أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ماجد الشمري - سرير بروكست الستاليني!..تأملات سياسية في تحنيط الافكار!(3-6)















المزيد.....

سرير بروكست الستاليني!..تأملات سياسية في تحنيط الافكار!(3-6)


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 4312 - 2013 / 12 / 21 - 17:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


عندما كان لينين على قيد الحياة،لم يكن يعتبر مصدر سلطة،حتى ولو كان يملك سلطة اعتبارية لايستهان بها،الا انه لم يقم ولم يسعى لاستغلالها،ولم يفرض على قادة الحزب،ارائه وقراراته بالقوة الهرمية المستبدة،بل عن طريق الاقناع والقبول العقلي،والخضوع للاكثرية في اتخاذ القرارات.وهذه السلطة المعنوية الشخصية والحزبية،ومضمونها الديمقراطي المركزي،نتجت عن قوة المنطق(العقلي)والكامن في الحجج الصائبة،والاختيارات المناسبة والملائمة،والتي وظفها للدفاع عن آرائه وخيارته السياسية.تلك الهيبة المؤثرة،والتي اكتسبها من نجاحاته الماضية،اظافة الى السحر الفكري،والذي كانت تشع به شخصيته الكارزمية-مع تحفظنا على كلمة (سحر)التقليدية وغير المناسبة!-.لم يكن لينين عصيا على النقد او الدحض او الرفض او المعارضة،ولم يكن هو ايضا ضد ذلك من حيث المبدأ،فلم تعتبر سلطته غير خاضعة للنقاش او الاختلاف،بل كان الامر على العكس من ذلك،فقد كان يواجه الاراء المغايرة والمعارضة على الدوام،وحتى داخل المجموعة الحاكمة للحزب البلشفي.كان لينين هو الرأس المعترف به للحزب،غير انه كان مسموحا وطبيعيا مخالفته او معارضته،وحتى انه سمح لرفاقه ،بل وانتظر منهم معارضته،عندما كانت تلك المعارضة ضرورية ومهمة في لحظات اتخاذ القرارات المصيرية والحاسمة -فلم يكن لينين معصوما من الخطأ!-.نعم كان" رأسا"ولكن فقط لانه كان قادرا على اقناع حتى اكثر المتذبذبين والمترددين والعنيدين،وسحبهم الى قناعاته،وزجهم في النضال لتحقيق الاهداف.وليس لانه يملك حق رفض المعارضين واسكاتهم،وايمانه بالحاجة الى نظام طاعة حزبي شديد الصرامة والضبط،فلم يحاول ابدا ان يخضع معارضيه لذلك النظام من الطاعة(الانضباط)الحزبي،وببساطة لانه هو نفسه لم يكن خاضعا له او يطبقه!.كما انه لم يسعى للحصول على امتياز او تفضيل رسمي يمكنه من التهرب من سلطة الاغلبية التي هي اعلى من اي سلطة،والزامية قراراتها واحكامها واجبة التنفيذ في اي ظرف كان،في المؤتمرات والاجتماعات وكل نشاط للحزب.وباعتباره قائدا ناجحا للحزب،لم يكن هذا يعطيه الحق على الاطلاق في مناقضة القرارات الجماعية،فلم يكن اكثر من صوت واحد،عضوا واحدا في الهيئات واللجان الجماعية:المكتب السياسي،اللحنة المركزية،المؤتمر،مجلس المفوضين في الحكومة..الخ.كان امتيازه الوحيد في تلك الهيئات ذو طابعا معنويا نسبيا فقط،وبعيدا كل البعد عن الآلية،فأي من توجيهاته،او بشكل ادق واعم،اي من اراداته،لم يكن يكتسب القوة التنفيذية الملزمة،الا بعد قبولها وتبنيها والموافقة عليها من جانب اكثرية المجموعة القيادية المختصة،الامر الذي لم يحصل دوما كما رأينا عبر تاريخ الحزب.ان اسلوب لينين في القيادة-ومن الحماقة اعتباره اسلوبا مثاليا--!-كان من المسلم به انه لم ينف امكانية الانشقاقات،كان يتطلب قابلية مواجهة الجدل والخلافات دون اللجوء الى شرعية ما من مصدر اعلى للسلطة.فالقادة البلاشفة انفسهم الذين سارعوا بعد موته،الى تحويل افكاره الى مصدر للسلطة لايناقش او يرد عليه،كانت لهم صراعاتهم وخلافاتهم بمقدار اكثر او اقل ضد"الرأس"الذي لم يكونوا يترددون في مصارعة"اخطائه"!.وبالطبع ان تلك الخلافات التي جعلت كحوادث هامشية،لم تجد لها مكانا في بنيان"اللينينية"،او بالاحرى وجدت مكانا،ومكانا مركزيا،ولكن فقط عندما كانت تساعد على:طرد او معاقبة او ادانة هذا الرفيق او ذاك!او عندما يخرجون عن مدار"اللينينية"التي جرى تحنيطها على يد الرفيق كوبا في الزمان والمكان المناسبين!!.فمثلا تجاهل ستالين،بل استبعد،معارضة كل من:زينوفييف،وكامينيف اثناء انتفاضة اكتوبر،عندما استذكرها تروتسكي!ولكن عندما التحق هذان الشخصان بالمعارضة،فيما بعد،جعل ستالين من خلافهما السابق،دليل ادانة،وعلامة لاتخطيء على"الخيانة"والعداءلل"اللينينية"!!..