|
لماذا الإيمان ولماذا يؤمنون .
سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 4378 - 2014 / 2 / 27 - 02:45
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون (37).
فى هذه السلسلة من "لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون" قدمنا ملامح كثيرة وعديدة لأسباب ميل الإنسان نحو الإيمان بفكرة الله والأديان ليتبنى كل مقال مشهد وسبب موضوعى أنتج فكرة الإيمان. اعتبر فكرة الإيمان بوجود إله فكرة شديدة الثراء وإلا ما كان لها حضور حتى الآن فهى تحمل فى احشائها الكثير من الحاجات النفسية العميقة ومن هنا أتصور أن فكرة الإيمان مازالت تحمل فى ثناياها الكثير من إحتياجات الإنسان التى يقبض عليها فى صندوقه الأسود عازفاً عن إخراجها ,لذا أقدم هذا البحث فى شكل تأملات جديدة تتحسس الظروف النفسية والموضوعية التى أنتجت فكرة الإله والإيمان مع تصورى أن الكثير من هذه التأملات جدير أن يتم إستنطاقه وتفريده فى مقالات خاصة تسترسل فى إيضاحه وتفصيلاته وقد يأتى هذا لاحقاً بعد تقديم الجزء الثانى من " لماذا الإيمان ولماذا يؤمنون ".
* أتذكر عندما كنت ألاعب إبنى وهو طفل صغير فى حديقة الحيوان لأتعمد أن أختبأ عنه ليبقى وحيداً فلا يرانى لأراقب نظراته وملامح وجهه وأنا مختبأ لأجده فى حالة خوف وقلق ليجهش بالبكاء ثم أظهر بعدها من مخبئى لأجده يهرول متعلقا بساقى. من الخوف والإحساس بالإغتراب والتيه آمن الإنسان بفكرة إله كحال ولدى الصغير الذى أحس بالإغتراب من الوجود المحيط به بدون سند حامى ,فالطبيعة غير معتنية ولا مكترثة ولا مترفقة لذا خاف من التيه وفقدان الأمان الحانى لتكون فكرة الإله هى السند والأمان للإنسان فى طبيعة صدرت له الخوف والإحساس بالتيه. لا تستطيع القول أن الإحتكام لمشاعر الصغير خاطئة لتقييم فكرة ,فالكبار كانوا أطفال لتظل تلك المشاعر التى نراها طفولية أو صبيانية أو شبابية موجودة معنا حتى نهاية العمر لنقول فقط أنها كامنة , تتوارى وقد تخبو أو تضعف أو تنشط أو تتدفق وفق المرحلة السنية ولكن لن تموت الأحاسيس والمشاعر فمثال ابنى الذى بكى عندما أحس انه وحيدا هو مثال قوى لإحساس عقل بالإغتراب لم يمتلك القدرة على الإعتياد والمرواغة . أحلام الإنسان تتخطي قدراته بكثير ليتمسك بفكرة وجود حى مثله يستوعبه ويحتضنه ليخلصه من الشعور بالتيه والإغتراب من طبيعة قاسية .
* يخاف الإنسان من الشعور بالمسئولية تجاه الطبيعة مدركاً أنه لا يستطيع التحكم فيها منفرداً لذلك بحث عن ذلك الرفيق التخيلي الذى هو الإله ليلتصق به مستحضراً هذا الرفيق الإفتراضى متوسماً وفقا لتصوراته وتخيلاته قدرته على تحقيق أمانه والإعتناء به في أي وقت ليعطيه بعض الثقة والتماسك كون الإنسان كتلة من الخوف ,فهو يخاف المسئولية والوحدة والإعتماد على قدراته الشخصية الخالصة فى مواجهة الطبيعة لذا نرى الكثير من المؤمنين يحتفظون بنسخ صغيرة من القرآن أو الكتاب المقدس أو صور القديسين أو أيقونة للعذراء مريم فى ملابسهم ,كما تجد استدعاء الله أو قديس من القديسين عند كل ملمة فهو الصديق التخيلى الذى يتم إستدعاءه للحصول على الأمان والإعتناء .
* يقع الانسان فى مسيرة حياته بين رحى صراع الأضداد المتمثل فى الإرادة والمقدرة ، الرغبة والإشباع، النية والنجاح، التخيل والواقع، الفكر والوجود.فرغبات الإنسان شاسعة فى تطلعاته ولكنه ذو إمكانيات محدودة لتسبق التطلعات الإمكانيات دوماً وهذا سر تطور وإبداعية وجمالية الإنسان لذا فى ظل هذا التفاوت جاء الدين ليتجاوز حالة الإخفاق هذه فيشعر أن ما يرغب فيه ليس مستحيلا، ليضع امام قدرات الإنسان المحدودة كيان غير محدود القدرات يمكنه تنفيذ هذه الرغبات .فالموضوع الأساسي للدين أن يتخطى الإنسان حدود التخبط الوجودى والعجز والمصادفات بوجود من يعبر به هذا التيه , لذا لم يتوانى الإنسان عن تقديم الخضوع المتمثل فى العبادة لكل ما يتصور ان لديه القدرة على تحقيق أمانيه فكانت آلهة المطر والشمس والنهر ,فالآلهة تُجسد جوهر رغبات الإنسان المتعثرة لذا تجد المؤمن يرتبط بآلهته في وقت المحن أكثر من أي وقت آخر حتى تتحقق رغباته.
* من أسباب خلقنا لفكرة الإله عجزنا عن البوح بأسرارنا الخجولة فلا نجد من يستوعب بوحنا وضعفنا لذا تكون الصلاة هى الملائمة للبوح بدون خجل ,وهذا يفسر لماذا يجد البعض راحة نفسية عند الصلاة الإرتجالية التى لا ترتبط بطقوس ,فنحن نبوح بضعفنا الذى نخجل أن نبوح به لأحد فنجد راحة فى إزاحة هذا الهم عن كاهلنا . الاديان التى تتيح لمريديها هذه الفسحة من الراحة تنفس عن كبت شديد وتمنح شعور بالسلام والتشبث بالدين كما فى سر الاعتراف بالمسيحية .. لذا البشر الذين يمتلكون رفيق يمكن أن يبوحوا له بأمان وإرتياحية ليسوا فى حاجة ملحة للإيمان.
* بقدر ماهو مزعج وسلبى العيش فى إطار فكرة الله المُخترق المتجسس كراصد ومراقب إلا أنه سبب من أسباب الإيمان به فقد تسلل فى وعى الإنسان أن الله يعلم كل دقائقنا وأسرارنا الداخلية ليخترقنا ويتغلغل فى ثنايا ملفاتنا الداخلية التى لا نريد أن يطلع عليها أحد .. تكون العبادة هو طلب الستر والحجب وهذا ما نجده فى أمنيات البسطاء من توسمهم أن يستر الله ضعفهم ولا يفضحهم ليقولوا عنه "الستار" ... نفس الفكرة ولكن بشكل مغاير تجدها فى المسيحية عن إله يمكنك البوح له بأسرارك التى يعرفها ليستقبلها بترفق . الإنسان يحتاج لمن يبوح له بأسراره التى تضغط على أعصابه ويخشى البوح بها للآخرين ليتوهم أن هناك من يعلمها فليقدم له القرابين والعبادات حتى لا يبوح بها .
