سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 4346 - 2014 / 1 / 26 - 13:10
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
هذا المقال غير معنى بأصحاب الإيمان الذين يجدون راحة فى إيمانهم بدون أى يثيروا ضوضاء وضجيج أى الذين يؤمنون بشكل روحى صوفى كإحتياج نفسى دون ان تستهويهم حجج ومحاكات فكرية لإثبات إيمانهم ,أى يعيشون الحالة الإيمانية بدون فذلكة ولهم الإحترام على توجههم هذا بالرغم إختلافنا مع جدوى تلك الرؤية فى الحياة ليبقى الإحترام لحرية الإنسان فى إعتناق أى فكرة تفى حاجاته النفسية طالما هو يراها هكذا , لذا هو غير مطالب أن يقدم أى حجه ويعلنها فهذا شأن خاص إنسانى لا يُنازع عليه أو يُسمح لأحد أن يُدس أنفه فى إيمانه فهكذا هى قناعاته التى يجد ذاته فيها لحين إنتهاء فقاعته الصابونية ,فلن يشيد به أو يذمه أحد كونه أدرك الحقيقة أو لم يدركها فهكذا رأى وإستطيب أن يعيش فقاعته .
يعتنى مقالنا هذا بمن يتوهمون أن لديهم حجة لإثبات وجود الإله والغيبيات ليصدعوا باليقين بوجوده , نافخين صدورهم , متوهمين بأن لديهم ما يقولونه وما هم إلا مفلسون فارغون ليسوا لديهم ما يقدمونه سوى عبارات تقريرية لا يوجد أى سند أو إثبات لها ولا غرابة فى ذلك فإيمانهم ماهو إلا حظوظ من الجغرافيا والتاريخ مع التلقين الجيد والرضاعة النفسية لذلك أصفهم بالنصابون المحتالون ولا أقصد هنا النصب والإحتيال بمفهومه الشائع الذى يبتغى منفعة مادية بل بمنظوره الفكرى الوظيفى والسلوكى بمعنى أن النصب يأتى من مرواغات وإحتيالات فكرية لا تبغى مصلحة مادية كما نعهد من النصابين ولكن لنصرة فكرة بطريقة مرواغة إحتيالية تلفيقية وتوظيف الأدوات العقلية لنصرة الأفكار بشكل مخادع لأقول أن هذه الفئة التى تتحاجج أو تتوهم أن لديها حجة هم نصابون بإمتياز وإن كان الغالبية منهم لا يدركون بوعيهم أنهم فى حالة نصب وإحتيال .
النصب والإحتيال يعنى المرواغة والمواراة وإخفاء أشياء تؤرق والقفز على أشياء تُخجل بشكل خبيث وهذا ما يتم بالفعل وإن كان معظم هؤلاء النصابون لا يدركون أنهم يراوغون فى الغالب .لأقول للأمانة الفكرية أن هؤلاء المحتالون بائسون فهم لايعلمون الحقيقة ويخبئونها عن الناس بل يجهلونها بالفعل ولكنهم معاندون منغلقون متصلبون لتكون أدواتهم للإقناع مُعتمدة على النصب بإيهامك وتضليلك بأن بضاعتهم جيدة ,وللأمانة ايضا هم أوهموا أنفسهم كما يوهمون من يقع تحت أيديهم فلا يزيدون شيئا سوى انهم يمتلكون قدر لا بأس به من البجاحة والفذلكة ,هم يضعون العربة أمام الحصان ويجاهدون فى سبيل أن تفعل مثلهم .
تعالوا نستعرض صور النصب والإحتيال الفكرى التى يتعاطى بها المتفذلكون الذين لا يمتلكون منطقاً يثبت إيمانهم سوى التدليس والتحايل والإلتفاف والقفز على المنطق والعقل .
* نصابون متخاذلون ضعفاء.
بداية يوهموك بأنهم أصحاب إيمان وعقل ولا أعرف كيف يلتقى العقل مع الإيمان فلا توجد أى علاقة , فالإيمان أن تصدق وتعتمد بدون أن تناقش وتجادل بينما العقل يطلب الإقتناع والجدل والشك , فعندما تسألهم أين الله تظهر منطقيتهم بالتحايل ليقولون لك ليس كل ما لا يراه الإنسان هو غير موجود وهذا قول حق مُشبع بالباطل ,فهذا القول يسرى على الوجود المادى فقط القابل للمعاينة وبضوابط فلا يتم إثبات إحتمالية شئ إلا بالمعاينة المادية والإدراك , فلا يقل لنا أحد بوجود أشعة ويجافورم لم يتم إكتشافها إلا عندما يقدم لنا خواص وقياس ومدلولات مادية ولو ضئيلة تثبت وجودها فما بالك بالإله الذى يقال عنه إنها غير مادى أى يستحيل التعرف عليه الآن أو بعد مليون سنه ,فشفرة الدماغ لا تدرك إلا الوجود المادى .
