|
زعيم مملكة الشعب
خالد غميرو
الحوار المتمدن-العدد: 4196 - 2013 / 8 / 26 - 00:38
المحور:
كتابات ساخرة
بعد مرور أسبوع تقريبا في إنتظار أن أسمع أو قرأ لأي متتبع سيتحدث عن هذا الكتاب، استغربت كثيرا من عدم الإنتباه لمثل هذا الكتاب السياسي التاريخي، رغم اني كنت أعرف ان إنتظاري هذا لا جدوى منه، لإن هناك قاعدة في بلدنا تقول: أننا لا ننتبه للكتب المهمة والغير مهمة، الصفراء أو الحمراء أو حتى السوداء في وقت صدورها فما بالك أن يمر عليها سنة او شهر او حتى أُسبوع، لذلك قررت ان أثير الإنتباه لهذا الكتاب التاريخي، وأقدم لكم هذه القراءة في الكتاب وفي ماجاء فيه، وبيني وبينكم لو إستطعت أن أفعل في الكتاب وما فيه أكثر من القراءة لفعلته... عند قراءة "الإستهلال" الذي بدأ به هدا الكتاب الجميل، الذي لم يسبق لي ان رأيت كتاب في بلدنا طُبع بهذه الجودة والألوان الكثيرة، والأوراق الخفيفة الملساء، و الصفحات التي تنقلب لك بمجرد ان تنوي قلبها، شعرت كأنني أقرأ عن زعيم وبطل سياسي خرافي، لا يمكن أن يوجد سوى في أحلامنا وخيالاتنا، وتخيلت أن هتلر أو نابليون، أو حتى لينين و جيفارة لو قرأو هذا الكتاب، وعرفوا هذا الزعيم الذي يتحدث الكتاب في كل فصوله عن إنجازاته وبطولاته ومبادراته، لإحمر وجههم خجلا، وإعترفوا أنهم لا يعرفون شيئا لا عن الزعامة ولا عن السياسة العلمية والفكر العميق، لهذا أقول لهم وأنا أحمل هذا الكتاب بكل فخر وإعتزاز، تعالوا لتتعلموا من قائد ثورتنا الهادئة والإستتنائية في بلدنا الإستتنائي... ربما تظنون أنني أهذي أو أتحدث عن شيء لا وجود له سوى في خيالي أو احلامي المريضة، لكن ولكي أقطع ظنكم السيء هذا ، "سآتيكم بالخبر اليقين" و أنقل إليكم بعض مما جاء في هذا الكتاب و في وصفه لزعيمنا، الذي اتحدى سويسرا أن تنجب زعيما وقائدا مثله: " ليس هناك من يعرف طرق ومسالك المدن والقرى المغربية، أكثر ممن جال ربوع البلاد، شمالها وجنوبها، شرقها وغربها، من دون كلل. وليس هناك من يزعم انه أكثر قربا إلى الواقع المغربي، من قائد إستلهم نبضات الشارع، في فرحها وتململها، في تجلياتها وسكناتها، ثم حولها إلى برنامج عمل، لا يقتفي النظريات المفرطة في التجريد والخيال، وإنما يستقي خيارات العمل من عمق المعاينة والتأمل والتحليل" لقد تجاوز قائدنا هذا كل النظريات، حتى النظرية التي تتحدث عن "التحليل الملموس للواقع الملموس"، والتي غالبا ما يتشدق بها المعارضون، أقول لكم يجب أن تبلعوا ألسنتكم فقائدنا لم يترك لكم مجالا للحديث، "فنحن أمام تجربة فريدة في أسلوب ومنهجية الحكم". بعيدا عن السياق وما يخبئه الواقع، وكل تلك الأكاديب التي يروجها بعض السياسين والكتاب، عن الفقر والجوع، والكرامة والحرية وحقوق الإنسان... فإن لا أحد قرأ الكتاب يستطيع ان ينكر أنه إستتنائي لزعيم تاريخي، ويمكن لأي مهاجر مغربي في كل بقاع العالم، ان يتسلح به بالإضافة لجواز سفره، ليشهره في وجه كل متطاول على تجربتنا الإستتنائية، وعهدنا الديمقراطي، وأقترح أيضا على جيشنا أن يعتمد هذا الكتاب كقدائف يقصف بها كل أعدءنا، او من تسول لهم نفسهم الحديث عن تجربتنا بسوء، أو يقدف به حتى أمريكا و فرنسا إن حاولتا ان تهيمن على سياسة وإقتصاد بلدنا، وأنا متأكد من أنه سيكون له أثر أكبر من الصواريخ التي تطلقها طائرات "f16" الحربية. ولكي يصبح هدا الكتاب كاملا، لي بعض الملاحظات التي أريد ان ألوم عليها كاتب أو كتاب هذا الكتاب، و أنأ متأكد أن هذه الهفوات قد سقطت سهوا، لكني سأثير الإنتباه إليها لكي لا تتكرر مرة اخرى وهي كالآتي: - أولا : الصفحات الأولى التي كتب عليها "الإستهلال"، كانت يجب أن تكون بغير اللون الأسود والأحمر، لأن هذان اللونين، يرمزان إلى الشياطين والعفاريت والجحيم أحيانا، ويمكن أن يستغلهم أي جاحد ومتواطئ للسخرية من كتابنا وزعيمنا. - ثانيا : الكلمة الغريبة الغير مفهومة التي جاءت في البداية، وهي كلمة "إستهلال"، والذي قد يُفهم منها أنها تعني تهليلا ووصفا مبالغ فيه (أستغفر الله)، لهذا من الأفضل لو كانت جاءت مكانها عبارة تقديم أو ديباجة. - ثالثا : جاء في الصفحة 20 في الحديث عن الآليات التي إعتمدت لإخراج دستور العهد الجديد: "لكن ما أضفى على عمل الآليتين معا طابع الحوار الشامل الذي لا يستتني أي فاعل سياسي ولا يقصي أي طرف إلى من إختار معاكسة التيار..."