* الله عالم الغيب وحده .هذه العبارة التى ُتطلق على الله كعالم الغيب وحده لها عمق شديد تترجم رؤية ورغبة إنسانية فى ترفق باللحظة القادمة . لوقلت أن الله عالم الغيب وحده وتأملتها بشكل سريع فستجدها بلا جدوى أو أهمية أن يكون الله عالم الغيب فبماذا إستفيد من معرفته هذه , فأن يكون عادلاً ورحيماً وكريماً فهى أشياء أستفيد منها ولكن ما مبلغ إستفادتى من كون الله يعلم الغيب أم لا ليخيل لك أن هذه صفة من صفات الله المنفصلة المستقلة عن الإنسان وليست حسب قول اللادينين ان الإنسان خلق إلهه بمنحه صفاته . الإنسان الذى جعل إلهه عادلاً وغفوراً ورحيماً ورؤوفاً هو الذى جعله يعلم الغيب لأن معرفة الغيب رغبة دفينة فى داخل عمق حيرة الإنسان الوجودية أمام المجهول القادم لتتشكل بالنسبة له فضول كبير يعجز عن حسمه وتلمسه ولكن يتمنى فى أعماقه سبر أغواره . الإنسان هو الكائن الواعى الوحيد الذى يمتلك ذاكرة عالية تميزه عن باقى الكائنات الأخرى ولكنه يتفرد فى وعيه بالإحساس بالزمن فهو يدرك أن هناك لحظة زمنية مضت ويعيش لحظة حاضرة وآنية ,كما يدرك أيضا أن هناك لحظة زمنية فى الطريق سيعيشها وهنا مربط الفرس فمن خلال هذا الوعى إنفصل عن الطبيعة بوعيه وإدراكه ليصبح راصداً لها . الإنسان ذاق اللذة والألم وإختمرت فى ذهنه الإحساس بهما من خلال تجاربه الماضوية ويعلم أن اللحظة المستقبلية ستحمل المزيج من الالم واللذة كالتى تعاطى معهما ولكن المستقبل غير حادث لذا هو يترقب ويتوجس مما هو قادم فالمستقبل يحمل له المجهول بكل أطروحاته من ألم وراحة . من طبيعة الإنسان التوجس من الألم أكثر من إستبشار الأمل فالمصيبة القادمة أولى بالإهتمام من اللذة فلنجعل الإله يقوم بمعرفتها فقد جعلناه عالم الغيب وعليه أن يكون ملماً بها وطالما هو رحيم ورؤوف فليمارس فعله فى الحفظ والنجاة مما هو قادم فى أى يسترها معنا ولا مانع هنا من صلوات وقرابين ونذور لتفعيل الإله الحافظ الستار .
* تناولت فى مقال سابق بعنوان الله وورق الشجر ما يروج عن المعرفة الإلهية المطلقة ليرى المؤمن أن الله يعلم مصير كل ورقة شجر تسقط على سطح الأرض منذ البدء وحتى نهاية الحياة وأقول فى تأملى هذا لماذا فكر هذا الإنسان فى هذه الفرضية الغريبة ليخلق فكرة معرفة الله بسقوط اوراق الشجر ..أرى ان الفكرة نشأت ليست لتمجيد فكرة الإله بل من جهل وإنسحاق أمام وجود غامض يبحث عن معنى لسبب سقوط اوراق الشجر .!
* نحن نؤمن لأننا لا نعلم ولا نجزم برمية الزهر القادمة ومن هنا خلقنا من يعلم بتلك الرمية -لا نريد أن نعترف بأن رمية الزهر التى هى حياتنا ذات عشوائية خاضعة لظروفها المادية المحضة , فتوجسنا من اللحظة القادمة المتمثلة فى رمية زهر مجهولة لا ندركها لتشكل لنا علامة استفهام كبيرة تهز استقرارنا وتوازننا فنحن امام المجهول المتمثل فى الزمن القادم حاملا معه الغموض والريبة والخوف لنخلق فكرة الإله القادر أن يرتب القدر فلا نتصادم مع عشوائية وفوضى الحياة . الإيمان هو الخوف من لحظة مستقبلية تحمل الألم , ولولا الألم ماخلقنا آلهة ولا أوليناها أى إهتمام . . من رحم الوعى المشوش عن الألم جاءت كل الخرافة .
* السلام والأمان بمفهومها العميق أهم قيمة وجودية للإنسان ,فلا تتصور أن العدالة والحرية هى القيم العليا بل هى وسائل وغايات لتحقيق الأمان والسلام . نتيجة جهلنا وخوفنا وقلقنا على سلامنا وأماننا أبدعنا الآلهة والأديان لتخلق لنا سلام منشود لذا تلاحظ أن الإله هو السلام فى كل المعتقدات ولابد أن يمتلك القدرة والمصير والإعتناء والقوة لتحقيق السلام أو نزعه . عندما نحقق سلامنا بوعى مُدرك سنصل للعدل والحرية فلن نحتاج الخرافة حينئذ ..الأديان والإله هى الصنم الأكبر لوهم سلامنا
* الخوف من الغد هو الباب الملكى لتمرير الخرافة..فالقلق والتوجس من الغد سيمنح الحياة لمنظومات ميتافزيقية أن تتواجد فعليها أرمى قلقى وتوترى وأهرب من هموم الغد فهى ستنظم اللحظة القادمة وترعاها .
* نحن نتشاءم لأننا نعلق سببية الأحداث السيئة التى نجهلها على شئ مادى ملموس نَصُب عليه لعناتنا لنمارس هذا السلوك نتيجة جهل بالظرف المادى الموضوعى الذى يخلق الحدث السئ ..نتشائم لإستبدالنا السبب المادى الغير مُدرك بسبب متوهم لن يخرج عن نطاق السببية فى التعامل مع الاشياء ,لتحمل فكرة القرابين البشرية ثم الحيوانية فى أحشاءها ملمح التشاؤم عندما تتخذ نزعة العنف لتصفية من تتوهم أنهم يجلبون الاحداث السيئة .
* المصلون المتبتلون فى صلوات مع إلههم هم جماعة من البشر تنتابهم حالة وهم وحالة تقمص فهم يتكلمون مع أنفسهم ويحاكون ذواتهم من خلال فكرة تواجد إله يستمع إليهم .. هم يمثلون ويتقمصون الشخصية ويتماهون فيها ..لا يكون كلامنا معتنيا بفئة المصلين الذين يقومون بأداء الصلوات كحركات نمطية مُبرمجة وملامح طقسية بلا معنى بل للذين يتوجهون بدعائهم وكلماتهم العفوية لتجد من يتوسل بإتضاع لا يخلو من الدموع فهم يتقمصون هذا الإحساس أو بمعنى أدق يستعيرونه من مخزون مشاعرهم السابقة الحزينة الوجلة . بالطبع لا يوجد هذا الإحساس الواهم بتخيل المؤمن أنه يناجى ربه ويتفاعل وجدانياً فى الصلاة ليس لعدم وجود إله فحسب ولكن لإستحالة تصور علاقة بين طرف مادى بأحاسيسه وطرف مخاصم لوجوده المادى مجهول الماهية , علاوة ان هذا الإحساس بالتواصل يجد حضوره فى المعتقدات الوثنية فهل الإله حاضر فى تلك الصلوات لتدفع المصلين الوثنيين للتفاعل أم هى حالة تمثيلية واهمة .
