أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسن عطا الرضيع - اقتصاد الأنفاق : اقتصاد مدمر ومشوه رغم حله لمشكلة انسانية














المزيد.....

اقتصاد الأنفاق : اقتصاد مدمر ومشوه رغم حله لمشكلة انسانية


حسن عطا الرضيع
باحث في الشأن الاقتصادي وكاتب محتوى نقدي ساخر

(Hasan Atta Al Radee)


الحوار المتمدن-العدد: 4194 - 2013 / 8 / 24 - 22:10
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


اقتصاد الانفاق : اقتصاد مدمر ومشوه رغم حله لمشكلة انسانية
شهد الاقتصاد الفلسطيني لتحولات كثيرة وخصوصا بعد اندلاع انتفاضة الاقصى الفلسطينية عام 2000 وهي الفترة التي شهدت تراجعا في الاداء الاقتصادي بسبب سياسات الاغلاق والحصار والمصادرة المستمرة للأراضي ومصادر المياه والسيطرة على كافة مقومات الاقتصاد وعدم التزامها بالاتفاقيات الموقعة, ولقطاع غزة حالة خاصة حيث تعرض للعديد من الازمات الخانقة وأهمها توقف عشرات الالاف من العمال عن العمل نهائيا عام 2004 و
نتيجة للحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة مع بداية العام 2006 و بعد فوز حركة حماس بانتخابات المجلس التشريعي في 25 يناير 2006 وتشكيلها للحكومة بدأ البحث عن بديل اخر للمعابر بسبب سياسات الاحتلال المتمثلة بالاغلاق المستمر للمعابر ومنع دخول مواد البناء والتشييد _ حيث أغلقت اسرائيل 5 معابر مع غزة بعد سيطرة حماس على مجريات الامور بغزة واعتمدت فقط على فتح معبرين هما كرم أبو سالم التجاري ومعبر ايرز لتنقل الافراد_ ومدخلات انتاجية اخرى تستخدم في عملية الانتاج والتي كانت سببا في اغلاق مئات المنشات الصناعية والتجارية والخدماتية ونقص كبير في السلع الاساسية والضرورية حيث تقلص عدد السلع المسموح بدخولها لغزة من 9000 سلعة فقط ل 30 سلعة وخلال فترة 2006-2008 شهد القطاع ازمة حقيقية وجاء البديل الأسوء على اقتصانا المحلي وهي الانفاق ومع بداية العام 2007 بدا حفر الانفاق وتزايدت حدتها بعد عام 2008 لتصل لقرابة 1200 نفقا وقد يتساءل البعض هل هذه الظاهرة صحيحة اما كارثة وهل تعتبر ضرورة وطنية ملحة اما كارثة اقتصادية بايعاد اجتماعية خطيرة بدأنا فعليا نتدارك خطورتها بعد موجة الارتفاع الجنوني في الاسعار وخصوصا الاراضي والعقارات والتي كانت نتيجة لعمليات غسيل الاموال حيث ان العائدات التي يحصل عليها تجار الانفاق لم تستثمر في قطاعات الاقتصاد الحقيقي وهي القطاعات المنتجة التي تضيف قيم حقيقية وتحل من مشكلة البطالة وتوفر منتجات ممكن احلالها محل الواردات من الخارج ولكن جاء الشكل الخاطئ للاستثمار حيث ركز اصحاب الانفاق على عمليات لتؤظيف الاموال بدلا من استثمارها من خلال توظيفها في قنوات غير منتجة تمتلث في عمليات شراء وبيع الاراضي والعقارات ومعار ض السيارات والمولات الاستهلاكية الكبيرة والفنادق وبعض مؤسسات التمويل والصرافة وغيرها ويعود ذلك لحداثة هذه الفئة في ممارسة الانشطة الاقتصادية والتي كانت سببا لخلق طبقة جديدة ثرية لم توجد مسبقا نسميها طبقة الاثرياء الجدد او اباطرة وامراء الانفاق حيث اشارت دراسة لجريدة الاقتصادية بغزة انه تم توظيف 2600 مليون دولار في مشروعات غير منتجة وان تلك الطبقة تكونت من 600 مليونير جديدة اي بواقع 3.5 مليون دولار للواحد وهذا يؤكد تشوه هذه الظاهرة وخطورتها حيث لم تستطيع علاج الفقر والبطالة وزادت من حدة التفاوت الموجود في الشرائح الاجتماعية وعلى الرغم من قدرتها على توفير سلع اساسية وضرورية للقطاع الا انها لم تشكل مبدا الاقتصا د المقاوم وغيرها وانحرفت عن مسارها التى وجدت من اجله فلم تصل السلع باسعار قريبة من جمهورية مصر الشقيقة بل وصلت لاسعار عالية قد تصل الى 300% وايضا السلع ردئية وغير جيدة ولم يتم دخول مدخلات انتاجية او الالات والمعدات واقتصرت على السلع الاساسية والوقود وغيرها , استطاعت تلك الانفاق حل لمشكلة 15000 عامل برفح وحدت من مشكلة البطالة وفي المقابل اوجدت وضعا جديدا وهو سيطرة العشرات على الاقتصاد واساءت في استخدام تلك الاموال فمن الملاحظ انه يخرج عائدات الموظفين وودائع سكان القطاع على شكل دولار عبر الانفاق تحت الارض ليأتي مقابلها فقط سلع دون اي استفادة حقيقية يشعر بها المواطن وعالعكس عانى المواطن من اسوء وضع له وخصوصا ارتفاع اسعار الشقق والاراضي وخدمات الايجار حيث اصبح الحصول على شقة مساحتها 100 متر ضرب من ضروب الخيال ووصلت الى اسعار تضاهي مدن بالولايات المتحدة الامريكية وتصل بحي الرمال بغزة الى 130 الف دولار ويصل متوسط المتر بشكل عام 300 دولار وهذا يعكس تكلفة غير حقيقية ؟! هذه الحالة قد تنقلب وغزة مقبلة على ازمة حقيقة وستنخفض اسعار العقارات والاراضي خلال شهور ولكن بنسب محدودة وسيبقى السعر يفوق سعر 2010 ويقل عن سعر 2012 , اما الاثار الاجتماعية المترتبة على الانفاق فهي زيادة حدة التفاوت وارتفاع الفقر وارتفاع حصيلة ضحايا الانفاق وعددهم 233 والمخدرات والحبوب المخدرة وحبوب السعادة والتفكك الاسري والقتل وسيادة نظام الاقتصاد الطفيلي الريعي غير المنتج وغياب اي سمة من سمات الاقتصاد الحقيقي لسوق استهلاكي وتحويل غزة لسوق استهلاكي فقط ليؤكد فشل النظام الاقتصادي القائم وهذا يدعو مجددا لاعادة النظر في السياسات الاقتصادية المتبعة من قبل الحكومة المقالة بغزة وضرورة الاعتماد على مبدا الاقتصاد الحقيقي عبر بناء وتشييد اقتصاد منتج واعطاء دورا اكبر للقطاع العام حيث عرفت الدول المتقدمة على فلسفة القطاع العام وكذلك البحث عن العمق العربي والاستفادة من تجارب بعض اقتصاديات الدول كدول جنوب شرقي اسيا وبعض الاقتصاديات الناشئة القريبة من الحالة الفلسطينية واشتقاق بعض الدوروس من الماضي لاننا ما زلنا منذ اتفاقية باريس الموقعة بين منظمة التحرير واسرائيل 1994 لم نستطيع ولو لدقيقة واحدة الاعتماد على الذات .



