|
قوات البش مركة وايقاف ضخ النفط من حقول كركوك (الفعل وردة الفعل) .
حمزه الجناحي
الحوار المتمدن-العدد: 4398 - 2014 / 3 / 19 - 21:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الصراع الدائر بين الحكومة المركزية في بغداد وبين الحكومة المحلية لإقليم كردستان في اربيل لم يكن وليدا لفترات اقرار الموازنة لهذا العام او للأعوام الماضية بل هو صراع ارادات اصبح اكثر وضوحا في فترات اقرار الموازنة والذي صار اكثر وضوحا في السنتين الاخيرتين الذي يظهر ويبان الوجه الحقيقي لمكانة المركز لدى القادة الكرد حتى يصل في كثير من الاحيان الى التهديد والوعيد باستخدام القوة من قبل احد الاطراف .. وللأسف ان حدة هذه التوترات تزداد في فترات الانتخابات التشريعية ويصبح التسويق الدعائي في اشدة في هذه الفترة ايضا ,,,لماذا الصراع ؟ ومن هو المحق ؟ومن هو صاحب الحق ؟ ومن هو المتضرر الاساس ؟؟ لنبدأ من اخر السؤال ونقول بالتأكيد ان المتضرر او الخاسر الاكبر هو المواطن العراقي في كلا المكانين في الاقليم وفي باقي المدن العراقية لكن الاكثر ضررا هو المواطن في الجنوب وبوضوح ليس لأنه صاحب الارض المعطاء فقط بل لأنه الشخص الذي باتت الثقة لديه معدومة بكل الاطراف ولأقولها بصراحة متناهية وبلحاظ الواقع وليس بالتحليل السياسي ان المواطن في جنوب العراق يتفاجأ يوميا من الموقف الغريب لقادة الاقليم من العراق ككل ومن المركز كحكومة بخصوصية .. الخطأ الجسيم الذي وقع به العراقيين هو المطاطية في التفسير لفقرات الدستور والذي تتحمل اوجه عديدة للتفسير وبالتالي من حق كل طرف يفسر ويرى بعينه لفقرات الدستور وحسب مصالحه وهذا اعطى دفعا كبيرا للخطأ الجسيم الذي يمر به البلد وخاصة في فقرات الصلاحيات بين المركز والاقليم وانعكس سلبا على العلاقة بين الطرفيين هذا بالأساس هو سبب ولب الصراع والسبب الاخر هو المصالح والمكاسب التي لابد من تحقيقها في اقرب واسرع مدة ممكنة ولغاية الوصول الى القدرة التامة لإعلان الدولة الكردية وهذا ليس مفاجئ على العراقيين اللذين صاروا ينتظرون هذا اليوم والبعض منهم بدأ يحسبه بالأيام وينتظر البيان رقم واحد واعلان الدولة ..لكن الحقيقة ان هذه الفترة غير مناسبة لأن مقومات الدولة لم تحن بعد وبالتالي فأن الاعلان عن الدولة الكردية ربما يجابه برفض شديد ليس من قبل العراقيين اللذين سيرحبون به بل من قبل الدول المجاورة لإقليم كردستان وخاصة ايران القوية وتركيا التي تتعامل مع قادة الاقليم ليس محبة بهم بل للحصول على مكاسب اقتصادية . كل من الطرفيين يسوق للعلن مبرراته واحقيته لكن الحقيقة المرة الاطراف جميعها ليس على حق بل لأنها على دفة الحكم تعلن الاحقية وعندما نأتي الى اساس الصراع الذي هو ارادات متصارعة نرى ما يشبه العدوانية المفرطة بين المركز والاقليم للأسف .. اليوم ما سمعته من بعض التسريبات ان السيد مسعود البرزاني القائد العام للقوات المسلحة في الاقليم ربما سيتخذ موقف غير متوقع وهذا الغير متوقع سمعناه منذ نشوب ازمة الموازنة بين الاقليم والمركز وكانت الكثير من التكهنات ظهرت للغير متوقع من السيد مسعود وهذه التسريبات ان السيد مسعود سيحرك قواته العسكرية المتمثلة بالبيش مركة لإيقاف ضخ النفط من كركوك الى تركيا لمعاقبة بغداد على اعلان الموازنة ومطالبتها بأموال النفط التي تصدر من الاقليم الى خارج العراق .. الخطأ الفاتح الذي سيقع فيه الاقليم وبالذات السيد مسعود في تحريك القوات الكردية لهذا العمل وفي الوقت نفسه يطلب من بغداد برفدها برواتب البيش مركة كمنظومة امنية تابعة للقوات الامنية العراقية وهذه مفارقة غريبة وعجيبة كيف ذالك وهل القوات الوطنية تمنع ضخ النفط وهل هذا من صميم عملها منع العراقيين بالتمتع بثرواتهم النفطية وايضا يعطي سببا وجيها للمركز بالإصرار على عدم اعطاء رواتب البيش مركة لأنها لا تعمل وفق الاوامر الصادرة من المركز وهذا معروف من زمن ليس بالقليل لكن ستتجلى بوضوح في حالة تنفيذ الغير متوقع من قبل السيد مسعود ...