عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4265 - 2013 / 11 / 4 - 21:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما أحوجنا هذه الايام في بنغازي، الى رجل بمكانة وفعالية، المحامي والناشط السياسي الراحل عبد السلام المسماري..
رجل كان يناضل ويعارض مخالفيه بالفكرة والحجة والمنطق، لكن الذين قتلوه( مازالو مجهولون حتى اللحظة!!)، كانو يرون بعين اخرى، كانوا يرون أنهم يملكون الحقيقة المطلقة، وأن غيرهم أو من يختلفون معه أعداء الله ويتوجب تاديبهم، وكتم اصواتهم وقتلهم إن لزم الامر، وهو ما حدث مع المحامي والناشط السياسي عبد السلام المسماري،وغيره من ضحايا الارهاب الاسود، على يد أمراء الظلام.
لقد كان المسماري وأمثاله من المناضلين، معارضا شرسا منذ البداية لوجود المليشيات والدروع والكتائب، التي عاثت فسادا في المدينة، وعمل على حلها و اخراجها من بنغازي.
وكان الرجل يسمي الاشياء بمسمياتها، ويصدح برأيه دون مجاملة أو تزويق للحقائق، ويجهر بهذا الرأي في المقابلات التليفزيونية والصحفية.
يفضح المتامرين على ليبيا، ويحملهم مسؤولية ما يحدث في البلاد من تأزم سياسي وانسداد أفق، عبر تحكمهم في المؤتمر الوطني الانتقالي ، وتسخيره لخدمة مصالحهم الذاتية الضيقة، وهم بذلك يقسمون البلاد، ويقودونها نحو الهاوية.
كان الراحل المسماري، وراء كل تحركات ومبادرات المجتمع المدني وجمعة انقاذ بنغازي، وكان يستعد قبل اغتيالة لمبادرة شعبية اخرى لدفع مسار الثورة وتصحيح بوصلتها، لكن امراء الظلام كانوا له بالمرصاد، فأسكتوا صوت الحق، حين استفاقت بنغازي على خبر اغتياله، من قبل مجموعات جنحت للعنف السياسي بديلا عن الحوار الديمقرطي، التي لا تؤمن به أصلا حتى وأن أدعت ذلك..
ان الذين اغتالوا المسماري، هم في الحقيقة اغتالوا المسار الديمقراطي الوليد، واستهدفواالتمدن والتحضر، واستبدلوه بالتوحش والتعصب والفوضى.
ما أحوجنا في هذه الايام العصيبة، التي تمر بها مدينة بنغازي من حوادث أغتيال وتقجير وخطف، وأرهاب وتخويف، لامثال هؤلاء الرجال الصناديد.
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