أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - الشهيد كسيلة - التعريب في بلدان شمال افريقيا














المزيد.....

التعريب في بلدان شمال افريقيا


الشهيد كسيلة

الحوار المتمدن-العدد: 4178 - 2013 / 8 / 8 - 18:31
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    




التعريب كلمة رائجة في العالم العربي تحمل أكثر من دلالة من بلد إلى آخر ... وليس كما يظن البعض أنها تقتصر على تعريب العلوم في المناهج التربوية والأكاديمية ...
التعريب الذي نريد أن نتناوله هنا يعرفه جيدا إخواننا الكورد وقد اكتووا بناره أيام حكم البعث الصدامي الشهير ... وتعرفه حاليا وبضراوة شعوب الشمال الأفريقي التي فتّ في عضدها وأنهكها وأخلط الأوراق أمامها تعريب لا فرق بينه وبين أيّه عملية استئصالية تهدف إلى محو وطمس أمّة كبيرة وعريقة مثل أمّة الأمازيغ أو كما لا يزال ينعتها بعض إخواننا المشارقة بـ "البربر"
هذا الطمس الهوياتي تحت شعار التعريب تحول إلى آلة تستخدم مقدرات دول للإجهاز على ما تبقى من عناصر هوياتية تاريخية أمازيغية لإلباس الحق بالباطل بطريقة لم يشهد لها التاريخ مثيلا.
ما لا يعرفه الإخوان في الشرق العربي هو أن اللغة الأمازيغية لا تزال إلى اليوم لغة حية يتداول بها الملايين من واحة سيوة (مصر) إلى موريتانيا في أقصى الغرب مرورا بليبيا وتونس وخاصة الجزائر والمغرب ... هذه اللغة همشها الاستعمار الفرنسي واعتبرها لغة ميتة لكن موتها الحقيقي يحدث الآن في عهود الدول التي تنعت نفسها بأنها دول استقلال !!!!
ليس التعريب الذي نقصده كما قد يفهم البعض هو مجرد تعليم لغة يتحجج أنصار تعميمها بأنها لغة جنة وعقيدة وكتاب مقدّس وتراث ممتدّ على قرون ... لا يا سادة ... التعريب الذي تشهده دول شمال أفريقيا هو فرض لغة واحدة في مناهج التعليم والوقوف بالمرصاد للغة التاريخية لهذه البلدان لتظل شفوية محرومة من كل شيء يمنحها الحياة حتى تتلاشى وتضمحلّ بل إن البعض دعا إلى الاستفتاء عليها عندما طالب الشعب بترقيتها ودسترتها كما هو الحال في المغرب والجزائر خلال العشريات الماضية وما تشهده ليبيا خلال الوقت الراهن بعد أن منّ الله عليها بالتحرر من الطاغية القذافي.
الكثير إن لم نقل الكل في العالم العربي ينطلق من فقاعات روّج لها منذ بدايات حركات التحرر في شمال أفريقيا وخاصة في الجزائر مفادها أن فرنسا حاربت اللغة العربية في هذا البلد وأصبح شعبه لا يتكلم "لغته" وعلى دولة الاستقلال بمساعدة الأشقاء أن تعمل لاستعادة هذا الشعب للغته ومقومات شخصيته .... الخ مع أن هذا كله تزوير وتزييف لان لغة الشعب الحقيقية هي اللغة الأمازيغية وما كانت اللغة العربية في يوم من الأيام إلا لغة ليتورحية (liturgique) كأي بلد مسلم ... لكن تلك الأوساط التي تمتلك السلطة والمال والدين رمت بثقلها ومررت سياستها واستقدمت ما يزيد عن خمسين ألف ما بين معلم وأستاذ من البلدان "الشقيقة" لتعريب الشعب الأمازيغي ولجعل اللغة الليتورجية لغة قومية ... !!!!
ولآن النخبة الجزائرية فرانكوفونية التكوين وتحوز على كفاءات يمكن أن تقاوم مخططات التعريب هذه استحدثت دوائر التعريب التي تشتغل في الداخل والخارج على امتداد بعض العواصم العربية خطابا لا يكف عن الهجوم على اللغة الفرنسية التي يصفها أولئك المؤدلجون البعثيون بأنها لغة الاستعمار ... وأطلقوا على النخبة الجزائرية فرانكوفونية التكوين اسم حزب فرنسا ولا ريب أن المتابعين للشأن الجزائري يعرفون ما يشاع عن الضباط السامين في الجيش الجزائري بأنهم "ضباط فرنسا".
عندما فشل دعاة تزييف الهوية الحضارية للشعب استعانوا بالدين ... من أجل فتح إسلامي جديد يستولي على السلطة تحت شعارات إسلامية في بلد عانى من الاستعمار ويكفي أن تذكر لأهله الاستعمار الفرنسي حتى تندفع عامّته دون فهم ما يحاك لها من قبل أولئك الدعاة فتحول البعثيون عندنا إلى إسلاميين وأطلقوا لحاهم وغرروا بالشباب وبالعامة ... واعتكفوا في مساجد "ضرار" لأنهم أدركوا أن الشعب الجزائري لا يعرف القومية "البعثية" ولا يتعاطف معها وأن الدين هو الذي يحرّكه فكانت العشرية الحمراء التي أشعلتها شرذمة الإنقاذ الملعونة.
قد لا يستوعب البعض ما نود شرحه هنا ... نحن لسنا ضد أي لغة بالمرّة ... والعربية في شمال أفريقيا تحتل مكانة مرموقة بين الأمازيغ الذين يعتبرونها لغتهم وهي فعلا كذلك لكن ما هو غير طبيعي ومنطقي هو أن تعادى اللغة التاريخية للمنطقة وتفرض عليها حالة الإقصاء في النطاق الشفوي والفلكلوري إلى أن تنقرض وتزول ولا يتورع هؤلاء عن استعمال كل الوسائل لمحاربتها تحت شعار مقومات الشخصية الوطنية .... الخ فأي مقومات هذه التي تقصي لغة البلد التاريخية وتلصق بأنصارها تهم المؤامرة والتبعية للخارج ... أليس أنصارها هم الوطنيون الحقيقيون !!!!
//.//



