محمود القبطان
الحوار المتمدن-العدد: 4377 - 2014 / 2 / 26 - 23:39
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
مفوضية الانتخابات "تجتث" غير البعثيين
أثار قانون إجتثاث البعث بعد احتلال العراق في 2003 أزمات بدأت ولم تنتهي من قبل البعثيين أنفسهم سواء داخل العملية السياسية أو خارجها الى أن تبدل القانون وبدراية وتوقيت الى قانون المساءلة والعدالة,وربما سوف يختفي هذا القانون أيضا لاعتبارات سياسية حيث لا مفر من "المصالحة" مع البعث في نهاية الأمر,هكذا يبدو الوضع الحالي لقائد الحكومة و طاقمه الاستشاري .
مفوضية الانتخابات بدأت عملها الاجتثاثي منذ يومين فبدأت بأربعة نواب ورفضت ترشيحهم للانتخابات القادمة:عالية نصيف,سامي العسكري,صباح ألساعدي ,والشبلي واليوم تعلن فرمانها الجديد هو إجتثاث مثال الالوسي من لوحة الانتخاب.قد يقول احد ان قرار المفوضية أبعاد ,نعم هو كذلك, ولكن في المعنى الدقيق لقرارها هو إجتثاث بكل ما تعنيه الكلمة لان أسبابه هو نتيجة ضغوط على المفوضية من قبل المالكي وطاقمه تحديدا حيث كل المؤسسات المستقلة أصبحت قانونيا بيد رئيس الوزراء,فمرة يضغط على القضاء المسيس ويصدر الأخير قرارا ينسجم"والمرحلة" التي يريدها المالكي ومرة يقرر من يطرد من قائمة المرشحين للانتخابات ومرة يقرر للقضاء أن يعفى المجرم مشعان الجبوري من كل جرائمه في الارهاب والسرقات والفساد الاجتماعي ليصبح وبقدرة المالكي مرشحا عن صلاح الدين رغما على القانون والقضاء.فأية انتخابات سوف يخوضها أصحاب العاهات السياسية بعد 63 يوما؟بدأوا بتوزيع مكارمهم على الفقراء من بطانيات وبعض الهدايا الرخيصة والأموال وربما بعض الأسلحة الخفيفة وعليها اسم معين..وربما بعض الأوراق من فئة ال"100 دولار" للمحظوظين.
معلوم إن سامي العسكري منتقد للمالكي منذ البدأ ويبدو حان وقت اقتطاف"رأسه" بإبعاده عن البرلمان,لأنه شبّهَ تصريح المالكي عن ابنه أحمد بصدام وعدي,أما صباح ألساعدي فقد انتقد سرقات عادل محسن المفتش العام السابق في وزارة الصحة,وهو خارج العراق الآن لكن الأخير تغرم من قبل القضاء بسبب شكوى من صباح ألساعدي عليه وربح الأخير القضية ولان محسن عضو في حزب الدعوة ولذلك وجب اقتطافه أيضا,ووصلت الإجراءات الى مثال الالوسي فابعد هو الآخر. كل هذه الابعادات والتشهير والاجتثاثات بسبب ظهورهم في الفضائية البغدادية وانتقادهم أداء الملكي وحكومته فوجب اتخاذ قرار ضدهم ولو كان منافيا لكل المعايير الدستورية واحترام القيم الديمقراطية.بهذه الطريقة يريد طاقم المالكي وهو نفسه بناء دولة "مؤسسات "خاصة به فقط.ومازال الارهاب يضرب كل المحافظات في أي وقت وأي مكان ومتى يريد, والمالكي يسير بخطى حثيثة لإفراغ العملية السياسية من كل محتوى ديمقراطي,كل هذا من أجل البقاء فترة جديدة,ولكن من هي الشخصية الجديدة والتي سوف تُحرم"تجتث" من الترشيح للانتخابات غدا أو بعد غد؟
د.محمود القبطان
20140226
#محمود_القبطان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