|
الجبهة تحيي الذكرى ال 48 لإنتفاضة مارس 1965 الخالدة
جبهة التحرير الوطني – البحرين
الحوار المتمدن-العدد: 4157 - 2013 / 7 / 18 - 12:54
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
إنفجرت الشرارة الأولى لإنتفاضة مارس / آذار المجيدة، في مثل هذه الأيام قبل 48 عاماً (الخميس 11 مارس 1965) في ساحة المدرسة الثانوية للبنين في المنامة العاصمة، وذلك مباشرة بعد إقتحام الحرم المدرسي بواسطة "خيالة" وزارة الداخلية، والإعتداء على الطلاب المنتفضين، مما تسبب في ردود فعل عاصفة من قبل الطلاب، الأمر الذي أدى إلى توحيد المجموعات الطلابية المنتمية لقوى اليسار والقوميين العرب .. حيث إندفعوا خارج أسوار المدرسة، ليتحول الغضب الطلابي العارم إلى مسيرات، إلتحمت بالعمال المتواجدين خارج تلك الأسوار!... هكذا وبهذا المشهد المهيب بدأ التاريخ يسطّر ملحمة نضالية استمرت أشهر عدة، هزت البحرين من أقصاها إلى أقصاها، سقط خلالها ستة شهداء، بجانب الكثير من الجرحى والمعتقلين والمفصولين من العمل والدراسة. كانت شعارات الإنتفاضة تزخر بالمطالب نفسها التي ما فتئت تطالب بها الجماهير في البحرين منذ العقود الأولى من القرن العشرين. بدأت الإنتفاضة عفوية، بحراك وإعتراض على شروع شركة النفط (بابكو) في التخلص من مجموعات كبيرة من العمال، بسبب تطبيق تقنية الأتمنة (عرفت بـ " زيرو ديفيكتس") التي لم تكن في الواقع إلاّ خطة لتكثيف وتركيز الإنتاجية ومصّ قوة العمل إلى درجاتها القصوى! بدأت القصة - المؤامرة - عندما توجهت بعثة رسمية من شركة النفط الامريكية "كالتكس" (الشركة الأم لبابكو) إلى البحرين بهدف دراسة إمكانية تعزيز وضع الشركة الاستغلالي وتوفير ملايين إضافية من البترودولارات، على حساب معيشة آلاف العمال الفقراء وحياة عائلاتهم، الذي سيكونون في مهب الريح ! جاء قرار التخلص من مجموعة كبيرة من العمال كحل سحري للتنمية المالية للأحتكارات، والذي كان يعني انتزاع لقمة العيش من أفواه آلاف مؤلفة من عائلات العمال المسرحين.. كل هذا انطلاقا من منطق رأس المال، الذي يقضي بأقصى رفاهية وتخمة للأقلية الضئيلة وباقصى أرباح ممكنة للشركات الاحتكارية ! لم يعد النضال الوطني إبان إنتفاضة مارس 1965؛ بقيادة البرجوازية الناشئة ، كما كان الأمر في حركة 54 - 1956 (حركة الهيئة)، بل أضحى النضال تعبيراً عن حقيقة موضوعية جديدة.. إذ ازداد ثقل الطبقة العاملة وتنامى وعيها السياسي. ومن هنا فإن إنتفاضة مارس تميزت بطبقيتها - قبل أي شئ آخر- أي أن رأس الحربة كانت الطبقة العاملة، بجانب مشاركة الجماهير الشعبية الواسعة، بالإضافة إلى الحشود الطلابية من الجنسين (مشاركة المرأة كانت ملحوظة). وقد تجسدت أيضا وحدة القوى السياسية التي أُجبرت أن تضع خلافاتها جانبا تحت ضغط عنفوان الحركة الشعبية الواسعة، بشكل غير مسبوق من قبل. لعله من الأمور المهمة أيضاً والتي كشفت عنها انتفاضة مارس 65، هو الترابط الوثيق بين المطلب الوطني والمطلب الاجتماعي– المعيشي، حيث انطلقت الانتفاضة بداية كاحتجاج على فصل عدة مئات من العمال. غير أن المعركة تلك سرعان ما جنحت نحو المواجهة الشاملة للشعب البحريني قاطبة ضد المستعمرين البريطانيين وسلطاتهم الحاكمة. وقد وضع المنتفضون على رأس أجندتهم المطلبية؛ مسألة الاستقلال الوطني، بجانب ضرورة تشييد المؤسسات الدستورية والديمقراطية وضمان الحريات العامة. يقال عادة أن الانتفاضة تلك لم يتمخض عنها تحقيق كامل أهدافها مباشرة ودفعة واحدة.. ولو أنها حققت نجاحات جزئية ومرحلية في حينه .. مثل إعادة العمال المفصولين إلى أعمالهم، وفرض تنازلات ملموسة من السلطات كالسماح بالعودة التدريجية للصحف إلى الصدور، بعد توقف دام عقد من السنين. بجانب أنها - الانتفاضة - تركت آثار عميقة في مجرى النضال الوطني، وعجلت في انتزاع الاستقلال السياسي.. بل أعطت دفعة قوية لتنمية المنظمات الوطنية عدداً وعُدّة، والتفاف جماهيري واضح حولها، الأمرالذي أثبتته نتائج أول انتخابات برلمانية في بلدنا في النصف الأول من سبعينات القرن الماضي، حيث استطاعت قوى اليسار البحريني لوحدها من الحصول على 40 في المائة من النواب، بدون أن نحسب حصول كتلة الوسط (البرجوازية الوطنية) على نسبة لم تقل عن 20 في المائة ! عاشت الذكرى المجيدة لانتفاضة مارس 1965 عاش نضال شعبنا في البحرين من أجل وطنٍ حرٍ وشعبٍ سعيد جبهة التحرير الوطني – البحرين مارس 2013 المنامة - البحرين
#جبهة_التحرير_الوطني_–_البحرين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجبهة تحيي الطبقة العاملة في عيدها الأممي
المزيد.....
-
الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
-
بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند
...
-
لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
-
قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب
...
-
3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
-
إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب
...
-
مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
-
كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل
...
-
تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
-
السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد
المزيد.....
-
واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!!
/ محمد الحنفي
-
احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية
/ منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
-
محنة اليسار البحريني
/ حميد خنجي
-
شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال
...
/ فاضل الحليبي
-
الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
مراجعات في أزمة اليسار في البحرين
/ كمال الذيب
-
اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية
/ خليل بوهزّاع
-
إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1)
/ حمزه القزاز
-
أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم
/ محمد النعماني
المزيد.....
|