يهز النصاب رأسه ساخراً .. أراك تريد رؤية الله وكأنه لم يسمع نقدنا السابق , وليكن فسنقول له نعم نريد رؤية الله وما المشكلة فى ذلك أليس قادر على كل شئ وبغض النظر عن قدرته فطالما أنتم مُتبجحون مُتخاذلون فسأذكركم بإبراهيم أبو الأنبياء خليل الله فهو طلب الحجة والإثبات بالرغم أنه خليل الله الحاضر مجلسه " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْأً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) البقرة:26] -لقد طلبها إبراهيم بدون خجل بالرغم أنه أبو الانبياء وخليل الله والمقيم حوارات معه فما بالك انت أيها البائس لا تطلبها ليطمئن قلبك ولكنك بالفعل بائس تحتقر ذاتك وتنال من عقلك فلتنعم بهذا البؤس .
* السببية
حجر الزاوية التى يتم عليه تأسيس وجود خالق هو منطق السببية فلكل سبب من مُسبب لتُعطى الإله سببية الوجود , وقبل أن نتناول منطق السببية وكيف يتحايلون عليه سنقول طالما سنعتمد منطق بأن لكل سبب من مُسبب لذا فمن حقنا أن نسأل ما هو سبب وجود الله ؟ –هنا تبدأ أول أشكال النصب الفج , فالله بلا مُسبب فقد توقف المنطق الذى تم إستخدامه لإثبات وجود الإله عند هذا الحد وتم إلقاءه فى صندوق القمامة فلا تسأل عن سبب ولا تطلب تفعيل المنطق فهو إستفاد منه ليلقيه وراء ظهره وإذا كانت الأمور هكذا فلما يستغربون سببية الوجود المادى فبديهياً هو أبسط من الإله ,فهل يشغلنا سببية وجود البسيط ونهمل سببية وجود المُعقد .؟!
" البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، ألا تدل على العليم الخبير." بهذه المقولة الشهيرة يتوهم النصابون أنهم هكذا أثبتوا وجود الله لنقول حسنا البعرة جاءت بسبب البعير ولكن لماذا تم حشر الله كسبب لوجود السماء فى سببية البعرة من البعير , فما علاقة الله وسماء ذات بروج مع بعرة جاءت بسبب بعير ؟!.. هنا عملية نصب واضحة فهى تقفز وتمرر ما تريد أن تمرره من خلال مشهد منطقى , فأنا يمكنى القول أن البعرة جاءت من بعير والسماء جاءت من تنين فضائى أو من كائنات فضائية .
سنتعامل مع مفهوم السببية لنثبت مدى إحتيالهم فبالرجوع لمثل البعرة والبعير نجدهم لا يفهمون ماهية السببية أو يتغافلون عنها ,فالسببية تأتى من تجارب وتراكم خبرات بمعنى أننا لم نقل أن البعرة من البعير إلا بعد مشاهدات لبعرة تسقط من بعير أى من خلال تراكم مشاهدات وخبرات لهذا المشهد وهكذا هو مبدأ السببية ,فمن أين لنا أن نقول بأن الله خالق السماء ذات الأبراج فهذا يلزم أن نكون قد شاهدنا آلهة تخلق أكوان ولنا خبرات سابقة فى ذلك فحينها يمكن القول أن السماء ذات البروج من إله وليس من مصدر آخر وحتى لو شاهدنا آلهة تخلق أكوان فلنا تحفظ أيضاً على أن هناك إله خلق الكون فليس مصدر كل النيران من عود ثقاب .. عالعموم نرى هنا النصب بالقفز والإحتيال فطالما البعرة من البعير والسيارة من مصنع السيارات إذن هذا الوجود من إله فلا هو عرف الإله ولا قدم مشاهد وخبرات بينت أن الإله خالق بل نصب وإحتيال على منطق ليمرر وهمه أو قل هو جهل إنسانى وضع إجابة لسؤال الوجود .
لا ننفى السببية بالطبع ولكن أى سبب هو للمُسبب اى عندما يكون لدينا أسباب فعلينا إثبات أنها لهذه المُسببات بناء على وعى وتجربة وخبرة وقياس وإلا حق لأى مدعى أن ينسب أسباب لذاته .
هناك نقطة أخرى لا يختلف بها نصابون الإله عن أى نصابين محتالين , فالنصاب لابد أن يثير اهتمامك لشئ يخدعك به لتنصرف عن شئ آخر فتسلم له فعندما يردد نصابوا ومحتالوا فكرة الإله بالقول انظروا لهذا الكون البديع وهذه المخلوقات الرائعة ألا تدل على خالق حكيم بديع .. ليأتى النصب من إلصاق صفة الروعة والإبداع على الكون من إله فلو كان الكون بديع فمن أين حجته أنه لمبدع هو الإله ولكن النصب الحقيقى يعتمد على تصدير مقولة كبيرة ليمرر منها إلهه , فمن أين جاء توصيفهم للكون بأنه بديع ,فالنصب جاء من إلصاق صفة الإبداع للكون بدون حجة فيلزم أن نرى أكوان أخرى ليحق لنا أن ننعت كوننا بالروعة عن نظائره الأخرى القبيحة , ويأتى النصب أيضا أن الكون يحتوى فى الغالبية العظمى منه إن لم يكن كله على كل مظاهر الخلل والفوضى والعشوائية , فمجرات تتصادم ونجوم تنهار وثقوب سوداء وملايين الأجرام الخربة لتقتصر الرؤية وتضيق لتبحلق فى مشهد الأرض التى تدورحول الشمس مع إغفال الشهب والنيازك والزلازل والبراكين ليقول لك الكون بديع .!