يقول ستالين في معرض دفاعه عن زينوفييف وكامينيف التالي:"يؤكد تروتسكي على ان حزبنا في اكتوبر كان يضم جناحا يمينيا يتجسد في شخص كامينيف وزينوفييف،اللذين كما يقول كانا اشتراكيين ديمقراطيين تقريبا،وما لايستطيع المرء ان يفهمه هو كيف امكن اذن في ظل تلك الظروف ان يتحاشى الحزب عملية انقسامية،وكيف حصل ان الخلاف لم يدم مع كل من زينوفييف وكامينيف الا بضعة ايام،لم يحصل الانقسام،ولم يدم الخلاف الا عددا قليلا من الايام فقط لان كامينيف وزينوفييف كانا"لينينين""بلشفيين"!!".هذا ماقاله ستالين في عام1924،اما ماقاله في هجوم عليهما فهو:"واضح للجميع ان المعارضة امكانية الثناء الظافر للاشتراكية في بلد واحد،وبرفضها لمثل هذه الامكانية على كل حال،فاننا ننزلق بصورة مباشرة ومكشوفة الى مواقع المناشفة.ان خط المعارضة حول هذه القضية ليس جديدا بالنسبة لقادتها الحاليين،فقد كان هذا الخط الذي تبناه كل من زينوفييف وكامينيف عندما رفضا الذهاب الى انتفاضة اكتوبر"!!.هذا ماقاله ستالين في عام1927،اي بفاصل زمنى لايتعدى الثلاث سنوات!!!وشتان مابين الموقفين!!...ان المحتوى المرن والمتبدل والقابل لتعدد الوجوه والرؤى والتأويلات والتفسيرات المختلفة لل"اللينينية" المخترعة!اصبح واضحا بما فيه الكفاية،ولكن هناك المزيد مما يمكن ان يقال في هذا الصدد وحول هذه المسألة..ان البنيان المنهجي لل"اللينينية"يقود منطقيا الى تبني اثنتان من العبادات المترابطة هما:عبادة لينين،القائد الملهم الذي لايخطيء!،وعبادة الحزب،الكلي القدرة!.العبادة الاولى لم تظهر الا بعد وفاة لينين،اما الثانية،فلها جذور اكثر رسوخا من تلك الاولى،فقد كانت من سمات الحركة العمالية،التي عاشت على ايديولوجية اقرب الى القداسة عبر كل تعرجات ومنعطفات تاريخها والتوائه،قبل ان تأخذ ابعادها المتضخمة في تعملقها في الستالينية،وجمع هاتان العبادتان معا بعد موت لينين،كانت ابرز نجاحات ستالين،وكانت بمثابة اسمنت فائق الجودة للبنيان الشاهق واللاحق ل"اللينينية".وكما هو معروف فان عملية الدمج تلك سجلت في"قسم"ستالين الشهير الذي اقسمه في كلمة القاها امام مؤتمر للسوفييات.لنقرأ مايقوله،بنبرة كاهن كنائسي امام مذبح الرب!!لاقائدا شيوعيا!:"نحن الشيوعيين مقدودين من معدن خاص-ربما من الفولاذ او اكثر صلابة!!-فقد تمت صياغتنا من مادة متميزة-ربما من الفضاء الخارجي او ملائكة الاله!!-فنحن الذين نؤلف جيش الرفيق لينين،ذلك الاستراتيجي العظيم..عندما تركنا الرفيق لينين اوصانا بان نرفع عاليا ونبقي على نقاوة لقب عضوية الحزب العظيم،اننا نقسم لك-انه يخاطب لينين الميت عبر جثمانه المحنط!-ايها الرفيق لينين،باننا سننفذ بشرف مضمون وصيتك هذه،فلربع قرن من الزمن حافظ لينين على حزبنا وجعل منه اقوى وانضج حزب للعمال في العالم،وعندما تركنا اوصانا الرفيق لينين بحماية وحدة الحزب حزبنا مثل حدقات عيوننا،نحن نقسم لك ايها الرفيق لينين،باننا سنقوم بتنفيذ وصيتك هذه ايضا"..الوصي ينفذ وصية لينين المقدس فوق جبل سيناء(السلطوي)!لاحاجة طبعا لتشخيص النبرة الطقسية العبادية،والترديد الصلاتي الديني والمكشوف لهذه المفردات الكهنوية المصدر!والتي اتقنها ستالين ربما من المعهد اللاهوتي الذي درس فيه!!المهم هو:ملاحظة وظيفة الدمج بين عبادة لينين وعبادة الحزب"تقديسهما"،فالاولى اي عبادة لينين ساعدت ستالين في تعزيز وترسيخ الثانية،اي عبادة الحزب،-والتي ستصب على المدى الابعد بعبادته هو نفسه-!!عندما كانت معرضة للخطر من جراء عم التوازن الي تعرضت له عضوية الحزب،عقب موت رأسه المعنوي،ولكن من الضروري ان يكون واضحا،انه من تلك اللحظة،والتي لم يكن فيها ستالين"تلميذا لاي من تلك العبادتين،وخاصة الجديدة،عمل على توحيدهما،وكما اشرنا سابقا لم يكن ستالين دوغمائيا بل صانعا للدوغما!!والذي كان يخلق مصدرا ومرجعا قداسيا للسلطة،انما كان يفعل ذلك من اجل الاخرين دون ان يكون هو ملزما بذلك قيد شعرة!!..عندما كان لينين على فراش الموت لم يترك"وصايا"فهو لم يكن نبيا ،بل زعميا لحزب سياسي عماليا ثوريا،بل ترك دليلا سياسيا محددا،بما في ذلك تلك التوصيات العملية،ومنها اقتراحه بازاحة ستالين من منصب الامين العام،تلك التوصية التي كفر بها ستالين،ولم يقسم او يلتزم بتنفيذها!!وعندما جرى تذكير المؤتمر الثالث عشر للحزب بهذه التوصيات بعد ذلك،فبدلا من تنفيذها جرى عرض دراما "القسم" المسرحي المقدس والمجلجل!!وعد بالوفاء والالتزام ب"وصايا"لينين،وقف في طريق ايلاء اهمية كبرى لتلك المسائل المحددة والمصيرية،والتي هي في التحديد الاخير،يمكن محاكمتها بافضل ماتكون المحاكمة،من قبل المجموعة القياديةل"اقوى وانضج حزب عمالي في العالم"!!!!................
يتبع...
وعلى الاخاء نلتقي...



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرير بروكست الستاليني!..تأملات سياسية في تحنيط الافكار!(2-6)
- سرير بروكست الستاليني!..تأملات سياسية في تحنيط الافكار!(1-6)
- ماركس..ومفهوم البروليتاريا(3-3)
- ماركس..ومفهوم البروليتاريا(2-3)
- ماركس..ومفهوم البروليتاريا(1-3)
- الماركسيون..واشكالية الموقف من الطقوس وحضور ذاكرة التاريخ ال ...
- هزل(انهيار الرأسمالية)السفيه!!-تأملات في الليبرالية الجديدة( ...
- هزل(انهيار الرأسمالية)السفيه!!-تأملات في الليبرالية الجديدة( ...
- هزل(انهيار الرأسمالية)السفيه!!-تأملات في الليبرالية الجديدة( ...
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(الاخير)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(17)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/الارشيف الملعون!!!(16)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(15)
- فؤاد النمري/ حوار الدم...مطاردة الساحرات!!!
- لينين-تروتسكي ...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(14)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(13)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(12)
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(11)
- كرنفال الديالكتيك،وصياح الديك!!!
- لينين-تروتسكي...العلاقة والخلاف/ الارشيف الملعون!!!(10)


المزيد.....




- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ماجد الشمري - سرير بروكست الستاليني!..تأملات سياسية في تحنيط الافكار!(3-6)