أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - رشيد عوبدة - أي مدخل لدمقرطة الدولة : التعددية الحزبية أم دمقرطة الأحزاب؟














المزيد.....

أي مدخل لدمقرطة الدولة : التعددية الحزبية أم دمقرطة الأحزاب؟


رشيد عوبدة

الحوار المتمدن-العدد: 4378 - 2014 / 2 / 27 - 21:58
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


تحرص جل دساتير الدول الديمقراطية على التنصيص صراحة على ضرورة و أهمية التعددية السياسية كأساس لكل بناء ديمقراطي، علما أن الديمقراطية في الأصل هي ضمانة لتدبير الاختلاف، ولئن كان وضع المغرب خاصا لأنه أقر "التعددية الحزبية" لا "التعددية السياسية"، و مؤشر ذلك هو أن الأحزاب على كثرتها لا تملك حق القرار السياسي مهما كان حجمها و مهما كانت مرجعيتها الإيديولوجية..
إن المغرب اختار منذ الاستقلال تفادي اختيار نظام الحزب الوحيد كما هو حال مجموعة من الأنظمة السياسية حديثة العهد بالإستقلال، هذا الاختيار تجلى في كل دساتير المملكة التي شَرَّعَت للتعددية الحزبية، وقد فطن النظام السياسي المغربي مسبقا إلى أن التعددية الحزبية منسجمة مع التعددية الثقافية و كذا التعددية العرقية، الفكرية، الدينية إضافة إلى تعددية البنيات الطَّبقية، و يعتبر النظام السياسي ،الذي يتزعمه ملك البلاد، بمثابة الموحد لهذه التعددية بل إنه الفاعل الرئيسي والمركزي الذي تناط به مهمة تدبير الأزمات الناتجة عن هذه التعددية (الفصل 7 من دستور المملكة 2011 "نظام الحزب الوحيد غير مشروع")
يعتبر مسلسل الديمقراطية بالمغرب كما هو الحال بالنسبة لجل دول العالم غير ممكن التحقق بدون مُخْرج و فاعلين على الساحة السياسية، هؤلاء الفاعلون طبعا هم الأحزاب التي من المفروض فيها أن تنتهي من صناعة زعماء سياسيين يملكون "المشروعية التاريخية" أو "الكاريزمائية" و التأسيس للمشروعية العقلانية ألا وهي "المشروعية الديمقراطية" ، التي لا تتأتي فقط بالاحتماء الكَمِّي بصناديق الاقتراع و إنما أيضا بالإلتصاق بمبادئ الديمقراطية النوعية أيضا .
ما تعيشه الأحزاب السياسية المغربية الآن هو انتقالها لهذه الشرعية الديمقراطية العددية، لكن جوهر الأحزاب لازال غير مؤمن بالممارسة الديمقراطية، فبالنظر إلى الحالة السياسية التي يعيشها أغلب القياديين السياسيين تجد بأنهم يعانون من حالة الإنفصام السياسي المزمن ، إذ يصرحون بتعاطيهم الشكلي للديمقراطية في حين أن مضمون الممارسة السياسية عندهم يُعَرِّي تنكرهم وكفرهم بها ، إذ كيف يعقل أن مختلف القرارات السياسية للأحزاب تبقى بمنآى عن أي انتقاد أو إدانة، علما أن طابع القداسة أُزيل بالمغرب بمقتضى دستور 2011 عن عاهل البلاد وقائدها و تم تعويضه بالاحترام(الفصل 46 من دستور المملكة "شخص الملك لا تنتهك حرمته، و للملك واجب التوقير والاحترام")، لكن القياديين السياسيين لازالوا يعتقدون في قدسية مواقفهم و تعاليها عن كل نقص. ولعل مؤشر تغييب المواقف المُعارِضة داخل التنظيمات الحزبية هو التضييق عليها من طرف الإعلام الحزبي مع أن دستور المملكة في فصله 28 الذي يعتبر أسمى من كل القوانين بما فيها قوانين الأحزاب لم يَهْضِم المعارضة حقها،وقد أبدت مجموعة من الأحزاب رفضها لمأسسة التيارات المعارضة لتوجهات الأغلبية داخلها، وهذا الواقع يبرز أن إمكانية نقل الديمقراطية للمجتمع يبقى أمرا منحسرا بحكم غياب قياديين مؤمنين بالديمقراطية شكلا و مضمونا، مع العلم أن المهمة المناطة بالأحزاب وفق المقتضيات الدستورية هي تأطير المواطنات والمواطنين و تكوينهم سياسيا و تعزيز انخراطهم في الحياة الوطنية و في تدبير الشأن العام(الفصل 7 من الدستور)،الأمر الذي من شأنه تأخير عملية الإنتقال إلى دمقرطة الدولة، التي لا يمكنها أن تتحمل وحدها مسؤولية التأخير في الإنتقال الديمقراطي، الذي استهلكت فيه الأحزاب زمنها السياسي و رصيدها النضالي منذ حكومة الاستاذ "عبد الرحمان اليوسفي" و صولا إلى حكومة الأستاذ "عبد الاله بنكيران" .
و بالنظر الى جل مقتضيات دستور 2011 يمكن القول أن قوانين الدولة أكثر ديمقراطية مقارنة بقوانين الأحزاب المغربية التي لا زالت تبحث عن صياغات لإحكام سيطرتها على التنظيمات، مع رفع شعارات الديمقراطية كَفَزَّاعَة في وجه الدولة، علما أن دمقرطة الدولة تتحقق بدمقرطة مؤسساتها التي تشارك فيها النخب الحزبية التي هي بالضرورة غير مروضة على الفعل الديمقراطي في شقه المبدئي . و الأكيد أن العبور إلى الضفة الديمقراطية يقتضي بالضرورة التوفر على مراكب يؤمن ربابنتها بالديمقراطية لا بالمصالح الذاتية.

بقلم :ذ. رشيد عوبدة



#رشيد_عوبدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتهامات و ردود : -للتاريخ مكانين لاثالث لهما !!-
- ما معنى أن تكون بلطجيا؟
- مؤسسة تعليمية بآسفي تركب التحدي: إنتاج أول فيديو كليب بشمال ...
- فلسفية سؤال -ما الفلسفة؟ -
- شكرا سيدي -رئيس الحكومة المحترم...-
- -الحقيقة تظهر مع زلات اللسان-
- الجسد شرارة حراك...الجسد أيقونة تغيير
- الفلسفة و العلم : عودة الى حضن الام !!!
- تدهور اللغة السياسية من تدهور السياسة
- الفلسفة الغربية الحديثة وإشكالية منهج المعرفة
- علم الكلام و الفلسفة الاسلامية
- -الرُّؤْيَا- في السّيَاسة ... سياسة !
- -الدولة المدنية الوطنية- بديل عن الدولتين:-الثيوقراطية- و -ا ...
- لوك الكلام في ما بين حرية التعبير و الوقاحة من انفصال
- لقد نفد رصيدكم ...المرجو تعبئته بأسرع وقت !!!
- الخطاب الملكي : هل هو جرعة سياسية لإنقاذ التعليم المغربي؟
- سؤال الهوية : بين دور العائق ومسوغ الإقلاع
- الإيديولوجيا وسيط ضروري للفعل في التاريخ
- اللاوعي : هل هو ابتكار فرويدي ؟


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - رشيد عوبدة - أي مدخل لدمقرطة الدولة : التعددية الحزبية أم دمقرطة الأحزاب؟