عبد العزيز الحيدر
الحوار المتمدن-العدد: 4168 - 2013 / 7 / 29 - 11:24
المحور:
الادب والفن
قصة قصيرة
للقاعة الكبيرة التي يفوح منها رائحة النعاس والخدر القاعة التي تدير الرأس بالوانها المتدرجة من الاحمر والقرمزي المخملي ,للقاعة عاصفة من السكون والصمت...بين جلال ,واجلال ,وخوف ورهبة وقلق.... للقاعة سلالم عريضة,مرمرية,واطئة,متعددة ,مفروشة هي الاخرى بفرشة قرمزية تشبه التنجيد الثخين البارز للكراسي ذات المساند والظهور العالية والمتحركة.
المراوح موزعة في السقف بصفين من الجانبين....تتداخل الاصوات الرتيبة لحركتها,تتناثر عشوائيةً في الاسماع ونسائمها الرقيقة تتلاعب بالستائر الحمراء المتدلية والمتهدلة من السقف الى الارضية كثياب عجائز غجريات ترتفع عن سيقان مشعرة وهي تتراقص حول جداول الاندلس المندثرة تحت رماد ذاكرة عجوز خامدة الجمرات ومفاخرات فارغة لاوراق صفراء متهرئة.
خطوات الداخلين على السلالم لا تمتص بالكامل من الفرشة , وصرير الباب الرئيسية مع كل قادم تشارك في سمفونية الصمت كفواصل دخول وخروج الى اللحن الرتيب. القاعة بمجملها مرحبة,ضاحكة,مشرقة......وانت عزيزي القارئ عليك أن تنسى كل ما قرأت اعلاه..... القاعة بكراسيها, ستائرها... مراوحها.... منصة الخطابة.. الشبابيك الغائبة عن المشهد... المسرح.. قرمزها... سكونها, واضواءها وظلالها....كلها ترحب به ..., وهو يصعد المنصة.
الايدي...الاف الايدي الوهمية تحترق في عاصفة من التصفيق ....وهو يتقدم بثيابه الكهنوتية السوداء المطرزة بالذهبي المثير حاملاً رمحه المتوج بالابنوس. ابتساماته تفوح بعطر فرنسي ينتشر في القاعة... ابتساماته مزهوة بذاته والمقدسة ولذاته المبجله ...... انها مجردة. ومن تحت أجفان مخدرة ,نصف مطبقة,نصف مفتوحة تلوح نظرات تذيب القلوب المتطلعة اليه بكل لهفة وجلال, وحين صعد رسم حول الجمع الغفير مثلثات ومربعات من البركات ...
ها هو ينشد قصيدته الاثيرة.... الكل يستمع بجلال الى الاخ الاكبر...... الشيطان
#عبد_العزيز_الحيدر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