أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاميران حرسان - استيقاظ- للشاعر الايسلندي: سنوري يارتارسون














المزيد.....

استيقاظ- للشاعر الايسلندي: سنوري يارتارسون


كاميران حرسان

الحوار المتمدن-العدد: 4228 - 2013 / 9 / 27 - 08:52
المحور: الادب والفن
    


استيقاظ
للشاعر الايسلندي: سنوري يارتارسون


ألوانٌ, ألوانٌ مستمرةٌ, مركّزة, فاقعةٌ ومستفيضةٌ. ألوان ٌمن الطيفِ, في المخيلةِ, في الأرضِ, في العشبِ, في النبعِ,في الثمرِ والسماء. مكتوبةٌ على مساحاتٍ محدودة من الورقِ على حاشية الروح, كلماتٌ جملٌ وتأملاتٌ من أفقٍ أزرقٍ تصفُ فيروزاً زمرداً, كهرماناً وشجناً, يُطلُّ من أبراجٍ عاجيةٍ, من أوتارٍ تغزلُ تصوفاً, تخلدُ إليها سلالمُ الرمزِ ومجازاتُ اللغةِ, صوتٌ تطيرُ من هندسةِ أصدائهِ, فقاقيعُ اللون, تجربةٌ رسمت على الأفقِ ظلالاً ملونة.
قُدّرَ لسنوري يارتارسون أن يكون واحداً من أولئك الشعراء القلائلِ الذين رسموا ولونوا بالكلماتِ, ليتماهى السطّرُ مع المدى وليتداخلَ الشكلُ مع المفهوم, مع الرمزِ في لوحةٍ بديعةٍ, مضمونُها الشعرُ وغايتُها التأملُ.
خلافَ روايته المكتوبةِ بالنرويجية عام 1934 لاقت أشعارهُ اهتماماً واستحساناً في الأوساط الأدبيةِ بين النقادِ والقراءِ على حدٍّ سواء.
مجموعتهُ الشعريةُ الأولى "كفايدي" صدرت في عام 1944, تلتّها ثلاثُ مجموعاتٍ شعريةٍ أخرى, آخرها صدرَ عام 1979 بعنوان " عتمةُ الخريفِ فوقي" والتي حازت عام1981 على جائزة هيئة دولِ الشمالِ الأدبية .
تتسمُ طريقةُ التعبيرِ عند يارتارسون بالكثافةِ والتركيز. الكلماتُ قليلةٌ والجملُ مضغوطة , تنأى بنفسها عن شرحٍ أو تعليقٍ أو توضيحٍ يخدشُ قيمةً في النصِ و تماسكاً. فالصورُ بكل ما فيها من بساطةٍ, لا تصوغُ سوى قصائدَ عصيةٍ, متمنعة. تنمو وتتسعُ حلقاتُ فتـنتها ومعانيها في فضاءات القارئ وخياله.
جانبٌ هامٌ آخر في تجربة سنوري يارتارسون الشعرية قصائدهُ عن الطبيعة. إذ هي تُعتبرُ أجملَ ما كتب, انسجاماً وتوازناً. تبرزُ كواحاتٍ في صحارٍ جرداء, من رملٍ تلوحُ كنقيضٍ للفسادِ والفوضى في المجتمع. تصف حالةً مثاليةً من حالاتِ الوجود , كذلك كينونةً متوردة, مدونةً بأسلوبٍ يُضمرُ بكلِّ ما فيه من بساطةٍ تعقيداً, أبعادٌ شتى تغدو بمثابةِ بواباتٍ مختلفةٍ, يَلجُ منها القارئ عالم القصيدة .
