أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - معز الراجحي - حول التقاطعات السياسية والتحالف السياسي :تكتيك ثوري أم تكتيك تقاطعات؟















المزيد.....

حول التقاطعات السياسية والتحالف السياسي :تكتيك ثوري أم تكتيك تقاطعات؟


معز الراجحي

الحوار المتمدن-العدد: 4173 - 2013 / 8 / 3 - 01:08
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


حول التقاطعات السياسية والتحالف السياسي :تكتيك ثوري أم تكتيك تقاطعات؟
عقدت الجبهة الشعبية يومي 1 و 2 جوان 2013 بسوسة ندوتها الوطنية تحت شعار الوفاء للشهيد شكري بالعيد و طرحت داخل لجنة "خط الجبهة السياسي و التكتيك المباشر " مسألة التحالف و التقاطع مع القوى الليبرالية ضد الترويكا من الزاوية النظرية و العملية بناءا على الوثيقة المقدمة للنقاش بين اعضاء التنسيقيات الجهوية للجبهة الشعبية و نقدها ثم تعديلها بشكل ديمقراطي وفق تقارير الجلسات . إعتبرت القوى الثورية الماركسية اللينينية أن الوثيقة لا ترتقي إلى مستوى التصور العلمي و الثوري لتطلعات الطبقة العاملة و مهامها المرحلية و شعاراتها في حين دافع عليها بكل شراسة بعض القوى الإصلاحية .
وقع حصر مواطن الوهن في الوثيقة في خمسة نقاط وهي كالآتي :

1- الخلط المنهجي المتعمد بين الأهداف الإستراتيجية و المرحلية للجبهة من جهة و البرنامج ككل و التكتيك المباشر من جهة أخرى و قد اعتبرنا هذا الخلط متعمداً لذر الرماد في عيون و لكي تصبح الوثيقة ضربا من السفسطة النظرية و السياسية و التعويم لفسخ الحدود هذه وتلك لتبرير التحالف بإسم التقاطعات و تبرير هذا التحالف الملغوم بإسم التكتيك .

2- عدم تبويب التناقضات الرئيسية و الثانوية التي تشق العالم أو على الأقل مسألة الإستعمار و الهيمنة الإمبريالية على القطر التونسي ضمن هذه التناقضات و ضرورة النضال ضد هذه الهيمنة كمهمة ثورية للطبقة العاملة من أجل التحرر الوطني و الانعتاق الإجتماعي . بل الأخطر من ذلك يتم في سياق الحديث في الوثيقة محاولة ايهام القارئ بأن التناقض الرئسي هو مع النهضة الحاكمة و بدرجة أقل مع نداء تونس ضمن ترتيب تفاضلي بين رجعيتين الاولى إسلامية في الحكم و أخرى ليبرالية في المعارضة و ليس التناقض مع الائتلاف الرجعي الحاكم بقيادة النهضة كتعبيرة سياسية على هذا الائتلاف الطبقي عميل الإمبريالية .

3- مسألة التحالفات بإسم التكتيك و التقاطعات و العقلانية مع القوى الليبرالية العميلة رديف الإمبريالية من نداء تونس و تحالف جمهوري .

4- رفع شعار "إسقاط الحكومة " و"حل المجلس التاسيس" إعتباره شعار ثوري و سقف نضال الجبهة .

5- إعتبار تشكيل حكومة إنقاذ وطني أحد النتائج التي قد سوف يفضي إليها الصراع السياسي مستقبلاً و أن الجبهة يجب أن تدافع عن هذا الخيار و تدفع نحوه دون الإفصاح علنا في الوثيقة عن الشريك المحتمل داخل جبهة الإنقاذ .

6- الموقف من الإنتخابات الذي يعطيها أهمية قصوى تجعل منها هدف رئيسيا لنشاط الجبهة في حين أنها محطة نضالية كغيرها من المحطات ضمن مسار ثوري كامل .

