هوى سياسي معروف !!.. فسألني قائلا : بربك هل الاثنان سواء !؟
فكان جوابي كالتالي : أخي العزيز سألتني بربي ويجب أن أجيب !... بصراحة القناتان كلتاهما تفتقد للنزاهة المهنية والموضوعية والحياد ..كلتاهما وراءها دولة عربية تمولها وتوجهها في بعض القضايا العربية حسب هوى هذه الدولة السياسي !... كلتاهما منحازة لفريق سياسي بعينه في دول ثورات الربيع العربي والأمر واضح لكل مراقب موضوعي! ... فإنحياز السعودية وقناة العربية لخصوم الإخوان أمر ثابت وواضح لا يمكن إنكاره وإنحياز قطر وقناة الجزيرة للإخوان المسلمين أمر واضح لا يمكن إنكاره أيضا !.. إلا أن موقف عداء السعودية للإخوان مفهوم بينما ولاء قطر للإخوان يبدو ربما غير مفهوم !!.. إلا أن الشئ الثابت أن الدولتين كلاهما حليف إستراتيجي للولايات المتحدة الإمريكية !!... ورغم عدم وضوح ولاء قطر لجماعة الإخوان المسلمين إلا أن دعمها لهم أمر واضح ولا يمكن إنكاره إلى درجة أنني أصبحت أشك في أن إنحياز قطر والجزيرة لثورات العربية لم يكن أصلا ً لوجه الله أو وجه هذه الشعوب !!.. بل لوجه وعيون الإخوان المسلمين على أمل أن يكون هؤلاء هم حكام دول الربيع العربي الجدد خلفا ً للحكام الذين أطاحت بهم ثورات الشارع العربي!.. هذا يبدو لي ما كان يعول عليه حكام قطر أم تريد إقناعي بأن قطر دولة تعشق الديموقراطية والحرية السياسية للشعوب أو أنها دولة تطبق الشريعة الإسلامية !!!؟؟؟......... لا هذا ولا ذاك بل هي دولة أداة في لعبة دولية أكبر من حجمها ولأن أمريكا والغرب اعتقدوا أن من سيخلف العسكر في دول الربيع العربي هم التيار الإسلامي فإنهم ظنوا أن الإخوان هم أخف الضررين وأهون الشرين خصوصا عندما رأوا ماذا فعلت (حماس/الإخوان) عام 2009 بتنظيم (أنصار الإسلام) السلفي الجهادي في غزة عندما أعلن هذا الأخير إقامة إمارة إسلامية من مسجد (إبن تيمية) هناك فما كان من قوات (حماس/الإخوان) المدججة بالسلاح إلا أن إقتحمت المسجد بالقوة وقتلت أمير مؤمني جماعة أنصار الإسلام وقتلت أنصاره وأنهت حلم الإمارة الإسلامية بالقوة وبشكل صارم لا هوادة فيه ... فعندها أدركت عدة دول غربية أنه يمكن أن يكون حكم الإخوان سدا منيعا في وجه تطرف المجموعات المتطرفة المسلحة التي تنتمي لما بات يعرف بالسلفية الجهادية من أخوات القاعدة !!!؟.
فتقديري أن أمريكا والغرب بعد إشتعال ثورات العربي اعتقدوا أن الحكم سيكون للإسلاميين وظنوا أن قاعدة الإخوان الشعبية كافية لوصولهم للحكم بسهولة والبقاء فيه فراهنوا على أن حركة الإخوان المسلمين هي من سيسد الفراغ السياسي الذي سيتمخض عن إسقاط حكم الطغاة العسكر في تونس ومصر وليبيا ولكن سرعان ما تكشفت لهم أمور أخرى منها أن قاعدة الإخوان الشعبية خصوصا في ليبيا ليس كما كانت تتوقع وليست كما يقول لهم القطريون!.. وهنا بدأت التراجع والمراجعة عندهم ومن هنا جاء إنسحاب الشيخ (حمد) من الإمارة ربما لأن نصائحه لأمريكا التي مفادها أن الإخوان هم أهون الشرين وأخف الضررين وأنهم قادرون على ملء الفراغ السياسي في دول الربيع العربي وأنهم يملكون قاعدة شعبية ضخمة في ليبيا ومصر تؤهلهم للحكم بلا منازع كانت نصائح وتقديرات خاطئة أو مغشوشة ومتحيزة!.

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات