أماني فؤاد
الحوار المتمدن-العدد: 4196 - 2013 / 8 / 26 - 17:37
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
تجمع شباب مصر وقاد الشعب بكل طبقاته وطوائفه، أطلق شرارة الثورة، وصبر صامداً إلى أن انهارات سلطة الفساد والقمع، أراد الثورة مثابرة نقية وفتية، لا تقبل التنازلات، انتصرت الإرادة الحرة وسقط الحكم الاستبدادى بكل أذنابه الوصولية. الآن دعونا نستثمر هذه الإرادة، وروح هذه الثورة لنستولد منها ثورات اجتماعية وثقافية متعددة نخطوا بها إلى المستقبل.
شكَّل الشباب دمية تمثل الطاغية وقام بشنقها فوق منصة إعدام، ومثلما انتقل الأمر من الرمز إلى الواقع، جاءت اللحظة الآن – وفيما سيأتى من الأيام – لتتسع رؤاكم ولتنطلق العديد من الثورات بعيدة المدى، أمامكم دمى كثيرة سيطرت على الحياة والإنسان المصرى، دمى باتت تستحق الإقصاء، إقصاء كل القيم السلبية التى لصقت بالشخصية والواقع المصرى نتيجة لتراكم القمع والديكتاتورية لأكثر من ستين عاماً، منذ أن خرج علينا ما سمى "بالمستبد العادل" الذى مثل الأب والدولة والقانون والمؤسسات والأحزاب.
أمامكم دمى مثل الفساد والرشوة والانتهازية أو الحيادية التى كانت نتاج تجريف الشخصية المصرية وتفريغها من التفكير والنقد والإبداع، فبات يطلق على المصريين أنهم شعب غير منتج، شعب غير قادر على المواكبة، وتراجع دوره الطليعى والتنويرى فى المنطقة العربية والعالم.
دمى أخرى تستحق الإعدام من قبيل: فوضى الشارع المصرى والارتباك المرورى، العشوائيات بكل قنابلها الموقوتة، التلوث وافتقاد الجمال، هذا المد الأصولى الذى أودى بالوسطية السمحة التى كنا نحياها فى السابق، جفاف الحياة الحزبية والسياسية والمشاركة بإيجابية فى كل شئون الوطن.
علينا إيجاد حلول علمية وواقعية لنحقق نمو الاستثمارات والعدالة الاجتماعية فى ذات الوقت، فلنتكاتف لنغادر مواقع الدمى التى أقصيت لعقود طويلة مفعولاً بها لنصبح الفاعلين، صانعى الثورات بأبعادها المختلفة السياسية والاجتماعية الاقتصادية والثقافية، دعونا نراجع تطورات الثورة ونتائجها لتظل روحها نصب أعيننا نستمد منها عقولنا روح التمرد والاستنفار الدائم.
قوة وطهارة البداية تدفع بداخلى الأمل للمراحل الأصعب التى علينا أن نجتازها معاً لتحترق كل الدمى الكريهة التى أشاعت القبح فى السابق.
#أماني_فؤاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