وحادثة عدم امتثال الضباط والمراتب الاكراد لأوامر ضباط الجيش العراقي وتركهم الجيش والانضمام الى القوات الكردية الا صورة لم ينساها العراقيين ابدا ,,قبل بضعة ايام ارسلت رسالة واضحة المعالم من حكومة الاقليم الى المركز راها وسمعها العراقيين بوضوح واستنكرها غالبية العراقيين حتى المتعاطفين مع الاكراد تلك الرسالة كانت بتقليل الحصص المائية لنهر دجلة من سدي دوكان ودربن دخان ليصل الحال الى ماء الشرب لبعض المحلات والقصبات في مدينة كركوك ليصبح الشح المائي واضحا في تلك المناطق ولهذا اليوم مع العلم ان الموارد العراقية تعلن يوميا ان خزانات السدود مناسيبها في اعلى قمة القراءات ومنذ اكثر من عقدي من الزمن لم تصل الى هذا المستوى,, الاكراد على العموم ومنذ 2003 وضعوا سياسة واضحة المعالم الا هي كسر هيبة بغداد بكل الطرق والتقليل من شأنها في الداخل وفي الخارج والخطأ التي تقع فيه بغداد سنويا تقع فيه ثانية في كل عام ولم تكترث لنتائجه حتى وصل الى ما هو عليه ابتداءا من السفارات والمنافذ الحدودية وسمات الدخول والعوائد النفطية والقرارات الفردية على حساب المركز ليصل الحال ان السيد مسعود يعتبر بغداد مدينة غير عراقية او ان العراق لا يمثل له شيئا والدليل انه لم يزر بغداد منذ سنوات وحسب بعض المصادر الشعبية في الاقليم ان السيد القائد العام لقوات البيش مركة يعتبر بغداد والعراق غير مهمة بالنسبة له الا امر واحد هو مدى الفائدة من بقرته الحلوب الا وهي مدينة البصرة ,,وكأن تجربة الاقليم في العراق هي التجربة الوحيدة في العالم ولا توجد دول فدرالية غير العراق وكأنه التجربة الوحيدة التي ستعلم دول العالم درسا في معاني الفدرالية ... طبعا الميزانية ليس كل شيء بل ان الميزانية جزاها الله خيرا تظهر الوجه الحقيقي لقادة الاقليم الذي يقفون بالضد الواضح من وجود حكومة تحاسب وتجادل وترسم خارطة طريق لسياسة اقتصادية للعراق جميعا والاقليم جزءا من هذه السياسة ,,, أ أخذ ما اريد ولا اعطي اي شيء مما عندي ..هذا الشعار مرفوع بصورة علنية في الاقليم اليوم فصادرات النفط من كل محافظات العراق للإقليم حق فيها لكن صادرات النفط من الاقليم حق للإقليم فقط وهذا امر يرفضه حتى الجاهل فمن غير المتوقع ان يسمح لك ابناء البصرة وميسان والناصرية ان تكون لك الحرية الكاملة بدس يدك في جيوبهم وتمنع ايديهم من دسها في جيوب ابن اربيل والسليمانية ودهوك فالجميع شركاء والجميع يتقاسمون الرغيف .. لو فرضنا ان السيد مسعود نفذ تهديداته الغير متوقعة اعتقد ان رد الفعل سيكون جدا قاسيا ولعله غير محسوب نهائيا وغير متوقع ليس بالتحرك العسكر وارجو الانتباه لذالك من قبل قادة الاقليم فعندما يوقف الاخوة الاكراد ضخ نفط كركوك معناه انهم يضعوا التراب ومخلفات البشر في لقمة العراقيين وهذا غير ممكن حتى التفكير فيه لذالك الانتباه لابد منه والحسابات يجب ان تكون دقيقة جدا منع مليون برميل يوميا من نفط كركوك معناه ثلث كمية التصدير النفطي العراقي ستتوقف ومعناه ان الوضع الاقتصادي سيتأثر جدا .. ماهي ردود الفعل المتوقع من قبل المركز حسب اعتقادي المتواضع ان البضائع القادمة من المنافذ الكردية ستوقف تدفقها الحكومة المركزية وستضع لها محددات بمداخل جديدة في مدن الوسط والجنوب وستخضعها للضرائب خاصة وان ضرائب المداخل الكردية لا ترجع الى بغداد منذ سنوات كذالك فان حركة الطيران لمطارات الكردية هي الاخرى ستتوقف وهذا معلوم لأن السيطرة الجوية لحركة الطائرات المدنية بيد سلطة الطيران المدني المركزي وخيار اخر ان المواطن العربي الذاهب الى كردستان ربما