* الإنسان كائن يبحث عن يقين أي دائم النزوع نحو الإعتقاد بفكرة إلى درجة اليقين المطلق بها وهذا ليس لكونه واثق من مفردات الفكرة بالمطلق ولكنه إعتقاد يوفر له أماناً نفسياً وسبباً مقنعاً ولو شعورياً لأهمية وحقيقة وجوده في الحياة مجنباً نفسه دوامة الوقوف وحيداً أمام الحياة والوجود بدون ظهير يعضده ليتبلور هذا فى هوية تشكل فكرة الإله كنموذج لليقين . مشكلة الإنسان مع منهجية اليقين عندما يتعاطى مع اعتقادات دينية ومذهبية داخل منظومات ثقافية مستبدة متفردة شديدة الوطأة والتحكم والسيطرة والتوجيه فى حياته وعقله لترسم منحى تفكيره وإختياراته وعلاقاته بدءاً من تعاطيه مع البشر إلى دخوله الحمام لتتجذر في عقله وتفكيره ووعيه وأسلوبه كون هكذا نهج هى حقائقَ بينما هى دوغما عاكسة للتعصب والانغلاق والتزمت والنبذ . إن التسليم المطلق والخضوع الكامل للإعتقادات الدينية اليقينية والغيبية ينشأ أساساً من حالة نفسية إرتضت أن تكون مهيأة تماماً للتماهي والتطابق مع سلطة الهوية الدينية المتوارثة السائدة لتنزلق ليقينية فكرة الأفضلية المطلقة عن باقي الاعتقادات الأخرى كدوغما فبدون هذه اليقينية لن تتحدد ملامح الهوية الدينية بالرغم أن هذه اليقينية لم تخضع للنقد أو التفكيك أو التمحيص أو التجريب . هذه الحالة النفسية المنقادة طوعاً أو جبراً للاعتقاد السائد والمتوارث تصيب الإنسان بالجمود وتسلب حرية الفكر وتحجر على إختياراته لتكون النتيجة التشبث والتبجح بأفضلية إيمانه المطلقة فهو فى حالة يقين بالرغم أنه لا يمتلك أى مفردة تثبت إيمانه ومن هنا تبرز سلبية الفكر اليقينى الدينى كفكر متزمت متشرنق مكبل لحرية الفكر والإبداع .
* ليس معنى قولنا أن الإنسان كائن يبحث عن اليقين أن يكون الإيمان الدينى قدره الحتمى , فاليقين رغبة فى الثقة بشئ يتلحف به الإنسان فى عالم بلا يقين لذا فيمكن ان يتشكل اليقين من خلال علاقات كثيرة ليأتى تمظهرات الحب لتحتل المشهد ,فنجد الكثيرون يتماهون فى علاقة حب تستوعبهم لتملأهم بالثقة واليقين فى الحبيب.
* هناك فضول ولغز معرفى قاتل يجتاح الإنسان كونه تواجد ولم يعرف ما دار قبله علاوة على عدم قدرته الذهنية فى تصور وجود بلا بدايات ولا نهايات بالرغم أن علم الرياضيات يقدم فكرة اللانهائية ,,نحن نرفض أن يكون وجودنا نقطة على خط مستقيم لا نهائى لنخلق فكرة الإله الذى يجعل هناك بداية ونهاية وقصة وحدوتة نحن أبطالها..فمن هنا آمنا بإله ليسمح لنا أن نتواجد كنقطة محددة على مستقيم محدد وليس كحالة عشوائية فى أبعاد لانهائية .ولكننا مازلنا فى نفس الورطة فالإله نعتبره بلا بداية لنمرر هذا بتعسف وبدون خجل .
* الرزق حالة تقترب من العشوائية فليس بها نظام صارم نظراً لأن كل الظروف المادية المنتجة للرزق لا نستطيع ان نضعها فى معادلة محددة صارمة ولكن يمكن عبر معادلة شديدة التعقيد ,لذا نعتبر الرزق مجهولاً ولنعزيه بكيان رازق يغنينا عن الغرق فى معادلات شديدة التعقيد لا ندركها .
* فلننظر للحياة والوجود ونحاول أن نجد أى مشهد فيه ذو معنى أو قيمة فلن نجد أى شئ يبوح بأى معنى بل نحن من أسقطنا رؤيتنا وإنطباعاتنا وأحاسيسنا على الأشياء لنمنحها معنى وقيمة ومن هنا خلقنا فكرة الإله لإيجاد معنى وقيمة لوجودنا فنحن خلفاءه وعبيده وورثة ملكوته وهناك خطة محددة وإختبار ونتيجة لذا لو نزعت تلك الغيبيات والإفتراضات التى لا يوجد دليل واحد يثبتها ستدرك أننا خلقنا الإله ليكون لمسرح الوجود والحياة ذو معنى .
* طفولية الإنسان النفسية جعلته يخلق عالم أخر ليس حباً فى البقاء فحسب ولكن ليجعل لحياته مغزى وهدف . فمن الصعوبة بمكان تحمل أننا لا نختلف عن دودة سوى بالوعى الذى أتاح المجال لإدراك الزمن مدركاً اللحظة وهى تتحرك فى الزمن نحن لا نزيد عن ريشة فى الهواء تسبح متوهمة أنها تحلق بحريتها . لو امتلكنا الشجاعة بالإعتراف إننا ريشة تذرها الرياح فلن نكون بحاجة لأفكار مراوغة واهمة تقذف بنا بعيداً عن فهم الحياة والوجود لتصرفنا وتبدد حياتنا بتصور أن الريشة ذات شأن لتتوهم أنها ستحلق فيما بعد العدم .
* فكرة العالم الآخر فكرة من عمق الإنسان المتصادم مع الطبيعة, أنتجها الذهن البشرى فى مرحلة الطفولة الإنسانية القديمة حيث الوجود الذى يلفه الغموض والوحشة والقسوة لتفى حاجة نفسية عميقة لا يُستهان بها وهى الرغبة فى إستمرار الحياة والتى مازال لها أنصار عديدون . فكرة العالم الآخر هو مواجهة الإنسان وحشة الموت كمُبدد للحياة ومحاولة عبوره وتجاوزه .. هى رغبة التشبث بالحياة التى وعيانها وذقنا فيها اللذة والإشباع ..فكرة العالم الآخر هى خلق حلم جميل يجعل للحياة معنى ومغزى يبدد عبثيتها وعدميتها .
