أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - الجماعات الدينية بين الإكراه والاختيار














المزيد.....

الجماعات الدينية بين الإكراه والاختيار


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4195 - 2013 / 8 / 25 - 21:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل عندما نفعل الشئ نكون قد فعلناه دون إرادة؟..قد ينطبق هذا السؤال على الفعل بالإكراه لا بالقصد والاختيار، فمعلوم أن الفاعل المختار حر الإرادة والقصد لديه معلوم، أما الفاعل بالجبر أو بالإكراه لا يملك من القصد ما يمكنه من الاختيار، فهو مأمور أن يفعل، ولكن لا ينفي ذلك الإرادة لديه، فمُحال أن يُقال للفاعل اقتل نفسك فيقتل، ولكن يجوز أن يقال له اقتل فلان-وهو غير راضٍ- فيقتل، هنا كانت الإرادة حرة، ولو لم يُرِد القتل ما قَتَل..هذا ينطبق على الفاعل بالعموم فهو حر الإرادة ولا يمكن له أن يفعل إلا بعد تقييم جوانب الأمن والمصالح.

تزعم الجماعات الدينية أنها مسلوبة الإرادة إذا تعلق الفعل بالمقدس أو بما يفهمونه من صحيح الدين، وهذا كذبُ بواح فكما قلنا أن الفاعل لا يمكن أن يكون مسلوب الإرادة، ولكن يمكن أن يكون مسلوب الاختيار..وهنا الفارق، أنهم لا يُميّزون بين الإرادة والاختيار..فيجوزون قتل "المرتد" ورجم الزاني وجز رقاب الناس بدعوى تطبيق الشريعة وأن لا إرادة لديهم في ذلك..والصحيح أنه لو لم يَطِب هذا الفعل لديهم ما فعلوه، فهم يفعلونه عن إرادة كاملة وحرة.

أذكر أنني كنت في السابق أشاركهم هذا الانطباع وأرى في الشريعة أمراً للكافة، وأنه لو طلبت منا الشريعة قتل أبانا سنقتله..هكذا دون تقييم للموقف أو دراسته للوصول إلى اليقين وصحيح الدين دون لبس، ولا أرى من يزعمون نُصرتهم للشريعة يلتزمون هذا المعيار، بل لديهم نصوص ثابتة ومُحكمة يقتلون من خلالها حتى أقرب الأقربين..وذلك في تحدٍ صريح لمشاعر الإنسان وبُغيته في تواصل الأرحام، وينطبق ذلك على من قَطَع رحمه بدعوى نُصرة الحق والشريعة، وهو يجهل معاني الرحمة في عقله ولا يشعرها في قلبه..لو رأيته ستعلم أنه أقرب لفعل العقوق من غيره، حينها تعلم أن ما لديه ليس حقاً وأنه مشحون بشعارات جوفاء وسطحية لا مكان لها في الواقع، يرفعها أصحاب النفوذ وطلاب المنافع..يدفعون بها البُسطاء للمقدمة كي يكونوا كبش فداء أو سلعة يتاجرون بها لكسب مزيد من الأنصار.

لو كانوا يعلمون حقيقة أفعالهم ما فعلوها، ولعلموا أنهم كائنات حرة غير منزوعة الإرادة ولا يجب لها أن تكون، فيجب عليهم دراسة المفاهيم والأحكام من جديد، ومراعاة الظروف الإنسانية والتغيرات الاجتماعية والسياسية والعقلية في التعامل مع البشر، فالمبادئ قد تقتل نفسها في جسد الإنسان ووجدانه، وهي غير مرحب بها إذا كان الفعل الصادر عنها يملأه الخراب والدمار..وأكثر الحروب كانت بدعوى المبادئ، ولم يفطن أولئك الناس إلى أن الفاعل لا يملك الحق المطلق كي ينشره بين الناس، ففاقد الشئ لا يُعطيه..هنا كان اتجاهُ قد بَزَغ في عقول المفكرين بأنه لا مشكلة إلا وكان للنفس حظُ منها ومسئولية مباشرة أو غير مباشرة تقع عليها، ولا يستقيم محاسبة الناس قبل محاسبة النفس عليها.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سليمان القانوني وصبغة صفوت حجازي
- الدولة الإخوانية عمرها 500 عام!
- قناة الجزيرة ودورها في صناعة الإرهاب..
- لماذا لم أكن أرتاح للشيخ محمد حسان؟
- دين الله لا يحمله كذاب
- عقدة الاضطهاد عند الإخوان(3)
- عقدة الاضطهاد عند الإخوان(2)
- عقدة الاضطهاد عند الإخوان
- الإخوان والأمن القومي المصري دونت ميكس
- الأزمة الثقافية بعد رحيل الإخوان عن السُلطة
- درس في عدل عمر بن عبدالعزيز
- رسالة في ثنائية الإلحاد والسلفية
- رسالة في التفكير
- رسالة في الإعلام
- رسالة في السنة المُجردة
- رسالة في السياسة
- رسالة في الموسيقى
- رسالة في ثنائية القرآن والسنة
- رسالة في الخبر المتواتر
- الجيش في سيناء ولكن ليس لإسرائيل!


المزيد.....




- أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج ...
- استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
- “فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - الجماعات الدينية بين الإكراه والاختيار