أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامر عبد الحميد - الشعوب العربية العظيمة...ليست عظيمة!














المزيد.....

الشعوب العربية العظيمة...ليست عظيمة!


سامر عبد الحميد

الحوار المتمدن-العدد: 1212 - 2005 / 5 / 29 - 11:15
المحور: المجتمع المدني
    


جميع المصادر التي تنقل عادة أخبار اعتصامات المعارضة السورية،لاتتطرق بتاتاً إلى الحديث عن "الوسط"المحيط بتلك الاعتصامات.ولا عن ردود أفعال الشارع العادي حين يشاهد الناس هذا العدد من المعتصمين،يحيط بهم في الغالب عدد أكبر من رجال الأمن.
فعلى سبيل المثال،فإن أكثر الاعتصامات تقع أمام مبنى محكمة"أمن الدولة"،الذي لايبعد سوى أمتار قليلة عن"السبع بحرات"وعن"الصالحية"حيث تكون حركة الناس والسيارات في أوجها طوال اليوم.
شاهد عيان نقل لي بأن بعض المارة كانوا يلقون نظرة خاطفة على هذا الحشد،ثم يتابعون سيرهم دون اكتراث وكأنهم معتادون على هذه المشاهد منذ أن ولدتهم أمهاتهم!!.
البعض الآخر كان وبدافع الحشرية يحاول أن يستفهم عن سبب هذا التجمهر،لكنه في الغالب لايتلقى سوى بعض الهمهمات.عندها بنظر إلى لافتة أو اثنتين مما يحمله بعض المعتصمين،فيقرأ بسرعة"لا لقوانين الطوارئ"أو"الحرية لمعتقلي الرأي"،ثم يتابع سيره وهو يشيح بوجهه متقززاً وكأنما شم رائحة فساء!!.
الاعتصام الأخير لناشطي المعارضة وحقوق الانسان وأهالي معتقلي منتدى"الأتاسي"،والذي تم بجوار حديقة"السبكي"،لم يشهد أية ردود أفعال مختلفة من المواطنين والمارة.
النظرات الزائغة ذاتها،عدم الاكتراث ذاته.
الغريب أن بعضاً من المشاركين بالاعتصام كان يراودهم إحساس ما،بأن هؤلاء المواطنين يكنون لهم حقداً دفيناً،وكرهاً يكاد يرتسم على الوجوه،دون أن يجد هؤلاء المعتصمون تفسيراً لاحساسهم الغريب هذا!!!!.
وحين كان أفراد الأمن ينهالون ضرباً بالهراوات على أجسادهم،كما يحدث في الغالب،كنت تشاهد عدداً قليلاً من الناس تجبر نفسها على الوقوف لتتفرج بحيادية وكأنها تشاهد نشرة أخبار.وقد أقسم لي أحد الناشطين المعروفين،بأنه شاهد البعض منهم يتثاءبون مللاً،بينما تنهال الهراوات والعصي على أجساد المتظاهرين،كما حدث أمام القصر العدلي في آذار الماضي!.
لو لم تسير السلطة بلطجيتها من اتحاد الطلبة والبعثيين أثناء اعتصام"قصر العدل".ولو لم تدفعهم لضرب المعتصمين،لتكفل المواطنون والمارة بعمل اللازم لهم!!.هذه قناعتي.

.......................................
حدثني صديق لي كان مطلوباً بتهمة الانتماء إلى أحد الأحزاب اليسارية،عن كيفية اعتقاله في نهاية الثمانينات فقال:
طلب مني رجال الأمن التوقف،لكني لم أمتثل ولذت بالفرار.عندها أطلق علي أحدهم طلقة من مسدسه فأصابت أحد المارة في ساقه.فاضطررت للتوقف.
حملتنا السيارة أنا والمصاب،لكن الغريب أنه طوال الطريق إلى المشفى لم يكفّ ذلك المواطن المصاب في ساقه عن توجيه الضربات والصفعات لي صائحاً:كله منك يابن الحرام.ياعدو الدولة!!.
قال الصديق:لم أنل من المخابرات أثناء التحقيق من الضرب،مانلته على يد هذا المواطن الطيب المسكين!!.

.....................................
في فترة"المراهقة"،كنت أعتقد بأن شعبنا يستحق حياة أفضل.وبسبب قناعتي هذه أعتقلت لمدة تقارب العشر سنوات.
حين خرجت من المعتقل في بداية التسعينات،زحفت الجماهير الشعبية في بلدتي لتهنئني على الخروج بالسلامة.قلت في نفسي:"ماأعظم هذا الشعب.فعلاً يستحق التضحية!".وفرحت.
لم تدم فرحتي طويلاً.إذ اكتشف بأن هؤلاء ماأتوا إلا ليتأكدوا من أني قد فهمت الدرس جيداً،وبأنني قد كبرت وعقلت.وبأنني لن أعود إلى مثل تلك"الولدنات"مرة ثانية!.
وإلى اليوم وحين أشكو فقري وبطالتي وجوع أسرتي بسبب حرماني من حقوقي المدنية،يسارع الناس إلى القول بشماتة:
تستحق مايجري لك.فأنت هدمت مستقبلك بيدك!.

............................
لايختلف حال الشعب السوري عن حال بقية الشعوب العربية.
فالأموات تتشابه.
كيف وصلت هذه الشعوب إلى ماهي عليه الآن؟!.
حلل واستنتج عزيزي القارئ!.
قال الشاعر:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة.....
نقول:إذا أراد....!
هل نستنتج من كلامك أخي الفاضل،أن تكف المعارضات العربية عن الوقوف بوجه أنظمتها.لأن الشعب لايريد حياة أفضل؟.
وهل هذا يعني بأن الأنظمة العربية الحالية أحسن من شعوبها؟!

بالتأكيد....بالتأكيد....

"...وظل يعيدها حتى ظننا بأنه لن يتوقف....".

...................................



#سامر_عبد_الحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الأخوان والأمن السياسي،ضاع منتدى-الأتاسي-!
- سوريا،بين الاصلاح والعبث الأمني
- أيها السوريون:احذروا الأفعى الأخوانية!!
- عن أسباب(تدليع)السلطة السورية لمعارضتها الوطنية!!
- سوريا الضائعة بين ثوابت النظام وثوابت المعارضة!
- النزعات الديموقراطية(الطفولية)عند المعارضة اليسارية السورية
- المعارضة السورية والشائعات المغرضة
- الدرس اللبناني والمعارضة السورية
- لاأحد يريد الاصلاح في سوريا!


المزيد.....




- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...
- سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامر عبد الحميد - الشعوب العربية العظيمة...ليست عظيمة!