أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سامي بهنام المالح - تحالف القوى العلمانية و الديمقراطية و اليسارية حاجة ملحة و ضرورة تاريخية















المزيد.....

تحالف القوى العلمانية و الديمقراطية و اليسارية حاجة ملحة و ضرورة تاريخية


سامي بهنام المالح

الحوار المتمدن-العدد: 1239 - 2005 / 6 / 25 - 16:04
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


ان ابرز الملامح التي يمكن رصدها عند تحليل لوحة الوضع العراقي، و التي تضع كل قوى المجتمع المدني و الاحزاب و التكتلات العلمانية الديمقراطية و اليسارية امام مسؤوليات و مهام مشتركة هي:
اولا ـ تطورات الاوضاع و تداعياتها في المجتمع و الدولة العراقية نتيجة الحرب و انهيار السلطة الدكتاتورية الدموية و الاحتلال الذي نجم عنها و الذي اصبح شرعيا بقرارات من مجلس الامن الدولي.
ثانيا ـ تدهور الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية و تفشي البطالة و الفقر من جهة و توسع ظاهرة الفساد الاداري و نهب ثروات البلد من جهة اخرى.
ثالثا ـ استمرار النشاط الارهابي المنظم و الواسع و تدهورالاوضاع الامنية في البلد.
رابعا ـ نتائج انتخابات كانون الثاني 2004 و الواقع السياسي العراقي الجديد الذي كرسته على الارض.
خامسا ـ مواجهة استحقاقات عملية كتابة الدستور و التهيئة للانتخابات المقبلة.

ان بناء تحالف واسع لكل القوى التي تناضل من اجل تطوير العملية السياسية و مواجهة الارهاب المنفلت يمر عبر الاستعداد للقيام بالاعمال و النشاطات و الفعاليات الجماهيرية المشتركة. فعلى هذه القوى ان تنحاز الى الجماهير المسحوقة و المحرومة و الطبقات الوسطى و ذات الدخل المحدود، كي تستنهضها من خلال الدفاع الملموس عن مصالحها، و قيادة تحركها من اجل مطالب ملموسة حيوية يومية و تدريبها على الاستفادة من حرية الراي و التعبير و التظاهر و الاضراب و حرية التنظيم دفاعا عن مصالحها، ولانقاذها من شرك التعصب القومي و الطائفية و العشائرية و المناطقية و كل ما يضعف الانتماء الوطني و الوعي الديمقراطي.
القوى الديمقراطية و اليسارية مطالبة بتبني برنامج نضالي واضح و متميز و مفهوم لاوسع القطاعات و الشرائح. برنامج يستوعب هموم الناس و حاجاتها الملحة و كل ما يجذبها للعمل و يثيرها على الحركة لتحقيق ما هو ملموس في تحسين ظروفها و حياتها اليومية و يؤمن لها الاستقرار و يمنحها الامل بمستقبل افضل.
ان الوصول لصياغة هكذا برنامج يتطلب الحوار و التفاهم و الشفافية و الاستعداد التام لتجاوز الاختلافات الايديولوجية و الفكرية، و الاتفاق حول القواسم المشتركة، و الوقوف معا كقوة فعلية موحدة للتأثير على الاحداث و الضغط على القوى المهيمنة و التي تتقاسم السلطة و النفوذ. ان صياغة هكذا برنامج يتطلب ايضا ايجاد الاليات و الوسائل الفعالة للوصول الى اوسع الجماهير لضمان تحسس نبضها و الوقوف على معاناتها واحترام ارائها و مواقفها و تقيمها للامور.