#الشهيد_كسيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادة اسمها -الجنوب-
- الاستعمار الديني (..........) حلقات استعمار لا نهاية له
- الطغمة البعثية - الوهابية والأديب العالمي كاتب ياسين
- التميمي والامازيغية
- صدى البرباغاندا المخزنية
- حقيقة بني هلال في شمال افريقيا
- كلمة -جنرالات- في البروباغاندا المخزنية
- وداعا كرنفال الفاتح سبتمبر... وأهلا بالأفراح الشعبية


المزيد.....




- بعد ارتفاع أسهم تسلا عقب الانتخابات الأمريكية.. كم تبلغ ثروة ...
- وزير الخارجية الفرنسي: لا خطوط حمراء فيما يتعلق بدعم أوكراني ...
- سلسلة غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت (فيديو)
- هل تعود -صفقة القرن- إلى الواجهة مع رجوع دونالد ترامب إلى ال ...
- المسيلة في -تيزي وزو-.. قرية أمازيغية تحصد لقب الأجمل والأنظ ...
- اختفاء إسرائيلي من -حاباد- في الإمارات وأصابع الاتهام تتجه ن ...
- أكسيوس: ترامب كان يعتقد أن معظم الرهائن الإسرائيليين في غزة ...
- بوتين يوقع مرسوما يعفي المشاركين في العملية العسكرية الخاصة ...
- -القسام- تعرض مشاهد استهدافها لمنزل تحصنت فيه قوة إسرائيلية ...
- للمرة الأولى... روسيا تطلق صاروخ -أوريشنيك- فرط صوتي على أوك ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - الشهيد كسيلة - التعريب في بلدان شمال افريقيا