هناك نقطة ثانية فى قصة ان الكون بديع وهو لا يدل على نصب فقط بل على غفلة وجهل وعدم فهم لنسأل من الذى يُقيم الأشياء , فهل الأشياء بديعة فى ذاتها أى هل توجد فى الأشياء جزيئات إسمها إبداع أم أن الإنسان هو الذى يُقيم الإشياء وفق رؤيته وتفاعله وانطباعاته عنها , فالاشياء تبدو جميلة أو قبيحة وفقا لعواطفه وانطباعه وعلاقته معها كونها تتوائم معه أو تتصادم لتكون كلمة الكون بديع حالة نصب فلا هى إمتلكت التقييم من ناحية المقارنة بين أكوان اخرى ولا هى حالة تقييمية مستقلة خارجة عن الإنسان تفرض ذاتها فكيف لها تحشر الإله وتدعى أنه حكيم بديع .
يتوهم النصابون بأن تحايلهم على منطق السببية هكذا أنهم أصحاب منطق بالرغم من هشاشة منطقهم كما ذكرنا فلا يوجد أحد يعترض على منطق السببية وأولهم الملحدون فهو منطق عقلانى ولكن الإختلاف فى ماهو مًسبب السبب فأن تجعله لكائن شخصانى هو إدعاء وليس منطق بل يلفظه المنطق كما ذكرنا وكما سنرى .
*حجة التصميم .
حجة التصميم تقول ان الكون فيه مظاهر نظام , والنظام يأتى من كيان عاقل مُصمم مثل الإنسان الذى يصمم السيارة لذا فالكون له من صممه وهو الله . ليكون الرد على قصة النظام فى الكون حديث طويل مابين أن النظام هو الأساس أم العشوائية وسندعه لأبحاث ننشرها لاحقا ولكن عقلياً ومنطقياً ووجودياً لا يخرج الوجود عن أربعة إحتمالات لا خامس لهم إما وجود نظامى ,أو عشوائى , أو نظامى يحتوى على فوضى , أو عشوائى يحتوى على نظام فأى وجود هو الصحيح .؟!
لو قلنا نظامى فى المطلق فالعشوائية تثقب عيوننا ولو قلنا عشوائياً فنحن نرى حالات نراها نظام إذن لم يبقى إلا نظام يحتوى على عشوائية وهذا مرفوض أيضا , فالنظام وجود لن يستثنى فلا ينتج إلا نظام بينما العشوائية يمكن أن تتحمل نظام لأن من إحتمالاتها النظام ,فلو ألقينا 5 مكعبات فيمكن أن تحصل بعد عدة رميات منها على رقم سته للمكعبات الخمسة بغض النظر عما نبذله من محاولات .. إذن نحن فى وجود عشوائى أنتج صيغ أطلقنا عليها نظام .ولكن ليست هذه قضيتنا فيمكن ان نجتهد لنبحث فى ماهية النظام والعشوائية ليكون رفضنا أن الوجود جاء من مشخصن عاقل فلا يوجد أى دليل عقلى ولا منطقى يمرر هذا .
أولى الأسئلة الفطرية التى تنتاب الإنسان هى إذا كان الكون يحتاج إلى إله خلقه وصممه على هذا النحو فهذا يعنى أن هذا الإله يحتاج لمن يصممه أيضاً وفقا لمبدأ السببية ولكنهم لا يمتلكون سوى التعسف بأن الله جاء هكذا بلا سبب وبلا تصميم.!
يقولون لا يمكن أن يكون الكون بهذا التعقيد بدون عقل مُفكر صنعه, وأقول أن هذا العقل المفكر الجبار الذى صنع الكون لابد أن يكون مُعقد أكثر ممن خلقه , فلماذا ننسب للأقل تعقيداً ضرورة وجود صانع ونلغي للأكثر تعقيداً وجود صانع له .؟!! هذا علاوة على أن التدقيق فى الفكر اللاهوتى ينفى عن الإله أنه مُفكر.!
المغالطة المنطقية لحجة الإله المصمم تأتى إما بتعمد خلط الأوراق أو فى الغالب نتاج غفلة وإسقاط مفاهيم ذاتية تستقى وعيها من الأنا حيث تقول هذه الحجة بما أن الإنسان كائن شخصانى يخلق نظاما متمثلاً فى آلة أو بناء أوسيارة الخ ,فهذا يعنى أن نظام كالكون مثلا لابد أن ينتجه كائن شخصاني مُصمم وهو ما يدعى بالإله فوجه المغالطة في هذا القياس المنطقي الفاسد أن حكم البعض لا يسري على الكل بالضرورة والعكس صحيح فقولك مثلا إن حك عود الثقاب يشعل ناراً لا يعنى ولا يسمح لك بالقول بأن كل نار قد صدرت من حك عود ثقاب .. كذلك نُذكر بالمغالطة المنطقية الشهيرة التى تقول طالما أن أرسطو فيلسوف, يونانى ,إذن فكل الفلاسفة يونانيين.
