أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صلاح الداودي - -ثورة- المرتزقة!!!/حكم المرتزقة /-المرتزق والوطني- -المرتزق والوطني-














المزيد.....

-ثورة- المرتزقة!!!/حكم المرتزقة /-المرتزق والوطني- -المرتزق والوطني-


صلاح الداودي

الحوار المتمدن-العدد: 4331 - 2014 / 1 / 10 - 01:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعتبر سقوط الامبراطورية الرومانية ونهاية النهضة الايطالية مثالين نموذجيين، من بين نماذج أخرى، على طغيان المرتزقة. ذلك أن الامبراطورية تنهار إذا ما لم يشكل مجموع السكان قواها المسلحة وعندما لا يكون الشعب المسلح هو القوة المسلحة تماما مثلما حصل مع نهاية النهضة عندما تم اقتياد المرتزقة من طرف قادة مأجورين. بعض هؤلاء القادة على رأس كتائب وطنية لمختصين في مختلف التكنولوجيات الحربية وبعض أخر يقود أفواج حراس النظام، حراس بوابات كوكبية بينما يقود آخرون أيضا جيوش كوكبة البلدان التابعة للنظام الغلوبالي. إن الإبادات الأكثر رعبا هي دوما من فعل المرتزقة مثل تلك التي أرتكبت سنة 1982 في معسكرات لجوء صبرا وشاتيلا قرب بيروت بل هي جرائم مرتزقة المرتزقة كما كتب جون جونيه بعد أن زار تلك المحتشدات.
ومع ذلك، لا تخاض الحرب اليوم كما كانت تخاض فجر الحداثة. فالمهندس أو من يكون مرتبطا بقطاع صناعة الأسلحة الجديدة وأنظمة الاتصال ووسائل الرقابة هو يؤدي منذ الآن وفي الغالب وظيفة المرتزق. إذ يتوجب على المرتزقة المعاصرين أن يكونوا بيوبوليطيقيين قادرين على السيطرة على نوع من الكفاءات التقنية والحقوقية والثقافية والسياسية. بل إن المرتزق قادر على أن يكون قائد دولة في بلد محتل ويراد له أن يظل على هامش التراتبية الغلوبالية للإمبراطورية. رُبَّ مرتزق هو حاكم مقاطعة على شاكلة رؤساء مناطق الحزب النازي أو كارزاي أو جلبي أو التجار المبرجين على رأس السلطة أو بكل بساطة الكورتس الذي يلعب دور إله حقيقي على مجموعة سكانية محتجزة. هذا تقريبا ما حصل في العشرية الأخيرة عندما حددت مجموعة صغيرة من المرتزقة رفيعة المستوى تليق بالإسم العالي"الأرباح المحققة" والمتكونة أساسا من قدماء قوى الدفاع الجنوب افريقيين، حددت توازنات السياسة في أوغندا وسيارا ليوني وبعض دول افريقيا الوسطى والغربية الاخرى ووضعت يدها على قطاعات صناعية حساسة مثل تجارة الالماس.
ولكن وثاقة العلاقة أو حتى انفصامها بين الأرستقراطيات الامبريالية والمرتزقة لا تعفي من خطر انقلاب هذا على ذاك. ذلك ما قام به صدام حسين مثلا بعدما كان حارس بوابة ضد ايران الاسلامية أو كمثل حال بن لادن بعد أن ساهم في تحرير أفغانستان من قطعان الجيوش السوفييتية. إن حكم المرتزقة يقرع كما يقول ماكيافيل نواقيس الجمهورية. ان سلطانهم رديف للفساد. فهل سوف يتوجب علينا أن ننتظر ثورة المرتزقة على الامبراطورية الغلوبالية أم سوف يتم استيعابهم وينتهون إلى تأدية واجب التبعية داخل هياكل السلطة؟ يعلّمنا ماكيافيل أنه" لا يمكن ان توجد قوانين جيدة حيث لا توجد أسلحة جيدة" (كتاب الامير، الفصل الثاني عشر). نستطيع أن نستنتج في حدود لغة ماكيافيل التي تنطبق على المرتزقة أن الأسلحة السيئة تُنتج قوانين سيئة. وبعبارة أخرى، فان فساد أجهزة السلاح يعني الفساد الشامل للنظام السياسي.
ان طريق الفساد هذا لا يرسم سوي أحد الاحتمالات المستقبلية. بينما يكمن الآخر في عودة حب الوطن الى الحياة وهو حب لا علاقة له بالوطنيات والشعبويات. يبيّن في آرنست كانتروهوفيتس "الموت من اجل الوطن"، تلك المحاولة الهائلة حول مفهوم التضحية من أجل الوطن ان مفهوم الوطنية الحديث كما تشكل في أوروبا لا ينبع كما نظن من التمجيد الاغريقي-الروماني القديم للأبطال المقاتلين. تعود أصول ذلك بالأحرى إلى العصر الوسيط وعصر النهضة حيث لم يكن حب الوطن مرتبطا بشكل خاص بمؤسسات بلد معين أو حتى بهوية وطنية ما. لا يعثر كانتروهوفيتس على الوطنية بنفض الغبار عن مفهوم حب الوطن بل يعثر على الكاريطاس الجمهوري وهو نوع من المواساة البشرية أو نوع من الاستئناس أو التعاطف أو المشاركة الوجدانية التي تتحول إلى حب بشري يذهب إلى ما أبعد من كل أمة مفردة. فالوطنية، وأكثر من ذلك، التمجيد الوطني للأنظمة العسكرية ليس أقل من انحراف في تقليد هذا الشعور الوطني. هي انحرافات تجد منطلقها وسوق ترويجها المنطقية في الأنظمة الفاشية للقرن العشرين.
علينا اليوم أن نجاهد من أجل تحويل هذا الاحساس إلى واقع ملموس ومن أجل قلبه على كل أولئك المرتزقة ومن أجل استعادة حب الوطن وافتكاكها من هؤلاء الهؤلاء. لا شك ان الامثلة الحديثة على هذا الإحياء الوطني أو العودة كثيرة وهي تفتح على حب الانسانية نضالات الامتسرولين في فالمي مثلا ونضالات الفلاحين الفياتناميين أثناء حروبهم المضادة للكولونيالية وإن خانت الذاكرة. لقد تغير الزمان سواء أتعلق الامر بالسياسة أو بنمط الانتاج. لا بد علينا من ابداع وجه جديد لداود، لبطل الصراع الامتكافئ ولا بد من أن نبحث في الجماهير، في ذلك النوع الجديد من المقاتلين عمال الامادي ومهاريي المقاومة والتعاون الكوسموبوليتيين. لأنهم هم القادرون لوحدهم على رمي فائض معرفتهم وكفاءاتهم في قلب معركة بناء الصراع المشترك ضد السلطة الامبراطورية. هذه هي الوطنية الحقة، وطنية من لا وطن لهم. تأخذ هذه الوطنية اليوم أكثر من أي وقت مضى شكل مؤامرة الجماهير التي تتوصل إلى قرارات مشتركة انطلاقا من رغبة مشتركة. فمن هم المرتزقة الذين يستطيعون مواجهة هؤلاء؟ إن الاستنكار الذي ينتهي عليه أمير ماكيافيل ليبلغ اليوم منتهى صداه بكامل الالحاحية والوجاهة التي تميزه منذ نصف قرن، تلك الصيحة المضادة للظلم والفساد: " كلنا يعاني قرف هذا الطغيان البربري!". انه علينا تجديد هذه الرغبة في التحرر في العامية (اللغة المحلية) المعاصرة للجماهير الغلوبالية وعلينا في نفس الوقت إحياء تقليد الوطنية الحقة.

