أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جهاد علاونه - ما أجمل إله المسيحيينْ!














المزيد.....

ما أجمل إله المسيحيينْ!


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4216 - 2013 / 9 / 15 - 22:20
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


إله المسيحيين يعجبني جدا,فهو معي حاضرا في وجداني أينما ذهبتُ وأينما جلستُ وأينما نمت وأينما صحوت,وحين يستبدُ بي الشوق إلى المقامات الرفيعة ألجئ إليك يا إلهي في اللحظات الأخيرة لأني أعرف أنك معي ودائما في صفي حتى وإن انتقدتك في بعض المواقف,وحتى وإن أضعتك في الطريق أشعر دائما بأنك تبحثُ عني حتى تجدني وتنور دربي,أنت لست ماكرا ولا مخادعا ولا مزهوا بنفسه, وأنت لست قاتلا ولا تحب اللون الأحمر وترفض إراقة الدماء وترفض قطع الرؤوس, وحين كفرتُ بك وكان هذا عدة مرات, كنت أشعر بأنك مسالم جدا وتدافع عني وتجد وتخلق لي الكثير من الأعذار,ولا تقاتل من لا يعبدك ولا تقطع يد من يكفر بك أو من يسرق رغيفا من الخبز,أنت إله تستحق أن تعبد ولك معي كثيرا من المواقف التي أحسد عليها, فمن هو الذي أخرجني من حزني وبؤسي إلا أنت؟ ومن هو الذي أعادني للحياة إلا أنت! ومن هو الذي توسد معي وسادتي إلا أنت! ومن هو الذي أنقذني من نفسي إلا أنت!,فإن لم يكن أنت فمن يكون هو! وإن لم تكن أنت صديقي فمن هو صديقي! أنا ليس لي أصدقاء إلا أنت,وليس لي إخوان إلا أنت, وليس لي رفاق إلا أنت, وأبي مات منذ كنت طفلا صغيرا وكنت وما زلت تحل محل أبي, تضع يدك على رأسي وتملئ معدتي بالماء وبالطعام.

حين يعتريني الحزن تظهر لي فجأة في الطريق,وحين أضع رأسي على وسادتي تظهر لي ملوحا من مكان قريب لتقول لي:نم قرير العين فأنا قريبٌ منك,أشكرك يا هذا الإله الذي يحترم نفسه ويحترم أبناءه,أنت أبي وأنا ابنك ودائما ما أشعرُ بأنني ابنك وليس عبدك, فمن يوم أن عرفتك ودعت تاريخ العبيد والعبودية وصرتُ إنسانا آخر,من يوم عرفتك وأنا أشعرُ بأنني شخصٌ آخر, من يوم مددت لي يدك وأنا أشعرُ بأنني شخصٌ آخر,ومن يوم عرفتك ودعتُ أيام الجوع وأيام العطش وبدأت معك عصرا ذهبيا,يالك من إله تستحق أن تكون أبا عن جداره وأستحقُ أن أكون واحدا من أبنائك,أنت رفيقي الوحيد في هذا الدرب البعيد,وأنت يتزامن دوما حضورك في دمائي مع تزامن الشمس والهواء في كياني,ودائما حضورك يعجبني ودائما ما يكون الحديث معك شيقا,والنقاش معك جيدا,حتى الخصامُ معك جيدا, ذلك أنك رحيمٌ حتى بكل الذين يتشككون في وجودك,أما من ناحيتي فقد اعتدتُ عليك وعلى حضورك في روحي وفي دمي وفي مائي الذي أشربه وفي هوائي الذي أتنفسه.

