أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - الطريق نحو علمنة الاسلام















المزيد.....

الطريق نحو علمنة الاسلام


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 4331 - 2014 / 1 / 10 - 12:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


( 1) :
(لم يعرف العالم العربي الحديث العلمانية قط كجزء من مشروع حضاري اشمل , وانما عرفها حينا كثقافة عقلانية تنويرية او كمجموعة القوانين المنقولة عن الغرب ) .
المفكر والباحث محمد اركون
( 2 ) :
ما العلمنة ؟
يجيب المفكر والباحث آركون عن هذا التساؤل بقوله :
(العلمنة هي اولا , وقبل كل شيء ,احد مكتسبات وفتوحات الروح البشرية , وكذا , هي موقف للروح وهي تناضل من اجل امتلاك الحقيقة او التوصل الى الحقيقة ).
العلمنة من وجهة نظر آركون تواجه مسؤوليتين :
اولا :مشكلة او مسؤولية معرفية تتعلق بكيفية فهم الواقع بشكل مطابق وصحيح وتتسم بالتوافق الذهني والعقلي لكل البشر ,السائرين الى الحقيقة ..ان العلمنة شيءاكبر بكثير من التقسيم التقليدي بين الدين والدولة , فهي (العلمنة )شيءيخص المعرفة ومسؤولية الانسان تجاهها .
ثانيا :اذا افترضنا جدلا امكانية التوصل الى المعرفة المنشودة في الاشكال الاول , نواجه هنا اشكالية ايصال او توصيل هذه المعرفة الى الاخر بطريقة ملائمة , ودون ان نشرط حريته او نقيدها . ومن هنا يتبلور مفهوم العلمنة .. كتوتر مستمر من اجل الاندماج في العالم الواقعي , والتي تساعد على نشر مانعتقده انه الحقيقة في الفضاء الاجتماعي ,اي في المجتمع .
يؤكد الباحث ايمن عبد الرسول في كتابه (في نقد الاسلام الوضعي : دراسات في الخروج على النص الديني )-2010 –الناشر كنوز –ح القاهرة :
هذا المفهوم المبدئي يصدمنا في الكثير من معارفنا حول فكرة العلمانية . وهذا مايؤكد عليه اركون ,ففهم العلمنة على انها الفصل بين الزمني والروحي او النسبي والمطلق .. الخ وغيرها من المفهومات المسيطرة على الفضاء المعرفي العربي يختلف جذريا عن طرح اركون حول قضية العلمنة بوصفها موقفا من المعرفة ..فبالنسبة للمسلمين نجد انهم مغتبطون ومزهوون اكثر مما يجب بيقينياتهم الدوجمائية ,وبالنسبة للعلمانويين المتطرفين نجد انهم يخلطون بين العلمنة الصحيحة وبين الصراع ضد الاكليروس او طبقة رجال الدين .
(3) :
اشكاليات العلمنة:
من الافكار الشائعة ان الاسلام هو الدين الوحيد الذي لم يعرف التمييز بين الروحي والزمني , ولم يعرف ايضا سلطة رجال الدين . وانه لامكان للفصل بين الدين والدولة ,و بين السياسة والشريعة . مبررين ذلك بميراث طويل يسمى ( الخلافة الاسلامية) وكتابات السياسية الشرعية , والعديد من الحركات الاسلامية , والمثير ان هذه الافكار لم تناقش بشكل تفكيكي لر دها الى اصولها التاريخية والكشف عن بناها الاساسية في الفكر والتاريخ الاسلامي.
يؤكد آركون ان الكشف عن البنى التاسيسية للمقدس هو بحث نقدي للتاريخ في محاولة للكشف عن دور الايديولوجيا والوعي الزائف في تشكيل الخطاب التاريخي وتبريره .. وينبغي علينا كما يؤكد آركون عدم الخضوع لاي خطاب قبل ان نبتديء بتفكيكه من اجل الكشف عن الاليات التي يستخدمها من اجل تغطية الحقيقة العميقة . وهذا ايضا يدخل في سياق علم اللغة البنيوي وسلطة اللغة مقابل الكلام .حيث اللغة قص ولصق للواقع في الحقيقة تمارس من قبل آليات الحجب والتمويه !!!.
كانت قضية الخلافة قد اثارت محاولة جريئة لعلمنة الفكر الاسلامي من قبل المفكر المصري علي عبد الرازق عام 1925,ينبغي مواصلة هذا العمل على ضوء الانثروبولوجيا السياسية التي افتتحها جورج بالندييه (محمد آركون – تاريخية الفكر العربي الاسلامي – ترجمة هاشم صالح – ط3- 1998 – مركزالانماء القومي – بيروت ).
