وسام الفقعاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4223 - 2013 / 9 / 22 - 22:21
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
ليس صنماً نعبده ... وليس دين ننشده... وليس "غيتو" نُعممه... الماركسية يصلح أن نقول أنها نظرية علمية، في النظر للكون والطبيعة والتاريخ والمجتمع وتناقضاته، وفي ذات الوقت منهجية عمل، وطريقة تفكير، وأداة تحليل، لذلك فهي لا تكتفي بتشخيص وتفسير الواقع بل العمل على تغييره، من هنا كانت ثوريتها، لذا استرشدت بها العديد من حركات التحرر العالمية والعربية/ الفلسطينية، ومنها من حقق انتصارات وانجازات وتجارب مُثبتة على نظم الحكم الملكية والديكتاتورية، وفي مواجهة الاستعمار والإمبريالية العالمية، وفي الصراع الوطني ضد الاحتلال ووجوده (روسيا القيصرية، والصين، وفيتنام، وكوبا، وكوريا الشمالية، وفنزويلا، واليمن، والعراق، والسودان، ومصر، وفلسطين...الخ)، وعليه استحقت بجدارة لقب "النظرية الثورية".
فالماركسية مركزها "العقل" في الواقع "فالوعي انعكاس للواقع الموضوعي"، وإعلاء شأن العقل لو دققنا جيداً وفكرنا في ذاتنا ملياً، وسألنا بموضوعية: هل يوجد سلطان على عقولنا إلا عقولنا ذاتها؟! هل يوجد قَيّم على عقولنا غير عقولنا؟! إلا أؤلئك الذين سمحوا "لاستباحة" عقولهم من قبل أناس مثلهم لا يفرقون عنهم بشيء...!!!، وبالتالي "سُلبوا" إرادتهم، وحق التعبير عن ذاتهم، وأخذت تلك "الاستباحة" أبعاداً أيديولوجية مختلفة باسم "الدين". إلى جانب أن الماركسية مركزها العقل، فإنها تَنُشد الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، من خلال مجتمع لا يسوده الظلم والقهر والاستغلال والفقر والسُحق والحرمان والسيطرة على "فائض قيمة" الطبقات المُستغَلة من قِبل الطبقات المُستغِلة، وإذا أمعنا ودققنا النظر في واقعنا العربي ومنه الفلسطيني، سنجد أن أغلب الطبقات المُستغِلة في معظم البلدان العربية أَخضَعت شعوبها ودولها ليس لنهبها فقط، بل جعلتها مستباحة لنهب الدول الاستعمارية والإمبريالية الأمريكية – الأوربية، ونسجت علاقات وطيدة مع العدو الصهيوني، على حساب الحقوق والقضية العربية - الفلسطينية، التي في معظمها تعتمد "الدين" مرجعية لمملكتها أو إمارتها أو "جمهوريتها". لذا تكالبت كل تلك القوى "الاستعمار والإمبريالية والصهيونية والأنظمة العربية وتوابعها" على الماركسية وأحزابها، التي هي في جوهرها حرب ضد حركات التحرر الوطني والديمقراطي.
لقد عبر لينين بوضوح ودقة عن جوهر ونسبية الماركسية قائلا: "إننا لا نعتبر نظرية ماركس كشيء كامل " Acheve" ومقدس، بل على العكس نحن مقتنعون أن ماركس وضع فقط أحجار الزاوية للعلم الذي يجب على الاشتراكيين أن يقدموه في كل الاتجاهات حتى لا يتأخروا عن تطور الحياة".
هنا تأتي أهمية قراءة الماركسية في ضوء أوضاعنا العربية المختلفة عنها في كل من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وحتى الاتحاد السوفيتي سابقاً، بحيث نعيد إنتاجها في ظل تطورات الواقع وتغيراته ومستجداته في بيئتنا العربية، "لأن القيمة الحقيقية لاسترشادنا وتبنينا النظرية الماركسية، يتوقف على مدى قدرتنا على فلسطنتها وتعريبها" كما يقول الدكتور جورج حبش.
#وسام_الفقعاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