إن تطويع الخط السياسي لصالح تكتيك يخدم أجندة حزب بعينه داخل الجبهة هو في حقيقة الأمر :
-تطويع التكتيك لصالح الاغراض الإنتخابية الضيقة بهدف فتح الباب أمام التحالفات الملغومة مع الرجعية الليبرالية بإسم التقاطعات و العقلانية و تغول الرجعية و الإرهاب الإخواني المنظم فعوض أن تتبع قيادة الجبهة التمشي العقلاني السليم و الديمقراطي الذي يحترم إرادة الرفاق و دورهم الإيجابي و الثوري في تحديد بوصلة الجبهة السياسية و تكتيكاتها ، فقد انطلقت من الهدف الذي رسمه الخط الإصلاحي بزعامة حزب العمال ألا وهو فتح الباب للتحالفات المشبوهة مع الرجعية ، فشوهت التكتيك الثوري الحقيقي و حجبته و فرضت ورقة من الثرثرات سمتها " تكتيك مباشر " مبرر بجمل إصلاحية سموها الخط السياسي للجبهة ، في حين أنها جمل لا ترتقي حتى إلى الإصلاحية ك " إسقاط الحكومة " " حكومة الإنقاذ الوطني " و غيرها من الشعارات المتنكرة لطموحات الطبقة العاملة المنتفضة . .

- تطويع لما هو ثابت لحساب ما هو متغير بما أن الخط السياسي هو تلخيص و مرآة للأرضية السياسية و للبرنامج السياسي الذين اتفقت عليهما الاحزاب و تأسست على أسسها الجبهة بينما نضال الجبهة السياسي يقتضي تكتيكات متغيرة حسب تطور الصراع و ضروفه الموضوعية .

- تنكر للاتفاقات الأولى حول الأهداف الإستراتيجية السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية الواردة في الأرضية السياسية و مشروع البرنامج السياسي و الإقتصادي الواردة في الوثائق التي اتفقت عليها احزاب الجبهة و تم توزيعها على كل مناضلي الجبهة و مناقشتها تأكيداً على الطابع الديمقراطي الداخلي الذي اتسم به خيار تبني الأرضية و البرنامج و النضال من أجلهما .

- هي خلط متعمد للفرز السياسي و الطبقي الذي أصبح ملموساً بعد مهزلة إنتخابات 23 أكتوبر و أصبح يعي به الشعب المنتفض و يتلمسه أكثر فأكثر بين من هم أصدقاء هذا الشعب و من هم أعدائه و ذلك بخلط الأوراق المتعمد و فسخ الحدود الفاصلة بين جبهة تقدمية ذات برنامج ثوري و جبهات ليبرالية عميلة لا تختلف في جوهرها عن السلطة الإسلامية العميلة المنصبة حالياً . إن جبهة الأصدقاء الحالية دون غيرها هي الجبهة الشعبية في حد ذاتها بمكوناتها المتحدة على أساس ارضيتها السياسية و برنامجها و هي الوحيدة صديقة الشعب .

- إن تحديد الحليف بإسم التقاطعات و العقلانية و البراغماتية السياسية لا يتم من خارج زاوية النظرة الطبقية للنضال السياسي المبدئي و الثوري .