يعرض الباحث ايمن عبدالرسول وجهات النظر التي يتبناها آركون وهي :
اولا:الخليفة :هو نائب النبي محمدالذي يضمن استمرارية وظائفه ثانيا:الامام: الشخص الذي يقود المؤمنين في اثناء الصلاة ويحدد اتجاه مكة ويتقدم عليهم .اي المسؤول عن القيادة الر وحية .
ثالثا: السلطان: الشخص الذي يمارس السلطة بالمعنى السياسي الدنيوي . فالخليفة والامام يتضمنان مسؤولية روحية , خاصة بخلافة النبي وامامة المسلمين . اما السلطان فهو الذي يدمج ان شاء , او يفصل بين القيادة الر وحية والزمانية الدنيوية .
هذه التجربة يدعوها آركون بنموذج (تجربة مكةوالمدينة ) انطوت على معطيات من نوع ديني واخرى من نوع دنيوي .وكان موت النبي محمد هو المفتاح الذي ولجت منه مسالة استمرارية التجربة النبوية .. هكذا طرحت مسالة الخلافة نفسهالاول مرة . والواقع ان ثمة صراعات عديدة حدثت دون انقطاع منذ وفاة النبي (632م ) وحتى تاريخ الغاء هذا النظام ( الخلافة ) ثم السلطنة من قبل اتاتورك عام 1922 م .
(4 ):
الشريعة الاسلامية
احد اهم واخطر العقبات الرئيسية التي تحول دون انبثاق علماني للاسلام , تلك الشعارات التي يرفعها الاسلامويون والمطالبة بتطبيق الشريعة الاسلامية , والتي تشكلت في وعي المسلمين بشكل اختزالي في ( الحدود )وبعض الاحكام . ومن اجلها توصم النظم السياسية العربية بالكفر من قبل هذه الجماعات .
السؤال الذ ي يحاول آركون الاجابة عليه هوكيف اقتنع ملايين البشر بان الشريعة ذات اصل الهي ؟
حسب الر واية الرسمية فان البشريعة كانت قد تشكلت تدريجيا بفضل ممارسات القضاة الذين كان عليهم مواجهة حل مسائل المسلمين المتفرقة والعديدة . كان منهجهم يتمثل في استجواب القران من اجل استخلاص الحل منه , اي ان الحكم النهائي كان بشكل من الاشكال مستنبطا من القران .ر احت مجمل هذه الاحكام تجمع فيما بعد لتعطي مجموعة كبيرة من الاحكام القضائية في اثناء القرون الهجرية الثلاثة الاولى ,نسبت هذه النصوص الفقهية الى اربعة رؤوساءمذاهب , مالك بن انس , وابو حنيفة , والشافعي ,واحمد بن حنبل .
هذه هي الرواية الرسمية للقصة التي كان المستشرقون قد وضعوها على محك النقد التاريخي . اثبت هؤلاء المستشرقون ( جولد تسيهر , شاخت ,... الخ ) ان الاشياء كانت قد جرت بشكل مختلف تماما . وان النظرية او الرواية التي اخترعها الفقهاءليست الا وهما , وذلك من اجل اسباغ الصفة الالهية على قانون انجز داخل المجتامعات الاسلامية بشكل وضعي كامل . وفي الواقع انه خلال النصف الاول من القرن الهجري التاسيسي الاول كان عمل القضاء يستوحي اساسا الاعراف المحلية السابقة على الاسلام . وكان الراي الشخصي للقضاة هو الذي يفصل في المسائل المطروحة .واما الر جوع الى القانون القراني فلم يحدث الا بشكل متقطع وليس بشكل منتظم كما حاولت الر واية الاسلامية ان تشيعه .
لهذا السبب راح الشافعي يعالج هذه الفوضى برسالته المشهورة (800- 820 م )التي يحدد فيها منهجية القانون .هذه الرسالة ليست الا عملا لاحقا فيما بعد , اي بعد تشكل الاحكام القضائية . تطرح هذه الرسالة اسس قواعد القانون :
1-القران
2 –الحديث
3 – الاجماع ( اجماع من ؟) هل هو اجماع الامة كلها ؟, ام اجماع الفقهاء فحسب ؟, وفقهاء اي زمن واية مدينة ؟ , لاجواب ).
4- القياس
