علاء الصفار
الحوار المتمدن-العدد: 4194 - 2013 / 8 / 24 - 14:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لهاث برجوازية طفيلية من دولة عسكر و أخوان. و بعضُ تنظيرٌ بائس
خرج الشعب المصري بجموعه الغاضبة و لأشهر و اسقط النظام الدكتاتوري لحسني مبارك. كانت الشعارات واضحة على صعيد أمر المطالبة بإسقاط السلطة, وبصرخات مدوية ارحل و الشعب يريد إسقاط النظام و الشعب يريد الحرية و الكرامة. أطلق على الحراك الشعبي كلمة مطاطية بعيدة عن مصطلحات اليسار الثوري و الشيوعيين,ب الربيع العربي, الخالي من أي تحديد لشكل الصراع الطبقي في مصر و حراك الشعب الجبار, أي جرى طمس كبير لأمر التوجه الشعبي الطبقي ضد السلطة البرجوازية الدكتاتورية للعسكر, و بنزعته الثورية في الانتفاض العارم للملايين و رغبتها في التحرر السياسي الثوري الشامل.
فراح البعضُ اليساري و الليبرالي يُصرح أن الثورة في مصر جاءت من اجل الكرامة و الحرية, أي أن الثورة ليست لها أبعاد و أهداف طبقية تمثل الجموع الغفيرة الفقيرة الجائعة من كسبة الشوارع و الفلاحين و الطلبة و الشباب المُهمش بملايينه المُنظمة على صفحات الكومبيوتر و لا دخل لعمال المصانع الأحرار المضطهدين و ظروف عملهم المجحفة في مصر الاضطهاد الطبقي المرير, و أزمات السكن و العمل و الفساد و الاجحاف الطبقي. هكذا كان تنظير هؤلاء السادة المثقفين اليساريين و الليبراليين أن الشعب المصري يحز فيه فقط أمر الحرية السياسية, و كأنه الشعب المصري كان شعبٌ شبعان و مرفهٌ اقتصاديا, كما في أي دولة أوربية متطورة.
فراح هؤلاء اليساريين ينظرون في خطل الفكر الماركسي و أمر الصراع الطبقي كأكبر محرك لتاريخ الشعوب, بل أن الكرامة و الحرية صارت هي المحرك للشعب المصري. فلا أحد يُذكر بأن الجموع التي خرجت كان قسمها الأوسع من كان يحزُ فيهم الفقر و الحيف الطبقي في دولة القمع الطبقي و الفكري و الفساد الإداري و نهب المال العام. لا أحد يُذكر بساكني المقابر و بيوت الصفيح, و لا بالطلبة المتخرجين الذين بلا عمل و لا أحد يتحدث عن العمال العاطلين عن العمل و لسنين, لا احد يذكر أمر الاضطهاد التي صار يتصاعد في المجتمع و المترافق مع الفقر المُدقع و القمع الفكري المصحوب بالعنف و السجون و مع استفحال الفساد للدولة و سيادة الرئيس وعائلته ومحاولة تسليم البيعة للابن جمال, و ليضرب النظام أوسع الطبقات الشعبية و الطلبة و المثقفين الأحرار و من ثم ليهين المرأة كأضعف حلقة في سُلم دولة العسكر الدكتاتورية المُتهرئة.
سقط نظام حسني مبارك البغيض, و في سقوطه انهار الخوف و حاجز الصمت و الخنوع, و كان تجري فصول التعرية السياسية و الطبقية للقوى و الشخصيات السياسية التي كانت تغامر لاعتلاء السلطة من أحشاء السلطة ( الفلول ), فساوم الأخوان مع العسكر في بداية الأمر إذ لم يعو أبعاد الحراك الشعبي, ثم هناك معرفة و خبرة لدى قادته المشبوهين, إذ أن الأخوان قوة رجعية عميلة و لها مصالح طبقية برجوازية, أي أن الأخوان على مر التاريخ كانوا على علاقة مع الرجعية العربية و الاستعمار الانكليزي, ومن ثم تحولوا إلى جبهة الامبريالية الأمريكية و العمالة لإسرائيل, فبهذا كان حركة الأخوان ليس فقط حركة رجعية بل حركة برجوازية رجعية ارتبطت مع الرجعية السعودية وقفت ضد ثورة ناصر التحررية, و لا بد من أن تقف ضد حراك الشعب العارم الحديث.