* الإنسان كائن نفعى برجماتى يعرف من أين تؤكل الكتف ,فلو تصورنا أننا وصلنا لوعى أننا لن نبعث ثانية وإنها حياة واحدة مصيرها الموت لتصبح أجسادنا وجبة شهية لدود وحشرات الأرض وإنتهى الفيلم على هذا المشهد فلن تجد حينها إنسان يُبدد دقيقة من وقته فى الصلوات والإيمان وتقديم الطقوس ليكون العبث بعينه هو عدم إنصرافه .من المؤكد أن الجميع سينصرف عن الصلوات والله فلم تعد هناك فائدة مرجوة منهما لنعيش الحياة ولا نبددها فيما لا طائل من وراءه. هذا المشهد المنطقى المتوقع يكشف الزيف والنفاق الإنسانى وأن الفكرة التى خلقها كأمل فى حياة أخرى تخفى مصلحة نفعية برجماتية .
*يؤمن الناس بالله لأنهم قد تعلموا منذ الطفولة الأيمان به ,فالأطفال يؤمنون ببابا نويل لأن أهلهم وأقاربهم أخبروهم أنه حقيقي ,وعندما يكبرون يجدون أن بابا نويل شخص غير حقيقي بعد أن يخبرهم الأهل لاحقاً أنه غير موجود ونفس الشيء بالنسبة إلى الإيمان بالله, فالأهل يخبرون أطفالهم بأن هناك إله لذلك يؤمن الطفل بالله ويبقى الفرق الوحيد أن عائلة الطفل لم تخبره بأن الأله غير حقيقي لاحقا .. سؤال : إذا لم يخبرك أحد أن بابا نويل غير حقيقى أليس من المفترض أنك لا زلت تؤمن به .
* نرى أننا مركز الكون ومحور الوجود فوجودنا متميز ومحورى بالرغم من وجود عوالم أخرى كالحيتان والأسود والأسماك والحشرات ذات حضور وفاعلية وفى حالة إستقلال عن وجودنا بينما نحن لسنا فى حالة إستقلال عن وجودها ورغماً عن ذلك لا يوجد لديها فكرة انها محور الوجود لعدم وجود الوعى لديها .فهذه الكائنات تعيش الحياة ونحن نعيش الحياة أيضاً فما معنى التمايز والإحساس بالمحورية لدينا وتلاشيها لديهم .. إنه الوعى بالأنا والإنفصال عن الطبيعة الذى خلق التمايز لنترجم نزعتنا النرجسية المغرورة فى إيمان يؤسس رؤيتنا بوجودنا كمحور الوجود , فالوعى سمح لنا بإختلاق قصص تعبر عن نزعاتنا الداخلية بالتمايز والفوقية لنتماهى فى هذا الغرور ونتوهم أن الحياة والوجود جاء من أجلنا . مشكلتنا مع الوجود إسقاط الأنا عليه لنتصور أن المسرح جاء من أجلنا فالشمس يؤذن لها من أجلنا ,وهناك من يسمح بصنابير الأمطار ,وهناك من ينبت الزرع ويخلق الأسماك من أجل مائدة طعامنا ,وهناك من يقسم الرزق ويعتنى بحجز مكان لنا فى منتجع سياحى خمسة نجوم مجاناً ,وهناك من يوفقنا فى ركل الكرة .!!
* "كم أتمنى أن أنتقل للسماء لألتقى بأخيك فى السماء وارتمى فى حضنه فكم أشتاق إليه " هكذا قالتها أمى ويقولها الملايين من الأحبة الذين فقدوا أحبائهم ..أمى عبرت عن سبب جوهرى من أسباب الإيمان فهى لا تشتهى لذات ونعم بل أمل ولهفة اللقاء . الإنسان أبدع فكرة العالم الآخر وجعل الإله يقف على بوابته ليمنح فرصة ومكان اللقاء لمن أعياهم فقد الحبيب فيتشعلقون بوهم جميل يمرر حزنهم وآلامهم فالإرتماء فى حضن الحبيب قادم فى عالم يُشرف عليه الإله .
* نحن نؤمن بعالم آخر كحلم الإلتقاء بأحبائنا الغائبين بأن نرتمى فى احضانهم ولكن إرتمائنا فى أحضانهم ليس لأننا نحبهم فقط بل لأن فقدهم صفعنا على وجهوهنا وذكرنا بالموت وإننا سنكون فى هكذا مصير عدمى فرغبتنا في لقاءهم هو إسترداد أمان مفقود وقهر الموت ليكون العيش فى الوهم تعزية عن صفعة عدمية الحياة .
* الدين نشأ من الخوف من المجهول والفناء والرغبة في التحكم بسياق الطبيعة وفهمها لتفرض منظومة الترابط الاجتماعي حتمية وجودها ، فنحن حيوانات إجتماعية قطيعية لتفرض خاصية التعاون ذاتها لتجعل من الإنسان ذلك المخلوق الضعيف المتردد المتعثر قوة هائلة على الأرض ولكن التعاون يصبح أكثر صعوبة مع تزايد العدد والتباين والصراع بالرغم من وجود رغبة حثيثة فى الحفاظ على المنظومة الإجتماعية لذا سرعان ما أدركت المجتمعات البدائية أن الحفاظ على منظومة تعاون فى إطار مجتمع كبير لن تتم إلا من خلال الدين الذى هو حزمة طقوس وشعائر توحد الجماعة البشرية فى منظومة واحدة وهوية جمعية لتخلق مناخ أكثر تقارباً وحميمية وإنتماء وبهذه الطريقة يمكن أن يتمّ الحفاظ على النظام .
* الإنسان ترجم رغبته فى إثبات محوريته للوجود من خلال الأديان والمعتقدات وتمادى بشكل كبير فى إثبات تميزه ومحوريته لتخرج الفكرة من إطار رؤية وحاجة نفسية عامة تعتريه إلى تشرنق شديد داخل فكرة المركزية لتنتج حالة أكثر غروراً وتشوهاً ,فكل معتقد يُصر على خصوصيته وتفرده بالإيمان الحق المعتمد من قبل الإله ليحظى أتباعه بالإحساس بالرضا والقبول الإلهى أو للدقة الشعور بالتمايز والفوقية فهم شعبه وأمته المُفضلة والمُختارة وتزداد الفكرة تشرنقاً وخيالاً عندما تعطى النبى لهذا الدين أو ذاك أفضلية خاصة عن عموم البشر فكل الأمور تم ترتيبها منذ البدء لقدوم النبى أو الإبن المتجسد ليتصاعد من هنا الإحساس بالتمايز كشكل من أشكال الصراع البدئى الذى مازال له صدى حتى الآن .
* "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ." هذا المشهد يرسم بوضوح محورية الإنسان لتطل من ثناياه فكرة الإنسان الإله كوجود مركزى تتضاءل بجواره أى موجودات فلو سألنا ما أهمية سجود الملائكة للإنسان فلن تجد سوى تصدير فكرة الإنسان كمحور وأفضلية وفوقية لتستدعى طرد الشيطان بالرغم من كونه ملاك ذو رتبة عالية لأنه رفض السجود .
* يمكن إعتبار إيمان الإنسان بقوى خارقة ميتافزيقية مشخصنه عاقلة فى كافة العصور حتى عصرنا الراهن بالرغم مما أتاحه العلم من معرفة العالم المادى ليس لسريان الفكرة البدئية أن لكل صنعه من صانع عاقل بل هناك حالة من الغرور والمحورية الشديدة تستنكف أن يكون وجودنا نتاج تأثير قوى مادية جامدة عمياء . فلا نستسيغ ان يكون سبب إمتنانا أو إمتهاننا لجماد فخلقنا الإله العاقل مثلنا .