هذه هي الحيلة الكبرى التي اتاحت شيوع ذلك الوهم الكبير بان الشريعة ذات اصل الهي .وبهذا تم تقديس كل القانون المخترع . يؤكد الباحث ايمن عبد الرسول ان هذه المباديء الاربعة غير قابلة للتطبيق . ان قراءة القران كانت قد اثارت ختلافا تفسيريا كبيرا .واما الامر مع الحديث فان القضية اشدعسرا,ذلك ان الحديث ليس الا اختلافا مستمرا فيما عدا بعض النصوص القليلة .اما فيما يخص الاجماع الذي نادرا ماتحقق فهو مبدا نظري طبق في بعض المسائل الكبرى مثل تشكل النص القراني , والصلاة .هكذا نلاحظ خطورة القصة الرسمية السائدة حول تشكل الشريعة , وكيفية الخلط بي القانوني ,الفقهي ,البشري والمتغير ,والروحي الثابت , اي النص القراني الذي وضع اسسا عامة للقانون يمكن تسميتها بروح القانون الذي تم تسييسه .
(5) :
الخاتمة
ان مراجعة نقدية لتاريخ الاسلام والتراث الاسلامي تفرض نفسها بالحاح اليوم . وهذا يتطلب عملا ضخما هائلا , ويجب الاعتراف بالتقدم الساحق للغرب الذي انتح مئات الاعمال النقدية في هذا المجال . المجتمعات الاسلامية لم تعرف حتى الان توليد فكر نقدي كبير وحر تجاه تراثها كما فعل الغرب والمجتمعات المسيحية . فالدولة الاسلامية كما يؤكد آركون كانت تبحث في البداية عن تبرير ديني ,لكن في الواقع ان تلك الدولة كانت علمانية الاساس ,واجهت مشكلة تنظيم المجتمع كاية دولة ناشئة . ولدينا امثلة عديدة على ذلك ومنها رسالة ابن المقفع التي كتبها عام 750 م المتعلقة بانشاء الدولة .فقد كان ابن المقفع كاتبا ايرانيا ومطلعا جيدا على تراثه الايراني . وهذه الرسالة المسماة ( رسالة الصحابة)يحدد فيها ابن المقفع بنى الدولة ومؤسساتها, اي البنى العباسية التي ستنشا في بغداد, وذلك دون الر جوع الى الدين , ولكن استلهاما لتنظيم الدولة الايرانية في العهد الساساني قبل الاسلام بزمن طويل.
وكما يرى آركون فان الدولة العباسيةى المؤسسة عام 750 ليست الا صورة طبق الاصل عن بنية الدولة الساسانية .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد العقل الاسلامي
- قراءة مغايرة في مفهوم الفرقة الناجية
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج 5
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج4
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج3
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج 2
- الحشاشون وزعيمهم حسن الصباح - ج 1
- العلويون :اصولهم وفلسفتهم وشعائرهم - ج4
- العلويون :اصولهم وفلسفتهم وشعائرهم - ج 3
- العلويون :اصولهم وفلسفتهم وشعائرهم - ج 2
- قراءة في لاهوت التحرير
- العلويون ..اصولهم وفلسفتهم وشعائرهم
- الحرية وسيلة اتصال بين الانسان والاله
- اكذوبة صراع الحضارات - ج 2
- اكذوبة صراع الحضارات
- الانشقاق المذهبي بين الدروز والموحدين
- صابئة حران والتوحيد الدرزي - ج 2
- صابئة حران والتوحيد الدرزي
- المامون وحرية التفكير الديني في الاسلام الكلاسيكي
- جدلية حكم الردة في الفقه الاسلامي


المزيد.....




- لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
- “هالصيصان شو حلوين”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ...
- “شاور شاور”.. استقبل تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ال ...
- قصة الاختراق الكبير.. 30 جاسوسا معظمهم يهود لخدمة إيران
- بالفيديو: خطاب قائد الثورة الإسلامية وضع النقاط على الحروف
- السفير الديلمي: كل بلدان العالم الاسلامي مستهدفة
- مقتل وزير اللاجئين في حركة طالبان الأفغانية بانفجار في كابول ...
- المرشد الأعلى الإيراني: الولايات المتحدة والنظام الإسرائيلي ...
- المرشد الأعلى في إيران يعلق على ما حدث في سوريا
- بابا الفاتيكان يوجه رسالة للقيادة الجديدة في سوريا


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وليد يوسف عطو - الطريق نحو علمنة الاسلام