عاد بن ثمود
الحوار المتمدن-العدد: 4318 - 2013 / 12 / 27 - 22:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قل لي "ماذا ستقول لربك يوم القيامة" ؟
هذا السؤال الخبيث في مرماه، الغبي في معناه، يلقيه السلفيون و المتأسلمون على كل من يجادلهم أو يخالفهم في الرأي و العقيدة، ظنّاً منهم أنهم يفحمون به كل من يتنطّع من العلمانيين الكفرة، ليردوهم إلى سواء السبيل.
لنحلل في عجالة هذا السؤال:
من المفترض في طارح السؤال أنه ينتظر جواباً، من قبيل: سأقول لربي يوم القيامة كذا و كذا، على افتراض أن هنالك رب له مشروع ضخم بَرمَجه تحت إسم "يوم القيامة".
لنفترض جدلاً أن ( مشروع يوم القيامة) هذا معتقد صحيح. و أن هنالك من يؤمن به كما أن هنالك من ينكره. و لنفترض أن الذي يؤمن بهذا المشروع الإلهي المؤجل يعرف الأجوبة التي سيرد بها على الرب عندما يتم استجوابه، فمن ضمن له بأن أجوبته تلك ستقنع الرب بحسن سلوكه في هذه الدنيا حتى يفوز بتلك الآخرة؟ ألا يعلم المسلم بأنه لا يمكنه أن يأمن مكر الله؟
ثم لماذا سيطرح الرب هذه الأسئلة على عباده يوم الحشر و هو علاّم بما في الصدور؟...إمتحان شفوي يعني على غرار الباكالوريوس؟
طرح مثل هذا السؤال الماكر التافه فيه نوع من الثقة بالنفس التي لا أساس لها من الصحة لأنها ثقة زائفة و مغلوطة.
أما من جهة أخرى، فما الذي يضير المتأسلم طارح السؤال إن أنا لم أعرف جواباً على أسئلة الرب يوم القيامة؟ و لماذا يحشر السلفي طارح السؤال أنفه في مصير يخصني لوحدي؟ هل أخذه العطف و الحدب على "الكفار" كل هذا المأخذ النبيل؟
كما أني لا أعرف لائحة الأسئلة التي سوف يوجهها إلي الرب يوم القيامة حتى أتفضل لأطلع هذا السلفي الفضولي على نسخة من أجوبتي المفترضة.
أرجوكم أيها المتأسلمون السذج، كفّوا عن طرح مثل هذه الأسئلة البليدة، التي تنم عن غباء مستفحل، ما دمتم لم تضمنوا لأنفسكم أن تكونوا من ضمن الفرقة الناجية.
#عاد_بن_ثمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