عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4324 - 2014 / 1 / 2 - 16:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نجية التائب... صورة مشرفة للمرأة الليبية
عبد السلام الزغيبي
كلنا يعرف السيدة نجية التائب، التي دأبت من بداية احداث 17 فبراير 2001، وحتى يومنا هذا، على تنظيف ساحة التحرير الواقعة على كورنيش بنغازي بشكل يومي، بملابسها المتواضعة، وادواتها البسيطة، تقوم بمفردها بتنظيف وكنس المكان الملئ بالخيام والاكشاك، والمطاعم.
وبعد التحرير، انتقلت لتقوم بتنظيف طريق الكورنيش يومياً، حتى يوم الجمعة تصحو منذ ساعات الصباح الاولى، وتقوم بعملها على اكمل وجه، دون كلل أو ملل، متحدية كل الظروف الجوية، من حر وبرد وغبار، ودون انتظار مقابل..
والسيدة نجية التائب، لمن لا يعرفها، هي أمرأة ليبية بسيطة من عامة الناس، لم تشغل يومًا أى منصب سياسى أو اجتماعي، لكنها شاركت بفعالية في أحداث ثورة فبراير المجيدة التي أطاحت بالقذافي، عن طريق مشاركتها بالعمل التطوعي في ساحة التحرير، وهي الساحة التي اتخذها نشطاء المجتمع المدني كمكان للتجمع، وتقديم الدعم والاغاثة للثوار على الجبهات.
حسب المعلومات المتوفرة لدي، فان السيدة نجية التائب، هي أم لطفلين وتعاني من ظروف اجتماعية قاسية بعد طلاقها من زوجها، وعملت كمنظفة في مبنى دار الكتب، رغم اجادتها للغة الانجليزية ومستواها العلمي الجيد.
لم تنل السيدة نجية أي تكريم أو تقدير رسمي لكن تم ترشيحها من جمهور مواقع التواصل الاجتماعي الليبية، للدخول في استفتاء لقب سيدة العرب الاولى،وهو أضخم استفتاء جماهيري أشرفت عليه مجلة الأهرام العربي على موقعها الإلكتروني طوال شهر ديسمبر من العام الماضي.
كما منحت شهادة تقديرية تكريماً للجهود المتميزة التي قامت بها، باعتبارها ناشطة في العمل التطوعي من مهرجان الشاشة العربية المستقلة في بنغازي.
هذه السيدة الفاضلة، تستحق منا جميعا تحية إجلال وإكبار، فهي فخر وقدوة لكل النساء، علمت الجميع معانى الوطنية الحقة والثبات عليها، وهي اشياء غائبة عن اشباه الثوار، الذي لا هم لهم الا الحصول على المال مقابل اعمال بسيطة قاموا بها، في وقت نحن فيه احوج الى ضرب امثلة للمعنى الحقيقي للعطاء دون حدود للوطن، وهي مثال حي للذي يحب مدينته ووطنه.
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