|
حول الإنتفاضة التونسية القادمة : تمرد أم إئتلاف شباب ثوري أم مجالس شعبية ؟
معز الراجحي
الحوار المتمدن-العدد: 4165 - 2013 / 7 / 26 - 13:40
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
حول الإنتفاضة التونسية القادمة : تمرد أم إئتلاف شباب ثوري أم مجالس شعبية ؟ اطلق مجموعة من الشباب الوطني الديمقراطي الثوري منذ أسابيع مبادرة ثورية على مستوى وطني في تونس أطلق عليها " مبادرة إئتلاف الشباب الثوري " و تم توزيعها على عديد الشباب في الجهات المتمسك بقناعة ضرورة إستكمال المسار الثوري في القطر خاصة بعد نجاح حركة تمرد في مصر في استنهاض المد الثوري هناك و النجاح من إسقاط حكم الإخوان المسلمين و إرساء حكومة إنقاذ إنتقالية بتدخل من المؤسسة العسكرية . إلا أن هذه مبادرة "إئتلاف الشباب الثوري " إعتبرت على عكس حركة تمرد و حركة" خنقتونا " ان واقع الصراع الطبقي و السياسي في مصر و التشكيلة الطبقية للمجتمع و شكل مؤسسات الدولة الطبقية كقوة سياسية محددة لأي مسار ثوري عبر التاريخ ليس هو واقع الصراع الطبقي و السياسي الدائر في تونس رغم عديد نقاط التشابه . لذلك اعتبر أصحاب هذه المبادرة ان السلطة السياسية لا يمكن أن تمر إلى الشعب عن طريق مؤسسات نفس مؤسسات دولة الطبقات المسيطرة ما لم تحسم أمرها الى جانب أي طبقة سوف تقف . فنجاح حركة تمرد في مصر ليس إلا نجاحا منقوصا طالما أنه منذ تاسيسها و إنطلاق نشاطها إتسمت بالعفوية و غياب البرنامج الحزبي الثوري و بعد النظر السياسي و المضمون الطبقي الواضح . لذ كان لحركة تمرد مصر سقف عمل ميداني فقط طغت عليه العفوية و الإرتهان لقوى الأحزاب الليبرالية و البورجوازية و مؤسسات الدولة المنحازة لها . و قد المت الوثيقة بكل الجوانب و أهما التشخيص العلمي و الواقعي للمرحلة و متطلباتها النضالية المرحلية مع تأكيد على الطابع الوطني لهذه الحركة لبناء إئتلاف شبابي يتسع لكل أبناء الطبقة العاملة و يترجم تطلعاتهم الثورية بعيدا عن السكتارية الحزبية و الإرتهان السياسي للقوى الليبرالية و البورجوازية و الإمبريالية . و هذا نص المبادرة سوف نورده كاملا : مبادرة اٍئتلاف الشباب الثوري
بعد مرور سنتين من النضال الشبابي الثوري تاريخ اٍندلاع الشرارة الأولى 17 ديسمبر 2010 إلى اليوم في كامل المناطق الداخلية المحرومة و المفقرة من أجل الشغل و الحرية و الكرامة الوطنية ,من أجل التنمية الجهوية العادلة و تكافئ الفرص بين الجهات رافعين شعارات تنمّ عن وعي سياسي و طبقي متقدم قادر على إتمام المهام الثورية التي رسمت بالخطوط العريضة منذ 14 جانفي 2011 يوم سقوط رأس النظام الفار بن علي ,و بالرغم من كلّ المؤامرات التي حيكت ضد هذا الشعب المفقّر لاٍلتفاف على مكاسبه الثورية و إجهاض المسار الثوري بالتدخل الأجنبي اٍستعانة بوكلائهم المحليين بداية من حكومة الغنوشي 1 التي أسقطت بالفعل الثوري من الشباب أبناء الشعب الكادح و تمثّلت في اٍعتصام القصبة و المطالبة بإسقاط الحكومة و المطالبة بمجلس وطني تأسيسي يكرس الديمقراطية و الحرية و يحقق الأهداف الرئيسية التي اٍنتفض من أجلها الشعب ,لكن هذا المطلب كان منقوصا و سرعان ما تدخلت القوى الرجعية و الأجنبية و نصبت حكومة تشرف على المرحلة الانتقالية و هي حكومة السبسي ,فسارعت هذه الحكومة على ضرب كل المكاسب الثورية آنذاك بداية من تأسيس الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة لكسر شوكة المجالس المحلية و الجهوية لحماية الثورة و شرعيتها الثورية الشعبية مرورا الى قمع الاحتجاجات الاجتماعية و المعارضة لحكم السبسي. و كانت حكومته فاقدة لأي برنامج وطني و اٍقتصادي و اٍجتماعي ,و نصّبت فقط للحفاظ على مصالح الامبريالية و إعادة لملمة جراح النظام الذي تزعزعت أركانه بالفعل الثوري الجماهيري ,فكانت هذه الحكومة عميلة باٍمتياز أشرفت على تنفيذ كل السيناريوهات الأجنبية من أجل إخماد المد الجماهيري و فرض المؤسسة العسكرية قوتها على الشعب , وفتح الأبواب أمام المال السياسي للأحزاب العميلة و إغراق البلاد في الديون بداعي تواجد أزمة اٍقتصادية و فتح المجال أمام الشركات العالمية النهابة لاٍستنزاف ثرواتنا الطبيعية (نفط غاز فسفاط) و مزيد التفريط في المؤسسات العمومية و الأراضي و لم ينال الشباب الثائر و أبناء الشعب في المناطق الداخلية سوى مزيد من المعاناة و البطالة و التهميش. فلا شعار من الشعارات التي رفعت طيلة مسارها الثوري تحقق على أرض الواقع فعلى العكس من ذلك يقمع و يسجن من يردد ادني شعار اٍجتماعي أو سياسي فكانت الأرضية خصبة و كلّ الظروف في صالح القوى الملتفة على إرادة الشباب الثائر و الشعب الكادح لتواصلت نفس الخيارات اللاوطنية و اللاشعبية و اللاديمقراطية بعد 23 أكتوبرو اٍنتخاب مجلس تأسيسي و كانت الكلمة الأخيرة للمال السياسي و الخطاب الديني الذي تلاعب بشاعر التونسيين مستغلين ضعف الوعي السياسي لدى الجماهير الثائرة,و دون أن ننسى الوعود الاٍنتخابية الكاذبة للشباب بآلاف مواطن الشغل و الرفاهية و الرخاء للشعب التونسي ,و ما رأى الشباب التونسي من عمّال و فلاحين و عاطلين عن العمل إلا مزيد من التفقير و البطالة و تنامي عدم التوازن بين الجهات و نهب ثرواته الوطنية و التعيينات الفوقية القائمة على ولاءات حزبية و سرقة الأموال العامة و اٍستنزافها و تعمّق الفوارق الاجتماعية و إدخال البلاد في دوامة من العنف و القتل و الكراهية باسم الشرعية الانتخابية الوهمية ,و تجريم الاحتجاجات الاجتماعية في سيدي بوزيد و القصرين و الحوض ألمنجمي و توزر و بقية المناطق المحرومة التي اٍنطلقت منها شرارة إسقاط نظام العمالة و السرقة و خيانة إرادة هذا الشعب .إن حكومة الترويكا الحاكمة و المجلس التأسيسي بقيادة النهضة تجاوزا مدّتهما الممضي عليها من أجل إعداد دستور للبلاد و تجاوزت صلاحياته في ذلك و أدخلا البلاد في دوامة من العنف و الإرهاب و تأكّد تورطها في اٍغتيال الشهيد شكري بالعيد و الاعتداء على اٍتحاد الشغل و المناضلين و أخرها أحداث الشعانبي .كلّ هذه السيناريوهات التي تنفذها النهضة لتصرف الجماهير الشعبية على النضال من أجل حقها في الشغل و الكرامة و الحرية و خلق مناخ يصعب فيه الخروج إلى الشارع و الاحتجاج و عودة قانون الطوارئ و وضع الإرهاب في كفّة الميزان الأولي و الاحتجاج من أجل المطالب الاجتماعية في الكفّة الأخرى .مما أدى إلى الحكم بالسجن على العشرات من أبناء الشعب المطالبين بالشغل و التنمية الجهوية العادلة و تراوحت أحكامهم بين 6 أشهر و 6 سنوات .