حك عود الثقاب هو أحد مصادر النار وليس كل مصادر النار فتعميم كل مصادر النار غير جائز ,وكذلك أرسطو فيلسوف يونانى لا يعنى أن كل الفلاسفة يونانيين فلا يجوز تعميم صفات البعض على الكل إلا إذا درسنا صفات هذا الكل دراسة تجريبية
حصرية ينتج عنها ما يفيد بأن كل أجزاء هذا الكل لها نفس الصفات وعليه فالزعم بأن كل نظام يحتاج في وجوده لمُسبب شخصاني لأن هناك نظام إحتاج لمثل هذا المُسبب كالإنسان هو زعم فاسد لأن معاينة مُسببات الكل هنا مُمتنعة.
نأتى إلى نقطة أخيرة فى هدم فكرة التصميم من كائن شخصانى أنه كامل العظمة والدقة فى تصميماته بالضرورة لنجد ان هناك خلل كبير فى الكون لا يقترب من أى شئ اسمه تصميم ذو إرادة وغاية وهيمنة , فالعشوائية والفوضى والخراب ضاربة فى أطناب الوجود لتنهار نجوم وتتصادم مجرات وثقوب سوداء فى عشوائية تفرض نفسها على المشهد الوجودى .
إشكالية أخرى هي أن مشكلة الجزئية تنطبق أيضا على الأرض فنحن نهلل بنظام الحياة على الأرض، و ننسى ونتناسى الفوضى العارمة الموجودة خارج الأرض.فهناك ملايين البلايين من الكواكب و النجوم التي لا سبب لوجودها ولا غاية ولا نظام ، فهي تولد و تنفجر في عمليات عشوائية صماء والغالبية العظمى منها خربة لا تصلح للحياة عليها.
مجرد وجود كوكب واحد تصلح فيه الحياة ويعتريه أيضا الكوارث الطبيعية من زلازل واعاصير ونيازك فهذا يعنى أنه لا يزيد عن مجرد حتمية رياضية احصائية تؤدي الى وجود جزئيات يبدو عليها النظام في داخل مجموعات عشوائية.
عندما نقول أن الكون مصمم ومنظم فهو تعبير ينم عن خلل كبير وتعسف فى الحكم لا يوجد ما يبرره فالقول بأن الكون مُنظم ومُصمم لا يخرج عن إطار فكر تقييمى نسبى كما ذكرنا ويفضح هذا التوصيف أننا لم نرى أكوان أخرى حتى نحكم على كوننا بتميز التصميم فإدراكنا للتوصيف والتقييم لا يأتى إلا بوجود الضد حتى تتولد المقارنه ويتحقق التوصيف , فأنت لا تستطيع أن تقول عن إنسان كريم إلا بوجود إنسان آخر بخيل حتى تتحدد هوية الكرم لذا لا نستطيع أن نقول كون منظم إلا إذا كانت الأكوان العشوائية حاضرة .ولو تواجدت الأكوان الأخرى العشوائية فيجب ان نقارن كوننا بها لتبيان الفروق فإذا كان كوننا مُصمم فهنا سيسقط عنه الحكمة ودقة الصنعة فهو صمم كون بنظام والباقى بلا نظام .
* التصميم الذكى .
التصميم الذكى رؤية تم إستحداثها فى الغرب ويطلقون عليها نظرية وهى بعيدة كل البعد عن النظريات العلمية لأنها ببساطة لا تقدم شئ ذو نتيجة أو تسجل علاقة فاعلة ليجدها النصابون طريقة جديدة للنصب والإيحاء بوجود إله بدلا من حجة البعرة والبعير البائسة .
لإثبات تهافت التصميم الذكى سنجدهم يتصورون تصميم للكون مقابل لاشئ , بمعنى أنهم لا يمتلكون أي معرفة بطرق تشكل الأكوان , لذا إذا أردنا أن نقيس التصميم الذكي للكون على سبيل المثال فعلينا أن نقيسه مع أكوان اخرى مختلفة كما نمتلك الخبرة الكافية بطرق تشكل الأكوان ولكننا لا نمتلك نموذج لكون أخر فلا يمكن أن نضع أدوات قياسية صحيحة.
التصميم الذكى لا يقدم أى شئ يقودنا لشئ كنتيجة علمية حتمية تتعاطى معها النظريات العلمية , ففكرة التصميم الذكى ببساطة تسعى أن يفتح المتلقى فاه ليندهش من إحصاءات ومعلومات غزيرة ..فأصحابها يلحون على دهشتك وإستغرابك دون ان يقدموا شئ ليزيحوا الستار عن هذه الدهشة ,فهم يغرقوك بأرقام ومئات علامات التعجب فقط ويتركونك هكذا لتنفذ بجلدك وتستلسم لوجود فكرة الإله المعتادة التى تم إستهلاكها منذ بداية التاريخ فى سد فراغات الجهل والإندهاش ليأتى المُحدثون من أنصار التصميم الذكى ليعتنوا بإلقاء الضوء على فراغات الجهل المعرفى بدون أن يقدموا شئ ولكن بطريقة شيك وذلك بإغراقك بأرقام ومعلومات تطلب التعجب والإندهاش من إنسان عصرى لم يعد يندهش من شروق الشمس وغروبها بل يفتح فاه أمام تعقد الخلية الحية .
