أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - ليتهم يتعظون















المزيد.....

ليتهم يتعظون


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4192 - 2013 / 8 / 22 - 16:37
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ بداية الثورة الفلسطينية المعاصرة وضع الرئيس الراحل أبو عمار أسس تحكم علاقة الثورة الفلسطينية بالعالم الخارجي وخصوصا العربي، تقوم على مبدأين أو شقين:الأول استقلالية القرار الوطني الفلسطيني واعتباره خطا احمرا لا يجوز المساس به من احد، وشقها الثاني عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية،لأنه لا يجوز أن نطلب من الآخرين أن لا يتدخلوا في شؤوننا بينما نحن نتدخل قي شؤونهم الداخلية.
بالتأكيد لم يكن من السهل الالتزام بهذين المبدأين لأن الجغرافيا وواقع شتات الفلسطينيين والوشائج الدينية والقومية ربطت الفلسطينيين بمحيطهم وأوجدت حالة من التفاعل الوجداني لا يمكن تجاهله،كما أن الواقع والممارسة أثبتا صعوبة التمسك بهذين المبدأين ، فلم يكن في مكنة الثورة الفلسطينية منع الحكومات والأحزاب العربية من التدخل في الشأن الفلسطيني باسم الأيديولوجيا القومية حينا وتحت ذريعة الحفاظ على الأمن القومي حينا آخر،كما أن التعددية داخل المنظمة ووجود فصائل ذات توجهات قومية ويسارية ومرتبطة بأنظمة عربية تمويلا وتسليحا وبعض هذه الفصائل والأحزاب كان يقودها ضباط في جيوش عربية وبعضها قاتل إلى جانب أنظمة عربية،كل ذلك كان يُعسر تطبيق مبدأي استقلالية القرار الوطني و عدم التدخل في الشؤون الداخلية العربية. بالرغم من ذلك حافظت منظمة التحرير بفضل قيادتها الحكيمة على درجة من استقلالية القرار بل دخلت المنظمة في عهد أبو عمار معارك وصراعات في فترات مختلفة مع أكثر من نظام عربي دفاعا عن استقلالية القرار الوطني ، وإن كان الخلاف مع نظام الأسد في سوريا أبرز أشكال التصادم الذي وصل للمواجهة العسكرية في لبنان منتصف السبعينيات ،إلا أن المنظمة تصادمت مع مصر السادات ومع ليبيا ومع السعودية والكويت ومع العراق والأردن ولبنان .
دفع الشعب الفلسطيني ثمنا كبيرا على شبهة أنه يتدخل في الشؤون الداخلية العربية - كما جرى عندما تم اتهام الرئيس أبو عمار بأنه يؤيد صدام حسين في احتلاله للكويت بينما الواقع أن أبو عمار كان محايدا ويريد أن يتم حل الخلاف عربيا بدون تدخل دولي تقوده واشنطن لأنه كان يعرف نتائج التدخل الخارجي وقد أثبتت الأحداث صحة موقفه - ودفع الفلسطينيون ثمنا اكبر بسبب تدخل دول عربية أو بعض الأحزاب والقوى السياسية العربية والإسلامية في شؤونهم الداخلية حيث تم توظيف الفلسطينيين ورمزية قضيتهم في صراعات الأجندة العربية والإقليمية . لكن يبدو أن بعض الفصائل والجماعات الفلسطينية اليوم لم تتعظ ولم تتعلم درسا من الماضي، كما أن بعض الأنظمة والأحزاب العربية تأبى إلا أن توظف القضية الفلسطينية في خلافاتها وصراعاتها الداخلية حتى وإن لم يكن للفلسطينيين دورا مباشرا فيما يجري في بلدانهم من مشاكل.
استحسنا تأكيد القيادة الفلسطينية اليوم على المبدأين المشار إليهما وخصوصا وان نتائج التدخل أو شبهة التدخل فيما تشهده الدول العربية من أحداث أساءت كثيرا للفلسطينيين بل ودفع فلسطينيون أرواحهم وممتلكاتهم بسبب ذلك سواء في سوريا أو مصر وقبلها في العراق وليبيا،وإن كان من الصعب على حركة حماس أن تنأى بنفسها عما يجري ما دامت فرعا لجماعة الإخوان المسلمين وإعلامها عزز هذا التداخل والتدخل ،إلا أن تصريحات بعض قيادات فتح والسلطة في الضفة تثير شبهة الانحياز للنظام الجديد في مصر ،وهذا يؤكد صعوبة الحياد حتى وإن كان مطلوبا ومستحبا ،ومزالق الانحياز حتى وإن كان غير مقصود،ففي الحالتين يدفع الفلسطينيون ثمن الانتماء الأيديولوجي والعقائدي وثمن التداخل الجغرافي والبشري،والذي يدفع الثمن هو الشعب .
لأننا نؤمن ونتمسك باستقلالية القرار الوطني ونؤمن أن لا مشروعا وطنيا بدون استقلالية القرار الوطني، فقد تحدثنا وكتبنا كثيرا عن المشروع الوطني وضرورة تحريره من الإيديولوجيات العابرة حتى ولو تسربلت بلباس الدين أو القومية أو الأممية. لم يكن موقفنا رفضا للوشائج القومية والدينية التي تربط شعبا بالأمة العربية والإسلامية ،ولا رفضا ليد العون التي تُقدم لنا بحسن نية،ولكنه ينبع من إدراكنا للحالة العربية والإسلامية غير المتفقة على رؤية وإستراتيجية واحدة حول القضية الفلسطينية،وإدراكنا لما تعرفه الشعوب العربية والإسلامية من صراعات داخلية تحاول أطرافها توظيف القضية الفلسطينية لخدمة أغراضها ولتحسين مواقعها ومواقفها في صراعاتها الداخلية ،أيضا معرفتنا أن الأنظمة العربية ليست سيدة نفسها لتقرر الدخول في مواجهة لتحرير فلسطين ، حتى وإن كانت صاحبة قرار فأوضاعها الحالية لا تؤهلها لخوض صدام مضمون النتائج ،كما أن غالبية أحزاب وجماعات الإسلام السياسي العربية باتت مخترقة من أكثر من جهة بالإضافة إلى تجاهلها للخصوصية الفلسطينية ولأولوية تحرير فلسطين، لقد أرسلت مقاتليها إلى كل أصقاع الأرض من أفغانستان وباكستان إلى كوسوفو مرورا بالعراق واليمن وسوريا وليبيا ولم يجرؤوا على إرسالهم لتحرير القدس وفلسطين التي تحتلها إسرائيل ربيبة واشنطن،أليس في ذلك شبهة ما؟.
مع ما يسمى بالربيع العربي انكشفت بسرعة غالبية جماعات الإسلام السياسي،كما كشفت حرب حزيران 1967 الواقع المزري للأنظمة والأحزاب القومية،مع فارق أن هزيمة حزيران كانت نتيجة عدوان إسرائيلي ولم تؤدي لتغيير مواقف الأحزاب والأنظمة القومية المعادية لإسرائيل والغرب حيث حاولت رد الكرامة واستعادة الأراضي المحتلة في حرب أكتوبر 1973 ، بينما جماعات الإسلام السياسي سعت للوصول إلى السلطة في تنسيق واضح مع الغرب وعلى رأسه واشنطن وفي مهادنة مع إسرائيل وعلى حساب القضية الوطنية الفلسطينية التي كانت كبش فداء (للربيع العربي).
لأن التاريخ ليس فقط تسجيل لأحداث الماضي بل دروس وعبر تستلهم ،فإنه من المفيد الرجوع للماضي حتى لا يقال إن العرب لا يتعلمون من الماضي ولا يحسنون فقه الحاضر . لقد أدت هزيمة حزيران لتعزيز الوطنية الفلسطينية ودفعت بجميع الأحزاب والقوى السياسية الفلسطينية حتى التي كانت تعتبر نفسها امتدادا لأحزاب قومية عربية - مثل منظمة الصاعقة التي كانت امتدادا لحزب البعث الحاكم في سوريا وجبهة التحرير العربية التي كانت امتدادا لحزب البعث الحاكم في العراق والجبهة الشعبية التي كان المنتسبون لها أعضاء في حركة القوميين العرب – لأن توطن نفسها ونشاطها السياسي من خلال الدخول في منظمة التحرير الفلسطينية وهذا ما تم عام 1968 /1969.بعد هذا التاريخ وعندما أصبحت منظمة التحرير تمثل الكل الفلسطيني وأصبح لها قيادة واحدة وإستراتيجية واحدة فرضت نفسها على الجميع وكسبت احترام العالم الذي اعترف بها بعد خمس سنوات فقط ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني .
لن ندخل في جدل حول الشأن الداخلي في مصر من حيث الصراع على الشرعيات،وهل ما جرى بعد 30 يونيو ثورة أم انقلاب؟ فالسياسة لا تقوم فقط على صناديق الانتخابات وعلى الشرعية بل على الأمر الواقع أيضا حتى وإن كنا غير راضين عنه ، ففي عالمنا العربي دول وأنظمة الأمر الواقع أكثر عددا من الدول والأنظمة الديمقراطية ،المهم أن هناك واقعا في مصر يقول بأن حكم الإخوان المسلمين قد انتهى وعودتهم للسلطة فد تحتاج لوقت طويل كما أن الأوضاع في تونس وليبيا قد تسير في نفس الاتجاه ، فهل ستتعظ حركة حماس وتعيد حساباتها وتعود للحضن الوطني الفلسطيني وللوطنية الفلسطينية التي فيها متسع للجميع حتى نستطيع موحدين مواجهة إسرائيل العدو المشترك الذي يسرق الأرض ويدنس المقدسات ويهين كرامة الجميع؟ .