* الإيمان بالفكر اللاهوتي ماهو الا انثروبولوجيا مقلوبة أى علم الإنسان وسلوكه بشكل متوارى ومقلوب فما يظنه المؤمن أنه وصف للإله ماهو في حقيقة الأمر إلا وصف للانسان ،فالمؤمن يصف نفسه ظناً أنه يصف الله ليقوم بعملية تمويه غير واعى بتشخيص صفاته المثالية الخاصة ثم اخراجها وتثبيتها على كيان مُفترض هو الله لذا يمكنك تفسير لماذا كل صفات الإله هى صفات إنسانية. أن الدين بهذا المعنى هو خلق عالم آخر يتمايز ويتفاضل ويسمو على الموجود الانساني وذلك من خلال التعالي والمطلقية في الصفات التي هي في آخر المطاف ليست سوى صفات انسانية تم التسامي بها بصورة غير مباشرة.
* عندما نفكر فى فكرة الإله بعقلانية وتتبعنا المصادر التى روجت لهذه الفكرة سنجد أننا فى النهاية أمام أنفسنا لندرك أننا أقمنا حواراً غير واعى مع أعماقنا لنعتنى بحالة سلام نأملها . سندرك حال الإنسان القديم الذى لا يعرف فى الوجود سوى الطبيعة وذاته ليقيم معادلة سلام كذات تهفو للأمان مع وجود صامت جامد غير معتنى.لذا حول الوجود الصامت لوجود حى ومن هنا قدم القرابين للأنهار والأوثان .
* تتحول عبارة إن الرب "خلق الإنسان على صورته "من سفر التكوين لتكون إن الإنسان هو مَن خلق إله على صورته بمعنى أن حقيقة فكرة الإله في اللاوعي كإرهاصات تصور الإنسان ذاته عن جوهره، ولكن في صورة تَعالٍ ومفارقة تجسيدًا لكائن علوي يطلق عليه "الرب" أو "الإله".
* إن الله ليس أكثر من مرآه يري فيها الإنسان العادي صورته المثالية لذا لا يمكنك أن تجد صفة للإله غير مرتبطة وحاضرة بالإنسان ، فالله لا يمكن أن يكون له وجود بدون إن يعبر الإنسان عن أفكاره بالكلمات ،ولا يمكن أن يكون الله ذو أثر بدون إيمان الإنسان بالسحر والقدرات الخارقة ,ولا يمكن أن يتجسد الله إن لم يكن للإنسان خيالات وأحلام ,ولا يمكن لفكرة الله أن يكون معبوداً بدون عباد فلو لم يقرر العبيد أن يعبدوه ما صار معبوداً ،فالعبد سابق منطقياً علي معبوده. نحن من إخترعنا فكرة الإله وصورناه كسيد معبود .
* الإنسان هو إله فى أعماقه على إستحياء ليفضح نفسه عندما منح نفسه الخلود ..فلكى يكون خالداً فى العالم السمائى خلق فكرة الإله ليتكلم نيابة عنه بوعد الخلود ,لذا وضع فكرة الإله فى وضع حرج فلا يستطيع الإله ان يلغى الخلود ويستحيل ان يتراجع عنه فهو لن يخلف وعده فهو صادق ومن هنا نتحسس فكر الإنسان الإله الذى خلق فكرة الإله كقفاز لتحقيق وهمه بالخلود . الإنسان هو الإله فى أعماقه موارياُ غير مفصحاً عن ذاته .
* قدرة الدماغ البشرى بما يمتلكه من قدرة خيالية رائعة تسمح له بإختلاق حوار داخلي مع أنا اخرى متخيلة هى حجر الزاوية التى تأسس عليها وهم الايمان بإله , فالأديان تعتمد على القدرة التخيلية للانسان لينحت فى داخله إله يخاطبه ويستمد منه العزاء ، بينما الحقيقة هى أنا منفصمة من الذات. لذا تعتبر الرهبنه والتصوف هى حب ذات متوهمة تسعى للكمال والمثالية غير مُدركة ذاتها , فلا حب مع الآلهة فهو وهم إنسانى بعينه لإنعدام وجود أى ملمح من ملامح العلاقة الحية ولا الميتة فكيف يحب الإنسان كيان لا يدركه ولا يتلمسه ولا يتحسسه .!
* ما يدفع الإنسان للإيمان الديني هو الحاجة النفسية للعزاء والمواساة من حالات الخوف والتهديد والضعف بالإرتماء فى حضن قوى خارجية تقدم عزاء للنفس وتساعد الانسان على تحمل واقعه الأليم فمن يقع في حالات تهديد وفقدان السيطرة على الواقع يلجأ لاشعوريا إلى ظهير نفسي لذا كان هذا الظهير النفسي في بدايات الأديان هم الأباء والأجداد القدماء كطفولة إنسانية بدائية تبحث عن الحضن بشكل عفوى ليتحول الأباء والأجداد إلى ظواهر روحية تساعد في إيجاد حل ولايزال اابشر حتى اليوم يقتبسون هذا المشهد بصورة مبسطة باللجوء لذكرى أباءهم وأجدادهم يستمدون العزاء .. ثم تطور الموضوع إلى التجريد ليخاطب الانسان الكيان المجرد المتمثل فى الإله الذى هو فى الحقيقة يخاطب الأنا الداخلية التى تعيش فى أعماقه فالإله ماهو إلا الأنا وقد انفصمت ليعيش في الداخل النفسى أكثر مما هو وجود فعلي.ومن هذه الحاجة النفسي تستمد الاديان تأججها مادام هناك بشر في حالة فقدان سيطرة على الواقع واصحاب أنا مازالت متوهمة فاعلة .
* فكرة الإله فى أحد جوانبها الأصيلة الرغبة فى خروج الإنسان من إشكالية تصادمه مع اللامعنى فصعب عليه أن يعيش مع الطبيعة يتلقى الصفعات بدون ان يدرك سببيتها ليصيغ عقله أن المصائب والكوارث العشوائية أقدار وترتيبات تعنى الإختبار والغضب لكائن ماورائى ليستثمر بعض البشر هذه الرؤية . مشكلة الإنسان منذ البدء انه رفض وجود العالم بلا غاية وإستصعب وجود غير معتنى ولا منظم ولا مُهتم فخلق من يعتنى ويرتب ويلقى بقشرة الموز فى طريقه لتستثمر النخب هذا الوهم .
* لو أدركنا أنفسنا جيدا فلن نحتاج لفكرة الإله ولا يلزم هنا معرفة المشهد الوجودى المادى كاملاً لنتخلص من فكرة الإله الخالق بل من إدراك ماهية وجودنا وتفكيرنا فنحن من نخلق المعنى والقيمة والغاية .