يحدثونك عن احتمالية تكوين جزئ من البروتين ليدهشوك بالأرقام بعد أن يحتالوا بمنهج تفكير يتصورون فيها العشوائية تتخذ إتجاه نظامى ليحجبوا فكرة أنها عشوائية أى لا تصطف وراء عدد هائل من الإحتمالات كأن هناك خطة وبرنامج محدد بزمن عليها إتباعها بينما هى عشوائية لا تعتنى بزمن ولا ترتيب ولا إحتمالات وخطوات صارمة .
سنتجاوز هذا النصب الذى يرمى إلى أن الأمور صعبه للغاية وسنعتبر ما قدمه أنصار التصميم الذكى معلومات مدهشة غريبة ولكن ماذا بعد ؟! ..فبماذا تفسرون هذا التعقيد وكيف تم ومن انتجه ؟!.. ولماذا تم حشر فكرة الله فى هذا التعقيد أم هى الهرولة نحو مربع الجهل والغموض فلنريح أنفسنا بإله صانع ,لذا لم تقترب النظرية التى يملأون بها الدنيا صخباً من التعرض لفكرة الإله وإثبات أنه فى طرف المعادلة لأنه ببساطة غير موجود ليدخل فى معادلة .
هنا تتوقف نظرية التصميم الذكى عن الكلام المباح فهى تتحرك فى إطار إثارة الدهشة وعلامات التعجب ومربعات الجهل ليتلقفها النصابون المتفذلكون ليغرقوك بمعلومات عن الخلية وتكوين البروتين فهى الموضة بدلا من التعاطى مع تراث عتيق مهلهل تنضح كل جزئية فيه بالتناقض والسذاجة ليوهموك بأن هناك تصميم يعنى إثبات وجود إله , وليرتدوا نفس حلة أجدادهم ويسألونك نفس السؤال الساذج المتبجح أترى من جاء بتصميم الخلية .. فبدلا من أن يقدموا إجابة يسألون من إفلاسهم بعد أن تجولوا كثيرا فى منعطفات التصميم الذكى .
الخلاصة أننا أمام مغالطات فجة لإنسان أسقط ذاته على الأشياء ليؤنسنها في صورة إله شخصاني خارق القوى يسميه الله ,يهوه ,المسيح , فالأمور لا تزيد عن حل سهل للعقل البشري تمليه عليه العادة بتحقيق التجانس لمسببات الأشياء المعلومة والمجهولة له على السواء ,فهذا التجانس تبدو صورته أكثر قبولا للذهن البشري ليرقع فجوات عجزه التي هي مصدر قلقه وحيرته بحلول سهلة تعكس أيضاً نرجسية هذا الإنسان وإحساسه بالعظمة حيال ذاته فتملي عليه تلك العظمة الذاتية أن يستنسخ ذات متضخمة
بإسقاطها على الأشياء من حوله ليحصل على عدة صور لها في مرآة الوجود تزيده إحساساً بالزهو والأمان أمام وجود مادى غير معتنى. .نحن فى الحقيقة أمام تمظهر للإنسان الإله .
هؤلاء النصابون المتفذلكون لا يختلفون عن أى نصابين ومحتالين فالمنهج الفكرى واحد فهو يريد أن يدفعك إلى التفكير فى شئ معين لتسير فى اتجاه يريدك ان تسلكه ليلهيك عن قضية اخرى لا تثيرها وتنصرف عنها فلا تنفض عنها الغبار .. فهو يلهيك مثلا عن الفضائح التى يحفل بها الإيمان الدينى من خرافات تتحدث عن الجن والعفاريت والذى جال الفضاء ببغلته وذاك الذى ولد من غير جماع وتلك الشمس الذى تدور حول الارض ليدخلك فى متاهة أرقام صعبة تندهش منها من خلال التصميم الذكى أو تجده يسخر بفهمه البائس من العشوائية التى لا يفهم منها حرفا كقوله البيت تواجد هكذا هههه ,وحروف الطباعة عند نثرها فى الهواء ستعطى قصيدة لشكسبير هههه لتضحك معه بعد ان شوه مفهوم العشوائية وفقا لجهله وتهافته ورغماً عن ذلك لم يعتنى بهشاشة قصة الخلق الطينية المتناقضة مع أبسط علومنا ولا المهازل الخرافية والفضائح العلمية والشرائع البدوية .
* النظام فى الطبيعة لا يثبت وجود إله ولكن يثبت النصب فقط.
