أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - تكاثر الانحطاط الذوقى والاخلاقى عن عشق بين فنان بخُلُق همجى وجمهور يمارس الفوضى














المزيد.....

تكاثر الانحطاط الذوقى والاخلاقى عن عشق بين فنان بخُلُق همجى وجمهور يمارس الفوضى


إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة

(Ereiny Samir Hakim)


الحوار المتمدن-العدد: 4377 - 2014 / 2 / 26 - 01:20
المحور: الادب والفن
    


لم يعد من العجب تلك الأيام أن تحضر عرض يشهده جمهور فوضوى يتلذذ بالسخرية من الفن المقدم له، عن قناعة حمقاء بالحرية الشخصية المريضة الإحساس والخُلُق والذكاء، نعم فلقد تفشى مرض الحرية المُصطَنَعة فى مجتمعنا بصور مختلفة فى فئاته المتنوعة، ومن الطبيعى أن تجدها متوفرة لدى جمهور اعوج الفكر، ولا داعى للتعجب من هذا أيضا عزيزى القارئ إن كان قائده فى مشوار الرقى الحسي فنان أعور الثقافة، يمتلك منها القشور، ومن الإحساس ركود من خزين عاطفى فاسد العقلية، طافيا بغوغائيته على مجتمع المعرفة بشهرة الصيت، الخفيفة التأثير فى من هو حقيقى، والمتعمقة فى أنفس من هم تمسحوا فى الفن ولقب فنانين، ومن هم متذوقى التفاهة الذوقية النامية على حساب المبادئ والقيم والمشاعر الإنسانية واحتياجاتها.

وللأسف فلقد وضعنا الواقع أمام حقيقة فاجرة نعانى منها كل يوم، وهى أن مجتمعنا يتفنن فى صنع المزيفين المتنوعين الهوية والفكر والغرض، لذا فقد برز الفنانون المتلونون بفنون لم يستطيعوا أن يشفوا المُتلقين لها بقدرة حقيقة الفن المعجزية على التغيير الانسانى والحضارى، ومن ثَم لم ولن يستطيعوا أن يغيروا فى المجتمع سوى بلذة التأثير الوقتى المُحرِّض على انتكاسة مرضى المجتمع من الجمهور، حيث يتعامل المشاهد مع هذه النوعية من الفن بشئ يماثل استمتاع طفل بلعبة لوقت، ومن بعدها يَمِّل منها حتى يحاول تحطيمها، حيث انقلابه على روح الفن الكاذبة التى تلقنها، مما يؤدى إلى تدهور المرض المجتمعى الذى إدُّعىَّ انه عولج بهذا الفن، ذاك لان هؤلاء الفنانون يخاطبون عواطف وأفكار ورغبات لدى مشاهديهم بطريقة أشبه بمراهقة المعالجة الفكرية والنضوج التوعوى، لذا سيظلون هم وجمهورهم يطوفون داخل دائرة من التأثير الهدام المتبادل، متوقعون منفذا وهمى للخروج منها بفنهم المُعاق لجمهور ساهموا فى صناعة إعاقته النفسية والاجتماعية، بعجز قدرتهم على التواصل مع الحقيقة الإنسانية ومواجهة أنفسهم بصدق.

فلن يغير هذا المجتمع الكاذب سوى تناول الصدق فيه على كافة المستويات.

لذا يا رفيق الحقيقة الصادق ستجد انه من الصعب عليك أيا كان مستوى عجزك ورغبتك فى التغيير الايجابى، أو حكمتك وقدرتك على التعبير والإقناع، أن تتواصل مع شخص قد رفض الحقيقة بتعنت الواثق، وابتغى الغباء اتجاه وأسلوب حياة واتخذ من منبره شعارا للحكمة، ومن الحماقة قدوة للرقى، ومن الهمجية صبغة للحضور، صعب عليك أن تؤثر فى من تحجر فكره بالجمود المنتفع، وقلبه بأهداف تخدم مصالحه، صعب عليك أن تخاطب أصم أٌصيب بأفكاره الداخلية، متمحورا حول صنم عقم تطوره الثقافى، صعب عليك أن تؤثر فيه بفكر حىّ، فلقد تجمد على قناعة ملأته براحة ضمير سقيم بالرضا الذاتى غير المتقبل لتغيير، حيث توقف عند حد معرفته المنتهية صلاحيتها برضاه الطفولى على معرفته المشوهة.


فلقد اختار هؤلاء الفنانون اغتيال ما بقى من فرص حقيقة للتغيير، فصنعوا جمهورا على شاكلتهم، يهوى أنصاف الحقائق المطروحة، حيث أجادوا تشويه المفاهيم التى وردوها لجمهور مختلط الرؤى المُلقَنَة له، فشوه بدوره ردود الأفعال على اى فن حقيقى أو حتى إنسانية صادقة مطروحة بفن عاجز عن الموهبة.