تماسك الأخوان أكثر فأكثر بعد صعود أنور السادات و دعمهم لهم, صاحب مشروع التطبيع مع إسرائيل و سياسة الوفاق الدولي و التحالف مع أمريكا و العداء للاتحاد السوفيتي و التقارب مع الرجعية العربية في الخليج و السعودية, فبهذا استطاع السادات الانقضاض على كل المنجزات الثورية و التقدمية سواء الاقتصادية أم السياسية و الاجتماعية.
فهكذا تاريخ كالح للإخوان لا يمكن إلا أن ينتج دولة سافلة و منحطة, لذا خرج الشعب المصري البطل بجموعه الشعبية الفقيرة و نسائه و طلبته وعماله الأحرار العاطلين و العاملين لاجتثاث دولة الأخوان, ليس لأنها رجعية و متخلفة فقط بل لأنها لَم تعي الحراك الشعبي لا و بل استهترت بكل الملايين الشعبية التي أطاحت بالنظام العسكري الدكتاتوري, الذي عمل على الاضطهاد الطبقي لكادحي الشعب و لطلبته الأحرار و شباب و طبقة عمال مصر المليونية.
أي أن الأخوان كان قد كشف الوجه و القناع الأشد رجعية في اضطهاد طبقي للطبقة العاملة المصرية و طلبته و نسائه شبابه الأحرار, منظمي التمرد و الاعتصام على صفحات الكومبيوتر و اليو توب. أن كل هذا التاريخ المشرف للشعب المصري كان يحمل في طياته وعي طبقي أصيل, تجسد في خروج الأحرار من عمال و طلبة و فقراء و كسبة الشوارع على دولة عسكر مدججة بالسلاح فشلها و أسقطها.
ثم ليُصعق الشعب المصري دولة الأخوان و رئيسها المنتخب الذي استهتر بالشعب الذي انتخبه, ليسحق على شرعية النظام و شرعية الرئيس بأقدام الملايين. الشرعية الأصيلة للشعب المصري الثائر, فبهذا جسد الشعب المصري كلمة ديمقراطية بشكلها الحرفي, حكم الشعب على دولة البرجوازية الطفيلية بشقيها الدكتاتورية العسكرية و دولة المرشد الدينية الرجعية.
الشعب من هو من يعطي الشرعية و هو من له الحق في سحبها و بشكلها الثوري و مرتين و ثلاث. و هذا هو الدرس الجديد الذي بات يذهل المنطقة و العالم و هكذا بدأ العالم يجر الآذان للشعب المصري كما يقال!
تساقط الكثير من الرموز المصرية في فترة إسقاط دولة الأخوان, و كان أبرزها سقوط شخصية محمد البرادعي و هو يعكس تخلف اليسار و زيف الليبراليين لا و بل خيانته للشعب الثائر و في أحلك ظروف الثورة. أن أخطر ظرف يمر على الثورة المصرية و خاصة بعد نضوجها في الشارع, عبر الاشتباك مع سلطة حسني مبارك و إسقاطها ثم ليس إسقاطها لدولة دينية رجعية بل لتهزم أكبر حزب برجوازي ديني رجعي وعميل للامبريالية الأمريكية معادي للشعب المصري و كل الأحرار في مصر و العالم العربي.
من كل ما تقدم نرى إصرار الشعب المصري العنيد بجموع الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و كل فئات الشباب و الطلبة الأحرار في المضي بالثورة نحو تحقيق أهدافها الطبقية الثورية, التي يرفض الكثير و من البداية الاعتراف, و من يوم تسميتها باسم بالربيع العربي الشفاف و العاطفي, الخالي من أي مغزى في الصراع طبقي في مصر.