النوايا الحسنة و اصدار البيانات و النداءات و التقارير لم تعد تكفي. فالقوى القومية و الاسلامية و الطائفية التي رتبت امورها و شكلت تحالفاتها و حققت الانتصارات، ماضية في تعزيز مواقعها و التاثير على تطور الاوضاع و فرض رؤيتها بغية رسم ملامح عراق المستقبل المنسجم مع مصالها الاستراتيجية. فمن الاهم المبادرة للجلوس على طاولة الحوار و التفاهم و التوافق لايجاد القواسم المشتركة و التخطيط للاعمال المشتركة و بناء الثقة و العلاقات التضامنية. انها معركة واحدة و مصيرية، على كل من يريد عراقا ديمقراطيا متحررا و مزدهرا بكل ابنائه دون اي تميز، ان يخوضها معا.
ثمة عشرات من التشكيلات و المنظمات و الجمعيات و المجالس و الهيئات و اللجان التي تعلن عن برامجها من اجل دستور علماني ديمقراطي و من اجل عراق ديمقراطي فدرالي موحد. و عند تحليل و دراسة كل هذه البرامج و الاهداف المعلنة، يصعب ايجاد اختلافات جدية و مبدأية تفرقها. ومن هنا تبرز شرعية التساؤل:
ما الذي يمنع كل هذه المنظمات و اللجان و التشكيلات ان تقترب من بعضها و ان تعمل معا و ان تهيْ الاجواء لقيام جبهة عريضة ذات برنامج موحد لمواجهة الاهداف المشتركة؟
ان نتائج التشتت و عدم الوضوح و التلكؤ في تجميع القوى و الاتفاق على القواسم المشتركة، واضحة و جلية. ان الاستمرار
في هذا التلكؤ و التاخر في المبادرة لتجاوز كل ما يعيق العمل المشترك و تجميع القوى سيؤدي الى انحسار الوعي الوطني الديمقراطي، و الى ترك الجماهير المسحوقة فريسة للقوى القومية المتطرفة و الطائفية و السلفية و لتاثيراتها الفكرية.

لعله من المفيد التذكير، بان واحدة من المشاكل و العقد التي تعيق عملية تجميع القوى العلمانية الديمقراطية و اليسارية هي مشكلة تحديد من هي و تعريف ماهية هذه القوى. الكل ينطلق من كونه هو الديمقراطي و ان برنامجه اكثر ديمقراطية من غيره من البرامج و انه هو الجدير بقيادة و تمثيل هذا التيار. و كذا الحال بالنسبة لليسار و القوى و التجمعات و الاحزاب التي تدعي بانها تمثل اليسار.
ان احد الحلول لهذه الاشكالية بتقديري هو جمع و تنظيم طاقات كل القوى الغير حزبية ، التي لا تنتمي الى التنظيمات الحزبية، بشكل مستقل بعيدا عن المصالح الحزبية، اشخاص و هيئات و لجان و مجالس و الناشطين في المؤسسات الثقافية و الاجتماعية و الرياضية، في داخل العراق و خارجه، و التي تريد العمل من اجل اهداف مشتركة انية و استراتيجية.
اما الاحزاب و المنظمات الديمقراطية و اليسارية، فبامكانها، بل و المطلوب منها بالحاح، ان تتجاوز صراعاتها و اختلافاتها الفكرية و الايديولوجية و ان تبدأ بالتشاور و العمل للاتفاق على الاهداف الانية و الاستراتيجية المشتركة. انه تحدي كبير تفرضه الظروف و الوقائع على الارض، و لا سيما، ان كل هذه القوى و الاحزاب التي تتناقض فكريا و تتهم بعضها باليمين و التطرف و..الخ ، تقر و تعلن مرارا بانها لا تقوي و لاتستطيع مواجهة التحديات و المهام الجسيمة بمفردها.

و من الطبيعي ان تتضامن و تتفاعل القوى العلمانية الديمقراطية الغير حزبية و المتحررة من القيود الايديولوجية مع تجمع او جبهة الاحزاب و القوى الديمقراطية و اليسارية و ان تدعم نشاطاتها السياسية و ان تراقب ادائها في ان واحد.

ان واحدة من اهم المهمات التي تواجهها قوى المجتمع المدني و القوى المؤمنة بالقيم الديمقراطية هي بناء و تشكيل الرأى العام. فمن الهام جدا اثارة الامور الهامة و العقدية لمناقشتها و نشرالمعلومات و توفير الاحصاءات و الوثائق و تحليلها و مناقشتها علنا و بشفافية، و بروح علمية معاصرة، بغية وضعها في متناول المواطن و تكوين رأى عام واسع جماهيري ضاغط و فعال.
فالجماهير و الشعب الواعي، و المتطلع على الوقائع و الحقائق، هو وحده الذي يبني الوطن و يختار ممثليه و يحدد مستقبله السياسي.







#سامي_بهنام_المالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تيار ديمقراطي فاعل من اجل تطوير العملية السياسية و ترسيخ الد ...
- لا لقضم الديمقراطية ولا لحرمان الناس من ممارستها
- تضامنا مع جماهير سهل نينوى
- تمنيات للعام الجديد
- الدفاع عن المسيحيين، دفاع عن مستقبل العراق
- الى ذكرى الشهيد عبدالمطلب كمال العزاوي ـ ابو سعيد


المزيد.....




- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سامي بهنام المالح - تحالف القوى العلمانية و الديمقراطية و اليسارية حاجة ملحة و ضرورة تاريخية