أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد لزهر - المُحَاجَجَة في القرآن : حُجَجْ إبراهيم ضد حُجَجْ نمرود














المزيد.....

المُحَاجَجَة في القرآن : حُجَجْ إبراهيم ضد حُجَجْ نمرود


جواد لزهر

الحوار المتمدن-العدد: 4254 - 2013 / 10 / 23 - 23:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما تقرأ القرآن كثيراً ما تقف عيناك عند بعض الآيات التي تروي و تصور لنا حوارا بين شخصيتين أو بين شخصية واحدة و جماعة، يحاول فيها كل طرف أن يأتي بحجته و يتبثها حتى يقنع الطرف الأخر أنه هو على صواب و الأخرون على خطأ.

فإذا كانت الكثير من الآيات فيها حجج مقبولة و معقولة عقليا و منطقيا فإن البعض الأخر منها فيه من الأغلاط و اللامنطق ما يمكن لطفل في المدرسة الإبتدائية أن يرد و يجيب عليه في جملة أو جملتين.

بعض هذه الآيات ستجدها عند قرأتك لأول صفحات المصحف، فبعد أن تتم سورة الفاتحة و تسترسل آيات البقرة الواحدة تلو الأخرى و ما تكاد تصل إلى نهاية السورة حتى يقف أصبعك على الآية رقم 258 التي تصور لك الحوار المتمدن الذي دار وجها لوجه بين إبراهيم على يمين الشاشة و بين الذي أتاه الله الملك (لم تسميه الآية) على يسارها.

تقول الآية : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)

تقول كتب التفاسير أن هذه الشخصية التي أتيت الملك هي نمرود الذي كان يعبد الأصنام، فجاء إبراهيم ليدعوه إلى طريق الحق و إلى عبادة الله وحده لا شريك له، و حتى يتمكن من إقناعه بأن أصنامه لا نفع لها و لا ضرر أقام عليه إبراهيم حجتين :

الحجة رقم 1 : قال إبراهيم لنمرود "إن الله يحي و يميت" و هذا معناه أن الله له قدرة مطلقة لا توجد عند أحد غيره، فأصنام نمرود لم تحي أبدا ميتاً و لم تميت حياً يوماً، و كانت هذه الحجة كافية لتجعل نمرود يعيد النظر في ألهته، فهي فعلاً لا تستطيع فعل شئ من هذا القبيل، و لكن هيهات أن يستسلم نمرود من أول حجة بل أجاب بكل ثقة و فخر "أنا أحي و أميت"، و من يقرأ فقط الآية دون الرجوع إلى التفاسير سيعتقد لا محالة (كما كنت أعتقد أنا أيضا) أن نمرود كانت له قدرة خاصة على إحياء الموتى (كعيسى مثلا) و لكن التفاسير تخبرنا بأن هذا العبقري في زمانه أمَرَ بإحضار رجلين فحكم على الأول بالموت و أطلق صراح الثاني فهو بهاذا قتل الأول وأحيَ الثاني.

ولكن هذه مغالطة كبيرة لأن القدرة على الإحياء و الإيمات لا يمكن أن تكون نهذه الطريقة وإلا فكلنا نحيِ و نميت، وحتماً إبراهيم كان يقصد قدرة الله على إحياء الميت بعدما يكون قد شبِعَ موتا وإيمات من كان حياً حتى لو كان ذا قوة و صحة لا يمكن معها الموت فجأه. فكان على إبراهيم أن يسقط دون عناء هذه الحجة الواهية و يعلن إنتصاره على منطق نمرود، ولكن العجيب في الأمر أنه لم يفعل شيئا بل سكت و إنتقل إلى ليلقي الحجة الثانية، فهو بذلك قد تقبّل رد نمرود على الحجة الأولى ووضعه في نفس مستوى الله من حيث القدرة على إحياء الموتى. فعلاً أمر غريب جدا من إبراهيم ! تصور عزيزي القارئ لو دار هذا الحوار اليوم على قناة "العربيه" أو "الجزيرة" ماذا كان سيقول فيصل القاسم ؟

لا علينا، لن نعرف أبداً لماذا تقّبّل إبراهيم هذه الحجة ولا لماذا سكت.

الحجة رقم 2 : إنتقل إذا إبراهيم لسرد الحجة الثانية على نمرود فقال له إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت نها أنت من المغرب، وهنا وعلى عكس ما كان يمكن أن ننتظره من شخص كنمرود بأن يأتينا بحجة أخرى ولو كانت واهية، لم يحدث شئ بل سكت هذه المرة عن الكلام وبالتالي بهت الذي كفر، و غريب كيف لم يبهت للحجة الأولى التي هي أقوى وبهت للثانية التي لا تمت للمنطق بصلة. فكان يمكن أن يجيبه بكل سهولة أنه فعلا لا يستطيع أن يأتي بالشمس من المغرب لأن الشمس لا يأتي بها أحد، ليضيف لإبراهيم : فإذا كان ربُّكَ فعلا قادر على كل شئ فليأتي بها هو من المغرب ولو ليوم واحد، لإنقطع إبراهيم عن الجواب وكان هو من بُهِتَ وليس النمرود.

فتصور عزيزي القارئ لو قلت لك اليوم أني أنا من ينزل الماء من السماء إلى الأرض وإن كان إلاهك قادرا على كل شئ فليعد الماء من الأرض إلى السماء، فهل ستبهت أنت أيضا و تكفر بما تؤمن به ؟



#جواد_لزهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جواد لزهر - المُحَاجَجَة في القرآن : حُجَجْ إبراهيم ضد حُجَجْ نمرود