دور العمل في تفعيل إنسانية الإنسان

جاسر وسلاتي

الحوار المتمدن-العدد: 4313 - 2013 / 12 / 22 - 16:03
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

دور العمل في تحويل القرد إلى انسان هكذا كان عنوان الكتاب المبدع للفردريك انجلز . من العنوان نستخلص أهمية العمل في الماركسية و دور الإنسان في دوران عجلة التاريخ و المرور بالخمس مراحل في التاريخ و ذلك بالعلاقات الجدلية التي تقود السيرورة التاريخية و الشكل اللولبي الذي اعتمده التاريخ .

1-لمحمة عن الكتاب و أهميته .

2- دور العمل في جميع المجلات .

3- أهمية العمل التنظيمي .

تحت مقولات لا صراع خارج الصراع الطبقي نطرق إلى أن كل ضروف مادية في واقع معين بالضرورة ناتجة عن وعي خلق من تلك الظروف ...أسبقية المادة عن الوعي ....أي أن البنية التحتية هي المحدد للبنية الفوقية من هذه الفكرة نشأت الماركسية كبديل ضد إستغلال الإنسان الإنسان .

1-لمحة عن الكتاب دور العمل في تحويل القرد إلى انسان .

منذ عدة مئات الآلاف من السنين، في حقبة لا يزال يستحيل تحديدها بدقة، في حقبة من هذا العهد من تطور الأرض الذي يسميه الجيولوجيون العهد التكويني الثالث، ومن المحتمل في نهايته، كان يعيش في مكان ما من المنطقة الاستوائية ـ وأغلب الظن في قارة شاسعة تغمرها اليوم مياه المحيط الهندي ـ جنس من القرود أشبه ما يكون إلى الإنسان وبلغت درجة عالية جداً من التطور. وقد أعطانا داروين[1] وصفاً تقريبياًِ عن هذه القرود التي كانت أجدادنا. فقد كان الشعر يكسو جلدها بكليته ولها لحى وآذانها مقرّنة، وكانت تعيش عصابات على الأشجار[2].
وبتأثير من نمط حياتها الذي يتطلب أن تقوم الأيدي عند التسلق بوظائف غير وظائف الأرجل ـ وأغلب الظن أن هذا السبب هو السبب الأول ـ شرعت هذه القرود تفقد عادة الاعتماد على أيديها للمشي على الأرض واتخذت أكثر فأكثر مشية عمودية. وهكذا تمت الخطوة الحاسمة للانتقال من القرد إلى الإنسان.

و هنا نستخلص خاصةً العلاقة الجدلية بين الماركسية و الداروينية في علاقة الإسان بالتطور التاريخ .في جانب علمي بيولوجي و هو بداية من الخمس فصائل التي ذكرتها الداروينية .. ( homme ) ( poissons) (reptiles), (mammifères), (amphibiens,) ,

و هذا أهم مراحل التطور بالنسبة لدارونية و لتي تعتبر أنا نظرية التطور تعتمد خاصةً على المناخ و هو ما يمثل الظروف الموضوعية و الحوادث ألجينية كذلك التي مرتبطة بالظروف الموضوعية

..من هنا كان الباب مفتوح للماركسية أي أنها نظرية تطور الصيرورة التاريخية للإنسان و المر كذلك بمراحل ...المشاعية البدائية و العبودية و الاقطاعية و الرأسمالية ثم الاشتراكية و من هنا نستخلص كذلك نفس الظروف الموضوعية و هي المناخ لكن السياسي و التاريخي و واقع الاستغلال في كل ضاهرة تاريخية مع تطور وسائل و علاقات الإنتاج التي هي نفسه في الداروينية تعتبر بالطبيعة و الحرارة و العوامل المناخية ..

إذاً الماركسية هي قراءة لدارونية لكن سيرورة تاريخية و ضروف إقتصادية . و السياسية .

و نعود لتحدث عن دور العمل الذي كان يعاصر جميع الفترات التاريخية و كان هو الفاعل الوحيد للإكتشاف و للبحث عن حل و كما ذكر الكتاب ...
كما سبق وأشرنا عرضاً، شأنها شأن الإنسان، تعدل الطبيعة الخارجية بنشاطها، وإن بمقياس أقل، و التعديلات التي تجريها في محيطها تؤثر بدورها فيها، كما رأينا، إذ تحدث فيها تعديلات معينة،

من هنا يتضح لدينا أن العمل هو من" الطقوس " التي بنيت عليها جميع الأفكار و جميع المجالات و النظريات ..

2- دور العمل في جميع المجلات .

كما ذكرنا في العنصر السابق عن أهمية العمل كذلك نركز الأن عن ما العمل ..و ما هي مجلته و ما مدى فعاليته في الواقع .يقول انجلز كذلك في كتاب مبادء الشيوعية أنا العمل سلعة كغيرها من السلع و بالتالي يتحدد سعرها على أساس نفس القوانين المعمول بها بالنسبة لأية سلعة أخرى. و في ظل سيادة الصناعة الكبرى أو المنافسة الحرة (مما يعني نفس الشيء كما سنبين فيما بعد) يساوي سعر أي بضاعة ما -دائما- ما يعادل كلفة إنتاجها. و بالتالي يكون سعر العمل هو أيضا مساو لكلفة إنتاج العمل. لكن كلفة إنتاج العمل تتمثل في كمية وسائل العيش الضرورية لجعل العامل قادرا على استئناف و مواصلة عمله و لإبقاء الطبقة العاملة بصفة عامة على قيد الحياة. فالعامل إذن لا يتقاضى مقابل عمله سوى الحد الأدنى الضروري لتأمين تلك الغاية

أي أن كل سائر العمال يبيعون طاقة العمل إلى البرجوازيين بأسعار لا تعود شيء أمام الأرباح التي يجنيها البرجوازي و من هنا تحدد أول صراع و هو رأس مال عمل و كذلك ضهور عدة شرائح وجودها غياب أصل الصراع و هي التي موجودة بكثرة في أشباه المستعمرات كالبرجوازية الصغيرة التي كان وجودها متذبذب و وعيها كذلك ...تعيش على هامش علاقات الانتاج .