فان الأزمة الحالية استفحلت على جميع المستويات فتدهور المستوى المعيشي للمواطن من ذوي الأجر الأدنى و ارتفاع نسبة البطالة في الجهات المحرومة و الداخلية و اٍحتداد الفوارق بين الجهات أكبر دليل على إن هذه الحكومة فاشلة و لم يكن لها برنامج اٍجتماعي و اٍقتصادي يخرج البلاد من الأزمة التي عانت منها سنوات عديدة قبل حتى سقوط رأس النظام بن علي و سببه الرئيسي هو مزيد التفريط في مقدرات الشعب التونسي و ثرواته و فتح أبواب الاستثمار الأجنبي الاستعماري و فتح السوق أمام الشركات العالمية لمنافسة الإنتاج الوطني و مزيد إغراق البلاد في الديون و رهن البلاد و مؤسساتها العمومية لدى الصناديق الدولية الاستعمارية و الاتحاد الأوروبي ,لكن كلّما احتدم الصراع بين حكومة النهضة العميلة و لشعب الذي يتوق إلى التحرر و الوطني و الانعتاق الاجتماعي تحتمي و تحرك كل أجهزتها و يتقاسمون الأدوار بين روابط حماية الثورة و أجهزة البوليس و السلفية الجهادية و في مرّات حتى الترويكا ذاتها تكون في الصفوف الأمامية للدفاع على الشرعية المزعومة و المنتهية المدّة . فخروج عشرات الملايين في مصر من أجل إسقاط حكم الإخوان و الحسم في الإسلام السياسي و لتشابه سياساتهم و في ركوبهم و اٍلتفافهم على إرادة الشعوب في الأقطار العربية تحت مشروع ما يسمّى بالربيع العربي الأمريكي الصهيوني و القطري من أجل مزيد السيطرة على منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا و الحفاظ على مصالحها لنهب الثروات و اٍستغلال القوى العاملة بأرخص الأثمان و فتح الأسواق من أجل منتجاتها و الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني باعتباره يحمي لوبيات الرأسمال العالمي الذي يتحكم في مصير الشعوب ,فاٍنتفاضة الشعب المصري بعثت للشباب التونسي الروح النضالية من جديد و أطلقت العديد من المبادرات الشّابة مثل "حركة تمرّد" على الشاكلة المصرية أو المبادرات الأخرى مثل "خنقتونا" و "فدينا " و غيرها من المبادرات الشبابية من أجل إسقاط المجلس التأسيسي و كلّ السلط المنبثقة عنه و تأسيسي لمرحلة اٍنتقالية ثانية تكون تحت إشراف حكومة اٍنقاض وطني .و كانت هذه المبادرات شجاعة متحدية كل التهديدات و القمع الممنهج من طرف ميليشيات النهضة و التشويهات التي تطالهم صباح مساء و شجاعة في حالة الجزر وبحث الأحزاب عن الحلول السياسية السلمية و إقصاء الدور التاريخي للشعب الكادح من أجل كسر الأغلال بيده و بنضاله و غضبه ضد المستبدين ليصنع لنفسه مرحلة تاريخية أخرى و يخوض تجارب الثورات التاريخية . إلا أن المبادرات و الحملات الميدانية الشبابية لا تحمل برنامج ثوري واضح و يجمع الشباب التونسي الثائر المناضل على أرضية نضالية تكون عصارة التجارب التي خاضها الشباب التونسي في نضاله ضدّ الرجعية و وكلائهم المحليين و التي تمثلت في النضال ضد فاشية بن علي و الحكومات المتعاقبة العميلة التي حافظت على بقاء النظام بكل خيراته و بشتى الطرق دون وصول الشباب إلى تقرير المصير و تحقيق أهدافهم الثورية حتى يكون سيّدا في وطنه الحر و يحقق كرامته و حرّيته المنشودة ,فهذه المبادرات ستخدم الرجعية في مرحلة متقدّمة من النضال الجماهيري و ستسقط في نفس المربّع الذي سقط فيه الشباب التونسي بعد 14 جانفي و 23 أكتوبر أي المربّع التي رسمته الامبريالية و وكلائهم المحليين المتكالبين على السلطة ,و يقع إسقاط كل حكومة و تنصيب ثانية و هكذا دواليك دون وجود برنامج وطني يخدم أبناء الشعب المنتفض و الثائر يحمله الشباب التونسي و يناضل من اجله . أطلق إلى الشباب التونسي المناضل و الثوري هذه المبادرة الجدية من أجل تأسيس "اٍئتلاف الشباب الثوري" في جميع الجهات في القطر التونسي الذي يحمل برنامج ثوري فيه من المناضلين من أبناء الشعب التوّاقين على التحرر و الوطني و الانعتاق الاجتماعي من عمّال و فلاحين و معطّلين عن العمل و طلبة و تلاميذ .