أن نزول الشعب و لسنتين لا يمكن أن يكون ترف و مزحة و مغامرة يسارية من اجل الحرية فقط, أن الشعب المصري بجموع الطبقة العاملة المصرية الضخمة له ثقل طبقي و له زخم و إرادة الاستمرار المتأتية من استمرار تلاعب سفلة البرجوازية الصغيرة المتطفلة على الشعب المصري صانع الثروة الحقيقيين, إذ وعى الشعب الكادح بشكل كبير لفساد الدولة البرجوازية و الطبقة الحاكمة و أحزابها القمعية التي كانت توجه سياطها أولا وقبل كل الشيء إلى الطبقة العاملة و فقراء الفلاحين و ساكني بيوت الصفيح و المقابر. لم نرى للآن شعب أوربي كافح و يكافح من اجل الحرية كما الشعب الفقير في مصر الذي أذلته دولة العسكر البرجوازية و دولة أخوان برجوازية دينية رجعية, و بملامحها القروسطية البربرية.
أن الأزمة الحالية في مصر و التي يرفض العسكر و الأخوان تقبلها, هي أزمة طبقية عميقة أساساً و أن الشعب المصري كان قد خرج على نظام العسكر, ممثل الطبقة البرجوازية المصرية بسيدها الدكتاتور حسين مبارك, ليطالب بالتغيير الطبقي الثوري والإصلاح السياسي الحضاري والاجتماعي, بكلمة أخرى تحقيق انجازات طبقية للطبقة العاملة التي عمل نظام السادات على ابتلاعها و قام الدكتاتور حسني مبارك بالوصول بالشعب الكادح إلى اشد درجات الفقر والانحطاط الحضاري, بدولة نهب و فساد سافل مستهترة بكل شرائح الشعب و فئاته الفقيرة و على رأسها الشباب المثقف الثوري و الطلبة الأحرار صانعي و مروجي التمرد الثوري ونواة التنوير الديمقراطي في المجتمع المصري.
أي أن الوضع في مصر هو أزمة اقتصادية لنظام برجوازي عسكري متخلف, قام الأخوان الرجعي بالسيطرة على السلطة عبر صناديق الاقتراع و في محاولة سافلة حاولوا تضييع الأمر الطبقي و عدم الإجابة على مطاليب الطبقة العاملة في الحياة الخالية من الحيف الطبقي و التي عبر عنها الشعب المصري بكلمة الشعب يريد الكرامة. أن الأزمة الاقتصادية في مصر, هي شكل انعكاس الأزمة الاقتصادية في الغرب و أمريكا, أي كما يحدث اليوم في اسبانيا و اليونان. و لكن في مصر أن شكل الجوع لجداً رهيب, أي أن الصراع في مصر هو صراع طبقي أصيل و من الدرجة الأولى.
للأسف يركز العض اليساري و أشباه الشيوعيين وبعض الماركسيين الملكيين على الصراع بين العسكر و الأخوان ,و مع من نكون و كما تطرحه إذاعة منتيكارلو( إذاعة الكلامور و الستيزن) و صوت أمريكا في إسرائيل!
لقد انقسم المؤمنين بالديمقراطية الأمريكية إلى شرخين أحدهم ديمقراطي حمبلي يتنكر لصناديق الاقتراع و الشعب بعد انتهاء الانتخابات و آخر ديمقراطي أخوان أوباما غربي منافق, وهكذا انجر بعض اليسار و الليبراليين إلى معمعة الاجترار لعلف الترف الفكري و بعيدا عن الصراع الطبقي في مصر و أزمة الدولة البرجوازية المصرية المركبة و المُستعصية, التي خرج الشعب ليطالب بالمصالح الطبقية المهضومة للعمال و الفلاحين و كل الطلبة الجامعيين و الخرجين و الشباب الذي تقتله العطالة.
فأمريكا و غزو العولمة للعراق و قصف اليورانيوم, و باسم إقامة الديمقراطية العصرية في العراق, قامت بمراقبة الوضع في مصر و دولة العسكر المتهرئة لذا نصحت عميلها حسني مبارك بالتنحي, و باركت سريعا صعود الأخوان, بزيارة هالري كلنتون لمباركة العميل الجديد محمد مرسي. فعلى مدى عام من استهتار الأخوان لَم يعي أو يأبه الغرب ولا أمريكا بالشعب المصري على يد البرجوازية الدينية المتخلفة في مصر و مسخرتها التاريخية, وهذا شيء ينبغي تقبله إذ أن مصر ليس محافظة أمريكية!!!
الذي جرى أن الشعب المصري, قام بتصحيح اختياره, فوعى إلى الأخطار التي يسوقها نظام الأخوان الديني الرجعي فهو بدلا من أن يحقق شيء للشعب الفقير و الطبقة العاملة و الطلبة و النساء بكلمة قوى الثورة التي أطاحت بالدولة الدكتاتورية, راح الأخوان يعملون بشكل سافل, ليس على هضم الحقوق الطبقية للعمال و الفلاحين و الطلبة و المثقفين الثوريين, و بعدم البحث في ظروف العمال و الكادحين و ظرف الطلبة و الأحرار و خاصة الموقف من النساء, و الذي كان وصمت عار الأخوان حيث تم الهجوم على المرأة بشكل بربري, من اجل أشاعت أجواء الرعب و باسم الدين, أي لتأشير حقيقة دامغة أن السلطة الحالية, سلطة الأخوان, سلطة حديد و نار وتركيع للشعب. لا سلطة مزاح و تحقيق الانجاز للشعب العامل, فمن الهجوم على المرأة كانت بداية الهجوم على كل قوى الثورة, أي أن الأخوان كان شكل نجاح الثورة المضادة المؤقت لتصفية الحساب مع الشعب الكادح و المرأة و ابتلاع كل أشكال الحريات!
فالقرآن و الشريعة الإسلامية هي الخلفية الأساسية التي ستقوم بطمس الصراع الطبقي و ستعمل البرجوازية الدينية بتحطيم الطبقة العاملة المصرية التي تجرأت بإسقاط السلطة البرجوازية العسكرية, التي اضطرت الأخوان أخيراً الانجرار لها بالتظاهر بالقبول بصندوق الاقتراع و الديمقراطية المُزيفة الذي سيكون فقط الهدف منها للسيطرة على السلطة و العمل على استمرار اضطهاد الطبقة العاملة و الطلبة و النساء و سوقهم إلى الاستسلام, فهكذا تلعب الثورة المضادة لعبتها وتناور مرة بيد الإخوان و أخرى بيد العسكر.
لذا فما أن بدأ استيعاب الصدمة, صدمة خروج 30 مليون مصري هَزَمَ مشروع الدولة السافلة للإخوان حتى بدأ الحديث عن المعايير الديمقراطية و قياساتها الغربية و الأمريكية, و كيف تلبيسها على رؤوس المصريين و بملايينه الضخمة. لقد أعترف العالم أجمع أن خروج الشعب هو تعبير رفض لدولة بربرية لا تختلف عن دولة طالبان في أفغانستان.
لكن أن هجوم الدبابة الأمريكية كان قد أخذ الشرعية الدولية للهجوم على أفغانستان, و أن الشعب المصري بهجومه على الدولة البرجوازية الدينية دولة القرون الوسطى كان يتطلب إذن الأمريكان مهندسي الديمقراطية في العراق!!
أقول, أن الشرعية التي منحها الشعب للإخوان كانت تختلف عن الشرعية التي حصل عليها الرئيس بوش الابن التي حدث فيها الخطأ اللألكتروني أو تختلف عن شرعية فضيحة وترغيت لانتخابات ريتشارد نيكسون. أن انتخاب الرئيس محمد مرسي جاء على خلفية الحراك الثوري للشعب المصري الذي أطاح بسلطة دكتاتورية عسكرية ممثل البرجوازية المصرية, تصور الأخوان أن الشعب خلاص سيكون تحت جور سلطتهم الدينية و بإسم الشريعة الإسلامية. فهكذا هي الأعراف الإسلامية في سقيفة بني ساعدة, و هكذا هي الأعراف الدولية, و هكذا هي فضائح الدولة الديمقراطية الأمريكية من ريتشارد نيكسون فإلى جورج بوش الرب و الابن!
أن الحراك الشعبي هو الشكل الأمثل و الأعلى للشرعية فهو القوة التي أسقطت البرجوازية العسكرية و الدينية. لكن ما يحدث و يجري النقاش و الدس و النفاق اليوم. هو أن العسكر يهجم على رجال سلطة الأخوان و يصفي جيوب الإرهاب في ساحة العدوية و غيرها. و من هنا يجري محاكمة الحراك و التمرد الشعبي الثوري, و البكاء على صندوق الاقتراع و مصرع الديمقراطية الأمريكية في مصر للطعن بالثورة المصرية التي يبدو سوف لا تهمد أبداً.
أن الصراع الذي يجري بين العسكر و الأخوان هو صراع الطبقة البرجوازية الطفيلية في مصر من اجل تمرير الثورة المضادة و لضمان عدم أنفلات السلطة من براثن البرجوازية المصرية. لكن اثبت الشعب المصري الكادح أنه التلميذ المتعلم و الأدهى في ميادين التمرد و الذي يحاول النجاح بالثورة, بتعبير آخر لتحقيق المصالح للطبقات و الفئات المُضطهدة من عمال و طلبة و شباب مثقفين ثوريين, الذين رفضوا النكوص عن الحصول على الحقوق الطبقية فهزوا الميادين و الشوارع و أسقطوا دولة المرشد البرجوازية الأشد رجعية.
من هنا نستطيع أن نستشف أمر مهم أن لا ثورة بدون عنف و دماء, وأن البرجوازية المصرية العسكرية و حزب الأخوان القريب للسلطة البرجوازية العسكرية طبقيا لا يتورعوا عن حمل السلاح من اجل ضرب قوى الشعب الثورية, و من ناحية ثانية أن صراع دموي دب ويدب اليوم بشكل واضح بين أجنحة الطبقة البرجوازية ذاتها. أي أن نقص الثورة المصرية الواضح و قوى الثورة الحقيقية هو أمر التنظيم السياسي القوي و القوة المسلحة الضاربة, لتكون ثورة ( كومونة القاهرة) واضحة المعالم في العصر الحديث.
و هذا هو المطب و الضياعٌ لبعضُ اليسار و الماركسي في دوامة الصراع الطبقي في مصر, فالثورة المضادة كانت حاضرة و من الساعات الأولى للحراك. فالبرجوازية الدينية كانت تساوم ( تُقَود, تُعَرص) مع دولة البرجوازية العسكرية, و من اجل المصالح العليا للبرجوازية المصرية, فتم تتويج الأخوان لصرح الدولة و تمت الصفقات الإقليمية والدولية, و تصور الأخوان و الغرب و الأمريكان, خلاص انتهت الحدودة. لكن الصراع الشعبي في مصر لا زال في عنفوانه فالأزمة الرأسمالية نكزت و انغرست في مصر المرتبطة بالغرب و أمريكا و أزمتها الاقتصادية. و أن ظروف الطبقة العاملة تسوء و حالة الطلبة و العاطلين على حالها البائس و حال المرأة يتدهور و الجوع يسود و كلنا يعرف أن الجوع أبو الكفار!
من كل هذا نستطيع أن نخرج أن البرجوازية المصرية بدولة العسكر الدكتاتورية, كانت قد جعلت من أمر الديمقراطية أزمة سرطانية مستفحلة مؤجلة, فجاءت دولة الأخوان و بظهرها عنجهية دعم دول الخليج و الوهابية السعودية و بدعم الامبريالية الأمريكية في زمن حرب العولمة أرادوا طمس أزمة الديمقراطية نهائيا لا بل و ضرب الديمقراطية و عينك عينك و بشكل بربري, كما جرى ضربها في أفغانستان و العراق.
لكن قدم لنا الشعب المصري فصول و أجزاء في الكفاح الثوري و في زمن خواء اليسار و بربرية الإسلام السياسي و ترعرع دول الخليج الأمريكي والوهابية السلفية في السعودية المدججة بالدبابة الأمريكية و البترو_دولار. فقام الشعب المصري بتدمير دولة المرشد و المرسي البرجوازية الدينية الرجعية و مع هزيمة شنعاء لحزب الإخوان. فرأينا كيف أطاح الشعب المصري بالإخوان في عز سلطتهم و نشوتهم و استهتارهم بالأحرار من عمال و طلبة و مثقفين ثوريين و نساء مناضلات.
