|
فضح ما يتحتم فضحه 3
سامح سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 4152 - 2013 / 7 / 13 - 17:22
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
إن الحاكم المستبد القادر على أخصاء وتدجين محكوميه يلقى من الخضوع والأحترام أكثر مما يلقاه الحاكم العادل المتسامح، خاصة فى مجتمعات العنعنه العنينه العابده لسير وأقوال الأسلاف وعقائدهم _ المشكوك فى أنتساب هذه الأقوال إليهم وفى صحة هذه السير، بل وحتى مشكوك فى وجودهم التاريخى _المجتمعات القبليه التى تسودها روح القطعنه والقولبه وأنعدام التفرد والأحساس بعدم الأمان والأنغماس فى الغيبيات وترجى الغير منظور والغير ملموس ، فهذه المجتمعات لا تحترم إلا القوى المسيطر حتى وإن كان غير عادل ، وتخضع لأوامره وتؤمن بقيمه وتروج لأفكاره ، بينما تحتقر الهادئ المسالم المفكر وتتهمه بالضعف والخنوثه وتثور عليه أذا دعاها من هو أقوى ، إن الثورات لا تحدث فى الغالب بسبب الظلم ولكن تحدث عندما تضعف قبضه الأنظمه وتصبح رخوه ولينه وغير صارمه . إن الرهبه والخوف أكثر فاعليه ودوام عن ما يسمى بالحب، فالحب ليس إلا مصطلح هلامى وخدعه قد أبتكرها البشر لأبتزاز وأستنزاف البلهاء والسذج والتعساء والجبناء، ولتبرير رغباتهم وتجميل علاقاتهم القائمه فى حقيقتها على الأستغلال لتسديد الأحتياجات البيولوجيه أو ألأقتصاديه أو النفسيه.ويتجلى ذلك بشده فى مؤسسة ألزواج والأنجاب العشوائى الغير منطقى، فالزواج ليس ما يروج له فى الدراما السطحيه الأستهلاكيه الموجهه والمفسده للعقول،والمتواطئه مع المجتمع للأبقاء على أنحطاطه وهمجيته وتبرئته من جرائمه ولكن الزواج هو نظام أبتكره المجتمع لتقنين وتنظيم شكل من أشكال العلاقات، وأكسبه الشرعيه والجوده والأفضليه ودوام الصلاحيه، بالرغم من شدة ضحالته وأحتوائه بشكله الحالى على العديد من القيم القبليه الأبويه الذكوريه الأستعلائيه الأحتكاريه العبوديه شديدة الحقاره والانانيه، فالرجل يتزوج ليدعم شعوره برجولته وليحققها ويؤكدها ويثبتها أمام نفسه ومجتمعه،وليحصل على الجنس بكثافه وسهوله وبصوره مقبوله، ويمتلك شخص أخر أضعف منه ـ جسدياً وأقتصادياً وأجتماعياً ـ وهو زوجته بعد دفعه ثمنها لأبيها أو لأى ذكر من عائلتها وحصوله على عقد ملكيتها الجنسيه والإنسانيه، ثم أبنائه ليشعر بالقوه والفوقيه والقدره على العقاب والغفران والمنح والمنع. ولكن ما الذى جعل المجتمع بمختلف مؤسساته _ ليس فقط فى البلاد الناطقه بالعربيه بل وحتى الغربيه _ بصفه عامه والرجل بصفه خاصه ينظر إلى المرأه تلك النظره الدونيه ومتى نشأت تلك النظره وهل الوضع الحالى للمرأه هو نفسه ما كان سائداً منذ نشأة الحياه ؟ يجيبنا عن هذه الأسئله الهامه الأستاذ الدكتور أمام عبد الفتاح فى كتابه القيم أفلاطون والمرأه : أغلب الظن أن تطور وضع المرأه فى المجتمع منذ البدايات الأولى للحياه البشريه أرتبط بالملكيه الخاصه ، ففى المراحل التى سبقت ظهور الملكيه سادت الشيوعيه الجنسيه ، ثم كانت هناك فى مرحله من المراحل عادة تقديم الزوجات إلى الضيوف المعرفه لدى شعوب مختلفه مثل الأسكيمو وعادة تبادل الزوجات لكن مع نمو الملكيه الخاصه بدء الرجل يشعر بأهمية عفة الزوجه ونقاء السلاله ، لأنه الأن أصبح يملك ويريد أن يورث ما يملك لأطفال من صلبه ، فلا بد أذن من المحافظه على الزوجه _ ذلك الوعاء الذى ينتج له النسل _ نقيه بحيث أن لا تدخل الأسره دماء غريبه ، وهكذا