اٍنّ هذه المبادرة قادرة على إدارة الصراع و كسر أغلال الرجعية بوجهها اليميني ألظلامي و المدني و الخروج من مرحلة الاستغلال و الظلم و الاٍضطهاد و فضح جوهر النظام الجاثم على قلوبنا عقود عديدة ممّا أصبح إسقاطه ضرورة ملحّة على و مهمّة رئيسية على عاتق الشباب التونسي . البرنامج • العمل على حلّ المجلس التأسيسي لتجاوز صلاحياته و مدّته المحدّدة دون اٍنجاز المهام الموكلة له من طرف الشعب و إهدار المال العام دون صيغة دستور . • إسقاط الحكومة العميلة الملتفة على إرادة الشعب التونسي و المتاجرة بالدين و الفاشلة في تحقيق الأهداف التي اٍنتفض من أجلها الشعب التونسي . • عرض مشروع الدستور على لجنة وطنية تكون ذات كفاءات وطنية مشهود لها و صياغة دستور يضمن الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و يجرّم التطبيع مع الكيان الصهيوني و شتّى أشكال الخيانة الوطنية. • تشكيل حكومة وطنية مصغّرة العدد تترأسها وجوه وطنية معروفة و لها قبول من الجماهير الشعبية الثائرة و ليس لها ماضي و علاقات مع الدوائر الامبريالية و السائرين في ركابها . • حلّ رابطات حماية الثورة و كلّ الأجهزة الموازية و محاسبتهم على ما اقترفوه من اٍجرام ضد الشعب و المعارضين و النقابيين و الفنانين ,و الكشف عن الأجهزة الإرهابية و المتورطين معهم من شخصيات سياسية • الكشف عن قتلة شكري بالعيد ليس الفاعلين فقط بل من ورائهم من أجهزة و شخصيات و محاسبتهم بالقانون. • محاسبة من أجرم في حقّ الشعب التونسي و شبابه الثائر و سرق أمواله و فرّط في الأملاك العامة من ثروات و أراضي و مؤسسات عمومية. • اٍستقلال القضاء و إطلاق سراح جميع الموقوفين على خلفية الاحتجاجات الاجتماعية و الفرز السياسي دون تتبعات عدلية و رفع المظلمة على من لم يحاكم بعد . • إلغاء كافة التعيينات الفوقية القائمة على الولاء الحزبي و سواء كانت مهام سياسية حكومة أو حتّى بالوظيفة العمومية و إعادة فتح المناظرات الوطنية لتكافئ الفرص بين كافة أبناء الشعب . • وقف اٍستنزاف الثروات الوطنية لصالح المؤسسات الأجنبية من نفط و غاز و شيست و الفسفاط و إلغاء الاتفاقيات التي أبرمت في الخفاء لسرقة مقدرات هذا الشعب . • اٍسترجاع المؤسسات العمومية التي وقع التفريط فيها و الاراضي التي وقع بيعها للقطريين بالمليم الرمزي . • إلغاء الديون أو تجميدها على مدى طويل . • اٍشراك المنظّمات الوطنية التي تهتم بالشأن الاجتماعي و صياغة برنامج وطني و عملي من أجل الخروج من أزمة البطالة و الفوارق الحادّة بين الجهات . • رسم برنامج سريع و اٍستراتيجي للنهوض بالقطاع السياحي و الصناعي و ألفلاحي . • تجميد الاسعار للمواد الأساسية و وقف تصدير الموارد الطبيعية التي يحتاجها الشعب اكتفاءه الذاتي الغذائي . • فتح باب المساعدات عبر الجمعيات النظيفة و الاتحادات الجهوية و المحلية للفئات المسحوقة و المعدومة و المفقرة في اٍنتظار الحلول الجذرية . • إلغاء ديون الفلاحين الصغار و الفقراء و تمتعيهم بقروض جديدة بعيدة المدى من اجل إعادة النهوض بالقطاع ألفلاحي و توزيع الأراضي الفلاحية على الشباب العاطل عن العمل . • تشجيع الشباب على المبادرة و الاستثمار الوطني و رفع كلّ الضغوطات مثل التمويل الذاتي و الضرائب و الفوائد البنكية المغرضة .