النصابون يدركون تماما أن بضاعتهم متهافته مهترئة بقصص العفاريت والجن وكل المهازل التى تم فضحها بما تتناوله من هراء عن الطبيعة والحياة ولكن النصابون متبجحون ليسطوا على أى معلومة ونظرية علمية ليدعوا الفاجرين منهم أنها ملك الله فهى بتاعت ربنا وهو الذى أنجزها وصممها وصاحب التوكيل الرسمى ومن ضمن هذا توازن الكون وقوانين الطبيعة ليحولقوا بعدها إشادة بالله .
سندخل معهم فى جدل منطقى لنبتعد عن العلم الذى لا يفقهون منه شيئا سوى السطو عليه وإستخدامه لإخفاء المهازل والخرافات الساذجة والعجز العلمى مع تجرع بول البعير لنقول أن وجود قوانين فى الطبيعة وتوازن الكون يدل دلالة قطعية على عدم وجود إله , فالقانون والتوازن هى طبيعة المادة حال إستقرارها وعلاقتنا بها هو إيجاد علاقات لكى نفهمها مثل الملاح الذى يوجد علاقات من رصد النجوم فهى لم ترص فى السماء لكى يوجد منها قانون أو علاقة بل من عشوائيتها كون علاقات أى أننا أمام قدرة إنسان على إيجاد علاقات نظامية فى لحظة انتظام وتوازن للطبيعة وإلا ما كنا تواجدنا نحكى عن قانون إستنتجناه .
يدعون أن قوانين الطبيعة تثبت وجود إله ولكن منطقيا العكس هو الصحيح فإذا كان هناك إله وضع قوانين الطبيعة لشهدنا كيف يغيرها فتغيير الثابت يدل على وجود مُوجد وعدم تغيير الثابت يدل على عدم وجود مُوجد, فعلى سبيل المثال لو كنت تجلس بغرفتك ثم شاهدت كرسى يرتفع فى الهواء لوحده , فهنا ستستنتج أن هناك قوة مجهولة سببت هذا المشهد المغاير لقوانين الطبيعة وستسأل عنها ,فلو لم يرتفع الكرسى ولم يحدث هذا الخلل بالتوازن لما ذهبت للتفكير فهكذا إعتدت .
كذلك لو سقط شخص من أعلى جبل فالمشهد الطبيعى وفقا لتوازن قوانين الطبيعة سيكون سقوطه على الأرض أما إذا وجدته معلقاً فى الهواء فهنا سيكون المشهد غريبا كاسراً التوازن لتسأل ماهى القوة الفاعلة التى تجعله مشعلقاً فى الهواء .
إذن التوازن الذي نراه فى الكون والطبيعة ليس دليلاً على وجود إله فاعل لأن وجود التوازن أمر طبيعي كمحصلة لنتيجة القوى بالكون, لذا ما يجعل للإله وجود ليس التوازن الذى هو قوى طبيعية بل فى كسر التوازن والثبات وقوانين الطبيعة ولنلاحظ أن مورجى فكرة الإله يستدلون على وجوده بالمعجزات القديمة الخارقه للثبات والطبيعة كالعصا التى تحولت لحية وعندما فشلوا فى تسويق الخرافات التى لم تتكرر لوعى الإنسان المعاصر لم يجدوا ما يحقق الإعجاز خارج خرافات الأقدمين إلا بنسب ظواهر طبيعية فقدت الإتزان للإله ,كالزلازل والبركين والأعاصير وكأنه يدك الأرض بقدمه أو ينفخ الرياح ولا يهم هنا كونه إله شرير بل لكى يستحق الألوهية بالتحكم فى الطبيعة والتوازن .
الألوهية تعنى القدرة على كسر التوازن وقوانين الطبيعة الثابتة وليس على توازن ماهو متوازن وإلا يحق لى أن اقول أننى الإله فنكوش الذى يجعل الحجر يسقط على الأرض فهنا سيسخر منى الجميع كونى نسبت توازن الطبيعة وقانونها إلى نفسى ولكن سيندهش الجميع ويقرون بألوهيتى الفنكوشية لو إستطعت أن أوقف الحجر فى الهواء فهنا سيكون لى مصداقية وإعتناء كونى كسرت الثابت وقانون الطبيعة المادى .
الإله فنكوش ليس بعيد عن سذاجة الطرح الدينى فهذا يشبه حجة ابراهيم الساذجة التى تعاطى بها مع نمرود فقد جاء عن إبراهيم: "الم تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ البقرة 258
إدعى إبراهيم أن الله يأتى بالشمس من المشرق إلى المغرب ليطالب النمرود أن يأتى بالشمس من المغرب إلى المشرق فهنا تم إنساب ظاهرة طبيعية اى شئ ثابت ومُعتاد لإله إبراهيم بينما طلب من نمرود العكس أى تغيير لثابت فهنا التهافت والسذاجة فكان حرى لكى تكون حجتة القوية القول : يا نمرود إلهى سيأتى غدا بالشمس من المغرب إلى المشرق ولنرى إذا كنت تستطيع أنت او إلهك بتكرار تلك التجربة بعد الغد .