كيف لك أن تواجه مريض بمرضه وهو يرى فى نفسه انه طبيب مقتنعا بقدرته على تشخيص الأمراض ومعالجتها؟!، كيف لك أن تغير مجتمع وتعالج أمراضه وهو لا يعترف بأسقامه من الأساس؟!

إنها آفة مجتمعنا الادعاء!

إنها كارثة يومياتنا إحباط حقيقة النور بممارسة الجهل المُظلِم بصور تنويرية مزيفة، تجعل الأغلبية متذبذبة بين مفاهيم النور والظلمة، الثقافة والجهل، الحقيقة والزيف، مُرَجِحَة الاتجاه الأسهل فى السلوك صاحب الألقاب الوفيرة والشهرة السريعة، والتعالى المُشبِع للغرور الفطرى للإنسان، غير المغزو من الحقيقة التغييرية النابعة من الحق، فما أسهل من إتباع تقاليد همجية بإسم الثقافة لتريح نفسك من صعوبة متطلبات الثقافة الحقيقية والرقى فى نفس الوقت، فتجد انك رابح للقبها وأنت فى الواقع محافظا على جوهرك الذى ستدفع كثيرا لتغييره، والذى سينكشف حتما آجلا آم عاجلا.

فما أسهل من أن تستفيد من القناع عن اقتناع انه وجهك الحقيقي! كم هو ممتع إلى حد الفُصام أن تكون الكاذب والمصدق فى نفس الوقت.

وفى حزن اتسائل كم من مواجهات عنيفة نحياها هنا مع تناقضات تملا هذا الزيف الكبير الذى يحوى شخصياتنا فى صورة تسمى المجتمع؟!، الذى عانينا ونعانى من صور أمراض زيفه المختلفة؟!، والتى من أخطرها وأنجسها أن تعيش مزيفا بإسم الثقافة كدورك فى صف الجمهور وان تروج للزيف باسم الفن بدورك فى صف الفنانون.

عار عليك أن تستخدم آلة لتجميل الوجود كآلة لتعذيب للإنسانية وتشويه ما هو حقيقى فيها، فاشرف لك أن تتجرد من أقنعتك وتتخلى عن أمراضك وتتخلى عن الصفوف الأولى التى أشبعتك حماقة كبرياء، وأشبعت بها المغفلون حماقة بستر من الحكمة والتحضر، وتتخذ من أواخر الصفوف لك منبرا للمناداة على نجدة لك من قاع أوهامك الثقافية الفنية، وان تتخذ من التاريخ لك منبرا لتعليمك، فكم سقط فرسان زائفون عن سروجهم حيث فضح حقائقهم التاريخ، موضحا الحقيقة ساطعة مبرزة الفروق بين الظلمة والنور والثقافة والجهل.

لذا عليك أن تستفيق الآن وتشهد بحق للتاريخ قبل أن يشهد التاريخ عليك.



#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باسم يوسف يُعيِّر الإعلام على ابتذاله داعيه إلى الرقى بإيحاء ...
- نشرة غير دورية عن *شفت تحرش* تضغط على إصدار قانون يُجرِّم ال ...
- مصرفون إذاعة الإمكانيات القليلة تفتدى قيمة تراثنا الكبيرة
- فيلم *هاتولى راجل* يبحث عن توازنات فقدها المجتمع
- فيلم *لامؤاخذة* صادم للعنصرية كاشفا معايير المجتمع العمياء، ...
- الفنان *مُحِب عماد* موهبة شابة تناقش ألوان الشخصيات على المس ...
- مِن خدام بيت الله مَن يسرقون الله
- ملحدون مؤمنون
- لن ادخل جنتك
- -ربنا يستر عرضِك- دعوة إلى الله أم إهانة إلىّ
- الإنسانيون الجُدد فى مجتمعنا بين الغزو النفسى والاحتيال الفك ...
- لو كان التاريخ إنسانا
- عرض -عن العشاق- حلم عاشه الجمهور
- من كان منكم بلا ضعف فليرمهم أولا بحجر
- صلاة منتحر
- ورشة -تنمية مهارات الأطفال- فى جمعية المحافظة على التراث الم ...
- حصول فرقة التنورة على شهادة التقدير لمشاركتها فى المهرجان ال ...
- رحلة بالية -زوربا- من الشارع إلى دار الأوبرا يحكى مسيرة تمرد ...
- فريق Like Jelly يُمتع الجمهور بحكىّ وغناء وفكرة
- مسلسل -القاصرات- دراما صارخة بنحر طفولة الأنوثة فى مجتمعنا


المزيد.....




- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إيرينى سمير حكيم - تكاثر الانحطاط الذوقى والاخلاقى عن عشق بين فنان بخُلُق همجى وجمهور يمارس الفوضى