|
المرأة وخيوط ارديان!/المتاهة والوعي...(3)
ماجد الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 4180 - 2013 / 8 / 10 - 17:25
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
"بدون تحرر المرأة لن تكون ثورة،وبدون ثورة لن تتحرر المرأة" -لينين-
هذا الازدواج المتناقض الذي ترزح تحته المرأة ينمو ويتجذر بالايديولوجية الدينية الرعوية الابوية السائدة والمهيمنة،والتي معيارها ورمزها للشرف هو(الانثى المغلفة)والمختومة بالشمع الاحمر كقيمة القيم العليا!!والحرمان العاطفي والجنسي كواقع معاش يدعم هذه الثقافة،وهذا الفهم كلاشعور جمعي وفردي يخضع له الجنسان معا(الرجل والمرأة) كمسلمات اجتماعية،غير قابلة للسؤال!فالمرأة لاتجد نفسها الا منظورة من زاويتين مختلفتين:فالاسرة(الاب،الاخ،الزوج،العم)،والعرف الاجتماعي العام،مكبلان بقيود التقاليد الهرمة والتي عفا عليها الزمن،يأبون ان يروا في الانثى(انثى)!فهذا يترتب عليه الممارسة والاشباع الطبيعي للغرائز البشرية،والذي هو دنس مرفوض وعار وتلويث للشرف المصان الا من خلال مؤسسة الزواج المشرعنة دينيا واجتماعيا،ومن الزاوية المقابلة نجد الرجال اللاهثون كالكلاب المنتعظة من الحرمان والجوع الجنسي الكافر!لا يريدون ان يروا منها سوى الانثى(الانثى)!نداء الطبيعة المدمر اذا لم يلبى فانه يقوض المجتمعات ببطء..الايديولوجيا الدينية البطرياركية السائدة لاترى في الممارسة الجنسية المباركة شرعيا في دائرة الاسرة ،الا وسيلة للانجاب والتكاثر وزيادة النسل،لا لللذة او المتعة الخالصة لافراد احرار كغاية وهدف طبيعي وحق انساني لايقبل السلب،وينظر للمرأة كموضوع او وعاء لاذات او كيان او طرف مشارك في النشاط الجنسي!ولا حاجة لذكر ما تحفل به مجتمعاتنا من فضائح وظواهر سرية مسكوت عنها او عرضة للتجاهل والاخفاء!!...ان مشكلة المرأة ليست مسألة جندر بحتة،كما وانها ليست ايضا من ضمن مشكلة الصراع الطبقي فقط،انها مشكلة ثقافة الرجال الذكورية ايضا.ورغم الخصوصية لقضية المرأة والتي تميزها وهي مهمة،الا انها اولا واخيرا قضية الصراع الطبقي الشامل عموديا وافقيا داخل المجتمع،فالطبقي والجندري مفهومان متلازمان ومتكاملان لاينفصلان،والنضال النسوي يجب ان يمارس على كل الجبهات والحقول،وفي وقت واحد،ولا يجوز اختزال قضية المرأة الى البعد الطبقي فقط،فوضع المرأة ليس نتيجة لذلك الصراع،بل هو احد ابرز العوامل،وان تسيد الرجل داخل مؤسسة الزواج والاسرة نتيجة لتفوقه الاقتصادي،وبمجرد حدوث المساواة الاقتصادية في الاجر والعمل،يتنفي اضطهاد المرأة وتبعيتها للرجل في كل شيء!!هذه اوهام!!فحتى لدى ارقى دعاة تحرير المرأة من مثقفين ومفكرين نجد تمييزا واضحا ضد المرأة،وان كان مستترا!!فدونية المرأة وقوامة الرجل عليها هو فيروسا خبيثا ومنتشرا يعيش في الخلايا العقلية والنفسية والثقافية دون رادع او مناعة عند الرجال وتقبلته المرأة وصار جزءا من بنيتها العقلية والسايكولوجية،ومن العسير التخلص منها.ويبقى التمهيد للحل الجذري لاشكالية بيت العنكبوت هو القيام بعملية(بروسيس) التغيير الاجتماعي الطبقي،وعبر صراع تشترك فيه المرأة مع الرجل لقلب الاوضاع الاجتماعية المتخلفة،وبدءا بالمفاهيم والقيم السلفية المتعفنة،وانتهاءا بدحر الطبقة البرجوازية الكمبرادورية الطفيلية والتابعة لمراكز الرأسمال المالي المعولم السائدة ايديولوجيا وثقافيا والمتسلطة سياسيا واجتماعيا،والتي من مصلحتها ابقاء الثقافة الذكورية-لانها ثقافتها-واحتقار المرأة وتبعيتها،ولكون اضطهاد المرأة مزدوجا فهي عبدة العبد!يجب ان يكون نضالها ايضا مزدوجا:مع الرجل العامل طبقيا،وضد الرجل البطرياركي ثقافيا وتربويا.ان تركيز النشاط النسوي كممارسة او فكرا في دائرة جنسية احادية ومقفلة عن المشاكل الاساسية في المجتمع الطبقي-(ان حرية المرأة الحقيقية هي بالنهاية حرية اجتماعية،اي دخولها المجتمع والفعل فيه)لايساعد كثيرا على تغيير وضعها بل ربما يؤدي على المدى البعيد،وبعد تطور المجتمع الى نوع من الرفض النسوي ضد الرجل،تحمل ملامح انعزالية على غرار ما نشهده في بعض الحركات النسوية(الفيمن)في اوربا وامريكا وافريقيا..ان نضال المرأة في عصرنا الراهن هو نضال شائك ومرير وطويل وعسير،ويجب ان ينصب على جبهتين:الاولى النضال ضد الامتيازات التاريخية المتعسفة والتي كرستها المجتمعات الابوية للرجل،والسعي من اجل الديمقراطية بكل معانيها،والمساواة في كل الحقوق:من سياسية وقانونية ومدنية واقتصادية،والتغيير الجذري والشامل للمناهج والسرديات المنحازة والمتبنية للفكر الغيبي والذكوري.والجبهة الثانية هي النضال مع الطبقة العاملة يدا بيد ضد المجتمع الطبقي،والكفاح ضد الاستغلال والاغتراب والهيمنة التي تستلب الجنسين معا،و من اجل عالم افضل وجديد وحر.."فقط في المجتمع الشيوعي،وبعد اختفاء الزواج الاحادي البرجوازي،واختفاء سببه الملكية الخاصة،سينشأ نمط جديد من العلاقات الحرة بين شخصين،بين الرجل والمرأة،تدوم مادام الحب وتنتهي بأنتهائه،وهكذا يتحرر الجنس نفسه من التشيؤ البضاعي،من التقاليد والاخلاق القمعية،فقط في الاشتراكية البروليتارية يسود مبدأ اللذة على مبدأ الالم..عندها تمتلك المرأة جسدها المصادر منها اليوم لتستخدمه كما يلذ لها هي لاكما يلذللرجل المالك لها"..ولكي نحقق ذلك يجب القضاء على (المنيتور)الوحش الرأسمالي العولمي المتوحش وامتصاصه لدماء الكادحين،نحتاج الى سيف ثيسيوس وخيوط ارديان!!!!!!!................................................. ................................................................................................................................................................................. ...وعلى الاخاء نلتقي.... مصادر: المرأة والاشتراكية المرأة العربية والمجتمع التقليدي المتخلف-سلوى الخماش انثى نوال السعداوي اصل العائلة والملكية الخاصة والدولة-انجلز
#ماجد_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كل عام وانتم بأنتظار الخير!!ويأس مديد!!
-
المرأة وخيوط ارديان!/المتاهة والوعي...(2)
-
المرأة وخيوط ادريان!/المتاهة والوعي...
-
الدوغما القهري/صورة دوريان جراي السياسية!!!
-
تروتسكي والثقافة/قراءة في الادب والثورة..(الاخير)
-
البروليتاريا..الحاضرة في الاذهان والغائبة عن الاعيان!!!
-
تروتسكي والثقافة/قراءة في الادب والثورة..(2)
-
تروتسكي والثقافة/قراءة في الادب والثورة..(1)
-
بورتريه ميكروسكوبي لوطن مابين القهرين!!!
-
عذراء الكومون الحمراء/لويز ميشال..ضمير الذاكرة
-
ثورة 14 تموز1958 الخالدة/تحت مشرط الهذيان والتزييف المثلوم!!
...
-
ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(الاخير)
-
ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(7)
-
فهود3تموز/المجد لانتفاضه عصية على النسيان!!
-
ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(6)
-
ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(5)
-
ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(4)
-
ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(3)
-
ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(2)
-
ماركس والتحليل النفسي/تجربة فيلهلم رايخ..نموذجا(1)
المزيد.....
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
-
زاخاروفا ترد على تصريحات بودولياك حول صاروخ -أوريشنيك-
-
خلافات داخل فريق ترامب الانتقالي تصل إلى الشتائم والاعتداء ا
...
-
الخارجية الإماراتية: نتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولد
...
-
ظهور بحيرة حمم بركانية إثر ثوران بركان جريندافيك في إيسلندا
...
-
وزارة الصحة اللبنانية تكشف حصيلة القتلى والجرحى منذ بدء -ا
...
-
-فايننشال تايمز-: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا و
...
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|