نورالدين محمد عثمان نورالدين
الحوار المتمدن-العدد: 4168 - 2013 / 7 / 29 - 19:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
للسلطة بريق وطعم وإحساس ، لا يراه أو يحس به إلا من يمتلكها ، وهذا الإمتلاك يختلف في الشكل والمضمون بإختلاف المالك ، فالسلطة التي يمتلكها الدكتاتور ، يختلف بريقها عن تلك التي يمتلكها حزب واحد ، ويختلف عن تلك السلطة التي يمتلكها الشعب ..
وهذا البريق هو الذي يحدد ممارسات المالك ، ويحدد بالضرورة سلوك الجماهير تجاه هذه السلطة ، فالسلطة التي يمتلكها الدكتاتور ، تتميز دائماً ، بالأبوية والوصاية العمياء ، ومايراه الحاكم ، هو مايجب أن يراه الجماهير ، ومايفعله الحاكم ، هو مايجب أن يؤيده الجماهير ، وما يقوله الحاكم ، هو مايجب أن ينفذه الجماهير ، ولا مجال هنا للمعارضة أو النقد ..
أما تلك السلطة التي يمتلكها حزب ، فبريقها قد لا يختلف كثيراً عن سلطة الفرد ، وهنا فقط يحل حزب محل هذا الفرد ، ويصبح هذا الحزب هو الكل في الكل ، ويصبح كالأخطبوط ، يسيطر على كل مؤسسات الدولة ، ويسيرها عبر مجموعة متسلطين يمثلون هذا الحزب في كافة المستويات ، وهذا النوع من بريق السلطة يغري كل إنسان يعاني من نقص في تركيبته البشرية ، يجد مبتغاه فيها ، ويمارس من خلالها كل أنواع التسلط ، التي تشبع ذاته ..
وفي الحالتين ، سلطة الدكتاتور أو سلطة الحزب ، تمثل مرض نفسي معين يعاني منه أفراد هذا الحزب أو هذا الفرد الذي ينصب نفسه حاكماً دون وجه حق ، ودرجة خطورة هذا المرض السلطوي ومدى تمكنه هو ما يحدد سلوك الحكام تجاه الجماهير ..
أما عندما تمتلك الجماهير هذه السلطة ، ويحس المجتمع ببريقها ، هنا تكتمل أطراف المعادلة ، ويناضل المجتمع بكل طبقاته من أجل بقاء هذه السلطة التي تمتلكها الجماهير ، وهنا يكمن الفرق ، بين سلطة يمتلكها أصحابها الحقيقيون وبين سلطة يمتلكها من لاحق لهم فيها ، فالمالك الحقيقي سيوظفها من أجل الجميع وفي صالح المجتمع ، أما السارق فقطعاً سيدمر بها المجتمع ، وسيستخدمها في صالح حماية نفسه من الملاك الحقيقيين وفي صالح بقاءه وبأي ثمن ..
ولكم ودي ..
#نورالدين_محمد_عثمان_نورالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