* نتهم المرأة بأنها كيان غاوى نكد واثارة للمشاكل , ولكن يمكن أن نسقط هذا التوصيف على الإنسان عموماً لنقول أنه كيان غاوى مناكفة ومشاكسة فلن يعيش الحياة بدون صراع والبحث عن قضية ساخنه ذات حيوية فمن هنا يمكن القول أن خلق فكرة الإله جاءت فى خضم بحثنا عن قضية صراع نناكفها ونشاكسها ونجعلها قضية إيمان وشك لتعطى الحياة معنى وجودى ذو جدوى ..هل من الممكن أيضاً أن يكون من أسباب خلقنا لفكرة الإله هو الإستمتاع فى التعامل مع الغموض كالتعارك مع طواحين الهواء .فما أجمل لذة التعاطى مع الغموض وخلق القضايا .!
* الإنسان الذي خلق الآلهة يستمتع بها ويسقط فيها كل عوار وتخبط نفسيته فهو يحبها بمازوخية تتلذذ بالإنسحاق أمامها جاءت من نفعية بحته تطلب إحتياجاتها بإنسحاق وفى سبيل ذلك لابد أن يمنحها القدرة المطلقة إلي أقصي حد فإلهه الذي يستطيع أن يخرج الوجود من العدم ثم يعيد الوجود إلي العدم ليتحمس ويفتخر بقدرات إلهه فهو في الحقيقة يدافع عن أمانيه في أن يسترد بعض هذه القدرات علي شكل هبات من الإله حيث يكون يد الله تبطش بأعداءه وتقيم الفندق المريح الذى يستقبله بعد مماته فهو يقول للشيء كن فيكون لذا لابد ان تأخذ الفكرة حقها من العظمة فعظمتها سيكون ذا مردود .
* إن الإنسان لا يستطيع في الكثير من الأحيان أن يميز نفسه عن الطبيعة لذا فاعتقاده راسخ بأن الطبيعة يمكن أن تكون شريرة وقاسية ومؤلمة وعنيدة وغاضبة ومن هنا تتحول الطبيعة ببساطة لموضوع ديني تخيلى ليعطي الإنسان طمأنينة بأنه يمكن أن يتعاطى ويؤثر فى هذا المزاج الشرير للطبيعة ليروضها وذلك بإسترضاء إله الطبيعة ليتم تفسيم قوي الطبيعية إلي آلهة شريرة وآلهة خيرة ثم خطوة أخري لنصل إلي الإله والشيطان ليتخيل الإنسان قهره للطبيعة بإستحضار كائنات تخيلية تتحكم فيها قادرة على قهرها.
* إن عجز الإنسان المعرفى لتفسير قوى الطبيعة هو الذى قاده أن يبدع الآلهة كفرضية وتفسير وتعليل ..وهكذا نشأ الفكر الميتافزيقى كحل لكل حالة تصادم مع الطبيعة والعجز عن إجابة بعض الأسئلة المؤرقة للذهن البشرى الذى يبحث عن فكرة تجعله يتجاوز الألم راجياً الوصول لحالة تلبي رغباته من المتعة والأمان ومازال فى عصرنا الراهن من يلجأ إلى الحل الميتافزيقى كحل سهل للمصاعب التى تواجهنا نتيجة لجهلنا للظرف المادى المكون لها . ومن هنا نشأت الآلهة نتاج أحاسيس خائفة من الألم المصاحب للطبيعة ومحاولة إستجلاب الراحة واللذة والحاجة . إذا كان هناك شفرة ندرك منها سبب تطور المعتقدات والعقائد الدينية عبر التاريخ فهذه الشفرة هى كلما إشتد العجز الإنساني عن التفسير والتغيير وغير مُدرك عجزه إرتفع منسوب الإعتقاد بالمعجزات والخوارق كحل سريع وسهل للخروج من الأزمة . فالمعجزة التي يميل البشر إلى الاعتقاد بها هى من نفس نمط عجزهم لأنها ببساطة منتج من فضاء سؤال عجزهم ,لذا الآلهة التي اخترعوها كانت حلولاً لنفس طبيعة عجزهم .
* الإنسان كائن يفتخر بعقله وحريته لذا كان من السهل اختراع فكرة الإله ليجعل العقل والإرادة سابقة علي الوجود ، ولا يخلو المشهد من إبراز تأليه الإنسان لصورته المثالية الكاملة الكامنة المُرتجاة فهو الإله الإنسان الكامن الرافض البوح بذاته . عندما تسأل المؤمن عن سبب خلق الإنسان يجيبك بمنتهي البساطة لكي يعبد الله ولكي يعمر الأرض إلخ ولكنك لو سألته عن سبب خلق حجر صغير في مجرة أخري غير مجرتنا تبعد عنا ملايين السنين الضوئية فهنا لن يجد إجابة فهكذا يهتم الإله الإنسان بالإنسان فيُسخر له الملائكة والمخلوقات والحجر ولا يعتنى الإله الإنسان بما خارج عن الإنسان فكل الأفكار من الإنسان وإلي الإنسان تعود .
* عندما يتأمل الإنسان الطبيعة بعين المنبهر بقوتها وعظمتها وعطائها ستجد إلهه أيضاً مهموم بنظام الطبيعة وقوانينها وتلمح طقوسه مرتبطة بالحيوانات والنباتات والمظاهر الطبيعية واحترامها ،أما عندما يتأمل الإنسان الطبيعة بعين الطامح المتصادم مع الطبيعة تجد إلهه يشبه الأباطرة التوسعيين شديدى البأس كما فى أديان البداوة ومن هنا نقول أن الطبيعة راسم أساسى فى نحت ورسم فكرة الإله وفقا لما تمنحه من صور تشكل الإطار الفكرى للإنسان .
* شكل وملامح الإله تعتمد على منظور الإنسان وحالته النفسية وعلاقته مع الطبيعة ,فكلما تعاظمت الأنا العليا للإنسان كلما كان إلهه أكثر قوة وجبروت وشراسة كما فى أديان البداوة , وكلما تواضع الإنسان للطبيعة وتناغم معها كلما تواضع إلهه وتسامح كأديان آسيا .
* كون الطبيعة كانت منذ البدء غامضة بالنسبة للإنسان صار إلهه غامضاً لذا تتهاوى فكرة الإله فى العصور الحديثة مع فك غموض الطبيعة ,وكون السماء كانت مبهرة وغامضة للإنسان فقد وضع سكن الإله فيها ولكن عندما اكتشفنا طبيعة السماء لم نجد إلهاً ،عندما تخيلنا أن الطبيعة مفارقة عن الإنسان صار الإله مستقلاً أيضاً ولكن عندما أدركنا اننا جزء من الطبيعة فقد الإله وجوده وإستقلاله .
*العقل الديني إخترع الكائنات اللامادية لتحقق له رغباته وأمانيه فى عالمه المادى ولكن الوجود المادى لا يقدم حلول سحرية ومعجزات فهو وجود غير عاقل ولا مُريد . هناك من أدركوا ذلك وتعايشوا مع الحياة وهناك من يزالون يتمرغون فى بحور الوهم ليبددوا حياتهم .
