تسلم الايادى..... الثورة بين الطبل والزمر والدستور والأخوان

ليثال اليفن

الحوار المتمدن-العدد: 4175 - 2013 / 8 / 5 - 10:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تسلم الايادى اغنية وطنية يغنيها مجموهة من المطربين الشباب فى مصر وتذاع على مدار الساعة فى محطات البث التلفزيونى وهى تمجد الجيش المصرى وتمجد البطل عبد الفتاح السيسى الذى فيما يبدو للمصريين قد اطاح بالاخوان فى 30 يونيو من أجل الديمقراطية ومن اجل تحقيق مطالب ثورة يناير . الاغنية تعيد للأذهان ماكان يحدث بالامس القريب ..كنا نغنى لمبارك كقائد حرب تحرير سيناء فى 73 وكانت الاغانى تذاع على مدار الساعة وهذا ماحدث مع السادات ومع عبد الناصر والان يحدث بنفس الطريقة المقززة لصناعة طاغية جديد ..
لماذا لم يغنى المطبلون لشباب التحرير ولشهداء يناير الذين خلصوا مصر من حكم الطاغية الاكبر مبارك الذى افسد كل مناحى الحياة فى مصر ..ولماذا لم يغنوا لشباب تمرد الذين خلصونا من الاخوان ..ولماذا لم يطبلوا للاعلامين الذين قاومو حصار مدينة الاعلام وضحى بعضهم بحياته.. ولماذا لم يطبلوا للملايين التى خرجت ضد مرسى وضد سيطرة الاخوان ..
اذا كان السيسى قد قام بخلع مرسى فهذا مافعله طنطاوى مع مبارك الذى ينتمى للمؤسسة العسكرية ..رغم أن وقوف طنطاوى مع الشعب كان اقوى من وقوف السيسى لآن مرسى ليس عسكريا .. أذن مافعله السيسى هو واجبه فى الدفاع عن البلاد عندما تخرج الملايين فى ثورة مطالبة بالتغيير .. مافعله السيسى هو واجب وطنى وماكان له ان يفعل غير ذلك والا اتهم بالتواطوء مع النظام الحاكم وخيانة ثورة الشعب المصرى ..
لماذا أذن الطبل والزمر لشخص يؤدى عمله ؟
لماذا هذا النفاق والرياء ؟
لماذا تختزل كل جماهير الشعب المصرى فى شخص واحد ؟
لماذا تؤسسون لصناعة طاغية من جديد ؟
المفروض ان يحدث العكس ...... أى ان يدين الجيش بالولاء للشعب المصرى .... ففى ثورة يناير 2011 تمكن الجيش من الخلاص من هم توريث السلطة لجمال مبارك وفى الثورة الثانية استعاد الجيش كرامته التى سلبها منه مرسى عندما تمكن من الخلاص من طنطاوى بطريقة مهينه لشخصه ولكل قيادات الجيش .
السيسى مواطن مصرى يؤدى واجبه ويشكر على ذلك ..اما الطبل والزمر فهذا نفاق فاضح قد يضر بنزاهة السيسى نفسه وخصوصا مع حملات الترويج على كل المستويات للتمهيد لتوليه للسلطة ... واذا كان السيسى ينوى الترشح لهذا المنصب فالتشبه بالانظمة الفاشية والديكتاتورية المخلوعة قد يقلص من شعبيته وخصوصا بين الثوار واصحاب الضمير والاحرار من ابناء شعب مصر العظيم ...
نفس المطبلون ينفعلون غضبا الان من كلمة "عسكر " وكأنها عفريت لم يظهر الا مع قدوم السيسى ..
اين كنتم عندما هتف الثوار ضد حكم العسكر فى عهد طنطاوى ... هل جيش طنطاوى يختلف عن جيش السيسى ايها المطبلون ؟
لقد رفعتم طنطاوى الى مستوى الابطال عندما كان الشعب والجيش أيد واحدة ثم سرعان ماهتفتم ضده " يسقط يسقط حكم العسكر " عندما ظهرت نواياه الحقيقية المعادية للثورة والثوار ..
عموما رغم ان السيسى قد قام بواجبه واستجاب لملايين خرجت مطالبة بسقوط حكم الاخوان الا ان عملية التحول لتحقيق مطالب الثورة مازالت غير واضحة ..فالثورة الثانية فى 30 يونيو يتحكم بها شخص واحد هو السيسى وبدلا من دستور يليق بثورتين نجده يعدل أسوأ دستور انتجه الاخوان .. وعلى رأى المثل " كانك يابو زيد ماغزيت " .. وكيف يكون هذا التعديل ..الله اعلم .. فكل شىء يتم من تحت لتحت .. والاخوان فى رابعة وفى ميدان النهضة .. ويبدو ان الحكومة الحالية ترى فى وجود الاخوان خير شاغل للمصريين الى ان يتم تعديل الدستور على هوى الحاكم القادم ..
انتبهوا ايها المصريون ... ايها الثوار ..ايها الشرفاء
بدلا من الطبل والزمر .. انتبهوا لما يحاك لكم ؟
لماذا يمجد العسكر الان ؟
هل ثورتكم مجرد انقلاب ولاتستحق دستورا جديدا ؟
هل الاخوان سيعودون للحكم بوجوه جديدة ؟ وهل هذه الوجوه سلفية ؟ ام عسكرية ؟ أم ليبراليه ثورية ؟
أحذروا من هؤلاء المطبلون فهم يرتدون اقنعة الثوار واقنعة الازهر واقنعة الجيش وجميعهم ضد الثورة وينفذون خططا بوعى او بغير وعى لخدمة الطغاة ولخدمة الاخوان الجدد ..
ليس المهم حاليا من سيحكم مصر .
وليس المهم الطبل والزمر ..
وليس المهم القضاء على الاخوان فى رابعة او فى ميدان النهضة ..
المهم ان يكتب دستورا مدنيا جديدا يليق بمصر وبثورتى مصر وبالدماء التى سالت من أجل مصر ..
هذا الدستور الذى اخشى مااخشاه ان يفصل على قياس الحاكم الجديد ..
هذا الدستور الذى اخشى ان يقوم بتعديله الطابور الخامس للاخوان ...
اخشى ما اخشاه ان تضيع الثورة بين الطبل والزمر والدستور والاخوان

#ليثال_اليفن (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات