أحمد سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 4326 - 2014 / 1 / 5 - 04:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أحمد سليمان : الكاهن إبراهيم سروج و” محرقة ” مكتبته
لا ندري اذا كان ثمة من يعتبر مكتبة تضم نصف مليون كتاب ونيف انها تهدد أمّــــة المليار مسلم ؟ ، وهل يعتقد الذي حرق مكتبة ” السائح “ استطاع ان يعمي بصيرتنا عن محب و داع للحوار المتنوع بأهمية ابراهيم سروج ، الأب اللبناني المعهود عنه انفتاحة على الرأي الآخر واصراره على ردم الفجوة بين أي خصم مهما كبر شأن الإختلاف معه ،
وهل يعلم هؤلاء الذين يحاولون ضرب قيمة رمزية عبرحرق كتب تنوعت بين مشرق عالمنا وغربه ، بين قيم الإعتدال وتلك التي تحاول حرقنا كبشر . انه صعب تشويه صورة واضحة عن إنسان مُتخم بالصداقات مع محيط ديني متعدد .
هم يعرفون انه من الصعب تشويه صورة واضحة ولا تحتاج الى تأكيد عن إنسان مُتخم بالصداقات مع محيط ديني متعدد ، لذلك اختير كي يضربوا المشهد السياسي عبر باب يبدأ بالدين وينتهي ربما بتفجير أو اشتباك مليشوي على غرار ما حصل في صيدا حيث تواري التوازن الأمني فيها .
أقولها بالفم الملآن وقد عشت في بيروت عقد ونيف … عرفت رجل دين ، دخلت منزله ، اصغيت إليه ، حديثه على نسق متسامح اخوي غير متعال ، أهداني كتبا وفعلت بالمثل لذات الأب الذي أطلقنا عليه يوما لقب الـــ خوري الأحمر .
اسهمنا عن غير قصد إغضاب الكنيسة عليه نحن دعاة اليسار ، ولم يغضب منا ، بل أصر على إن ما يفرق الإنسان عن اخيه الإنسان يستقيم إذا تحررنا من الإيديولوجيات ، أيا كانت دينية أم فكرية .
اليوم يخرج على العالم من يحاول دس فتنة هوجاء تهدف اغضاب المجتمع الإسلامي على الأب إبراهيم سروج . إنني أدين هذا الإعتداء المشين المتمثل بإحراق مكتبته التي هي اصلا رابط بين لبنانيين وسواهم ، كذلك افهم وبحق ، إن قوى الجهالة والعطالة لا تستطيع إحراق صورته بين مُحبي اعتداله وأحرقوا مكتبته التي تُعتبر جسرا بين الثقافات والأديان ، بين الساعين لنشر الوعي وآخر يحاول سحب الإنسان الى الحضيض .
أحرقوا مكتبة لكننا لن نصدق كذبة تحت مسمى مثير للغرابة فتبدو الكذبة كما لو إنها رصيد فارغ . وعليه أتضامن مع الأب إبراهيم سروج ، اللبناني والوطني أيضا ، كما أرفض بشدة كل من يحاول ضرب وعينا بكذبة يقف خلفها عادة ضعفاء ، معدوي الفهم ، ذلك ان اعداء الحرية يقدمون انفسهم بشكل مستهجن مألوف ، ســــقـطوا وبقوة .
هامش : تم إحراق مكتبة السائح التي يملكها الأب ابرهيم سروج، في منطقة السرايا العتيقة في مدينة طرابلس . والمكتبة تضم أكثر من نصف مليون كتاب ، إضافة الى انها غنية بتنوعها الثقافي هي اكبر مكتبة في طرابلس .
الإعتداء كما وصفه مقربون ” شائعات مغرضة وكاذبة نسبت للأب سروج دراسة نشرت على الانترنت، تتعرض لنبي الإسلام محمد . بعد التدقيق والمراجعة تبين ان الدراسة كتبها الباحث أحمد القاضي ، وليست للأب سروج كما أراد مروجوا الشائعات التي كان هدفها الفتنة .
ابراهيم سروج ، كاهن لبناني مثير للجدل يعنى بالدراسات المُعمقة في مجاله ، يعيش في شمال لبنان طرابلس ، منسجم مع المحيط ومتابع للأنشطة ثابت لدينا عبر أعماله وكتاباته، تأكيده على احترام القيم والأديان بالاضافة الى تنوع اطلاعاته وطلاقة لسانه في الحوار.
أحمد سليمان http://opl-now.org
#أحمد_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