أنت تحبني كثيرا وتحب أن تراني أركب الموجة العالية لتشعرني أنك معي كلما أحسستُ بالخطر,وحين يجرفني التيار معه وخلفي حبات الرمل والحصى,أرفعُ إليك يدي وأستسلم لك,وحين تأخذني الأحلام بعيدا وتطير بي إلى أعالي السماء أعرف بأنك أنت وحدك من يقدر على إرجاعي إلى الأرض,إن قصة عشقنا لبعض ليست وليدة الصدف,وإن قصتنا حبنا لبعض ليست من اليوم بل هي منذ الأزل,منذ أن كنا سوية في عالم الروح وما وراء الميتافيزيقيا, وحين تستبدُ الأيام بي أعرف بأنك تقف لها بالمرصاد لكي تتوقف عن قهري وإذلالي,أنت وحدك من يعرفني وكل الناس تجهلني فلا أحد غيرك يعرف ما بي ولا أحد غيرك يعرف أحلامي وتطلعاتي حين أمد بصري إلى السماء.

بالأمس كنت حاضرا معي وعلى أهبة الاستعداد للدفاع عني في كل المواقف,كنتُ أدرك حجم المشكلة ولكن إيماني الوحيد بك يجعلني أستسلمُ إليك وأنهض من غفوتي لأسطر ملحمة جديدة.وكل الناس لا يعرفون متى بدأت ومتى سأنتهي ولا أحد يعرف خطتي غيرك أنت,أنا خطتي أن أسيطر على المشاعر وعلى القلوب ولا أهتم بالسيطرة على العالم وعلى السياسات والهيمنة على الدول والأفراد والمجتمعات,أنا أريد منك أن تساعدني في أن أسيطر على حواسي كلها وأن أجعلها دوما حاضرة معك, أريد منك فقط أن تمد لي يدك أو إصبعك وأنا أغرق في مشاعري وأحزاني وأفراحي,أريد منك أن تنتشلني وأن تنقذني من هواجسي ومن رغباتي,أريد منك أن تبقى دوما معي حتى وإن تخليت عنك, فكم تخليت عنك وفي نفس الوقت كنت ترفض أن تتخلى عني,كنت ترفضُ أن تدوسني أو أن تنساني كما نسيتك عدة مرات,ما أجملك من إله دوما تحافظ على صحتي وسلامتي النفسية والعاطفية والجسدية.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض الناس أفضل من الأنبياء والرسل
- الإسلام سبب تخلفنا
- صكوك الغفران أو الإحساس بالذنب
- حيرة الإنسان
- لا شيء يعجبني
- الدولة الدينية والدولة العلمانية
- هؤلاء هم العرب
- الثالوث المقدس
- صدمة لغوية:الحج هو الحك
- أسئلة الغطارفة
- خاطرة المساء
- الإنسان سينقرض
- لا أندم على خسارتي وإنما أندم على كسبي
- مهمة خالد الكلالدة
- ابتسامة الموناليزا
- أوهام السعادة
- الشهادات الجامعية في العلوم الإسلامية
- الإسلام والعقل والعلم والمنطق
- طريقة صنع نبيذ العنب
- موازنة الأردن


المزيد.....




- الداخلية الكويتية تنشر فيديو -كبس- مركبات قادها مستهترون عرض ...
- -لطم على خده-.. تفاعل على تصرف برلماني لبناني عند حديث نائب ...
- إسرائيل.. 9 مصابين بإطلاق نار قرب مستوطنة أرئيل
- أيرلندا تصوت في انتخابات برلمانية حاسمة في ظل أزمة الإسكان و ...
- محادثات بين إيران و-الترويكا- الأوروبية في اختبار للدبلوماسي ...
- هاليفي ينتقد كاتس ويلمح إلى الاستقالة
- ماليزيا تتأهب تحسبا لأسوأ فيضان منذ 10 سنوات (فيديوهات)
- بينهم محكوم بالإعدام.. مقتل 6 ملاحقين في تبادل لإطلاق النار ...
- عسكري بريطاني: فشل الاستخبارات الأمريكية مع -أوريشنيك- مثير ...
- إصلاح كابلي اتصالات في قاع بحر البلطيق بعد انقطاع غامض


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جهاد علاونه - ما أجمل إله المسيحيينْ!