أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسين محمود التلاوي - بعد حبس الفتيات وإقرار مسودة الدستور... الشارع هو الحل!!















المزيد.....

بعد حبس الفتيات وإقرار مسودة الدستور... الشارع هو الحل!!


حسين محمود التلاوي
(Hussein Mahmoud Talawy)


الحوار المتمدن-العدد: 4293 - 2013 / 12 / 2 - 22:38
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تشهد الساحة السياسية المصرية حاليًا العديد من التطورات التي تستحق التوقف عندها، ليس من أجل دراستها وتحليلها، فهي واضحة جلية، ولا تحتاج للكثير من التفكير للوصول إلى موقف منها، وبالتالي يأتي التوقف هنا يأتي للتعبير عن موقف محدد بعينه لا يصح عدم اتخاذه في ظل هذه التطورات، وهذا الموقف هو "الشارع هو الحل"، وكلمة "الشارع" هنا تأتي للدلالة على كل ما يمكن القيام به في الشارع من مظاهرات واعتصامات وحملات توعية بالمواقف المطلوبة من رجل الشارع العادي في هذه اللحظة الفارقة من التاريخ المصري.
ربما يبدو للبعض أن هناك بعض الألفاظ القوية مثل "اللحظة الفارقة" و"حملات توعية". ربما يبدو الأمر كذلك، إن اقتصر الحديث على هذه الفقرة الأولى فقط، ولم يتم ذكر الأسباب التي دعت إلى رفع شعار "الشارع هو الحل". لذا، سوف أحاول، في الأسطر التالية، سرد — فقط سرد — المواقف التي دعتني لرفع مثل هذا الشعار... "الشارع هو الحل"

7 الصبح!!
مخربات يحملن السلاح الأبيض، ولذلك استحققن حكما بالسجن يزيد بشهر واحد على الـ11 عامًا!!!! لست أدري مقدار الحمق الذي دعا القاضي إلى إصدار مثل هذا الحكم بحق فتيات في أوائل العشرينات من العمر؟! لست أدري مقدار العبث الفكري الذي جعل البعض يعتقد أن هناك من يمكن أن يصدق التهم المنسوبة للفتيات من تخريب للمنشآت وحمل للسلاح الأبيض؟! ولست أدري ما مقدار الجهل الذي يمكن أن يدفع البعض لتصديق مثل هذه التهم؟!
هؤلاء الفتيات خرجن في مظاهرة تؤيد ما يذهب إليه الإخوان المسلمين من دعوة لعودة الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي إلى الحكم. لن أناقش مقدار حماقة هذا المطلب؛ فالكل حر في أن يعتنق ما يريد من آراء، ولكن ما أرغب في أن أتساءل عنه هنا هو: هل بات النظام الحاكم في مصر على قدر من الضعف ليخشى من الفتيات الصغيرات؟! وسؤال آخر: هل ظن القاضي أنه بهذا الحكم سوف يمنع الفتيات وجماعة الإخوان المسلمين من التظاهر؟! هل القاضي الذي أصدر هذا الحكم بهذا الهدف يريد أن يخدعني؟! أم يريد أن يخدع نفسه؟! إن كان يريد أن يخدعني، فسيكون ردي عليه هو أنني لا أنخدع. وإذا كان يريد أن يخدع نفسه، فليخدع نفسه بعيدًا عني وعن هؤلاء الفتيات.
الغريب في الأمر أن هناك من يصدق أن هؤلاء الفتيات هددن الأمن العام والأمن القومي، وربما يصدق أنهن هددن "الأمن الغذائي" كذلك!! لقد انفتح باب العبث على أوسع أبوابه، فلا مشكلة في أن نجد من يصدق أي شيء حتى فكرة أن هذا الحكم ليس سياسيًّا، وأن القضاء المصري مستقل!!! بصدق شديد، أدعو كل من أراد أن يصدق ذلك إلى أن يذهب من فوره للإقامة في "عنبر العقلاء"!!
اختصارًا: النظام الذي يخشى الفتيات أو يستخدمهن كبطاقة إرهاب للآخرين من أنصارهم هو نظام فاشل لا يستحق البقاء ساعة واحدة في الحكم.