أدى العمل بدوره إلى تواتر الأزمات خاصةً على النظام الرأسمالي ..و كلما عاشت الرأسمالية إختناق فإنها تزيد من القمع و النهب و أبشع مظاهر اللاإنسانية..

نحن نعيش اليوم في عالم غريب نوعاً ما على مستوى الاقتصاد و كذلك تأثيره حول الحياة الاجتماعية .أمريكا أو الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الإمبريالية المتغلغلة في النظام الرأسمالي التي استعمرت العالم بطريقة غير مباشرة من خلال أو نتيجة للاقتصاد و يعود ذلك لفائض القيمة في الانتاج إن الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد في اقتصادها على الانتاج المحلي أو ما يسمى بالتنمية المحلية للمدن و التي تسببت في تضخم الانتاج مما أدى إلى مجموعة تراكمات افرازات بطريقة سلبية إلى أزمة إقتصادية مما أدى إلى مجموعة أفكار كطرد مجموعة من العمال و كذلك إستبدل مجموعة من المهندسين أو كذلك التقنين و هذا نتيجة إلى الانتاج الوفير لسلع و هذا ما جعل المواطنين الأمريكيين بمعدل كل شهرين يقومون بإستبدال المنطقة أو الولاية التي يعيشون فيها مما أدي إلى خلق مشاكل إجتماعية بين السكان و إختلاف واضح لطريقة العيش..
3-أهمية العمل التنظيمي .

لنضال و لا بديل لهؤلاء المقهورين و المضطهدين إلا أن يتحدوا في حزب ..حزب الطبقة العاملة الذي يكون طليعة و وليد تلك الطبقة و صاحب قيادة عمالية .كيف هذا ...

حزب الطبقة العاملة سينتج لا محالة بصراع الواقع الطبقي و إزدياد العمل نحو تحويل وجهة الصراع إلى الصراع المطروح اليوم رأس مال عمل و امبرياليا شعوب في أشباه المستعمرات و كبار ملكين عقاريين صغار فلاحين ..

أهمية العمل التنظيمي كأهمية العمل و دوره في التاريخ ..لا قيادة ثورية دون نظرية ثورية ..راديكالية كالواقع ...يكون الحزب في سائر البلدان يتكون من الطليعة المثقفة التي تكون من البرجوازية الصغيرة المنسلخة التي تقوم بتأطير و تنظيم هذه الطبقة و ذلك بالعمل في المعامل و الدفاع عنهم في النقابات و الارتقاء بوعيهم نحو الثورة و الممارسة الفعلية معهم في الواقع و المشاركة في جميع التحركات ضد الأنظمة العميلة و الليبرالية ...

لبناء حزب الثوري يجمع ماركسيين لنينيٍن لأن من أصبح ماركسي لنيني عليه أن يعي بأنه قد أصبح ضرورةً في موقع العمال والفلاحين الفقراء، وأصبحت مهمته تطوير صراعها من أجل الانتصار، وليس أي شيء آخر. وكل هروب من ذلك هو ابتلاء على الماركسية، ومسخ لها. فالماركسية ليست نظرية إصلاحات بل نظرية ثورة، وليست نظرية "نضال سلمي" بل نظرية مقاومة، وليست نظريةانتظار بل نظرية تغيير، وإن كانت تمارس خلال سعيها إلى الانتصار كل أشكال النضال. الشيوعي من يكون التغيير أصيلاً في وعيه، وأن يكون تحقيق أهداف العمال والفلاحين الفقراء هو الأساس الذي يبني رؤيته عليه. وأن يخوض النضال الطبقي من أجل حسم الصراع ضد الرأسمال والإمبريالية، ومن أجل التطور و التحرر و الانعتاق الاجتماعي . إنه الذي يمتلك الوعي الذي يسمح بفهم الصيرورة الواقعية، وفهم الآليات التي تفضي إلى التغيير. وهو المناضل العمالي، او المناضل في صفوف العمال والفلاحين الفقراء. المدافع عن التحرر والتطور وعن مصالح المفقرين من أجل بديل يحقق إنسانيتهم. وعن التحرر الإنساني الذي يفرض التحرر النسائي، لكي يكن في مساواة كاملة، وعلاقات متكاملة، ووحدة مستمرة على الماركسي اللنيني الثوري بالفعل الابتعاد عن المشاكل الضيقة التي ينجر لها في خوض معركته ضد الرجعية و الإنتهازية و الابتعاد عن التكتلات الحزبية و الأمراض النفسية التي تكون هي السبب الرئيسي في تحطيم الحزب الثوري و تعطيل مسار الجماهير الشعبية من طبقات كادحة.

إذاً لا بديل عن القيادة العمالية و لا بديل عن الاشتراكية العلمية.
المصادر .

دور العمل في تحويل القرد إلى إنسان ..

مبادء الشيوعية ...
(فردريك انجلز )

جاسر وسلاتي ....

#جاسر_وسلاتي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات