أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - راسم لايعرف الرسم














المزيد.....

راسم لايعرف الرسم


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4175 - 2013 / 8 / 5 - 07:21
المحور: كتابات ساخرة
    


كنّا في آخر سنة من القرن الماضي حين زارني صديقي (الشقندحي) ذو الروح الجميلة (حسين الباشا) وبعد تعلولة زادتنا أبتسامات وحكايات لطّخنا أنفسنا خلالها بالكثير من الذنوب مع القيل والقال و أستعراض الأحوال حتى أجهزنا على آخر حبّة فستق متخلفه من زنود الست الحمدانية بعد تقهقهر جميع النمنمات , خلال الحديث أستذكرنا صديقنا (راسم بيعي) لم نراه من مدّة فأشتقنا أليه , قررنا أن نفاجئه بزياره خاطفة لنكمل سهرتنا , كنّا غارقين في عمل مضني ولانملك سوى ساعات الليل في ذلك الوقت
بيته ( شمرة عصا) في حي قريب , حين وصلناه كانت أمامه سيارات كثيرة , هو لايملك سيّارة , عنده درّاجه , هل غدر بنا و أقام وليمة أم أن لديه (طلابه) لم يشأ أن يطلعنا عليها , شتت الصمت صوت شيخ (مُومَن) كان يتحدث بصوت خافت من مايكرفون صغيرمصدره بيت صديقنا ,(أنا أخوك هذا صوت شيخ فلان ) قال حسين , كان معنا بدرجة عامل فني لفترة حتى ترك الشركه ليتحول الى شيخ ونعرفه حق المعرفة فتأكدنا أن في بيت صاحبنا مجلسا" دينيا" يقيمه الآن كما هي عادته من سنين أستمر على طقوسه التي ورثها عن عائلته مثل المحلّات التي يملكها, وبقي على ذلك رغم منعها منذ زمن بعيد , لا أخفيكم أني وصاحبي زعلنا وراودتنا هواجس , قبل فترة دعانا صاحبنا الآخر قاسم لمجلس وكان راسم بين الحضور , لماذا تجاهلنا ولم يخبرنا .. كانت مرارة كبيرة أصابتنا, صعب أن يتجاهل صديق أصدقائه المقربين ولا يدعوهم لوليمة أو مجلس أو عرس , أكيد فعلها عن قصد , القضية تخص المبدأ وليس الأكل والشرب , فنحن أكبر من أن نكون مثل (السختجي) أشعب و جماعته الطفيليين , نحن أبناء خير هكذا ردد حسين والغضب مع القهر واضح على عينيه , ملخص الكلام أن كرامتنا (راحت بالرجلين) على يد أقرب أصدقائنا و أكثرهم أدبا" وخلق (حتى أنتَ ياراسم مو على أساس أنتَ الزين ) رددت بحزن , قرر حسين أن يثأر وطرح فكرة لطيفه شجعته عليها , مد رأسه مستعينا" برقبته الطويلة عبر الحائط وتقمص على الفور دور الرفاق الحزبيين حين يداهمون (الفرارية) ويمنعون أيضا" تلك الطقوس , أجاد الدور بروحه المرحه مستعينا" بمشاهدته لكثير من الأفلام , صرخ بصوت عالٍ بعد أن أخشن صوته و غيّر نغمته :
هذا المجلس منو صاحبه .. لحّد يحاول ينهزم تره البيت أمطوّق من جميع الجهات
عرفنا أن المقلب نجح حين عم صمت مطبق المكان , سمعنا خلاله حفيف و أصوات من بينها دحرجة لقناني غاز مع وقع سريع للأقدام جميعها تأتي عبر الممر الجانبي من خلف البيت , فتح الباب صديقنا راسم , كان على عهده هادئا" لم يهتز واثقا" من نفسه كمن سلّم أمره للقدر بعنفوان دون أي بوادر للذعر والخوف .. حين شاهدنا أبتسم حتى أنفجر ضاحكا" وبدأ يلقي علينا بسيل من الشتائم والعتاب و خرج علينا بضعة من داخل البيت بعد أن سمعونا نتكلم , كانوا أربعة فقط عرفوا في النهاية أن الأمر مزحة فتنفسوا الصعداء و دخلنا جميعا" فلم نجد أحدا" , سألناه :
كم واحد كنت عازم .. معقوله بس أربعه و مسوي مجلس , أشو مواعين الكعك والأستكانات هوايه والسيارات بالباب مو مال أربع نفرات ..
أجابنا ضاحكا" : دعيت الجيران و الأصدقاء القريبين لأن الشيخ تأخر عن الموعد .بس الجماعه أغلبهم طفروا لما سمعوا صوت حسين
