أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسيب شحادة - قصّتان للأطفال ١-;-) بُرهان، مجرّد عُقَد















المزيد.....

قصّتان للأطفال ١-;-) بُرهان، مجرّد عُقَد


حسيب شحادة

الحوار المتمدن-العدد: 4361 - 2014 / 2 / 10 - 16:59
المحور: الادب والفن
    


قصّتان للأطفال
١-;-) بُرهان، مجرّد عُقَد

ترجمة حسيب شحادة
جامعة هلسنكي

هاتان قصّتان من ضمن سلسلة قصص سويدية للأطفال تحمل العنوان الرئيسي “ألفونس أوبيرچ” (Alfons Å-;-berg) وبالفنلندية “ميكّو ملّيكاس” وإضافة ما مثل: غريب الأطوار؛ يبني طائرة حوّامة (هليوكوبتر)؛ ومولپيري؛ يحصل على صديق؛ يحيك الأحابيل؛ يذهب إلى المدرسة؛ يفرح؛ ودعوات عيد ميلاد؛ مستقيم نزيه؛ مفاجأة عيد ميلاد ميكّو ملّيكاس؛ ميكّو ملّيكاس جليس الأطفال؛ لا، يقول ميكّو ملّيكاس؛ طِر، قال ميكّو ملّيكاس؛ يلا قوام؛ يتعجّب؛ والنملة الحازمة.
كاتبة هذه القصص هي السويدية، چونيلا بيرچستروم (Gunilla Bergsrö-;-m) والترجمة الفنلندية بقلم كايا پكّانين (Kaija Pakkanen). تحوّل اسم هذا الفتى، ألفونس أوبرچ، في اللغات التي تُرجم إليها، إلى مثلا داوي في أفريكانس وبرهان في العربية وألفي أتكنس في الإنجليزية وإلياهو في العبرية. وُلدت الكاتبة والصحفية چونيلا بيرچستروم عام ١-;-٩-;-٤-;-٢-;- في مدينة چوتنبورغ وكسبت شهرتها بكتابتها لهذه السلسة القصصية، التي تعود باكورتها إلى بداية سبعينات القرن الماضي، وبلغ عدد قصص هذه السلسلة زهاء الخمسة وعشرين كتيبا. تُرجمت هذه القصص إلى تسع وعشرين لغة وبيع منها ما يربو على الثمانية ملايين نسخة في شتى أنحاء المعمور، منها أربعة ملايين في السويد وحدها. تستمدّ الكاتبة ثيماتِها من الحياة اليومية ولديها ٱ-;-هتمام بعِلم النفس والسلوك الإنساني وينعكس ذلك في انتاجها. تقول الكاتبة عن نفسها إنها بمثابة “حمقاء، من الصعب إرضاؤها”. تعيش چونيلا مع زوجها في العاصمة السويدية استوكهولم وتقضي فصل الشتاء في موطن زوجها في إفريقيا الغربية. من القصص هذه التي ترجمت إلى العربية يمكن التنويه بـ “لماذا تغير برهان؟، ترجمة Muna Henning (منى زريقات هنينغ، مقيمة في السويد، من أصل أردني) وإصدار دار المنى التابع لها في السويد عام ٢-;-٠-;-٠-;-٩-;- وعدد صفحاته ٢-;-٤-;-. وعن دار النشر ذاتها صدر أيضا “تصبح على خير يا برهان” و”برهان يحلق بعيدا” وينظر http://www.birehlibrary.org/WebOPAC/records/1/60501.aspx.
هنالك كتب أخرى في هذه السلسلة نقلت إلى العربية. هذه السلسلة معروفة جدا في فنلندا ومتوفّرة كاملة بالفنلندية ويتعرّف عليها الأطفال ويحبونها منذ السن الثالثة تقريبا فصاعداً لبضع سنوات إضافية. وقع تحت يدي مؤخرا كتيّبان من هذه السلسلة وارتأيت نقلهما من الفنلندية للعربية، أوّلا لأواكب نمو أحفادي وتطورهم العاطفي والفكري، وثانيا لأقصَ عليهم القصص ذاتها بالعربية العامية، لهجتي. ترجمتي هذه كانت بمثابة تجربة فريدة وممتعة. حافظت على الاسم “برهان” بالرغم من إمكانية إيجاد أسماء عربية أخرى أكثر ملائمة لشخصية هذا الفتى في الأصل السويدي مثل نبيه، نجيب الشاطر.

