فاروق سلوم
الحوار المتمدن-العدد: 1210 - 2005 / 5 / 27 - 12:27
المحور:
الادب والفن
يوقظني كلب المنزل كل صباح
ويدبّ صغاري مثل وحوش جائعة
وضوار تقطع درب طريدتها..
المثقـلة الخطوات
والمرأة في جلباب الزوجة
تحفر اسماء الأحلام على حجر السنوات
ثمة للكلب الروسي طقوس..
وفطور وطريقة اكل مثل اباطرة وملوك
ولأطفال الدار حكايا ..حول الدمية باربي
والكلبة تينا ..وحقيبة مدرسة الحي ..ماما ايمن
وحذاء الطفلة ذو السلسلة الفضّية
الضائع تحت السلّم ..
يصرخ طفلي المتمرد في السنة الثانية الآن..
يتحدى يطرق باب الدار ليخرج ينتظر السيارة
ليودع طفلة منزلنا ذات الشعر الذهبي
وهي تغيب على عجل في جوف السيارة
وسط ضجيج الأطفال المندسّين
كحشر من نـمل الطرقات
يأتي صوت التفجير الأول
نهرع نحو السطح ..دخان ..وصوت العرابات تولول
..ياساتر يارب الأيام
ورب الناس الكواكين ..على مسطر عمال
او مقهى الشاي على ركن الشارع في الباب الشرجيّ..
..نعود وينغلق الباب وندعوا
ان لاتنطفىء القوة في الأسلاك
كي ننظر في الحاسوب الى وجه العالم
نقرأ افكارا ورسائل تبكي من نأي وغياب
ندعو ان لايسرق مستطرق هذا الصبح اسلاك الهاتف
كي تمضي الأنترنيت الينا الساعة
نتأمّل ان لاتتفجر عبوة هذا الصبح
على ناصية الشارع
كي لايرتج المنزل او تتقطّع في الأسلاك
خطوط الرحمة في يوم من أيام التفخيخ الوطني..
يأتي صوت التفجير الثاني والثالث
..لا هذي تفجيرات التدريب
يردد جاري وهو يجوز مجاز البيت..ليسمعنا
نجلس حول الطاولة الصغرى
المرأة صامتة ..والشاي يوشوش في الأبريق
وثمة رائحة ( الجبنة بالفورنو )..
..هيا لنغيّر إيقاع اليوم
لنبدأ نحكي عن افضل مافي الأيام
الخبز .. العافية .. الستر
تضحك..سيدة المنزل وهي تعدد
سنوات دراستها
والأطروحة فوق الرف..
وإطار شهادتها ..والصورة وسط أساتذة
ووجوه ..وبقايا أسماء
تضحك من حـزن وكـآبة
..كيف يجيء الشادور الى رفقتها
ويدب الخوف ..يدبّ التكفير
الرجم ..الخطف اليأس
تغّير نغمة جلستنا برنين ملاعق أقدح الشاي
تغـيّر مجزرة الروح ..ترسم ضحكة يوم آخر
..الدراجة تأخذني في طرقات مثل دروب النار الوحشية
كي احمل من مكتبة الحي جريدة يوم محموم
واعود أغيّر درب العودة
اختار طريق الجمعية..اوهوه ..عدس التموينية يخلق مشكلة
وتضج الجمعية بالمحتشدين
فأدور ..اغيّر درب العودة كي لاتتفجر في وجهي
قنبلة اليوم ..واموت
من دون قراءة صحف اليوم
على سكان المنزل !!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بغداد
#فاروق_سلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