بادره صاحبي مازحا" : معقوله بس أنتَ و الجماعة الأربعه مؤمنين حقيقيين من أصل أربعين , لازم البقية من جماعة المبدّلين تبديلا .. حيل بيهم والمفروض ماينهزمون اذا كانوا صدك مؤمنين
أجاب راسم : يمعود حتى الشيخ طفر و كلها شردت من الترك على بيت أبو خالد ومنّاك للشارع العام وقسم عافوا سياراتهم وشردوا و يجوز مراح ينامون بالبيوت اليوم .. هاي مسألة حياة وموت مو لعب چعاب
أتى لنا بالشاي وأكلنا معه الكعك وحين غادر الأربعة المبشرين المرابطين أتت والدته (الحجيّة ) سلّمت علينا وجلست تسألنا عن أخبارنا و أمورنا و أستمرت التعلوله الى (تالي الليل) ..
راسم صاحبنا أبن خير , يعمل بعرق جبينه , كثيرا" ما عرّض نفسه لمضايقات الرفاق وأجهزتهم بسبب ألتزامه فهم يشكّون بكل متديّن ويتهمونه فورا" بأنه معارض لنظامهم حتى يثبت العكس , كان مبدئيا" على خلق عال وهكذا هو منذ عرفناه
وحين دار الزمان وتغيرت الأمور بقي كما كان على نفس الأدب الجم فهو على عهده مع مبادئه لم يتغيّر الى اليوم
لم يتاجر بما كان يقيم من مجالس و لم يشتري بمبادئه وتدينه منصبا" أو مكسبا" بعد أن تحول النظام الى الأسلام السياسي , تربطه علاقات طيبة رصينة تخرج من حلقة الصداقة التي تجمعنا لتشمل كل أبناء الطرف والمحلات وكل من يعرفه من أبناء بغداد والمحافظات .. ولازالت الزيارات بيننا مستمرة بل أزدادت عمقا" وثبات , حتى أنه مستمر بألقاء السلام على نفس الأشخاص الذين كانوا يخنقونه و يؤذونه وحين نستفسر منه يجيب أنهم ضحايا للفقر وغسل الأدمغة و الأيديولجيات .
أمرا" آخر لم يتغيّر في تلك الحكايه , أن الشيخ أياه الذي كان يرأس المجلس وفرّ هاربا" من السياج الخلفي عن طريق بيت (أبو خالد) وفاز حينها بسباق طفر الموانع في منتصف الليل
فاز أيضا" في هذا الزمان بمنصب نائب في البرلمان وبقي فيه منذ سبع سنين , فقد نجح لدورتين بطرق لا يعلمها الا الواغلين في القفز بعد أن هاجر لثلاث سنين عاد بعدها فاتحا" أو محررا" (لا فرق) .. كثيرا" ما أرى راسم ونتبادل (التعلولات ) وهو على عهده بألتزامه ومبادئه وأبتسامته , أما الشيخ فلم نراه من حينها الا عبر التلفزيون .. أنتهى ... لتبقون في حدق العيون أيها الأعزاء




#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النجدة .. صرصور في البيت
- جتّالي موش أبعيد من هاي الشكولات
- رسالة الأرهابي البرشلوني
- تشخيص دون علاج نتيجته طوفان من الأوبئة - في الذكرى الثامنة ع ...
- معارضون أم طغاة أم توائم متماثلة
- مكابدات (مونيكا) في العراق الجديد
- قاتل المئة بضربة واحدة
- خشمك مضايقني ... روح غيّر أسمك
- منتوفات من لحيّة الطمّاع
- خلالات العبد وأنتخاباتنا الديمقراطية جدا
- تناشدني عليك الناس وأتحيّر شجاوبها
- حكاية طيلو و السعلاة
- ربطة عنق في ليل بغداد
- شهادة في ذكرى آخر حرب - الحلقة الأولى
- في الليل ضيّعت السمك
- جويسم و حلمه الكبير
- باب الشرجي .. باب الشرجي
- حجّي مجيد وشكري بلعيد و بانوراما الكواتم والثريد
- كلاكيت من الفرن
- عايف أمه وأبوه ولاحكَ مرت أبوه


المزيد.....




- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...
- مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
- مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن ...
- محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
- فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م ...
- ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي ...
- القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة ...
- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - راسم لايعرف الرسم