بُرهان، مجرّد عُقَد

هنا بُرهان، عُمرُه خمسُ سَنوات.
إنه مَشغولٌ الآنَ بربْطِ أشرطةٍ في شكْل الوُرود.
وِلْيم وميلا قادمانِ للّعب -
وبرهان تعلَّم البارحةَ فقطْ صُنْعَ العُقَد.
بنفسِه، دونَ أيةِ مُساعدة!
بينما ينتظِرُ قُدومَ وليم وميلا
يودُّ أن يصْنعَ شيئاً مُثيراً حقّا.

الأبُ مسرورٌ جدّا بهذا الأمْر.
حسنٌ أن يتعلّمَ ٱ-;-لصّاحبُ صُنْعَ ٱ-;-لعُقَد!
قبلَ ذلكَ كانَ الأبُ كلَّ مرّةٍ
ينْحَني لرَبْط رِباطِ حذاءِ برهان للتزلّج
لهذه القدَم
وربْط رِباط السُّتْرةِ وشال الدمية، الدبّ و …
(انتظرْ! أف! لا تحرِّك الرِّجْلَ!
والثانية أيضاً … أُفْ، يا سلام…)
الآنَ، تخلّصَ الأبُ من ربْط ٱ-;-لعُقد.
لا حاجةَ له أن يُشغِلَ نفْسَه بـٱ-;-لعُقد
أو ما شاكلَها. الآنَ برهان يتدبّرُ أمرَه بنفْسِه …
في كلّ الأعْمال
إنّه يربُِط رِباطَ حذائِه بنفسِه.
بـٱ-;-لضّبْطِ كما يُرام.
ويَصْنعُ أشْرِطةَ الطُّرودِ بإتقان.
إنّها في غايةِ الرونْقِ والجَمال.
ويُلبِسُ دُمْيةَ الدُّبِّ بنفسِه.
بذوْقٍ رَفيع.

إنَّهُ يسْتطيعُ أن يُساعدَ أباهُ في
ربْط مَرْيوله! (في المعجم: مرْيلة ومرولة)

حسنٌ حقّاً، أن يتمكّنَ الصّاحبُ من كلّ هذا بنفسِه،
فكّرَ الأبُ مليّاً.

- هل أسْتطيعُ أنْ استقْرضَ بكْرةَ خيطان؟ يسألُ برهان.
(إنها بكْرةٌ سَميكةٌ حقّاً ولذلك يستعْمِلُها عادةً الأبُ فقط.)
- طبعاً تستطيعُ، يُجيبُ الأبُ
ويفكِّرُ كم جيّد أنْ
يتعلَّمَ الصاحبُ أن يتدبّرَ الأمرَ بنفسِه.
- هيّا خذْ! طالما أنّك لن تُفَكْفِكَ البكرة.
- لا بالطّبع. لقد صِرْتُ ماهراً، يقول برهان.

يُريدُ برهان أن يربِطَ خيطاً طويلاً
في مكانٍ ما. ربّما من خِزانة المطْبخ إلى أحَدِ الصناديق.
يا أبي، هل أستطيعُ ربْطَ خيطٍ منَ المطبخِ لأحدِ الصناديق؟
- طبعاً تسْتطيعُ، ردّ الأبُ.
(فكِّروا كم حسنٌ أن يكونَ الصاحبُ قادراً بنفْسه.)
- هل أستطيعُ أن آخُذَ بكرةَ الخيطان؟ يسألُ برهان.
- طبعاً تسْتطيعُ، يجيبُ الأبُ.

هل أستطيعُ أن أربُِطَ جرَسَ الطعامِ بالخيْطِ؟
يسألُ برهان ثانيةً.
- هيّا تفضَّلْ، اربُِطْ واعْقِد،
الأبُ يسمَحُ.

منَ الممكنِ ربطُ جرسِ الباب،
بحيثُ يُخشْخشُ ويُحذّرُ،
إذا ما أراد أحدٌ فتْحَ الباب.
عندَها هنالك حاجةٌ لخيْطٍ طويل،
لإحْكامِ تثبيتِ يد (مِقْبض) الباب.

