أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رفعت السعيد - رفعت السعيد ولماذا 86.. وحدها؟














المزيد.....

رفعت السعيد ولماذا 86.. وحدها؟


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4337 - 2014 / 1 / 18 - 05:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بعد مماطلات وتردد مثير للدهشة، تشبثت حكومة الدكتور ببلاوى بقشة المادة 86 من قانون العقوبات، وقررت اعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية، ولعل الكثيرين قد دهشوا من أن الحكومة التى تضم جهابذة قانونيين كانت قد نسيت هذه المادة ثم تعلقت بها آخر الأمر. والحقيقة أن هذا النسيان، أو إن شئنا الدقة التناسى، قد امتد عميقاً عبر زمان متواصل مرت فى طريقه عشرات الحكومات، وأنه اتسع ليشمل مواد بعينها تتماثل أو تعزز أو تؤكد ذات المحتوى وذات التوجه الذى تمثل فى المادة 86..

وإذ نتأمل المواد الأخرى نكتشف ما يثبت أن التناسى كان ولا يزال مقصوداً لأن حماية التأسلم كانت مقصودة بذاتها، وأن حماية الوحدة الوطنية لم تكن أمراً محموداً لدى الحكومات المتتالية، ومهما كان ما رددته ولم تزل تردده من دفاع سقيم ولا يصدقه أحد عن الحقوق الطبيعية للأخوة الأقباط، وعن حرمة المساجد وحمايتها من عبث التأسلم والمتأسلمين، فالمواد التى تناستها كل الحكومات السابقة ولم تزل تتناساها حكومتنا الحالية جرى تجميدها عن عمد لأنها تكفل حقوقاً لأبناء من هذا الوطن لا يريدون لهم أن يستحقوها، وتحمى لهم ما لا تريد الحكومات حمايته من حقوق..

مثل «م 160» التى تقول «ويعاقب بالحبس أو بالغرامة- وتعطى إمكانية تغليظ العقوبة إلى السجن خمس سنوات- لكل من يشوش على إقامة شعائر ملة أو احتفال دينى»، وهى تحمى أيضاً وبشكل صريح حرمة المبانى أو الرموز أو أى أشياء أخرى لها حرمة عند «أبناء ملة أو فريق من الناس»، فماذا إذا كان الحكام لا يريدون احترام هذه الملة ورموزها احتراماً فعلياً وواقعياً؟ الإجابة: يتناسى الحكم هذه المادة وتحل محلها جلسات عرفية هى فى جوهرها جلسات إذعان يفرض فيها على المسيحيين قبول ما لا يقبلون، ويفرض عليهم أن يقبلوا هذه المرارة وهم مبتسمون.

أما الكنيسة المحترقة أو الرمز الدينى المدمر فهناك الجيش الذى يعيد البناء على نفقته مشكوراً و«يا دار ما دخلك شر». وهناك كذلك المادة 161 التى تكرس لحماية الوحدة الوطنية والتى أريد بها حماية كلامية فقط. وهناك المادة 201 عقوبات وتقول نصاً: كل شخص لو كان من رجال الدين أثناء تأدية وظيفته ألقى فى أحد أماكن العبادة، أو فى محفل دينى، مقالة تضمنت مدحاً أو ذماً فى الحكومة، أو فى قانون أو فى مرسوم أو فى قرار جمهورى، أو فى عمل من أعمال جهات الإدارة العمومية، أو أذاع أو نشر بصفة نصائح أو تعليمات دينية رسالة مشتملة على شىء من ذلك، يعاقب بالحبس والغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين، فإذا استعملت القوة أو التهديد تكون العقوبة بالسجن». والحقيقة أن تطبيق هذه المادة فعلياً كان سيسوق كثيرين من أنصار الحكم..

والأكثر من أنصار ودعاة التأسلم، فتقاسم الحكام والمتأسلمون مهمة انتهاك هذه المادة. فالحكام بحاجة إلى الترويج لبضاعتهم حتى ولو كانت جيدة عبر المساجد، والمتأسلمون بحاجة لترويج بضاعتهم غير المسموحة عبر المساجد أيضاً، وبمنطق «سيب وأنا اسيب» اقتسم الطرفان مهمة انتهاك القانون.

ولكى أكون واضحاً فإننى أعترف أن ما شجعنى على استعادة هذه المواد وإلصاقها على جباه الجميع وتجريسهم على طريقة التجريس فى زمن المماليك، هو تلك الخطوة الشجاعة التى اتخذها رئيس الجمهورية بزيارة بطريركية الأقباط الأرثوذكس للتهنئة بعيد الميلاد المجيد، وهى شجاعة وحكمة غير مسبوقة فى الرؤساء السابقين. وأعترف أننى كتبت فى أيام ماضية عن ضرورة إعمال هذه المواد القانونية ولم يعر أحد اهتماماً بهذه الكتابة، فهل ستكون خطوة الرئيس عدلى منصور مناسبة لنمنح قبلة الحياة لهذه المواد التى أماتوها عن عمد متعمد؟.

هذا ما أرجوه، ولعل النائب العام يراجع قانون العقوبات وسوف يجد مزيداً من مواد قتلت عن عمد لأن البعض أراد إشعار الأخوة الأقباط بأن القانون المصرى لا يخصهم، ولا يطبق إلا إذا كان فى تطبيقه إضرار بهم، أما ما يحميهم فليس مسموحاً به. فهل نفيق ونستعيد مصريتنا؟



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الإخوان جماعة إرهابية؟
- منى مينا.. والعمدة إيفا
- الإخوان.. والأقباط «2»
- الإخوان والأقباط «1»
- عن مبطلات شفافية الانتخابات
- إصلاحات أردوجان.. غير صالحة
- تعالوا نتصالح
- برلمان بدون نساء وأقباط ونوبيين وفقراء
- دساتير مصرية «2» دستوران للثورة العرابية
- دساتير مصرية «1» زمن محمد على
- رسالة إلى الإخوان
- المصالحة مع نواب الأرض والسماء «2»
- المصالحة مع نواب الأرض والسماء «1»
- جماعة الإخوان.. مسيرة الصعود هبوطاً (3 - 3)
- جماعة الإخوان.. مسيرة الصعود هبوطاً (2- 3)
- جماعة الإخوان.. مسيرة الصعود هبوطاً (1 - 3)
- أتراك مع الأرمن وضد أردوغان
- الإخوان وإسرائيل
- درس خصوصى فى الإرهاب
- 30 يونيو .. وكيف غيرت العالم


المزيد.....




- تعود إلى عام 1532.. نسخة نادرة من كتاب لمكيافيلّي إلى المزاد ...
- قهوة مجانية للزبائن رائجة على -تيك توك- لكن بشرط.. ما هو؟
- وزيرة سويدية تعاني من -رهاب الموز-.. فوبيا غير مألوفة تشعل ا ...
- مراسلنا: تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيرو ...
- الرئيس الأمريكي: -أنا زوج جو بايدن.. وهذا المنصب الذي أفتخر ...
- مسيرة إسرائيلية تستهدف صيادين على شاطئ صور اللبنانية
- شاهد.. صاروخ -إسكندر- الروسي يدمر مقاتلة أوكرانية في مطارها ...
- -نوفوستي-: سفير إيطاليا لدى دمشق يباشر أعماله بعد انقطاع دام ...
- ميركل: زيلينسكي جعلني -كبش فداء-
- الجيش السوداني يسيطر على مدينة سنجة الاستراتيجية في سنار


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رفعت السعيد - رفعت السعيد ولماذا 86.. وحدها؟