* لا تتصور ان الإنسان يحرم نفسه من الطعام ليرضى إلهه أو يمتنع عن الممارسات الجنسية خارج مؤسسة الزواج خوفا من عقابه فلو تأملت قليلا ستجد أنها فكرة متهافتة تُهين الإله الذى يأمل فى بطون خالية فى شهر من السنه أو يجعله يغضب وينتفض من ممارسة جنسية حرة لا تختلف شيئا عن نظيرتها فى مؤسسة الزواج. نحن نخاف من منظومة مجتمع وليس الله ولكننا لدينا القدرة الرائعة على خلق التكيف فلن يكون الصيام لترويض الإنسان على الإنصياع فحسب بل خلق لذة من الحرمان كما لن يكون الإمتناع عن العلاقات الجنسية رغبة أصحاب الأملاك فى الحفاظ على ممتلكاتهم من التبدد بإختلاط الأنساب فهناك فكرة عبقرية فطرية أدركها الإنسان أن اللذة تأتى من الألم والحرمان ليأتى الصيام عن الطعام والجنس لإعطاء نكهة وشهوة ولذة لهما .. لقد تعلمنا شيئا غريبا فى خضم التكيف أن نحتفى بإيفاء حاجتنا الطبيعية .
* ببساطة شديدة من لديه أماني وغير عاجز عن تحقيقها فلن يحتاج فى داخله لوجود فكرة آلهة ,فالآلهة مصنوعة من أمانينا المُحبطة التي نعجز عن تحقيقها ، فنحن نتمنى أشياء قد تكون معقولة أو مستحيلة لنتخبط فى تحقيقها لتكون فكرة الإله بالنسبة للمؤمن هى سبيله فى تحقيقها وعبور عجزه أما من يتوازن مع أمانيه ويخطط لها ويدرك كيف يحلم ويأمل ويتوقع إخفاقها فهنا تكون فكرة الإله فكرة ليست ذات جدوى .
* الإيمان حالة هوية إجتماعية نرتمى فى أحضانها أو بمعنى أدق هى بحث عن رغبتنا فى التوحد فى المجموع تحت شعار وراية لتتحقق هويتنا الجمعية لذا خلقنا ورسمنا آلهتنا كما نريد كسمات هويتنا فالإله مشروع لوحدة الجماعة البشرية فبه يكون الإنتماء للجماعة محدداً سماتها من خلال ملامحه وسماته التى نحددها فيه . كل دين خلق إلهه وشكل ملامحه كما يراه ورفض كل الآلهة الأخرى كرفض لأشكال الإنتماءات الأخرى . الدين هو راية وهوية الجماعة الثقافية لذا يكون الخروج عن الجماعة لجماعة أخرى هو خيانة تستوجب الموت فهو خصم من الجماعة وإضافة لرصيد جماعة أخرى .
* من داخل دهاليز الموت نخلق الآلهة التى تعبر بنا النفق المظلم إلى حياة لا تعرف الإنتهاء .. فبإنفصال وعينا عن الطبيعة وإحساسنا بالتمايز عن الطبيعة الحية رفضنا الموت كطبيعة إنتهاء وتبدد وعدم , فنحن نعترف بالموت كحقيقة ماثلة ولكن نرفضه فى اعماقنا .نرفض بشدة أن نتساوى مع صرصار أو دودة تفعص وتموت فخلقنا الإله الذى يمنح لنا عالم آخر من الحياة ولا مانع من رسم اللذة المفرطة لنا والجحيم للأشرار والخارجين عن جماعتنا .
*عندما تواجه أى مدعى بوجود عالم آخر وأراد أن يفسر إيمانه سيقول " أصل مش معقول بعد كل هذا يبقى مفيش حاجة " ..نعم من أجل" مفيش حاجة " خلقنا الوهم وآمنا بمن يحققه ليكون " فيه حاجة " بدلا من " مفيش حاجة "
* نحن نجعل للأشياء معنى وهى ليست بذات معنى فى بنيتها , فاللون الأسود يستقبحه البعض ويستحسنه البعض وهو لا يحمل معنى فى بنيته كلون مادى ولكننا أسقطنا عليه معنى .. نحن من نمنح لأى شئ فى الوجود معنى وهو ليس بذات معنى . كذلك كل مفردات الحياة هى ليست بذات معنى بل نحن من نمنحها المعنى وفقا لتصنيفها فى دوائر الألم واللذة لنركب الصور المادية التى بلا معنى لنكون فكرة ثم نقيمها وفقا للحاجة والمتعة واللذة والألم فتصبح بذات معنى . الإيمان هو صور الإنسان القديم الذى أسقط حاجاته ورغباته عليها لتصبح ذات معنى لنرث الصور القديمة بمعانيها وتقييماتها ونضيف لها حاجات جديدة وفقا لرغباتنا فأصبحت الصور مترسخة وذات معنى .. لولا الحاجات ما كان للصور معنى .
* نحن نخلق قضية لوجود بلا قضية .. نجعل معنى لعالم بلا معنى .. لا نستطيع تحمل العبثية , اللاغاية ,اللاجدوى ,العدمية .. فما معنى وجودنا إذا كنا نعيش ونموت بلا رجعة ..نحن بذلك بلا قيمة ونتساوى مع دودة تسحق بالأقدام ..من خضم هذه الحالة من الإحساس بالعبثية تكونت فكرة الإله المُعتنى ..ليس للإعتناء فقط بل لقضية المعنى ..يكون الإله الراصد ليس كون هذا من سماته بقدر ما هو خلق كيان يهتم ويراقب حركاتنا فلسنا صراصير بلا أهمية ..يكون العالم الأخروى ليس متعة ولذة نأملها فحسب بل لأننا نستحق الإهتمام ومحور للقضية ..نحن نرفض التهمييش بأن نكون ريشة تذرها الرياح .
* " الدنيا من غير حب ما تتحبش " مقطع من أغنية نراه رومانسى حالم يغرقنا فى أحلام وجماليات الحب ولكن معناها العميق يتجاوز الصورة الشعرية .. فالحب مشروع خلقناه لنتعاطى معه ليجعل للحياة معنى ويصرفنا عن عبثيتها فمن غير الحب ستصطدم رؤوسنا بقسوة بعدمية الحياة .لذا يؤمنون بالله محبة ليجعل لحياتهم معنى جميل وليس هناك مشكلة بعدها فى تمرير حمولة هائلة من الميثولوجيا الخرافية .
* الله فكرة خيالية فى رؤوس البشر لقوى تتحكم فى وجودهم وما كان لهذه الفكرة أن تتواجد فى عدم وجود غايات وصراعات فهى إسقاط وأدلجة الصراع البشرى لتقنين وتشريع العلاقة بين السيد والعبد .. الملك والرعية .. الحاكم والمحكومين من خلال فكرة إله تم أدلجته فى الهيمنة والعبودية والإستبداد لترسيخ هذا فى منظومة ودستور حياة لتنزع معها قوى المقاومة .