برهان يربُِط ويعقِد.
عُقَدٌ جديدةٌ من جديد وخيوطٌ أطولُ …
… بشكلٍ يُجْبرُ الأبَ على التخطّي والقفْزِ فوقَها…
… والانْحناء من تحتها ...

… وهكذا لا يُمكنه الحُصولُ
على ملاعقِ الطّعام، لأنَّ الصناديقَ كافّةً
مربوطةٌ جيداً بالخيطان.

في الوقتِ ذاتِه رنّ جَرَسُ الباب!
شخصٌ ما يُحاولُ الدخولَ!

وليم وميلا قادمانِ للّعِب.
إلا أنَ بُرهان لا يستطيعُ أنْ يفْتحَ البابَ.
إذ أنّه ربَط هناك خيطاً.
- دَعْنا ندخُل!
يَصيحُ الولدانِ عبرَ شقّ (فتْحة) الرَّسائل.
انْتظِرا قليلاً! يردُّ برهان و…

الآنَ فقطْ يُلاحِظ كم مرّة
اليومَ قد قام بصُنع العُقَد وربْطِ الخيطان …
آه، يا سلام، ما أكثرَها!
لا عجَبَ في أنّ البابَ لا يُفتَحُ.
لكنْ كيف يتسنّى للضّيوف الدُّخول؟

وإذا بالأبِ في اللحْظة ذاتِها يتعثّرُ بالخيْط -
ويسقُطُ جاطُ الحِساءِ المملوءُ على المصْطبة -
وأخيراً ينفَتحُ البابُ …

- يا للهَوْل! وليم وميلا يدْخُلانِ منَ الباب
ويريانِ ما أروعَ التليفريك (الحبْلُ الطويلُ المعلَّق)
حيث عُلّقتِ الدُّمى في صناديقَ
إنّها في غاية الروْعة!
يُشاهدانِ فقطْ ذلكَ الحبلَ ويَنويانِ
اللعِبَ فوراً بغضِّ النَظَر
عن وُجُود خُيوطٍ وحِبال متنوِّعة
كان برهان اليومَ قد ربطَها.
إلا أنَّ الأبَ لاحظَ ذلكَ. فهو قد وقَعَ قبلَ قليل!
- كَفى الآنَ، يقولُ الأبُ. - يجِبُ إخلاءُ (ضبّ) كلِّ شيء
باستثْناء الحبْلِ المعلَّقِ في الهواء
ويأْخذُ بمساعَدةِ الأولادِ …
فكُّ الخيوطِ، وجمعُها
وتنظيفُ المصْطبة.
ويستطيعُ برهان أن يربُِطَ
مريولَ أبيهِ النظيفَ!

بعدَ هذا يَهتمّ الأولادُ بالحبْل المعلّق
ويلعَبونَ ألعابَهم
الحلوةَ التي ٱ-;-خترعَها برهان



#حسيب_شحادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة ورسالة عمران بن سلامة بن غزال لفيركوفتش
- الكلب المدهش- قصّة محفّزة
- حول علم اللغة النفسي
- النافذة الوسخة ---- قصة تطهير الفؤاد
- البديل من العبرية، كلمات عربية مقترَحة لألفاظ عبرية شائعة
- ماذا يجب أن يكون السؤال التالي؟
- قطرات من الحكمة
- رجل تقي وسلطعون شرير
- نحو بناء تربية لغوية عربية شمولية
- يدا
- قاموس عربي فنلندي، فنلندي عربي لإلياس حرب، عرض ومراجعة
- ختان البنات، دراسة في تاريخ الختان عبر العصور
- قصّة المستحيل، قصّة أخلاقية
- قوّة الكلمات
- هل أنت كالعصفور؟
- من نوادرالجاحظ وطرفه
- كيف يتغلّب نيوتن على إديسون
- أقصوصة- الصقر والحمامة
- التغير اللغوي
- تأثيل لفظة “الكحول”، المشروبات الروحية


المزيد.....




- مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات ...
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و ...
- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسيب شحادة - قصّتان للأطفال ١-;-) بُرهان، مجرّد عُقَد