بدأت تظهر فكرة الحريم وحجب الزوجه عن العيون فلا يراها رجل أخر ، وحتى أذا سارت فى الشارع فلا بد أن تكون محجبه أو منقبه ومن ثم فرض المجتمع النقاب أو الحجاب على المرأه لأسباب أقتصاديه خالصه منذ فجر التاريخ ، ولقد ظهر ذلك فى مجتمع الحضارات القديمه فكان عند اليونان منذ عصر هوميروس بل أمتد حتى الأمبراطوريه الرومانيه ، وعند ظهور المسيحيه ارتدى الحجاب والنقاب ثوباً دينياً ، وأصبح لا يجوز للمرأه المسيحيه أن تسير حاسرة الرأس ، وأذا ظهرت فى الكنيسه على هذا النحو كان لابد من قص شعرها _ أنظر رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس الأصحاح الحادى عشر _ ويؤكد ذلك أيضاً ما يرويه التاريخ الأسلامى من أن عمر أبن الخطاب كان يطوف شوارع المدينه فأذا رأى جاريه محجبه أو منقبه ضربها بالدر ه حتى يسقط الحجاب أو النقاب عن رأسها ، فالتفرقه هنا أجتماعيه وأقتصاديه _ أنظر لسان العرب لأبن منظور المجلد الخامس طبعة دار المعارف _ والأساس فى هذه التفرقه هو أن أرتكاب الزوجه لجريمة الزنا يلوث نسل المواطن وبالتالى ينجبون أطفالاً ليسوا من صلبه يرثون ثروته الماديه والمعنويه ، فى حين أن أثم الزوج لا يؤدى إلى هذه النتيجه ، ومن هنا شددت المجتمعات القديمه كلها على زنا الزوجه حتى كانت عقوبتها الأعدام أو الرجم حتى الموت ، فى الوقت الذى أباحت فيه للرجل أن يمارس الجنس مع الجوارى والبغايا لأن أبن الجاريه أو البغى لا يرث وينسب إلى أمه .
#سامح_سليمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثوره ما بين تغيير الوجوه وتغيير العقول 2
-
الثوره ما بين تغيير الوجوه وتغيير العقول 1
-
أقتباسات هامه جداً
-
فضح ما يتحتم فضحه 1
-
فضح ما يتحتم فضحه 2
-
المجتمع العربى والثوره التى نحتاج اليها 9
-
المجتمع العربى والثوره التى نحتاج اليها 10
-
المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها ( 8 )
-
المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها ( 7 )
-
المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها ( 6 )
-
المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها ( 5 )
-
المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها ( 3 )
-
المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها ( 4 )
-
المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها 1
-
المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها 2
-
الجرائم الجنسيه 1
-
حقائق هامه عن الثقافه العربيه 1
-
المثليه الجنسيه النسائيه فى السينما المصريه ( 1 )
-
أنفجار قنبلة الجنس 1
-
ماذا تعرف عن علم التنميه البشريه ؟ 1
المزيد.....
-
نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها
...
-
انحرفت واستقرت فوق منزل.. شاهد كيف أنقذت سيارة BMW امرأة من
...
-
وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه
...
-
الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن
...
-
ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
-
بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية
...
-
استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا
...
-
الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
-
ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية
...
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|