هذا يثبت عملية النصب التى يمارسها المتفذلكون لينسبوا التوازن إلى إلههم بينما الإثبات الحقيقى يكون من كسر قوانين الطبيعة وتوزاناتها الحتمية فيمكن لأى مُدعى ان ينسب الثابت والقانون المادى لذاته بينما تكون الحجة قوية فى القدرة على خرق قوانين الطبيعة .
* الدعاء حجة تورطهم وتثبت عدم وجود إله .
انهم بؤساء فلديهم تفويض من الإله المزعوم أو قل للدقة من مبدع الفكرة بأن كل ماتطلبونه بإسمه يُستجاب لكم.. ( أسالوا تُعطوا أطلبوا تّجدو أقرعوا يفتح لكم، لأن كل من يسال يأخذ ومن يطلب يجد ومن يّقرع يُفتح له) –( كلُّ ما تطلبونه من الآب باسمي تنالونه) بل يسخر من آلهة الوثنيين أن تستجيب لدعائهم (و إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) - ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) فهاهى آيات صريحة واضحة يمكن ان تثبت وجود الإله من خلال قدرته على الإستجابة للدعاء , والإستجابة هنا تعنى تغيير الثابت كما من المُفترض ان لا يعرف المستحيل فهو إله ليس فى قاموسه كلمة المستحيل ولكن الخيبة ان الدعاء البسيط التافه لا يُستجاب له .
لن نطلب منهم كسر لقوانين ونظام الطبيعة التى يسمونها معجزات لم نشهدها إلا من مرويات إنسان قديم كانت له أوهامه وتخيلاته وتهيؤاته المريضة أو قل تصوراته الغير واعية ولم يحظى مليارات البشر بعدها على أى مشهد منها ولكن فلنقول أن الدعاء والإستجابة الفورية حسب وعده تثبت وجوده .!
* نصابون مع سبق الإصرار والترصد .
عندما يتحدث المؤمنون عن العلم لإثبات بما جاء فى كتبهم فهنا يكون النصب والإحتيال قد وصل لأعلى درجاته مصاحباً لكل الغش والكذب والتدليس والإفتراء فلا يكتفى النصب بالإحتيال بل بالبجاحة المزيلة بالخيبة عندما يهمل كل ما فى التراث من خرافات ومغالطات تدعو للخجل كقصة السماء ذات السقف المرفوعة على اعمدة مرئية او غير مرئية وتلك الأرض المسطحة والشمس التى تدور حولها فى القبة السمائية , وهذا الصيف الذى هو من فحيح جهنم ,والامراض كأرواح شريرة , والملاك الذى يسوق السحاب وكل هذا الكم الهائل من الهراء والخرافة التى تحفل بها الكتب المقدسة والتى يطيل تتبعها ورصدها لتجد النصابون يتغافلون عنها ليحدثك عن آية يلوى عنقها حتى يفطسها ويقول لك انظر هذا الإعجاز .
بالفعل النصابون لا يستحون عندما تجدهم يحدثونك عن آية " أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ " ليقولون لك أنظر أنها تشير لنظرية الإنفجار الكبير ليشد أى عاقل شعره من هذا النصب الفج , فما علاقة تلك الآية بالإنفجار الكبير .. ولكن من قال لك إنهم عقلاء فهم نصابون عندما يجعلون الفتق والذى تشير له الآية يعنى الإنفجار, فكلمة فتق واضحة ككلمة عربية تعنى الشق ولنرجع لمعناها فى قواميس اللغة العربية بل لنرجع لتفسيرها من كل كتب التفسير لتجدها شق فما علاقتها بالإنفجار ولنا فى التفسر حجة فيقول الحسن وقتادة : كانت السماوات والأرض ملتزقتين ففصل الله بينهما.
الآية تشير لما يعلمه الذين كفروا من اليهود ,فالتوراة توضح نفس نظرية الرتق و الفتق مما يجعل هذه الآية تصديقاً لمفاهيم ذلك العصر الذي يعتمد علي الاساطير السومرية في الأساس التي تتكلم فعلا عن سماء وأرض تم فصلهما بواسطة الآلهة ولننظر إلى التفسيرات القرآنية لتدرك كم هم نصابون فنظرية الانفجار العظيم لا تتكلم عن سماء و أرض ملتصقتين تم فصلهما عن بعض بل تتكلم عن مادة اولية للكون انفجرت و تحولت الي الكون الحالي فكل الكون كان ممتزجا فى ذرات متركزة فى نقطة , ونظرية الانفجار العظيم لا تتكلم عن شئ اسمه سماء أصلا و لا عن وجود شى إسمه ارض ولا تجعل للارض اي دور مميز عن بقية الكون .
