أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - 300 عام على ولاده ديدرو !














المزيد.....

300 عام على ولاده ديدرو !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4260 - 2013 / 10 / 30 - 02:50
المحور: سيرة ذاتية
    


300 عام على ولاده ديدرو !

سليم نزال


ربما يكون ديدرو من اكثر فلاسفه عصر الانوار تحررا و تمردا ضد كل انواع السلطات! و
ربما يكون ايضا
الاكثر بوهيميه و تحررا من كل فلاسفه جيله الفرنسيين.و لعل ذلك يعود لرده فعل نتيجه لتربيه والده الصارمه الذى كان يعمل صانعا للسكاكين. لم يحظى ديدرو كسواه من الفلاسفه التنويريين بذات الاهتمام الذى حصل عليه صديقيه روسو و فولتير.و حتى الوقت الحاضر لم تزل الدوله الفرنسيه تدرس امكانيه اعاده دفنه فى مقبره البانتيون التى يرقد فيها عظماء فرنسا.

ولد دينيس ديدرو فى اوكتوبر عام 1713 فى مدينه( لانجرس) ذات المناظر الجميله التى اتاحت له فرصه الجلوس لوحده للتامل و التفكير.حصل مبكرا على جائزه ترجمه الشعر اللاتينى و انتقل بعدها مع الاهل للسكن فى باريس حيث عاش حياه بوهيميه لفتره و عمل فى مختلف المهن. بعد ان قطع دراسته و قرر ان يصبح كاتبا الامر الذى ادى الى غضب والده و قطع عنه المساعده.كما لم يرضى والده من زواجه من ان توانيت الفتاه الجميله التى اعتبرها اهله انها من عائله اقل مستوى منهم. كان لديدرو موقف حاد من الكنيسه
و لعل وفاه اخته الراهبه (انجيليك) بسبب العمل الشاق ادى لرد فعله هذا .ففى كتابه الدينى) يصف معاناه فتاه اجبرت ان تكون راهبه فى الدير .

تعرف لاحقا على جان جاك روسو و اصبحا اصدقاء.كتبه الاولى مثل( افكار فلسفيه) و (جوله متشكك) اثارت عليه النقمه حتى من البرلمان حيث دعا للتحرر من الاساطير الدينيه .لكن ربما تكون( الانسيكلوبيديا) و هى فكره جديده فى ذلك الزمن, من اهم ما كتبه ديدرو الذى استغرق عشرون عاما من عمل مضنى . و قد اراد منها ان (تمنح القوه لتغيير افكار الرجل العادى! ) على حد تعبيره .

لقد بات ديدرو مضطهدا بسبب افكاره التحرريه المتعارضه مع الافكار السائده و عرضه للنقمه من قبل السلطات السياسيه و الدينيه بسبب فلسفته الماديه المنافيه للدين و الاخلاق كما وصفت. بعد صدور كتابه (رسائل حول العميان! ) و هى تتمحور حول فكره ما هو الاعمى فعلا ؟ لاحقا دعته كاترين الثانيه ملكه روسيا التى كانت معجبه باعماله و خصصت له راتبا شهريا . و كانت تجلس تناقشه فى قضايا فكريه و سياسيه.


لكن بعد الستين بدا ديدرو يشعر بوطاه العمر.كتب يقول (.انا بصحه جيده لكن بدات اشعر بوهن الشيخوخه.الجزء الاكبر منى يتلاشى!و انا ارى هذه الاستعدادات لرحله الطويله بدون ان انشغل بها .انصح الاشرار ان يكونوا قلقين.بالنسبه لللاغبياء و الحمقى النزيهين من امثالى سيقال انهم حمقى و اغبياء ثم لا شىء)!

لا شك ان ديدرو كما الاخرين من فلاسفه عصر الانوار لعبوا دورا مهما فى ضرب ركائز الثقافه القرووسطيه و بناء اسس الحداثه الاوروبيه بما تعنىيه من تضحيه و شجاعه فى مواجهة السلطات السياسيه و الدينيه و بما تعنيه من اطلاق حريه العقل للتساؤل و التفكير بلا قيود.

توفى ديدرو بسكته دماغيه العام 1784 اى قبل خمسه اعوام فقط من اندلاع الثوره الفرنسيه . و قد شاركت السلطات الدينيه فى الجنازه المهيبه التى جرت له رغم كل مواقفه المعارضه لسلطه الكنيسه . لم يكتب القدر لديدرو و لا لزملاءه جان جاك روسو و فولتير ان يعيشوا ليشهدوا اندلاع الثوره الفرنسيه. لكن لا شك ان هناك اعتراف واسع ان جهودهم الفكريه و التنويريه لعبت دورا هاما فى التمهيد لاندلاع ثورات التغيير الكبرى فى فرنسا و اوروبا !



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 40 عاما على رحيل طه حسين !
- الاخ الاكبر يطل من جديد !
- لا بد من تعلم ثقافه السوؤليه و المواجهه مع الذات!
- لاجل مجد كنعان
- منزل فى منتصف الطريق!
- لقد حل عصر جديد على البشريه!
- ألاهم هو التصدى للثقافه المنتجه لللاستبداد !
- الاعوام التى سبقت انفجار الشرق الاوسط!
- لا قيمه تعلو على قيمه التسامح!
- بانتظار التغيرات الكبرى فى المنطقه العربيه!
- الحقيقه التى على الفلسطينيين مواجتها
- حرب امبرياليه صهيونيه بمعاونه قوى التصحر العربى!
- بيان صادر عن مجموعه من المثقفين العرب و الغربيين المناصريين ...
- انا القاتل و انا القتيل!
- غابه الامل
- لا مناص من الثقافه العقلانيه فى التغيير السياسى
- لاجل وقف النزيف الاثنى و الثقافى فى المشرق العربى
- حان الوقت للتفكير جديا بكيفيه التعامل مع فكر الاحاديه الديني ...
- لا بد من احياء قيم عصر التنوير العربى
- ميشيل ايوب يرد من فلسطين على طروحات الطائفيين !


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سليم نزال - 300 عام على ولاده ديدرو !