عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري
(Adel Attia)
الحوار المتمدن-العدد: 4191 - 2013 / 8 / 21 - 03:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ذات يوم، أفزع أحد الطيارين أهل شيكاغو، بكتابة اسم نوع من السجائر بحروف من الدخان على صفحة السماء. كانت مساحة رقعة الكتابة حوالي نصف ميل تقريباً. توقفت المدينة كلها، وأخذ الناس جميعاً يوجهون أنظارهم نحو السماء وهم مشدوهون. أحد الصبية، وهو يشاهد الأحرف تزداد حجماً وضخامة، صاح متعجباً ومأخوذاً: "هذا هو الله!". فرد عليه زميله بإجابة مفحمة: "كلا! لو كان هو الله لما صنع إعلاناً عن السجائر..."!.
ان كان الدخان أفزع مدينة، فكم تفعل النار بوطن.. ونحن نرى جماعة صرعى داء "البوليانا"، لا يرجون خيراً في الآخر، وإنما شراًَ.. ولا يرون خطأ في ذواتهم ، وإنما صواباً مطلقاً.. وقد اضرمت جهنم في قلوبهم نار تهدر بالحقد، والخيانة، والخسة، يطلقون لهيبها ليتدفق هنا وهناك منجرفاً مندفعاً إلى الأمام في شوارعنا، وعلى كل شيء، وكل شخص، مدمراً كل ما يلاقيه في مسيرته المخيفة، ترافقه صيحات: "انها نار الله" وكأنها الصافرة التي تأذن للخوارج بالهجوم الوحشي على الابرياء، ممارسين جريمة البشرية القصوى وهي الابادة.. التي تبكي الدب.. فهو الحيوان الوحيد الذي يبكي من الألم!
قد يعتقد هؤلاء الجهنميون، أن وطنيتنا ستذوق الخوف، وانها ستذوب أمام فرنهم العظيم، لكن هيهات.. فحتى رائحة دخانه لن تمسك بتلابيبها!
وقد يظن اولئك الذين تحت سلطان الشيطان، ان ما يكتبونه بالنار على جسد الوطن ان هذا هو الله. كلا وألف كلا.. لوكان هو الله لما صنع دعاية لتصرفاتهم الشريرة!...
#عادل_عطية (هاشتاغ)
Adel_Attia#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