بذلك هو تنكر للبرنامج في هذه المرحلة التاريخية كما تصورته الجبهة الشعبية من تاريخ الصراع الطبقي بإسم العقلانية و توسيع جبهة الأصدقاء .
بعد المبادرة التي اطلقها الناطق الرسمي للجبهة يوم الثلاثاء 9 جويلية بأحد النزل بالعاصمة إتضح أن المبادرة هي الهدف من الندوة و أن الندوة الوطنية لم تكن سوى مدخل تقني للمرور إلى هذه الخطوة بتزكية مزورة من أعضاء الندوة الذين راحت نقاشاتهم و مواقفهم في مهب الرياح أو كلام على ورق لدى مقرري اللجان . خلال إفتتاح الندوة الوطنية الأولى و إنطلاق الأشغال الأولى للجان أعطى أحد ممثلي الخط الإصلاحي داخل الجبهة تصريحاً صحفياً مفاده أن هذه الندوة الوطنية سوف تفضي إلى إطلاق مبادرة سياسية تجمع كل أطياف المعارضة و خلال إختتام الندوة الوطنية قام الناطق الرسمي للجبهة بتلاوة مسودة بيان المبادرة رغم رفض الرفاق هذا التمشي الذي لم يتم الإتفاق عليه في جلسة الأمناء التي سبقت جلسة الاختتام الموسعة لأعضاء الجبهة المشاركين في الندوة .
إن الإستنتاج الذي يمكن أن نخرج به من هذه المهزلة هو اننا تقدمنا خطوة إلى الأمام بتأسيس هذه الجبهة السياسية على أساس القضايا الوطنية و الديمقراطية الطبقية لكن ما حدث بعد الندوة الوطنية يعتبر خطوة واضحة إلى الوراء .

التقاطعات كما هي في الواقع :
هي في الواقع تناقضات بالمعنى السياسي و الطبقي بين توجهين سياسيين لكل منهما جذوره الطبقية و بذلك إيديولوجيته المعبرة عن برنامجه و بالتالي شعاراته و تكتيكاته و ليست تقاطعات , على الرغم من أن التقاطع على مستوى شعارات مشتركة أو عمل ميداني ليس إلا تقاطع شكلي طالما أن حتى مسألة الدفاع عن الحريات و مناهضة الدكتاتورية الدينية و مشروعها الوهابي تبقى ذات منطلقات مختلفة إنطلاقا من ذلك المنظور الطبقي المتنافض . فتلك القوى الليبرالية لا تستطيع أن تواجه الرجعية بكونها الوجه الآخر للرجعية .
فالتقاطعات كما هي موضوعياً ، هي في حقيقة الأمر تناقضات واضحة بين جبهة منحازة لهموم الطبقة العاملة لا يمكن أن تكون إلا في المربع الوطني و البروليتاري المناهض للإمبريالية (المربع 1 ) و هي في تناقض واضح أيضاً مع جبهات العمالة و الخيانة المتموقعة داخل المربع الامبريالي (2 )
جبهة سياسية في الحكم بقيادة حزب النهضة و جبهتان ليبرالياتان في المعارضة لكن دائماً داخل المربع الامبريالي (2 ) و هي في تناقض صارخ مع موقع الجبهة الشعبية داخل المربع الوطني و الديمقراطي 1.

لذلك و مع تسارع الأحداث و تشعب المهام الميدانية الثورية خلال هذه الإنتفاضة يجب على القوى الماركسية اللينينية افتكاك الحراك الشعبي و قيادته و توجيهه بشعارات وطنية ديمقراطية و تاسيس المجالس الشعبية في المحليات و الجهويات تحت راية الجبهة الشعبية للإطاحة بهذا النظام العميل و قطع الطريق أمام الإنتهازية اليمينية و اليسارية التي سوف تكون خادمة الأمبريالية و الكمبرادور و البورجوازية المحلية .



#معز_الراجحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الإنتفاضة التونسية القادمة : تمرد أم إئتلاف شباب ثوري أم ...
- حول الإنتفاضة المصرية الثانية :أية شعارات و أية أهداف ؟
- في ذكرى مئوية ميلاد جوزيف ستالين أنور خوجة - ذكريات - ترجمه ...
- تروتسكي و التروتسكية داخل الحركة الشيوعية الفرنسية الجزء الأ ...
- هل تدافع الماوية و هل يدافع الماويون فعلاً عن الرفيق ستالين ...
- ناظم الماوي و رقصات الديك المفضوح


المزيد.....




- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - معز الراجحي - حول التقاطعات السياسية والتحالف السياسي :تكتيك ثوري أم تكتيك تقاطعات؟