ولنثبت انهم نصابون لن نكتفى بالمعنى اللغوى بل سنثبت لهؤلاء المحتالون أن إعتماد نظرية الإنفجار الكبير فى إيمانهم تلفيقا وغشا سيتناقض مع كل الإيمان والعقل ولنبدأ بالعقل لعلهم يتفقهون ,فقولهم كانت رتقا ففتقناها تعنى ان الله وجد السماوات والأرض ملتصقتين ببعض فقام بعملية الفتق والفصل بينهم فهذا يعنى أن الله وجد هذه الحالة موجودة وقام بجهد فى الفتق لنسأل هنا سؤال بسيط من أوجد الحالة الأولى فلا تقل انه الله لأن الآية تقول " ففتقناها" .وبالعقل والمنطق إذا كان الله خلق هذه الحالة فما الداعى ليلصق السماء والارض فأليس من المنطق أن يخلقهما منفصلتين من لا شئ فهو الخالق كما فى القصة القرآنية وصاحب مقولة "كن فيكون" أم انه يعذب نفسه .
ثم تعالوا هنا ما معنى إيمانكم بالإنفجار الكبير والفتق وكل هذا مع آية سورة البقرة (هو الذى خلق لكم ما فى الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شئ عليم )
هناك نقطة طريفة للغاية لا يفطن لها النصابون أو قد يفطنون ولكن يدلسون فلو تسايرنا فى موضوع فتق السماوات عن الأرض فهو كمثل من يفصل بين ناطحة سحاب وحبة رمل ملتصقة بها , فناطحة السحاب هنا هى بمثابة السماوات التى تعبر عن الكون الهائل والأرض كحبة الرمل بالنسبة لهذا الكون .!
* نصابون بخيبة .
النصابون الباحثون عن إثبات وجود إله مفلسون فليس لديهم ما يقدمونه لذا فهم يروجون لأقوال لا تدل سوى على الهشاشة والسذاجة والإفلاس كأن يقولون لك انظر إلى حجم المؤمنين بالإله ,,وهذه حجة بائسة فالعالم الآن لم يعد مؤمناً بالإله كما سبق وحتى لو كان المؤمنين هم الأغلبية فليس معنى إنتشار ورواج فكرة أو رؤية أو ظن أنه صحيح , فالعالم القديم مثلا كان يعتقد بالإجماع أن الأرض مسطحة والشمس قرص يدور حولها فى القبة السمائية وهذا يعنى أن انتشار فكرة ورواجها لا يعنى أبداً صحتها بل تأتى صحتها بما تقدمه .
نتيجة أن النصابون فى حالة بؤس فهم لا يتورعون عن المباهاة بشعر من لديه قليل من الشعر كما يقولون مثل إستحضار شخصيات مرموقة تؤمن بالله وكأن هذه الشخصيات تعفى الفكرة من ضعفها لتتكأ على رؤية ومزاج هذا أو ذاك وإذا كانت الأمور هكذا فغالبية العلماء ملحدون فلما لا يتذكرون هذا .؟!
ليس هناك اى منطق ان يتحدث عالم عن إيمانه بالله فهو هنا خرج من العلم المادى للدروشة وإذا تفوه أحد العلماء بوجود إله فليقدم لنا من معمله ما يثبت وجود إله وإلا فليجلس وسط المدروشين .
عندما يدرك النصابون بؤس تفكيرهم فهم هنا يلجأون إلى حيلة ساذجة وهى طلب توفير جواب بديل ولكن هل هذا يعفى ويبرر ويمرر وجود الجواب الخطأ ؟! , فالخطأ سيظل خطأ سواء فى وجود جواب بديل أم لا .. فهم ينهالون بأسئلة عن سببية تكوين الخلية ومظاهر التعقيد فى الطبيعة ليطلبوا منك تقديم تفسير سببى لها بالخطوات الدقيقة التى تمت وكأنهم قدموا لنا هذا النهج عندما كانوا يتحدثون عن الإله الخالق الذى لم يقدموا عنه سوى قول تقريرى من كلمتين فقط هما الله خالق .
كذلك موقفهم الغريب الغبى المتعنت برفض نظرية التطور بالرغم مما تقدمه من آلاف الدلائل ليقينهم أن نظرية التطور ستكون المسمار الأخير فى نعش فكرة الإله ولكننا سنعفيهم من هذا ولتذهب نظرية التطور للجحيم ومن اكتشفها لنقول لهم أنتم اصحاب النظرية الأم وأصحاب الإدعاء ومن تمتلكون مفاتيح الحقيقة واليقين فقدموا لنا تحليل علمى موثق ومرتب لكيفية حدوث قصة الخلق الطينية .
أندهش من تعاطى المؤمنين بالنظريات العلمية وكأنهم يريدون ترويج ميديا مزيفة أن العلم يتفق مع الدين أو أن إيمانهم عصرى لأقول لهم : بلا خيبة فحرى بكم أن تتعاملوا مع الخزى والفضائح والعار التى تحفل بهم كتبكم من خرافات ومغالطات تجعل من يمتلك القليل من الحس ينتحر! -ولتعلموا أن العلم الذى تسطون عليه وتقولوا أنه من اله لا توجد معادلة واحدة فيه إلا تنفى وجوده وفقا لفرضية الإله ,فلتداروا قبحكم أولا وبعدها تعالوا نتحدث عن العلم .
دمتم بخير .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .
--------
* صدر الجزء الأول من كتابى " خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم " والمحتوى على 32 مقال على هذا الرابط .
http://www.4shared.com/office/S57GVDDBce/_____.html?
#سامى_لبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