#حسن_عطا_الرضيع (هاشتاغ)       Hasan_Atta_Al_Radee#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصكوك وشهادة شاهد من أهلها
- الأزمة الاقتصادية الراهنة بمصر إلى أين ؟!
- الحكومة الجديدة ما بين انهاء الانقسام وموجة ارتفاع الاسعار و ...
- الاقتصاد الفلسطيني ما بين الأوهام والتبعية وسنغافورة الجديدة ...
- العولمة وأثارها الاقتصادية و الاجتماعية في الدول النامية
- رفع ضريبة القيمة المضافة تكريسا للتبعية الاقتصادية في الاراض ...
- سكان العشوائيات بقطاع غزة ما بين لهيب الاسعار والفقر والمطال ...
- علمني الصيد ولا تعطيني كل يوم سمكه
- في عيد العمال العالمي : 25 مليون عاطل عن العمل في الدول العر ...
- واقع البحث العلمي في العالم العربي
- ارتفاع الضرائب غير المباشرة سياسة لتعويم الفقر في الأراضي ال ...


المزيد.....




- قفزة مفاجئة في سعر الذهب الان.. تحديث غير متوقع
- أزمة قطاع العقارات في إسرائيل تنعكس على القطاع المصرفي
- دوام عمل كامل من 32 ساعة أسبوعيًا.. إنتاجية وحياة شخصية واجت ...
- أوروبا والصين تقتربان من اتفاق بشأن رسوم واردات السيارات الك ...
- موديز ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتص ...
- ماسك: الولايات المتحدة تتحرك بسرعة نحو الإفلاس
- دروس من نساء رائدات في قطاع البنوك والخدمات المالية
- ترامب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة
- الركود يهدد القطاع الخاص البريطاني بسبب زيادة الضرائب
- المغرب والصين يسعيان لعلاقات اقتصادية وتجارية متطورة


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - حسن عطا الرضيع - اقتصاد الأنفاق : اقتصاد مدمر ومشوه رغم حله لمشكلة انسانية