* لا يوجد شئ مقدس فى ذاته فالأشياء لا تحتوى على سمات خاصة لنقول أنها مقدسة فالحجر والشجرة والمعبد أشياء عادية منحناها نحن صفة القداسة فلا توجد كينونة مقدسة بل هو إسقاط الإنسان مشاعر التبجيل والرهبة على الأشياء .بل لا علاقة لها بتبجيل الآلهة بحكم عدم الإحساس بها ,فالمشاعر لا تتولد إلا بوجود مادى حيوى فاعل لذا فمشاعر التقديس والتبجيل هى مشاعر إنتمائية لمجتمع وجماعة ومن هنا يمكن تفسير غيرة المؤمنين على مقدساتهم المتمثلة فى أشياء أو أشخاص الأنبياء فهى إنتفاضة لإنتمائتهم وهويتهم الإجتماعية .
* نحن نتعاطى مع الحياة والأفكار من خلال قضية ذكريات الحب والأحزان ومنها خلقنا من يهون علينا الألم أو يجعل المشهد يمكن تقبله . شاهدت على قناة نات جيو ويلد مشهد لكلب البحر يُداعب وليده ويدربه على شط البحر فينقض حوت ويلتهم وليده ليقف مشدودا للحظات خائفاً عاجزاً عن فعل شئ ولكن الأهم أن كلب البحر إنصرف وكأن شئ لم يكن ..من هنا الإختلاف لنجد الإنسان يغرق فى احزانه وذكرياته على فقد ولده لتكون مهمة الآلهة تقديم الدعم ,فلولا ارشيف الذكريات والحب والأحزان لما توجهنا لأحد وإنصرفنا لحال سبيلنا .
* الإنسان بارع في طرح الأسئلة ولديه الكثير من الفضول وهذا شئ يحسب له ككائن متطور ولكنه ببساطة يمتعض من ترك سؤال بلا إجابة، فنحن رافضون لإجابة "لا أعرف" لأننا لا نستطيع ان نختزن الصور والافكار فى أدمغتنا بلا سبب ,لذا نقرر أنه لابد أن يكون هناك سبب ما ومن هنا نختلق أجوبة هى فى حقيقة الأمر غير معروفة ولا موثقة مثل إتكائنا على أساطير الخلق وآلهة الشمس والمطر والحرب والبحر وماشابه كتقديم إجابة لنتصور أننا نمتلك جواباً ما، ومنه نفترض منظومة تعطى إجابة لغموض العالم المتَسم بالفوضى والاضطراب. ولكن فى خضم هذا مازلنا نتلمس حقيقة جهلنا وللتقليل من ذلك فحن نختلق أجوبة نخدع بها أنفسنا متصورين أننا نفهم العالم قادرين على تفسيره ونحصن جهلنا بالتشبث به وإعتباره حقيقة ويقين ليقوم الدين بالقيام بهذا المهمة كمحاولة ساذجة في التعاطى مع الفيزياء وعلم الفلك والكيمياء .
* فكرة الإله فكرة سهلة تنسجم مع العقلية البسيطة فلا ترهقها ,فعقل الإنسان المحدود لا يستطيع أن يفهم الطبيعة المادية بعمق ، فهو مثلاً سيجد صعوبة بالغة فى فهم واستيعاب الزمن الوجودى السحيق والتطور وعشوائية الطفرات وطرائق المادة المعقدة فكلها أمور صعبة تحتاج مجهود ذهنى جبار ليغوص فى مفرداتها الأولية فقط بينما تشكيل آدم من الطين والنفخ فيه فصار حياً والقول للكائنات كوني فكانت بإرادة سحرية والدعاء لله وتقديم القرابين الأمور بسيطة فمع الإله الأمور أكثر سهولة , ففكرة الإله تقدم حلول سهلة بسيطة تغنينا عن إرهاق الدماغ والدخول فى متاهات .
* نحن خلقنا فكرة الله لتبديد الدهشة ..عندما نجد فهماً واعياً لسبب لدهشتنا ستزول فكرة الله . بالفعل شئ محير ومدهش غموض المفردات الوجودية و تكوينها المعقد وحركتها فهذا يشبه سقوط انسان بدائى على عصرنا ليجد كل التكنولوجيا المتقدمة والاشياء التى تتحرك فى الارض والسماء فيندهش .. المشكلة هى أننا نرى منتجات نهائية لم ندرك مراحل وخطوات تصنيعها وتركيبها وتعقيدها فإنبهرنا وإندهشنا الإندهاش جعلنا نفكر ونخترع ونبدع وعندما إستعصى علينا الفهم إندهشنا لتكون الإشكالية المتمثلة فى الإيمان أننا توقفنا عن الدهشة .
* الإيمان الدينى يقدم للمؤمن تعزية عن الألم فى الحياة والظلم الواقع عليه فيقدم وعداً بميراث هائل من المتعة واللذة للمظلوم والهلاك القاسى والسادى للظالم ومن هنا تحول الدين إلى أكبر عملية تخدير للوعى البشرى فى التاريخ .ولكن فى ظل حالة التيه والعجز المعرفى يبقى هذا المخدر مطلوباً .
* الخمور والمخدرات جميلة ورائعة وإلا ما إنجذب لها البشر وأدمنها البعض .. بل أعتقد أن الحياة تحتاج إلى الخمور و المخدرات من ناحية التأثير الذى تجلبه ولكن من الخطأ إعتبار الخمر والمخدرات هى الحياة لا نستطيع العيش بدونها فلا ننسى أنها تضر الجسد .. ضع كلمة الإيمان بدلا من الخمور والمخدرات ستجد الرؤية تستقيم أيضاً.
وإلى الجزء الثانى من هذا البحث لكم مودتى . -"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .
#سامى_لبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تأمل .تأمل -الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية .
-
منطق الله-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم(34).
-
الصراع العربى الإسرائيلى الذى خاب وخبا-قضية للنقاش .
-
البشاعة تراث أم بشر–الدين عندما ينتهك إنسايتنا(50).
-
إختار الإجابة الصحيحة–الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية .
-
إنهم نصابون –خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم .(33).
-
الله بين المعنى واللامعنى .
-
مفاتيح لفهم الوجود والحياة .
-
هل هناك أمل فى إسلام متصالح مع العصر-قضية للنقاش.
-
فى المعنى والغاية والقيمة-نحو فهم للوجود والحياة والإنسان.
-
تناقض فى الكتابات المقدسة-جزء 3-الأديان بشرية الفكر والهوى و
...
-
فى العشوائية والنظام-نحو فهم للوجود والحياة والإنسان.
-
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ-;- لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ –الدين
...
-
تناقضات فى الكتابات المقدسة-الأديان بشرية الفكر والهوى والهو
...
-
ثقافة -إنت مال أهلك- المفقودة-الدين عندما ينتهك إنسانيتنا.
-
فى المعنى والقيمة والغاية-نحو فهم للوجود والحياة والإنسان.
-
قضية للنقاش–الإسلام جانى أم مجنى عليه.
-
قضية للنقاش-الإسلام الوسطى أكذوبة أم خالق توازن أم منسق أدوا
...
-
سأكتب لكم خطاياكم-الأديان بشرية الفكر والهوى والهوية.
-
القبح ليس سلوك شخصى بل ثقافة –الدين عندما ينتهك إنسانيتنا.
المزيد.....
-
لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن
...
-
مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد
...
-
لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟
...
-
إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا
...
-
مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان
...
-
لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال
...
-
ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
-
كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
...
-
الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
-
مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|