أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد النعاس - ليلة القبض على خشيم.














المزيد.....

ليلة القبض على خشيم.


محمد النعاس

الحوار المتمدن-العدد: 4320 - 2013 / 12 / 29 - 11:08
المحور: كتابات ساخرة
    


كنتُ ذات تكسيدة استجدي فرخ الحرام المسمى نوم وأناديه قائلاً له : يا سيدي السلطان، تشتاق لك العينان، حتى أنّ صوت حسن عريبي كان يدندن بهذه المقطوعة في أُذنيْ وحالة صوفية ملأت دمنقلي إلى أن اخترقت الغرفة رصاصة مطيوشة وحفت من على رأسي وارتطمت بصورة جدي الله يذكره بالخير، وكأنّ الروشن ولد اللوحة فعّل وضع الخونة، فلم يكن مني إلا أن انتابتني خلعة وتكركبتُ مغمياً من فرط الانخلاع!
ومن ثم بعد الدوخة وصحوتي الأولى رأيتُ شيباني ذا شعرٍ أبيض حريري تلمع عينيه الصغيرتين من نظراته الزجاجية الكبيرة، يختفي جرمه البسيط بين ملابس إفرنجية كلاسيكية ويبدو وكأنّه يحمل حروفاً عربية وكلماتٍ وقواميس في جيب سرواله، ارتعدت، كدت نديرها في سروالي، قلت منادياً : تستور يا سيدي أربعطاش !

تنحنح الشيبّو قائلاً : وأربعطاش يا سيدي تعني في معاجم اللغة العربية " أرب عطاش" وقد قُلبت العين ألفاً بسبب ظروف التعرية الزمانية والمكانية وحيث أن هناك إزاحة بسيطةٍ في لسان أحدهم فتصبح الكلمة الصحيحة هي " عرب عطاش" وهؤلاء القوم كانوا من العرب الأقحاح والذين كانوا متعطشين لغنم القوافل والزرائب والدواوين والحوانيت، وكانوا يصنعون بواباتٍ يقال له " وهمية" أي " مزيفة" من نبات الصبار ويسلبون من هب ودب، ولهذا قيل عنهم " عرب عطاش".

لعبت تخنسيةٍ ما داخلي، وفتحت ذهني، ثم فنصت في جرم الشيباني جيداً باحثاً عن وجهه في فايلات الميموري الخاصة بي، قلت له مبهوتاً : خشيم !

قال : بخشيمه!

قلت له : إذاً، فما معنى ريكسوس؟

قلّب أحد قواميسه المليء بها جيبه ثم حدّق في صفحةٍ صفراء منه وقال لي : ها! الريكسوس يا بُنيْ هو تحريف لكلمة عربية طالتها الكثير من التحريفات فهذه الريكسوس محرفةً من " رقصوص" والتي هي تعود بجذورها الأولى عند عرب الشمال الأفريقي إلى " رقص قسيس" وإذا ما أخذنا في الاعتبار دخول اللسان الأعجمي الأوروبي في صغة الكلام لرأينا أنه من المفترض أن نعيد ترتيب الكلمات فتصبح " قسيس الرقص" وقسيس الرقص هذا قصته عجيبة، يقولون في الغابرين أنه : إن كان رب البيت بالدُف ضارباً ! وهذا تحقيق للمثل الشعبي القائل : عيلة وخالها ميلاد، وميلاد هذا يقول أحد المؤرخين المشهود لهم بالصحة هو نفسه قسيس الرقص المزعوم!

فنصتُ فيه محاولاً أن أزيد في امتحانه : والموق موق؟

رادع شعيراته المتناثرة، ثم ساوى نظاراته وقال بصوت جهوري: أما الموق موق، أصله " قوم موق" وقد قلبت قوم في الأولى إلى موق على عادة العرب في الصحراء الكبرى في تحريف الكلام وتحويره، فمثلاً يقولون " قمعز" لـ"قعمز" وهكذا، أما " موق" الثانية فهي عربية فصحى تعني الحمق في غباوة أي الحمق عن قصد، وهنا أتى المعنى بعرب الموق أو قوم الموق الذين كانوا في زمن الحاكم بأمر زيدان يمرقون ويموقون في الدولة وينهبون الوزارات ويماحكون الناس.

- و الـماليشيات؟

- هي جمع الماليشيا وترجع في العربية الفصحى إلى " المال ولاشي" وقد قالها " سفتول ابن زروط" عندما قال له قومه ذات تبريحة عندما قعمز في بيتٍ لأخته ولم يرد الخروج منه : ما الذي صنعك على فعل هذا؟ فقال : المال ولا شيء!

- فماذا عن الفيدرالية والإخوان والطحالب والجرذان وجضران وبراهمة وعلمان وليبرال والخير جاي واعتصام وزادان و....

وهناك أحس خشيم بتزريطة وزمط ريقه واصفر له وجهه ولم يكد يفتح فاه حتى خشّ علينا مجموعة طيبة من المسلحين وقالوا – رحمهم الأربعطاش ونص- كلمات بذيئة في حق خشيم ومعاجمه وقواميسه وقد سقطت كل الحروف من جيب الرجل ولم يبقى إلا حرف العين مكعبشاً في جيبه عاضاً عليه بأسنانه، صرخ أحد الرجال مرتدياً غلالة الأهلي ط قائلاً : ما تخافش بنديروا دورة ونولوا! قلت له علاش؟ قال : أزلام وهارب من قبره!

عندها صرخت في خشيم قائلاً :

- ما معنى أزلام؟

رمقني خشيم قائلاً وصوته يختفي تدريجياً:

- " أوه إنّه الوحل!"



#محمد_النعاس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحذاء المقلوب
- مدمن الجزر
- البصاق
- من النافذة
- مؤامرة مفضوحة!
- الحياة من وجهة نظر بيضة


المزيد.....




- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد النعاس - ليلة القبض على خشيم.