ماذا نقصد بتحرير فلسطين كاملة


حسني كباش
2014 / 1 / 27 - 19:58     

يعرفني الكثير من قرائي بإيماني بحل الدولتين إلا أنني إذ أرى اليوم تقسيم فلسطين هدفا و غاية للنخب الفتحاوية و الحمساوية و السلطات النازية الحاكمة في اسرائيل لتقاسم الكعكة الفلسطينية أرى بأنه من الضروري تحرير فلسطين كاملة , و لكن حين نتحدث عن تحرير فلسطين بالكامل ماذا نقصد
هناك تيارين يطالبا بتحرير كامل الأراضي الفلسطينية , الأول يقوم على الحلم القومي العربي بتوحيد صف الجيوش العربية و رمي اسرائيل في البحر و هذا الحلم بالنسبة لي حلم شوفيني سيحصد الكثير من المدنيين و الأبرياء الذين سيتخللهم ناشطون و يساريون و سيتخلل هؤلاء أناركيون اسرائيليون و أنا لست على استعداد للتضحية بأي أناركي حتى و لو كان من المريخ في سبيل حلم قومي كما أنني أمقت الأحلام القومية و أعتبر حملتها مقسمين للطبقة العاملة فعمال العالم واحد مهما كان دينهم أو جنسيتهم نعم أنا أعتبر العامل الاسرائيلي أخا لي كما أعتبر الرأسمالي العربي عدو نعم و أعتبر الأناركي الإسرائيلي رفيق لي كما أعتبر اليميني العربي عدو , لماذا ؟ لأن أناركيتي تعلمني الأممية و الدعوة لوحدة الطبقة العاملة و تعلمني مقت كل حلم قومي مهما صور لنا التلفاز و أستاذ المدرسة عظمة هذا الحلم
أما التيار الثاني فهو يقوم على المطالبة بكيان واحد - مهما كان اسمه - يتساوى فيه العرب و اليهود و هذا التيار ليس حليف التيار السابق الذكر و لكنه تماما نقيده , فهذا التيار يغالي بأمميته و حبه للحرية أما الآخر مستعد للتهليل لديكتاتوريات كالديكتاتورية الأسدية في سورية بحجة دعم المقاومة و للانقلابيين في مصر فقط لارتدائهم الجزمة العسكرية و البدلة التي تحمل علم الوطن هذا الوطن الذي كان و سيبقى مقسما لعمال العالم ما بين أغراب و قرباء هذا الوطن الذي يحمل في طياته الوحدة الوطنية التي هي وحدة العامل مع الرأسمالي الوطني و عداء العامل لعامل آخر و موته محاربا عاملا آخر في سبيل رأسماليي وطنه
نعم أنا من أنصار التيار الأممي الآخر لأنه بدعوته لوحدة الأراضي الفلسطينية و المساواة بين سكانها هو يدعو بحقيقة الأمر إلى وحدة العامل اليهودي مع العامل العربي ضد النخب الحمساوية و الفتحاوية الحاكمة في غزة و الضفة و ضد النظام العنصري النازي الاسرائيلي الحاكم في ما تبقى من الأراضي الفلسطينية نعم فالوصول إلى هذا الكيان الواحد غير ممكن إلا بوحدة الصف البروليتاري ضد كل النخب الحاكمة
أنا أؤيد المقاومة إلا أن المقاومة لا تعني قتل المدني الذي قد يكون عاملا و قد يكون يساريا كما لا أؤيد الانضواء تحت قيادات فتح و حماس في تنظيماتها لأن أي دعم لهذه التنظيمات هو دعم لنخبها في تقاسم ما أسميته في بداية مقالي الكعكة الفلسطينية
أنا أؤيد المقاومة ضد سياسات الاحتلال هذه المقاومة التي هي مقاومة من أجل الكرامة و بوجه العنصرية و أرفض بشدة اختصار نضال شعب في سبيل كرامته و حقوقه بمنظمتين يمينيتين