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة المثقفون الفلسطينيون
- المشكلة ليست في المفاوضات بل فيمن يفاوض
- ثورة 30 يونيو التصحيحية تخلط الأوراق عربيا وفلسطينيا
- تحالفات غير مقدسة في الحرب على وفي سوريا
- الحاجة لإستراتيجية فلسطينية متعددة المسارات
- العرب: من مقاطعة إسرائيل إلى التطبيع المجاني معها
- لا شرعية لنظام سياسي بدون وجود معارضة
- مصالحة فلسطينية كجزء من عملية تسوية برعاية أمريكية
- واشنطن تتحدث عن سلام في فلسطين وتحشد لحرب على سوريا
- غزة لا تمنح صكوك غفران لاحد
- تغيرات الهوية في المشهد السياسي العربي وتأثيره على خياري الم ...
- العصر الذهبي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط
- ما بعد قبول استقالة سلام فياض
- اتفاقية الوصاية الأردنية على المقدسات وعلاقتها بالتسوية
- إشكالية المسألة الانتخابية في مناطق السلطة الفلسطينية في ظل ...
- انتخاب مشعل والقمة العربية والتنافس على التمثيل الفلسطيني
- مهرجان غزة : الانتفاضة الوطنية المغدورة
- متغيرات البيئة التمكينية للمصالحة الفلسطينية
- غزة تستنهض الوطنية الفلسطينية مجددا
- البيئة التمكينية والفرص المتاحة للمصالحة الفلسطينية


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - ليتهم يتعظون