مسودة الدستور... ما هذا الهراء؟!
لا يحتاج المرء لأكثر من نظرة واحدة فقط إلى أي من أبواب الدستور ليدرك مدى الهراء الذي وصلت إليه الساحة السياسية المصرية. فلا أعتقد أن هناك نصًا سياسيًا في مصر وصل إلى هذه الدرجة من التهرؤ الفكري التي وصلت إليها مسودة الدستور. ومن كان لا يصدقني عليه بأن يلقي نظرة على المسودة التي باتت منتشرة في المواقع الإخبارية. إنها جريمة في حق مصر بالفعل. وقبل أن يقول قائل إن الدستور السابق كان أسوأ و... و... و...، سوف أقول له إن هذا الدستور جاء وعدًا بتعديل مساوئ الدستور لا بمضاعفتها. وبالتالي، عندما يكون في مثل هذه الحالة المتردية، يصبح الجرم جرمين؛ الجرم الأول هو سوء مستوى الوثيقة الدستورية المصرية، والجرم الثاني هو الكذب!
ولكن... منذ متى لم يكذب الساسة في مصر بين معارضة وحكومة؟!
ومن بين الأمثلة على التهرؤ في النص الدستوري ما ورد في أول باب الحريات الدينية من أن حرية الاعتقاد مكفولة للجميع، وبعد ذلك حرية ممارسة الشعائر مكفولة لأصحاب الديانات السماوية فقط!! بالمنطق السليم، إذا كانت حرية الاعتقاد مكفولة للجميع، فالطبيعي إذن أن تكون حرية ممارسة الشعائر مكفولة كذلك للجميع!! كما أن النص الدستوري لم يحدد ماهية الديانات السماوية، والمقصد من هذه النقطة محاولة معرفة موقع الشيعة في مصر؛ هل هم من أصحاب الديانات السماوية أم لا؟!!! ونص المادة هو
(64)
حرية الاعتقاد مطلقة. وحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة
لأصحاب الأديان السماوية، حق ينظمه القانون.

قس على ذلك العديد من المآزق التي وقعت فيها مسودة الدستور الجديد.

إذن، نحن أمام نص تم إعداده على عجل للخلاص من مأزق "المرحلة الانتقالية" أو "خريطة المستقبل" أو أي من المسميات التي انتشرت فقط لتدل على "الورطة السياسية" التي سقطت فيها مصر بسبب غباء وانتهازية تيار الإسلام السياسي وفساد الحزب الوطني وعسكره.

حزب النور... التيس المستعار!!
لست أدري ما الذي يفعله حزب النور في الساحة السياسية المصرية؟! إنه حزب يلعب على كل الأوتار، وكل من يحتاج خدماته يقدمها له بكل سرور. فإذا أردنا استخدام مصطلح شرعي — لما لحزب النور من أصول دينية — لوصف الممارسة السياسية للحزب لكان وصف "التيس المستعار" هو الأنسب له!!
ليس في هذا أي تجنٍ على حزب النور؛ فهو يلعب دور المحلل بكفاءة تامة؛ فإذا أراد الإخوان المسلمون حزبا في البرلمان يمرر لهم القوانين "الإسلامية" جاء حزب النور جاهزًا للقيام بهذه "المهمة المقدسة". وإذا أراد العسكر حزبًا دينيًا في معسكرهم لإعطاء انطباع بأنهم لا يقصون أي تيار، كان حزب النور في الطليعة!! إذن هو حزب يلعب دور المحلل لكل من أراد زواج المصلحة من كرسي الحكم، ولكن كان هناك مانع شرعي يحول دون إتمام هذا الزواج. هنا يأتي دور حزب النور للقضاء على هذا المانع الشرعي!!
إنه حزب يمثل التلاعب السياسي الديني في أجلى صوره.

