وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4259 - 2013 / 10 / 29 - 22:13
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الشريفيون السابقون
كان الشريفيون السابقون ضباطاً في الجيش العثماني , باستثناء عدد قليل من المدنيين أبرزهم رستم حيدر , وهو مدير مدرسة سابق يحمل اجازة في السياسة من جامعة السوربون وسليل عائلة عربية شيعية من ملّاك الأراضي في بعلبك , أصبح سكرتيراً خاصاً لفيصل الأول ورئيساً للديوان الملكي . وكان عددهم كلهم يقارب الثلثمائة . وما عدا قلة قليلة , كانوا كلهم سنة أو من النصف الشمالي من البلاد . وكانت الرابطة التي تربطهم بالبلاط تختلف باختلاف الظروف الشخصية لكل منهم . ولكن من المفيد في هذا المجال التمييز بين آخر المنظمين إلى القضية الشريفية , أي الضباط الذين التحقوا بخدمة فيصل في سوريا بعد نهاية الحرب مع الأتراك في تشرين الأول ( أكتوبر ) 1918 , والمتطوعون الأبكر الذين انتظموا منذ البداية في صفوف الثورة التي أطلقها والد فيصل , الشريف حسين , من مكة سنة 1916 , أو الذين كان لهم دور ناشط في الحملات الصحراوية التالية , الذين أصبحوا ـ بالضرورة ـ أكثر تماثلاً حميمياً مع العائلة الشريفية ومصالحها . والواقع أن الملتحقين الأخيرين لم يمنح تأييده لترشيح فيصل لعرش العراق سنة 1921 , وإلى الملتحقين بعد 1918 كانت تنتمي مجموعة بكر صدقي , الذي قام فيما بعد بانقلاب 1936 , والذي يبدو أنه كان يفكر بالتخلص من الملكية كلياً . ومن الطبيعي أن يكون فيصل قد اعتمد في المقام الأول على الضباط الذين قاتلوا لحسابه فترة أطول أو الذين وقفوا إلى جانبه عبر الأخطار أو في وقت الشدة , اي , وبكلمات أخرى , على رجال مثل جعفر العسكري ونوري السعيد وجميل المدفعي وعلي جودت الأيوبي , وكلهم اصبحوا رؤساء وزارات .
وبالرغم من أن الكثير من الضباط الشريفيين السابقين شغل بعد تأسيس الملكية سنة 1921 مناصب هامة في الحكومة والجيش , وكسب ما يوازي ذلك من منزلة , فإن أياً منهم لم يكن ابناً لعائلة غنية أو ذات موقع اجتماعي مرموق باستثناء أمين العمري , قائد منطقة بغداد والفرقة الأولى من 1937 وحتى 1940 , ومحمد السنوي , متصرف ( محافظ ) بغداد سنة 1932 , وجمال بابان , وزير العدل أكثر من مرة . ومما له مغزى أن الآخرين لم يكونوا يحملون كنية ( اسم عائلة ) موروثة في أيام العثمانيين , إذ لم تكن هذه معتادة إلا بين أعضاء الطبقة الأعلى . وهكذا , فقد كان نوري السعيد ابنا لـ (( مدققجي )) , أي مدقق حسابات ضئيل المرتبة , واستخدم اسم أبيه كاسم عائلة . وكذلك فعل علي جودت الأيوبي , الذي كان ابنا لرقيب أول في الدرك . اما جعفر العسكري , وهو ابن لواء عثماني , فقد أخذ اسمه الأخير من اسم الموطن الأصلي لعائلته , اي من (( عسكر )) , وهي قرية كردية في لواء كركوك . أما كنية جميل المدفعي فمشتقة من مهنته , إذ كان مدفعياً . يتبع
وصفي السامرائي
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