ستحدد سفره بالدخول والخروج وتضع شروط وبالتالي هذه التوقعات واخرى اصعب واشد من تلك التي ذكرناه ستؤثر تاثيرا كبيرا على الاقليم وستبدأ بغداد بحث الدول الاخرى ومنها ايران وتركيا بالتعامل بشروط بغداد مع الاقليم لأن بغداد اليوم دولة نفطية مؤثرة على الاقتصاد الدولي ولا تتوقع من قادة الاكراد ان يتعاملوا معها كما لو أنها في العام 2003 او 2004 بل اصبحت بغداد مختلفة وذات قرار لابد من التعامل معه بحذر ومن يعتقد ان بغداد تحتاج للإقليم فهو واهم وهما كبيرا وحتى لو تم ذالك فأن الاقليم لا يمكن له ان يصدر نفطه بحرية دون بغداد لأنه سيواجه بالاتفاقات العراقية مع تركيا والدول الاخرى بملاحقة اي نوع من انواع النفط المهرب من الاراضي العراقية في اي بقعة من بقاع العالم والحجز عليه وهذه اتفاقيات ليس حديثة بل منذ عشرات السنين وسيجعل من سكان الاقليم محرومي من فوائد العراق .. يعلم العراقيين جيدا ومن الممكن ان تسمع ذالك من ابسط المواطنين خبرة ودراية بالشأن السياسي والاقتصادي ان الاقليم يهرب النفط وان نسبة سكانه ليست بمقدار17% من سكان العراق وان قادة الاقليم يتجاوزون على اموال العراق والسكوت عن كل ذالك ليس خوفا او عدم دراية بل لأن الشعب يعي ان الاقليم هو جزء من العراق فلا حيف ولا مشكلة في ذالك لكن عندما يصل الامر الى التهديد بالغير متوقع سينقلب السحر على الساحر .. ماهي الحلول اعتقد ان هناك حل واحد يرضي الجميع وهو وضع اموال العراق في كيس واحد وتتقاسم فئات الشعب لقمة العيش منه يجوع الجميع ويثري الجميع في وقت واحد ولا فضل لاحد على احد .
حمزه__الجناحي العراق __بابل [email protected]
#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قتلوا اطفال العراق ..واستلموا رشوة مليون دولار .
-
رافع العيساوي وطارق الهاشمي شخصان انسحبا من الصورة بهدوء .
-
الى كتاب ومثقفي العراق رفقا بقلوبكم واحترسوا من المجهول .
-
7 ملايين -$- تكلفة اليوم الواحد لحرب الانبار والفلوجة..
-
عدم قدرة الاقليم دفع رواتب موظفيه ابلغ رسالة للسياسيين الاكر
...
-
قبل الفا وثلاثين من السنين
-
المعقول واللامعقول,, من المانيا نستورد لوحات ارقام السيارات
...
-
قانون التقاعد العراقي ..حقائق غير معلنة.
-
عش الدبابير..
-
بالرفاه والتقدم على الاقليم وأهله .. لكن الا يستحق ابن البصر
...
-
كيف دخل امراء الحرب الخليجيين الى صحراء السماوة ومن اعطاهم ا
...
-
كيف يسمح وزيري التربية والتعليم في العراق بهذه المهازل؟
-
ما صحة دخول داعش الى الفلوجة بعد الضربة ..وهل هي وحدها هناك.
...
-
. اليس الوقت مبكرا على الرحيل ...؟
-
عندما ترقص المجانين احتفالا
-
شكرا للذين عرفوني عليك
-
المجالس المحلية لم تكن هي السبب...الحكومة والبرلمان هما السب
...
-
كان لي هناك حبيب
-
اللذين قطعت رؤوسهم السعودية.. عراقيون من كربلاء والنجف والسم
...
-
الكويتيون رسالة قوة.. ووزير خارجية العراق يبلعها
المزيد.....
-
جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال
...
-
الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا
...
-
فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز
...
-
سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه
...
-
مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال
...
-
جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
-
قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
-
البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة
...
-
مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
-
-الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد
...
المزيد.....
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
المزيد.....
|