أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاكر شبلي - رسالة ثانية من تموز الساكن في العالم السفلي














المزيد.....

رسالة ثانية من تموز الساكن في العالم السفلي


محمود شاكر شبلي

الحوار المتمدن-العدد: 4326 - 2014 / 1 / 5 - 04:26
المحور: الادب والفن
    


لقد تعودت العيش في ظلمات العالم السفلي(عالم الاموات) أو بالاحرى عوّدت نفسي على ذلك ,على برودة المكان وجفاف الاركان..ولكني مازلت أحن الى الماء والشمس والخضرة , وأحن الى عشتار بقدّها الممشوق وعينيها السوداويين..
لذا لا ملجأ لي سوى الذكرى وعسى أن أخرج يوما لأعاود العيش في عالمكم وألقى عشتاري الجميلة..
أذكر أنه في يوم نيساني جميل كنت وعشتار في حقل أخضر فسيح يقع على جرف الفرات الاسمرخارج أسوار بابل العظيمة.
مازلت اذكر عشتار وهي تتمايل كغصن نضر في شجرة حور طرية. كانت تتمتع بالشمس الدافئة والنسمات العذبة القادمة من الشمال حيث الجبال العالية برؤؤسها الثلجية الناصعة.
على طول خط من الاشجار داكنة الخضرة كانت عشتار تجري وتتقافز كقطة برية بثوب شديد البياض. حاولت عشتار أن تحني أحد تلك الاشجار ولكن الشجرة أبت أن تنحني لأن أشجار بابل واوروك لا تنحني لأحد الا لربها أوتموت وهي شامخة.
جواميس ضخمة تمخر عباب النهر الخالد لا ترى منها سوى رؤوس مستطيلة بقرون مفتولة تتمتع بالماء الغريني.
راعي ماشية بعمر الزهور يتكأ على عصى معقوفة ينظر بشغف الينا بينما ماشيته ترعى بنشاط في مراعينا الداكنة الخضرة. عصافير وحمائم وضفادع وأوز وسلاحف, كل يسعى لرزق معلوم.
واذا بصوت رخيم هو صوت محبوبتي عشتار يصدح كهديل حمامة. كانت تغني وتتمايل كالاغصان الطرية. أخرج الراعي نايا ينفخ فيه ليملا المكان أنغاما شجية ..وعشتارترقص و تنشد ..
تعال مع الرياح تعال مع النهر
أجلب لنا الغذاء أجلب لنا المطر
أظهر لنا النهار لوّن لنا الزهر
طرّز لنا ثياب واملأها بالدرر
واكتب لنا كتاب سطّره بالعبر

أنتهت الاغنية وأنتهت الذكرى ولكني أود أن أقول لكم..
ذاك كان حال بلادكم بلاد مابين النهرين العظيمين قبل أن تغرب شمس حضارتها ..ذاك كان حالها عندما كنت موجودا في ربوعها دائما يدي بيد عشتار الجميلة التي كانت تملأ أرضكم بهجة ..
ولكن شراركم سرقوا مفاتيح بابل وأجبروني على النزول للعالم السفلي وأجبروا عشتار أن تهاجر الى نصف الارض الشمالي فغابت بركات ارضكم وعم الخراب وأخذت اشجاركم تحني رؤوسها لمن تنادى مع ندمائه وسلّ سيفه وفرض عليكم قانونه.
أرفعوا رؤوسكم يا سكان بابل وأوروك وباقي مدن مابين النهرين وساندوا جيشكم العظيم لتطردوا البرابرة القادمين من بلاد الافغان والشيشان وعمّان, لتبعدوا البهائم النازلين من جبال اليمن والوحوش المتسحبين من صحارى الحجاز لايفقهون شيئا سوى النهب والسطو وسفك الدماء وانتهاك الاعراض الذين فتح لهم بعضكم ذراعيه مرحّبا فأثخنوه جراحا وتقتيلا وانتهاكا للحرمات. أنهم عازمون أن يحكمونكم بدستور سلفي بغيض ما انزل الله به من سلطان.
أحيوا أنفسكم بتماسككم واقتلوا من يريدون أن يفرقونكم طوائف وجماعات وقبائل وديانات ومدائن ومحميات متناحرة وكفاكم عارا ومعيارا بعضكم لبعض, هذا صفوي وذاك ناصبي وهذا علوي وذاك أموي وهذا سني وذاك شيعي فكلكم واحد ويجمعكم نسب واحد هو انتماءكم لبلادكم وأرضكم التي اوجدكم الله عليها منذ الأزل.
كفاكم تراخيا وأنبطاحا على جنباتكم وبطونكم وظهوركم يعتلي عدوكم صهواتكم. كونوا كأشجاركم أشجار بابل واوروك التي لا تنحني لأحد وان كان لا مفر لها من الموت فأنها لا تموت الا وهي شامخة.



#محمود_شاكر_شبلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زورق صيد
- رسالة من العالم السفلي(عالم الاموات)
- أحلامي الكثيرة
- العراق ماذا والى اين؟ (الحلقة الثامنة)
- العراق ماذا والى أين ؟ (الحلقة السابعة)
- العراق ماذا والى أين؟ ا(لحلقة السادسة) العادات والتقاليد
- العراق ماذا والى أين؟ الحلقة 5 (التعليم والتجربة اليابانية)
- العراق ماذا والى أين؟ حلقة 4
- العراق ماذا والى أين ؟ (الحلقة الثالثة)
- العراق ماذا والى أين ؟ ( الحلقة الثانية )
- العراق ماذا والى أين ؟ ( الحلقة الاولى)
- الى حنين عمر / النساء كالمدن
- الأقتصاد العراقي يسير نحو الهاوية
- المقامة ألأرهابية
- قنديل الشاعر عبد الأمير الشيباني يضيء من جديد
- المقامة البرزخية
- حكايات من الزمن الرديء
- قصة الشهيد شاكر
- أياد جمال الدين .. متنبيء سياسي جديد
- الشيخ معروف الكرخي ..مثال التعايش بين الأديان والمذاهب


المزيد.....




- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود شاكر شبلي - رسالة ثانية من تموز الساكن في العالم السفلي