أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد نزال - انسلاخ فراشة














المزيد.....

انسلاخ فراشة


سعد نزال

الحوار المتمدن-العدد: 4180 - 2013 / 8 / 10 - 01:28
المحور: الادب والفن
    


انسلاخ فراشة
اقتربت اصابعه من الزر الموعود لكنه عاد وسحب يده, يحاول ثانية ولا تطيعه الاصابع .
فقد كل ارتباط بين عقله واصابعه وصارت كائنا غريبا عنه تتصرف كما يحلو لها ......
اخيرا طاوعته يده وبدأ بحلاقة لحيته الفاحمة اللون او هذا مابدا له اولا .
شعرمتشابك اخذ بالتساقط وبين كومة واخرى لاحظ وجود بعض الشعرات البيض التي لم ينتبه لها سابقا , لم يكن ذقنه بالقذارة التي تصورها ابدا .
-انه شعر لمّاع ونظيف ..كان يحادث نفسه مبتسما لها بالمرآة .
-لاتطيل النظر لها واسرع !!, مهمة علينا ان ننجزها غدا ,
قالها زميله وهو يراقبة منهمكا بحلاقة لحيته,
مازحه قائلا
-هل اعتقدت انها مرتعا للقمل ؟ لا ابدا فأنت نظيف , مسلم نظيف متبع لتعليمات شيخنا .
استمر بالحلاقة ولم يعر زميله اي انتباه والذي تركه وحده يستعد لعملية اسماها شيخهم ( عرس الابن الاكبر).
رغوة الصابون تكسو وجهه واصابعه تفرك الوجنتين والجبهة بقوة وكأنه ذاهب الى عرس حقيقي ..
حين اغرق وجهه بالماء وانقشعت الرغوة رفع رأسة الى المرآة وحدّق طويلا بها ,
-لم اكن اعرف اني بهذه الوسامة ! لابأس لشخص لايستعمل اي مستحضر .
الحق يقال كان وسيما فعلاببشرته المائلة للحمرة وعينيه الشهلاوتين وانفه المستدق وجبهته العريضة وفمه المستدق الميتسم بغير ابتسام .
لم ينم ليلتها ادى صلاة الفجر جماعة ودمعت عيناه وهو يسمع توجيهات شيخه ووصفه للجنة وابوابها والملائكة الساهرين عليها .
تقلّب فوق بساطه الممدد على ارض صلبة قلب مخدته عدة مرات محاولا البحث عن وجه مريح لها , كانت صلبة الوجهين .
غفا أو لا لم يعرف ذلك ولكنه قام هادئا مبسملا وادى الوضوء فصلاة الفجر اقتربت .
- اسمع يابني لا احد تتاح له هذه الفرصة فابواب السماء تفتح للشهداء وهناك سيطالعك وجوه الانياء والرسل واولهم حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ,سيقفون صفين وهم ينتظرون قدومك وسيقودك حبيبي المصطفى بيده ليقدمك الى الصحابة والتابعين والانبياء .
- شيخنا هاديء هذا اليوم وحديثه يخلو من اي تهديد.. ردد ذلك في سرّه
انفرجت كل اساريه وهو يستمع خاشعا مطمئنا ويتمتم بشيء غير مسموع قد يكون الحمدلة او الحوقلة او البسملة او كلها سواء, لا احد يعرف ذلك الا هو .
سترته لم تكن بالثقل الذي تصوره , لايعرف من حضّرها ومن اشرف على تصنيعها فهذا ليس شأنه فالشيخ دائما يكرر (( لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ))
البسوه جلبابا فضفاضا فوقها ثم ستره اخرى تختلف عن الاولى ,
-افرد ذراعيك ,,, قال له احدهم وبدا يوصل اسلاك واشياء اخرى لايعرف ماهي , ثم قيل له
-اسمع الان يبدأ العمل ,في داخل هذا الجيب الايمن هناك زر كزر مصباح الانارة عليك فتحه فقط , في الجيب الايسر زر اخر ان ضغطته ينتهي كل شيء ولن تشعر باي الم , ستشعر بحلاوة الشهادة فقط .
تحسس الزرين ,الاختلاف واضح بينهما .
عانق الجميع اولهم شيخه ومن معه بعضهم كان مبتسما والبعض الاخر برق في عينيه شيء ما.
احتضنته السيارة القديمة حيث كان السائق بانتظاره , لوّح بيده ولوّح له الجميع .
بدأت السيارة تصغر وقاربت على التلاشي حينها اشار الشيخ بيده فهرول احدهم , وضع الشيخ يده على كتف ذلك الشخص قائلا له
-انت تعرف ماتفعل , هل كل شيء جاهز ؟
-نعم شيخنا لاتخش
الزحام على اشده في الساحة بدأ يتجول ويديه في الجيبين الايمن والايسر علّه يبحث عن مكان افضل داخل الجموع. اقترب احدهم منه وجه متعب جاوز الخمسين من العمر وحفر الزمن وجهه حفرا
-هل تبحث عن عامل , انا ارخص العمال هنا!!
لم يجيبه بل تحرك مسرعا بعيدا عنه , اثنان قريبا منه سمع حديثهما بوضوح
-فد يكون اليوم افضل فلم يحالفني الحظ يوم امس .
ابتعد عنهما وتضاربت الافكار ,
-انا هنا للشاهدة وشيخي اعرف مني
كان هناك من يراقبه من بعيد ,,
اقتربت اصابعه من الزر الموعود لكنه عاد وسحب يده, يحاول ثانية ولا تطيعه الاصابع, فقد كل ارتباط بين عقله والاصابع وصارت كائنا غريبا عنه تتصرف كما يحلو لها , اخيرا فتح الزر الايمن وتهيأ اصبعه للزر الاخر .
ادخل يده محاولا الضغط , خانته قواه , اخرج يده سريعا وبدأ يضرب صدغه الايمن بشدة وهو يكرر هيا هيا هيا .
وبحركة لا ارادية اطفأ الزر الايمن وهو يقول لست جبانا ولكن !!,
كان هناك من يراقب , احس بذلك التفت يمينا ويسارا
ادار ظهره لمراقبه الذي يعرفه جيدا ومشى خببا اولا اخرج كلتا يديه من جيبيه ورفعهما الى الاعلى وهو يحرك الكفين بأشارة تقول لا لا وهو يكرر لا مع نفسه , فجأة طار في الهواء كفراشة خرجت من الشرنقة للتو وانشطر الجسد وتشظّى ويداه المرفوعتان انفصلتا وارتفعتا في الهواء , وتطايرت الاشياء ,واختلطت ادواة البناء بالكتل البشرية وتراب وريح قوية اقتلعت الحياة من جذورها , وارتفعت الانسجة والاعضاء وارتفعت اكثر واكثر وبدأت بالهبوط ثانية منتشره على مكان اكبر بكثير من ذلك الذي ضمّها وهي حيّة وهدأ المشهد الا من انين خافت واصوات غير مفهومة ....



#سعد_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبع سنوات خضر واخرى قادمات, اشد خضرة
- الديمقراطية الدون كيشوتية
- الشيوعيون يخلقون( مدنيون), الحزبية الضيقة لبعض الأحزاب الديم ...
- فن كوميديا الزواحف
- قراءة في المادة (407) من قانون العقوبات العراقي
- نسيان العنبر
- ( قومي روؤس كلهم أرأيت مزرعة البصل)


المزيد.....




- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد نزال - انسلاخ فراشة