إن هذا البرنامج قابل للإضافة و مفتوح للنقاش بين الشباب التونسي الثائر في الجهات بما يراعي خصوصية كلّ جهة و يجب العمل على:
• توزيع هذه المبادرة على جميع الشباب التونسي المناضل و كلّ الفئات و الاطلاع على البرنامج و ثم فتح النقاش الجدّي و تشكيل "اٍئتلاف الشباب الثوري " بطريقة ديمقراطية جماهيرية واسعة مفتوحة على العمّال و الفلاحين و معطّلين عن العمل و طلبة و تلاميذ . • يكون "اٍئتلاف الشباب الثوري " في مقدّمة نضالات الشعب ضد الطغيان و الظلم و الاستبداد و التعريف ببرنامجه للجماهير الشعبية و قيادتها من أجل تكريس قولا و فعلا السلطة للشعب و ليس بيد العملاء و حفنة من مصاصي دماء الشعب و المرتزقة . • عدم العويل على المبادرات الشبابية المأجورة الأخرى التي لا تحمل أي برنامج قادرة على تغيير الأوضاع في صالح أبناء الشعب أو التعويل على مواقف الأحزاب الرجعية أو البيروقراطية التي تنادي بالسلم الاٍجتماعي من اجل إخماد المدّ الثوري. • العمل على إلغاء خطّة الولاة و المعتمدين و التأسيس لمجالس ثورية جهوية و محلية للتسيير الذاتي تكون فيها السلطة للشعب للطع مع مركزية القرار و تحمي المكاسب الثورية للشعب و تحقق أهدافها كاملة . • بعث لجان أحياء تحمي المؤسسات العمومية و أبناء الشعب من كلّ هجوم رجعي مضاد لإرادة الشعب.
إن تأسيس "ائتلاف الشباب الثوري " هي مرحلة متطوّرة و متقدّمة في العمل الثوري و الممارسة لدى الشباب التونسي تنم على الوعي السياسي الجماهيري و الوعي بالعدو الرئيسي الذي يهدد مستقبل ملايين من الشباب التونسي .و تجربة منظّمة في مقاومة المستبدين و الأعداء الطبقيين و قيادة الجماهير الشعبية الثائرة و تأطيرها .ففي ظلّ غياب القيادة الثورية الحقيقة الحاملة لبرنامج ثوري قادر على اٍحتواء نضالات الجماهير الشعبية من عمّال و فلاحين و كلّ سائر المضطهدين و طلبة و تلاميذ من أجل التحرر الوطني و الانعتاق الاجتماعي .فاٍئتلاف الشباب الثوري في ظلّ هذا الوضع الخاص الذي يعيشه القطر التونسي يحمل برنامجه وله من إمكانيات الشباب الثائر المتحمس و الغيور قادر على قيادة الجماهير الشعبية المنتفضة من أجل هدفها الاستراتيجي و هو إسقاط نظام العمالة و الخيانة و تكون فيها السلطة للشعب و الشباب أبناء الشعب الكادح
10/07/2013 إئتلاف شبابي ثوري أم مجلس شعبي ثوري ؟ من الملاحظ و الملموس أنه بعد إغتيال الرفيق محمد البراهمي من طرف القوى الظلامية العميلة و منذ الساعات الاولى من حادثة الإغتيال ان الطبقة العاملة المنتفضة استنهضت نفسها و قررت أن تثور من جديد من أجل إسقاط النظام . لكن تبقى الحركة تعاني من نفس أسباب فشل إنتفاضة 17 ديسمبر – 14 جانفي الا و هي غياب حزب الطبقة العاملة الثوري المكتمل واضح المعالم و الاهداف و البرنامج و تعدد الجبهات السياسية البديلة عن السلطة الحالية . إن مبادرة إئتلاف الشباب الثوري في ضل حالة المد الثوري المتصاعد يجب أن تتحول إلى مبادرة لبناء مشروع الديمقراطية الشعبية خاصة و أن مطلب حل المجلس التأسيسي اصبح مطلبا شعبيا و جماهيريا و شعار ترفعه الطبقة العاملة الثائرة بكل شجاعة و قناعة بإفلاس الديمقراطية البورجوازية و إنتخابات صورية و مزورة تكون فيها الكلمة الأخيرة للمال السياسي القذر الذي يتم ضخه للأحزاب العميلة طرف من القوى الإمبريالية و قوى الهيمنة بالوكالة كقطر و السعودية و تركيا . إن هدف مبادرة الائتلاف الشبابي الثوري عند إطلاقها هي توحيد نشاط الشباب المتمرد و توحيد الشعارات من نفس الأهداف المشتركة مع أن يكتسي ذلك النشاط الميداني طابعا سياسيا واضحا و مضمونا وطنيا و