، في هذا الصدد أقترح أن تزال هذه العبارة الأخيرة لأنه لا يوجد لدينا من يعاكس التيار، وحتى إن وجدوا لا يجب الإعتراف بهم، وإعطاءهم أهمية في هذا الكتاب. - رابعا: يجب تغيير كل ما جاء في الصفحة 34 وأقترح أن يكون العنوان الآتي: "زعيم واحد أحد"وأن يحذف كل شيء وتترك فقط الجملة التي تقول: "إنطبع العهد الجديد بخصائص متميزة، يشكل الإستقرر السياسي أحد معالمها البارزة." وعلتي في ذلك ان لا احد يجب أنه يعرف تاريخنا وعواصفه، المهم هو حاضرنا ومستقبلنا مع قائدنا. - خامسا: يجب تغيير تعبير "النهج الديمقراطي" الذي في الصفحة 69 لأنه إسم لحزب سياسي يسير عكس التيار، ويمكن إستبداله بتعبير"الطريق الديموقراطي" أو "اللعب الديموقراطي". - سادسا : أتى ذكرحركة الشباب ويمكن ان يكون هنا المقصود هي حركة 20 فبراير، على أنها صوت الشباب وصراخهم ونبض معاناتهم، في نظري يجب أن يحذف هدا الهراء كله، لأن يتناقض مع ما جاء في بداية "الإستهلال"، فزعيمنا فقط هو نبظ الشارع ويعرف الواقع جيدا بناءا على جولاته وتحليلاته، ولا ينتظر من شباب عديمي الخبرة والتحليل لكي يسمعوه صوت معاناتهم، فهو يعرف كل شيء.. - سابعا: أريد أن اثير إنتباه زعيمنا ، رغم أني لست في الدرجة التي تسمح لي بإثارة الإنتباه، اينسى زيارة بعض القرى النائية التي لا توجد على الخريطة، وأن ينتبه موكبه للطرق إن وجدها، وان لاينسى التعريف بنفسه لسكان هذه القرى، لأنها قد تعتقد أنه سائح من كوكب آخر... - ثامنا: أعتقد انه يجب تغيير عنوان الكتاب لأنه عنوان لا يتناسب مع مضمونه، وأقترح أن يكون"زعيم مملكة الشعب" بدل "مملكة الشعب". في النهاية و لكي لا انسى ملاحظة لا علاقة لها بموضوع الكتاب، أن الكتاب كان يوزع مجانا مع جريدة مديرها من المفترض أنه قضى سنة في السجن "كمعتقل رأي"، وهذه قضية ثتير الإستغراب، وقد تسيء للكتاب أيضا،إلا إذا كان مدير الجريدة يكفر عن سيئاته، وأنه ندم على "معاكسته للتيار" يوما، ومن هنا أقول له أكمل جميلك واقدفنا بكتاب آخر مثل هذا على الأقل كل شهر مجانا، رغم ما يقال عن الكتب المجانية أنها تثير الشكوك، وأرجوا أن يأتيني ولو عرض واحد من العروض الكثيرة التي لا تريد أن تقبلها، لكي أطير وراء الأيادي التي تلوح من بعيد، لكي لا ازاحمك في "ما يستحق الحياة في هذه البلاد"
#خالد_غميرو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دي كوورة يا عم !!
-
ثورية اليسار و فروسية الدون كيشوت !!
-
الحلم أمريكي...الكابوس إرهابي !!
-
لكي لا ننسى ما نسيناه !! -سبق الميم ترتاح-
-
ماذا عن الديمقراطية؟؟
-
التحرر الجنسي...تكتيك أم إستراتيجية؟؟ -رد على حالة إفتراضية-
-
إنها -ثورة-... !!
-
-يكفينا الوحدة التي نحسها.-
-
الحب و-الثورة-
-
مع القلم تستمر الحكاية...
-
كلام مختصر عن السياسة !!
-
لنناضل جميعا، من أجل إغلاق البرلمان !!
-
قضية إغتصاب...!! سنتابع يومنا في جميع الأحوال...
-
لكننا شفينا الآن... !!
-
...يريد إسقاط الفساد؟؟ (إلى روح حركة 20 فبراير)
-
انقلاب شعبي
-
- الديمقراطية السياسية-، وتغيير النظام الاقتصادي والاجتماعي
...
-
قصة قصيرة بين الحذاء والحذاء
-
مستشفى بدون طبيب
-
صوت المطر-قصة قصيرة
المزيد.....
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
-
صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
-
إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م
...
-
مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|