أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - تقي الدين تاجي - ابو زيد النكايتي - بقلم تقي الدين تاجي














المزيد.....

ابو زيد النكايتي - بقلم تقي الدين تاجي


تقي الدين تاجي

الحوار المتمدن-العدد: 4325 - 2014 / 1 / 4 - 02:11
المحور: كتابات ساخرة
    


يقول المثل الفرنسي : "ما كتعرفش تعاود النكت، آش داك ليها"
ينطبق هذا على المقرئ ابوزيد، النائب البرلماني، عن حزب "اكبر نكايتي" في المغرب، الذي أراد الاستشهاد بنكتة في محاضرة بإحدى الدول الخليجية، "فطـَبز" لها العين، ثم انبرى، مبررا "الطبزة" بكونه "نكايتي سيڤ-;-ـيل"، دأبه كاستاذ جامعي منذ ثلاثين سنة، شرح المحاضرات، للطلبته بالاستعانة بالنكت. ولكم أن تتخيلوا الأستاذ المحترم المقرئ، المعروف بالجدية والصرامة يفتتح محاضراته، وطلبته يستمعون اليه باهتمام، بعبارة "گاليك هذا واحد".
إحدى المبررات الأخرى، التي ساقها السيد ابوزيد، لتبرير "طبزته"، قوله بانه كان يرمي من النكتة عن "التاجر البخيل" من العرق المعين، فقط الاستشهاد لتدعيم فكرته في المحاضرة التي كان يلقيها، بمحضر "الشيوخ" حول موضوع "الهوية"، وفاته كفقيه محاضر، ان علماء الدين أجازوا رواية "الأعاجيب" فقط للفرجة، لا للحجة.
وقد كان بوسع السيد ابوزيد، مادام أراد تقمص دور الساخر، وإضحاك "عباد الله"، الاكتفاء بالقول أن هناك "تاجر" وكفى، أما إضافة "من عرق معين معروف بالبخل في المغرب"، فلا يعدو كونه ضربا من ضروب الحشو، الذي لا يحتمله الجنس الساخر، الذي يعتمد على التلاعب اللفظي بالكلمات، ويستمد قوته من القدرة على صناعة المفارقة بأقلها . ويا للغرابة كيف وقع المقرئ في هذا الخطأ البدائي، وهو "يا حسرة يا زمن" صاحب الحظوة والمكانة المتميزة بين أعضاء حزبه وحركته الدعوية، الذين يعتبرونه هو "فرانسيس فوكوياما" "ديالهم".
ومن فرط ما انتصب مبررا، لتجنيسه التاجر بعرق معين، لم يعد ينقصه سوى الصراخ " وااا عباد الله راني كنت داوي غير على " عرقسوس " ، النبات الشجري المعمر، الذي تباع أعواده عند "مول الزريعة، بدرهم للعود" .
لكن المقرئ أبو زيد، أبى إلا إن يكون وفيا لدأب إخوته في الحكومة والحزب، الذين يعلقون كل شيء على تآمر "العفاريت والتماسيح عليهم"، إعمالا "لنظرية المؤامرة"، التي تستهدفهم من أعداء مفترضين . هكذا تساءل أبوزيد أيضا، عن سر اختيار هذا التوقيت بالضبط لإعادة الترويج لهذا المقطع من محاضرته، وربطها بفيديو ظهر فيه "بالييجاما" مؤخرا، متحدثا فيه عن دعوة "عيوش" إلى التدريس بالدارجة . كما اتهم بالترويج لهذا المقطع، جهات لم يسمها، قال أنها منزعجة من محاربته للتطبيع. ليخلص قائلا، في صورة المحارب الذي خارت قواه : "ولكن راه خانني التعبير فالنكتة اللي عاودت." ايوا گولها من الصباح لاش ساير كاتفلسف اصاحبي".
فبالنهاية الجميع قد شاهد الفيديو، وسمع النكتة، وكل محاولة لتبرير ونفي ما لا يمكن نفيه، يضع المرء في وضع أشبه بالذي قال يوما لجماعة من الناس : "خذوا تذوقوا هذا السم ثم اخبروني هل أترككم تتذوقونه أم لا".
ولعل المقرئ، لم "يقرأ" من قبل عن النكتة التي كادت تودي بحياة الفكاهي الراحل "إسماعيل ياسين" في خمسينيات القرن الماضي، عندما دُعي لإلقاء بعض "مونولوجاته" في حضرة "الملك فاروق"، ولمّا حضر بين يديه في مجلسه، ارتبك، فبدأ النكتة قائلاً: "مرة واحد مجنون زي حضرتك كده" فصرخ الملك فاروق: "أنت بتقول إيه؟ يا مجنون"، فأدرك إسماعيل في لمح البصر، وبسرعة بديهة الساخرين، انه قد "طبـَز لها العين"، فسقط متظاهراً بالإغماء، ثم بعدها أشاع عن نفسه بأنه أحيانا تصيبه حالات من ضعف الذاكرة وفقد الإدراك، وهو في حاجة لأن يقضي فترة تحت الرقابة الطبية لمعالجة هذه الحالة، فأمر الملك بإيداعه "مستشفي الأمراض العصبية والنفسية". وهنا يبدو الفرق واضحا بين "النكايتي لحرايفي" الذي انسل من ورطته كانسلال الشعرة من العجين، و"النكايتي الأماطور" الذي أوجد نفسه في "حيص بيص". ولهذا قالوا قديما "ماشي غير حمّم شواربك وگول أنا نكايتي".



#تقي_الدين_تاجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لي كُودْمانْ دو موسيو -الصْبيحي - !
- فساد كتذاكر الطرامواي !!
- مْحند العنصَر وْ بَابا غنّوج !
- الحاج نبيل، وموسطاش ستالين !
- الزمزمي، الفقيه -الجينيكولوگ-
- حكايات زغلول (الحلقة - 1)
- باها، - لا بْواط نوار-
- -شَارْلي شَابْلانْ- وْ بنكيرانْ !


المزيد.....




- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - تقي الدين تاجي - ابو زيد النكايتي - بقلم تقي الدين تاجي