طبقيا بشعارات جماهيرية تتماشى و متطلبات المرحلة و التي تتلخص في إستنهاض الحراك الشعبي و استعادة المد الثوري . لكن في الوقت الراهن و مع الأزمة السياسية المباشرة بعد إغتيال الشهيد محمد البراهمي و ما سينجر عنه من مد جماهيري واسع و خروج الآلاف ثم ملايين من المحتجين ، مع تزايد وتيرة الإحتقان الجماهيري يجب أن يحافظ هذا الإئتلاف الشبابي الثوري على شعاراته و إهدافه الطبقية و أن يدفع بالصراع نحو توسيع دائرة الملتفين حوله من جميع الشرائح ليتحول إلى إئتلاف طبقي من عمال و فلاحين و معطلين عن العمل و كل الفئات المتضررة التي سوف تكون في مقدمة الحراك الثوري يكون شكله النضالي المجلس الشعبي الثوري بقيادة العمال و الفلاحين الفقراء . إن هذه المهام التكتيكية هي ملقاة على عاتق العناصر الثورية الماركسية اللينينية في قدرتها على إدارة الصراع و توجيه المد الثوري و الجماهيري نحو الهدف الإستراتيجي و قدرتها على المزاوجة بين شعاراتها الآنية و الإستراتيجية و قدرتها على مسك اللحظة الثورية التي يجب أن يتغير عندها الكم الى كيف و و الكيف إلى كم لأن حالة الحلقية و العزلة التي تتخبط فيها القوى الماركسية اللينينية و الوهن التنظيمي كيسار برمته تجعل من الصعب بمكان ما مركزة الشعارات و الخطط التكتيكية من أجل توجيه الطبقة العاملة الثائرة بشكل متجانس و ممركز في القطر برمته . سوف تكون هذه التجربة الثورية الجديدة من تاريخ النضال الطبقي في القطر من أجل التحرر الوطني و الإنعتاق الإجتماعي بمكتسباتها من إنتفاضة 17 ديسمبر 14 جانفي اكثر حصانة ضد قوى العمالة و الإستبداد و ضد البيروقراطية و العناصر البورجوازية الصغيرة المتذبذبة و الليبرالية . إن أهم هدف سياسي في هذه المرحلة إستعادة القدرة الكفاحية و النضالية للطبقة العاملة و خلق نواتات أو لنقل جنين الديمقراطية الشعبية عبر المراكمة من إئتلاف شباب ثوري إلى مجالس شعبية ثورية تكون الحجرة أو اللبنة الأولى لمؤسسات الديمقراطية العمالية الشعبية و اداة النضال الطبقي من أجل التحرر الوطني و الإنعتاق و إجتماعي ضد الهيمنة الإمبريالية و الكمبرادور و الإقطاع . يمكن أن نعتبر نجاح تلك اللبنة الأولى حتى و إن أجهض مرة أخرى المسار الثوري و سيطرت الرجعية العميلة مرة أخرى على السلطة السياسية فإن المهم هو استعادة ثقة الجماهير الكادحة في المجالس العمالية الشعبية بقيادة حزب الطبقة العاملة الثوري و حدواها كأداة وحيدة و مثلى لإرساء نظام وطني ديمقراطي جماهيري بديل عن ديمقراطية الأحزاب العميلة و عن إقتصاد النهب الإمبريالي . نؤكد على هذا الهدف الثوري لأنه سوف يكون أهم مكسب للقوى الماركسية اللينينية بعد سيطرة البورجوازية الصغيرة و القوى الليبرالية على تجربة المجلس الوطني لحماية الثورة و إختراقه من طرف الاسلاميين خلال إنتفاضة 17 ديسمبر 14 جانفي ثم الإنحراف به و أجهاضه .
#معز_الراجحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول الإنتفاضة المصرية الثانية :أية شعارات و أية أهداف ؟
-
في ذكرى مئوية ميلاد جوزيف ستالين أنور خوجة - ذكريات - ترجمه
...
-
تروتسكي و التروتسكية داخل الحركة الشيوعية الفرنسية الجزء الأ
...
-
هل تدافع الماوية و هل يدافع الماويون فعلاً عن الرفيق ستالين
...
-
ناظم الماوي و رقصات الديك المفضوح
المزيد.....
-
حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
-
تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا
...
-
تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال
...
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|