الشارع هو الحل؟!!
ربما تبدو العبارة سخيفة للغاية في ظل القائم من قانون منع التظاهر وما إلى ذلك من الإجراءات التي يتخذها حكام مصر الجدد لضمان عدم تجرؤ الشعب المصري على الخروج ضدهم. ومن بين الإجراءات والأدوات المستخدمة يأتي الإعلام الذي لعب دورًا كبيرًا في التحضير لما جرى في 30 يونيو. فالإعلام يسعى الآن لإيضاح مساوئ التظاهر التي تتضمن تعطيل الحركة المرورية، وإيقاف إيقاع الحياة في أماكن التظاهر، وكأن الذين خرجوا في 30 يونيو لم يقفوا في الشوارع، وكانوا يقفون في شرفات المنازل!!
ألف لعنة على الكذب!!
كذلك هناك قانون منع التظاهر الذي يمكن أن يؤدي إلى اعتقال الجيران الذين يخرجون معا من المساجد عقب صلاة الجمعة؛ لأنهم في الغالب يكونون أكثر من 10 أفراد بما يخالف القانون!!! وبالإضافة إلى قانون منع التظاهر، يأتي التلاعب بفكرة "الإرهاب"، ووسم كل من يخرج ضد الحكام الجدد بأنه من "الإخوان المسلمين" و"الإرهابيين"!!!
إذن... كيف يكون الشارع هو الحل؟! يجب أن يكون هناك تحدٍ لقانون منع التظاهر بالخروج في مظاهرات حاشدة لا تحمل شعارًا سياسيًا واحدًا من الشعارات المتداولة حاليًا مثل "رابعة رمز الصمود" وما إلى ذلك، لأنها تعتبر دفاعًا عن فصيل سياسي واحد برهن على قدر رهيب من الغباء السياسي أودى بالبلاد إلى حافة الهاوية إن لم تكن قد بدأت طريقها للنزول فعلًا في هذه الهاوية!! ولكن، هل الأجواء "المعيشية" مؤهلة لخروج المواطنين في مثل هذه الحشود؟! الإجابة تكمن في الشباب الذي لم ينشغل بعد بالدوامة الاقتصادية والمعيشية؛ تمامًا كما كان الحال في ثورة 25 يناير.
كذلك هناك خروج في حملات توعية بالمخاطر التي تواجهها البلاد جراء الوضع القائم بعودة رموز الفساد إلى الحكم أو على الأقل إلى الحياة العامة تمهيدًا لعودتهم إلى الحكم ولو على استحياء في البداية. وكذلك استمرار وقوع البلاد في فخ الثنائية السياسية بين تيار الإسلام السياسي وبين جناح الفساد في التيار الليبرالي.
إلا أن هناك إشكالية عميقة تتمثل في أنه من الممكن أن يخرج الشباب، ثم ينضم الإخوان المسلمين إلى المظاهرات الشبابية، وبعد أن تنجح هذه الفعاليات في تحريك الساكن في المشهد الحالي، يدب الشقاق كما حدث بعد 25 يناير!! كذلك هناك خطر آخر وهو أن تخرج مجموعة من قيادات الجيش لتطيح بالقيادات الفاسدة، فيهلل تيار المعارضة لهؤلاء باعتبارهم "المنقذين"، وتجد القوى السياسية نفسها أمام "عسكر طيبين" أطاحوا بـ"عسكر أشرار"، فتقع عندها القوى السياسية في مأزق معارضة من أطاحوا بمعارضيهم!!! أو تأييد نسخة معدلة من معارضيهم!!
ويبقى في النهاية أن نقول إن الاحتمالات كلها مفتوحة، وعلى الشعب التحلي بالوعي الشديد وهو يقوم بحق الاختيار، وعلى الشباب أن يكونوا قد وعوا الدرس، وعلى تيار الإسلام السياسي والتيار المدني أن يتنحوا عن المشهد السياسي ولو قليلًا لإتاحة الفرصة أمام الشعب لضخ دماء جديدة في الجسد السياسي المصري بعيدا عن كل التلوث الذي لحق به على مدار عقود بخاصة في الأعوام الثلاثة الأخيرة. على الشعب أن يمارس حقه في الاختيار، ولكن عليه أن يختار جيدًا هذه المرة لأنها حقًا قد تكون الأخيرة!!



#حسين_محمود_التلاوي (هاشتاغ)       Hussein_Mahmoud_Talawy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وسط البلد من جديد... حكايات المصريين
- إلى مصر مع التحية... هل عاد المد الثوري؟!
- أبو بلال... التغربية أو ربما الشتات... هل من فارق؟!
- محاكمة مرسي... مرسي فقط؟!
- موشح أيها الساقي... عن التصوف والإبداع وأشياء أخرى!!
- إنهم يفقروننا... فما الخلاص؟!
- شبرا وعبد الباسط وبرج الكنيسة... ومصر...!
- ملاحظات على فكر سان سيمون (3)... المجتمع المثالي
- الوضع المصري... محاولة للفهم وربما الخلاص (4) كيف أخفق رجال ...
- الوضع المصري... محاولة للفهم وربما الخلاص (3) الطبقة الوسطى. ...
- الوضع المصري... محاولة للفهم وربما الخلاص (2) كيف حُشِدَ الش ...
- الوضع المصري... محاولة للفهم وربما الخلاص (1) كيف حُشِدَ الش ...
- ملاحظات على فكر سان سيمون (2)... الدين والطبقة الاجتماعية
- ملاحظات على فكر سان سيمون (1)... التاريخ وتقدم المجتمعات
- مصر... في زمن الإرهاب
- مصر... بين ديكتاتورية اللحية وعسكرة الفساد
- الإنسان إذ يواجه ذاته... وقد ينتصر!
- من الهيمنة إلى الفناء... الثقافة كعامل فناء وإفناء
- الأخلاقية في الفعل السياسي... الحالة المصرية والتشيّؤ!
- تأملات... في حاكم سقراط!!


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسين محمود التلاوي - بعد حبس الفتيات وإقرار مسودة الدستور... الشارع هو الحل!!