قبلَ أن يُنشر ديوانه الأول عام 1944 أقام سنوري لعدة سنوات خارج أيسلندا, في الدانمارك أولاً والنرويج لاحقاً. إقامتهُ الجبريةُ في إحدى المصحات الدانماركية و الاحتلال الإنكليزي لبلدهِ إثر اندلاعِ الحرب العالميةِ الثانية, تركا أثراً بالغاً في نفسهِ, مما أسهمَ في تأجيج عواطفهِ الوطنيةِ التي لم تكن مجردَ شكلٍ من الحماسةِ وحسب أو مجردَ عاطفةٍ تبردُ حينما تنتهي من خطابها وإنما كانت أناشيداً سطَّرها على وهجِ الخلودِ, وجوداً أسمى, كياناً متكاملاً من الأحاسيس والرؤى, هماً يتوافدُ إلى فؤادهِ داعياً إيّاه إلى الفرحِ والتفاؤلِ بوطنٍ يحيا فيه بصفاءٍ لا يتركهُ , يسايرُ صمتهُ, يبكي انكساراتِهِ, مُتقاسماً معهُ كلَّ وجودٍ, عاشقاً أكاليلَ غاره, شهدهُ, سماءَهُ, ماءَهُ وترابهُ. معانقاً فيه كلَّ لونٍ, أريجٍ أو ذاكرة, كلَّ حلمٍ يجني منه حضناً, بيتاً يلجأ إليه, يحتمي بجدرانه, يطلّ من نوافذهِ على الأمل, على الحياة, ينبعُ من زجاجهِ نورٌ وتتراءى مروجٌ وفراشات, بياضٌ يشغلُ حيزاً كبيراً من سوادِ اللحظةِ, يتلمّس طريقاً يؤنسُ في عالمٍ غريبٍ وموحشٍ, عالمٌ تكتظُّ الدموعُ في عتمته, كذلكَ النجوم, لا تتركه ولا يتركها, تحيا فيه, معهُ في قصيدةٍ تلوَ أخرى, هويةٌ تربطه بالبلد أيسلندا.
*
" استيقاظ "
من سريري تنسلُّ أناملٌ رماديةٌ لصباحٍ غريبٍ
لم يرها أحدٌ,
تتلمّسُ بنعومةٍ بوابة الحلمِ الموصدة
رافعةً بحماسةٍ ويسرٍ البرقوقَ من الباب الثقيلِ,
كمَثلِ جناحِ طائرٍ صغيرٍ
ليسَ بمقدورهِ الطيرانُ, يُحركهُ الشوقُ.
وداخلاً إلى بهاء العالمِ السفلي لحلمٍ
يبلغُ صدى الخوفِ والأسئلة
من عهودٍ قُطعت ومن ذكرياتٍ مريرةٍ تُـلقى
مساءً في النارِ في إيمانٍ جديدٍ
في طرقٍ صيفيةٍ مديدة, لم يسافر عليها أحدٌ
إلى الأرضِ الطيبةِ خلف التلالِ والمراعي,
السبعةِ التلال,
في نشوة النصر أديتُ مراراً قسمي؛
ها تبحثُ الآن كائناتٌ شاحبةٌ, باردة, وصامتة,
عن ينبوع شبابك الذي يستدعي, يناجي
بجوارِ قبرِ الفتى
لم ينعم براحةٍ بل استفاق على عجلٍ
على وقعِ سنابكَ أحصنةٍ حمراء في الغابة الخضراء,
على نبضاتِ دمٍ وجمالِ مبسَمِ محبوبٍ,
قُبلةُ الريحِ العطرة للبلدِ الجديدِ,
أمواجٌ دافئةٌ تترقرقُ عند الكوثل,
عبر بابٍ مُشرَعٍ تمضي أعباءُ الواجبِ
فلِكي أحققَ ما اقترنت به حياتي,
بعيدَ رغباتي, سحركِ الأبيض.
انصرفْ عني أيها الخوفُ! ابتعدْ, أيها الشكُ الشاحبُ!
من بحرٍِ يعجُّ بالوردِ
تنهضُ نيرانُ صباحٍ من آبارِ الوهج.
تقديم وترجمة: كاميران حرسان



#كاميران_حرسان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاميران حرسان - استيقاظ- للشاعر الايسلندي: سنوري يارتارسون