طوني ناغري-مايكل هارت، 2004



#صلاح_الداودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل تنظيم المشترك على أنقاض يمين/ يسار رأس المال
- لا باللّيبرالية الملونة ولا بيمين الدولة ولا بيسار الدولة وا ...
- المجالس الثورية المواطنية/الآن أو أبدا
- لماذا تركع أحزاب النظام بما فيها استبداد أحزاب اليسار الايدي ...
- رأس المال الخاص هو رأس النظام الرأسمالي/ عقد الحياة والعدالة ...
- حُمر النظام البنكي. هل تكون ثورة المستدينين/المدينين/المتداي ...
- صناعة الخزف/الانتقال أم التأسيس/السلطة المؤسِسة أم سلطة الار ...
- دستور غوغل ويكيبيديا أنكارتا أم دستور الشهداء/ الحركة الثوري ...
- وما رأيت إذ رأيت
- الإرهاب فضيحة/النضال حب
- اذا التقى فاسدان يحذف الفرق/الفساد الثوري/الفساد اللغوي/ عند ...
- كَيْفْمَتَيْنْ يتمكّن وأين يكمن اسقاط الكُليان الكياني للنظا ...
- نزيف اضطراري
- أنا سمكة سوف ترمي نفسها في البحر في السنة المقبلة
- البيوثورة/ ما معنى الاسقاط البنيوي للنظام القائم دولة ومجتمع ...
- كوني جميلة لتحلمي
- 2014. إلهي إلهي هبنا عاما جديدا ولو بعد ألف عام
- 2014: الحركة الثورية البقاء لله وبعد، تكتيك المعركة: عدم فعل ...
- نيسان/أبريل
- المترجم كساعي بريد: من تقديم ترجمة كتاب طوني ناغري -الفن وال ...


المزيد.....




- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...
- الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا ...
- فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز ...
- سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه ...
- مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال ...
- جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
- البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة ...
- مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
- -الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صلاح الداودي - -ثورة- المرتزقة!!!/حكم المرتزقة /-المرتزق والوطني- -المرتزق والوطني-