وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4270 - 2013 / 11 / 9 - 15:47
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
عندما أمر مجلس الوزراء العراقي , في 22 تشرين الأول ( أكتوبر ) 1927 , بإغلاق صحيفة النهضة على أساس أنها كانت تثير الخلافات بين الناس , لفت هنري دوبس نظر الملك فيصل في لندن إلى أن عمل الحكومة هذا يعتبر (( حالة فاضحة من حالات الامتناع عن التشاور مع المندوب السامي والمستشارين البريطانيين )) .
وفي المقام الثاني , بدأ علماء سنة بارزون ـ وكانت هذه الشريحة هادئة سياسياً في العادة ـ بمناقشة الرغبة في إقامة جمهورية . وكان المنغمسون في هذه المناقشة هم : إبراهيم الحيدري وعبد الجليل أحمد جميل وإبراهيم الراوي و إسماعيل الواعظ وعبد الوهاب الخطيب و غيرهم . وسعى هؤلاء إلى كسب نفوذ بين الشيعة بهدف سبر موقفهم المحتمل من هذا المشروع . ويقول تقرير الاستخبارات البريطانية : (( يُفهم أن ما شجعهم هو سلسلة من المقالات التي ظهرت في الصحف البريطانية , ولكن هذا سيحكمه موقف صاحب السعادة المندوب السامي الذي سيتخذه من جلالة الملك عند عودته , ولن يفعلوا شيئاً إلا إذا كانوا متأكدين من الدعم البريطاني )) .
وفي المقام الثالث , عاد عدد من ملاكي البصرة النافذين إلى إحياء مطلبهم القديم بإقامة (( بصرة منفصلة تحت الحماية البريطانية )) . و(( ألمح )) مرّوجو هذه الحركة إلى أن قضيتهم تحظى بدعم عبد المحسن السعدون , الذي أصبح رئيساً للوزراء أكثر من مرة والذي كان يعتبر عموماً مفضلاً لدى الحكومة البريطانية .
وفي المقام الرابع , شن (( اخوان نجد )) , الذين كان يقودهم فيصل الدّويش , زعيم عشيرة مطير , هجمات متكررة في هذه الفترة على العراق , وهي هجمات استمرت بعد عودة فيصل من انجلترا . ولا يستطيع دارس التاريخ العراقي الحديث إلا أن يلاحظ أن الدّويش كان يقوم بغاراته هذه تحيداً في المناسبات التي كان فيها العراقيون , أو حكومتهم , يرفضون الانصياع للرغبات الانجليزية , أي , سنة 1922 عندما وقف الملك فيصل ضد الانتداب , وفي سنة 1924 عندما تنامت معارضة قوية مضادة للمعاهدة داخل الجمعية التأسيسية . وأخيراً , في الظروف مثار البحث . ويبدو أنه من غير المرجح أنه ما كان للدّويش أن يهاجم , وخصوصاً في الفترة 1927 ـ 1928 , لو لم يكن يعرف مسبقاً أن القوات الجوية البريطانية , التي كانت لا تزال ملزمة بمعاهدة الدفاع عن الحدود العراقية , ستعطيه حرية التصرف . ومن المثير للاهتمام أن سكرتير الدولة لشؤون المستعمرات أعطى تعليماته في 11 كانون الثاني 1929 إلى المندوب السامي (( لتحكيم الرأي في استخدام الوضع القائم على حدود العراق ـ نجد للتشديد على ضرورة استمرار الدعم البريطاني , وضرورة اعتماد العراق على مثل هذا الدعم . يتبع
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