أن الوضع في مصر سيستمر في التأزم و أن العسكر و الأخوان سيعرضون فقط ما في جعبتهم من محاولات ثورة مضادة للبرجوازية المصرية المتهرئة وبلا أي حلول اقتصادية جذرية لصالح قوى الثورة الشعبية الطبقة العاملة و الطلبة و الشباب المثقف الثوري الطامح للديمقراطية الحق, و مع العجز الشامل على حل أزمة الديمقراطية في مصر.
و سيعمل كل الأحرار في مصر على تعرية رموز وأشباح اليسار المساوم من على شاكلة البرادعي و جميع الأقلام البائسة و الدائرة في لغط الثورة المضادة في شرعية الانتخاب و شرعية الرئيس محمد مرسي و لا شرعية تدخل العسكر!
حركة الشعب من تمرد و عصيان ستكون طريق لإنجاب يسار ثوري و أحزاب اشتراكية أصيلة. فعلى الأقلام اليسارية الحالية و خاصة الشيوعيين يقع الكثير من المهام في فضح ألاعيب الثورة المضادة, و ليتجلى ذلك بعدم الزعيق حول التدخل الإقليمي أو الأمريكي, أو شرعية تدخل العسكر أو عدمه أم شرعية الخروج على الرئيس المنتخب أم لا.
ففي التاريخ العربي يكمن الكثير من الزيف السياسي, فمن سقيفة بني ساعدة إلى رفع المصاحف في معركة يزيد ابن معاوية, وإلى فضائح الانتخابات الغربية و فضيحة وترغيت لريتشارد نيكسون وفضيحة جورج بوش الأبن اللاكترونية, و من ثم حربة على العراق و الخالية من الغطاء الشرعي و بأكذوبة أسلحة الدمار الشامل و الديمقراطية للشعب العراقي الحبيب.
أن أهم ما يحدث في مصر هو محاكمة سلطة الدولة البرجوازية و تعريت جرائمها و فضح أحزابها وممثليها من عسكر و أخوان, ثم سيعمل الشعب المصري على المضي قُدما في ضرب مواقع السلطة البرجوازية, وهو طريق عصري حديث شقه الشعب المصري, يجمع ما بين الثورة الشعبية متمثلة بجموع شعبية غير عادية ( ملايين ) تُسقط الحكومات وتهزم الأحزاب, و مع حالة تأشير بالإصرار على سماع مطالب الطبقة العاملة و الكادحين و الطلبة و النساء الأحرار. من اجل تحقيق مطالب ثورية لشغيلة اليد والفكر, من اجل إزالة دولة التمايز الطبقي المبنية على الفساد و النهب والعمل من اجل تحسين شكل السلطة السياسية وحل جذري لأزمة الديمقراطية.
و في طيات و ضمن الصراع يجري يوميا إدانة الخيانة الطبقية و الوطنية لأحزاب اليسار و الشخصيات الليبرالية التي تتساقط تحت أقدام الغول المليوني الهائج. لذا على الأقلام الحرة يقع أمر استشفاف صورة مستقبل الثورة و مدها و أهدفها الطبقية الأصيلة, و ليس الخوض في أمر شرعية الرئيس أو شرعية تدخل العسكر, أو تضخيم أمر الصراع الإقليمي أو الدولي.
نجحت الثورة الكوبية رغم أنف أمريكا و نجحت الثورة الشعبية في إيران بالإطاحة بالشاهنشاهية البغيضة. نجح الشعب المصري بإسقاط الدكتاتورية العسكرية, و نجح الشعب المصري بإسقاط دولة المرشد وهزم حزب الخوان البرابرة خميرة الشر و التخلف, و سيقوم الشعب المصري بسحق العسكر ثانية, إذا أراد السيطرة لدولة الطبقة البرجوازية برموزها الجديدة القديمة, أو بما دعي بالفلول أو الفول السوداني!
#علاء_الصفار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